الخميس, أبريل 18, 2024

الصحافة الكردية تاريخ مجبول بالدم والعرق…محاضرة في قامشلو

القسم الثقافي
قامشلو/ عبدالرحمن محمد-
ضمن فعاليات الأربعاء الثقافي، التي ينظمها اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة، وبالتزامن مع يوم الصحافة الكردية، الذي يوافق الثاني والعشرين من شهر نيسان، ذكرى صدور اول صحيفة  كردية في مصر عام 1898 بالقاهرة، القى الكاتب والناقد عبدالوهاب بيراني محاضرة بعنوان ” الصحافة الكردية تاريخ مجبول بالدم والعرق…من الصحافة الورقية إلى الاعلام الفضائي”، في حديقة القراءة بقامشلو يوم الأربعاء 26نيسان 2023.
المحاضرة وكما يتضح من العنوان تناولت تاريخ الصحافة الكردية وبداياتها وانطلاقتها، وأهميتها وتأثيرها في الواقع الكردي، عبد الوهاب بيراني أشار في بداية محاضرته إلى ظروف انطلاق الصحافة الكردية: “كانت انطلاقة العدد الأول من صحيفة كردستان بمثابة ثورة على القمع والمنع والقهر الذي كانت تمارسه سلطات الاستبداد التركية، وكانت الحامية للتراث الادبي والثقافي والفكري الكردي، وبخاصة ان القاهرة وقتها كانت مركز اشعاع ثقافي كردي”.
بيراني أشار أيضا ان ما يعنيه في هذه المحاضرة بالصحافة الكردية “هي الصحافة التي اهتمت بالشأن الكردي سواء منها المكتوبة بالكردية أو العربية او سواها”، أما ما مرت به من مراحل فكانت محاور المحاضرة وهي: “المرحلة الورقية الثقافية والحزبية الأولى، ومرحلة الصحافة المرئية وانطلاق البث التلفزيوني الذي تميز بالتحرر من الرقابة المستبدة، ثم المرحلة الثقافية الثانية في التسعينيات من القرن الماضي ونشر الأعمال والنتاج الثقافي والادبي وظهور الصحافة  المهتمة بالمرأة والطفل، ومن ثم الصحافة أو الاعلام الالكتروني بكل ايجابياته وسلبياته.
المحاضر عبدالوهاب بيراني تطرق في جانب آخر من محاضرته إلى موضوع الصحافة والسلطة وميزات الصحافة الكردية في جانييها السلبي والايجابي، وقال في هذا الجانب: “قطعت الصحافة الكردية أشواطاً طويلة ومراحل من المد والجزر ولتتوج رحلتها بأعلام مسموع ومرئي وعبر  فضائيات متنوعة، وبلغات متعددة، بعد أن أسست وكالات انباء ونشطت في مجالات اعلامية متعددة وكان للمرأة اعلامها الخاص وللطفولة أيضا واستطاعت ان تصل صوت المجتمع إلى العالم ولم يبقى أسير جغرافية ضيقة بالكاد كان يتم تغطيتها من خلال نشرات ومطبوعات ورقية، ويستمر الأعلام الكردي في أداء دوره التنويري والتوعوي مؤسساً مكانته المتميزة على أرض صلبة نحو فضاء مفتوح وشاسع”.
وعن صحيفة روناهي كصحيفة رائدة في الصحافة الكردية قال بيراني: “ليس مصادفة ان تستمر تسمية “روناهي” مضيئة عتمة فضاء الاعلام الكردي…وان تستمر “روناهي” بشكلها الورقي الجديد وبعد مائة وخمسة وعشرين عاماً، ومن الأرضية السورية ومن الواقع الكردي محاولة ان تتلمس طريق النور نحو الحقيقة”.
عبد الوهاب بيراني اختتم محاضرته بالإشادة بالصحافة الكردية موضحا انها صحافة مجتمعية في أغلب تفاصيلها وتوجهاتها، بسيطة فيما تتناوله من قضايا هامة دون تكلف، مبينا انها من أكثر الصحافات والجهات الإعلامية التي تعرضت للمنع والاستبداد والقمع، وأنها دفعت الكثر من الدماء والعرق في سبيل ذلك، حتى امتزج الدم بالعرق والحبر.
وأعقب المحاضرة نقاشات وفيرة عن واقع وطموحات وعقبات الصحافة يشكل عام والصحافة الكردية بشكل خاص.

​الثقافة – صحيفة روناهي