الجمعة, مارس 29, 2024
منبر التيارات السياسية (بيانات)

اليساري الكردي يدعم ويساند مبادرة الإدارة الذاتية لحل الأزمة السورية، ويؤكد على محاور رئيسية تشكل مفاصل الأزمة السورية

مكتب الإعلام:

أصدر الحزب اليساري الكردي في سوريا اليوم الخميس 27 نيسان 2023 بياناً إلى الرأي العام أكد فيه على دعمه ومساندته لمبادرة الإدارة الذاتية الديمقراطية لحل الأزمة السورية، كما أكد الحزب في بيانه الذي صدر باسم المكتب السياسي للحزب على محاور رئيسة الوطني والديمقراطي والاقتصادي والاجتماعي والتي تشكل مفاصل الأزمة السورية وكانت أسباباً رئيسية لها؛ وفيما يلي نص البيان:

بيان إلى الرأي العام

في ظروف مشروع تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري الذي يقوده ما يعرف بمحور أستانا المؤلف من كل من روسيا وإيران وتركيا والنظام السوري والاجتماعات العديدة التي جرت من أجل وضع هذا المشروع قيد التنفيذ بعيداً عن إرادة الشعب السوري، وما يحمله هذا المشروع من مخاطر جسيمة على سوريا وشعبها بمختلف انتماءاتهم القومية والدينية.

وبالتزامن مع المساعي التي تبذل من أجل انفتاح عربي على النظام السوري وإعادة العلاقات بين الدول العربية والنظام السوري وإعادته إلى جامعة الدول العربية مع استمرار الأزمة السورية ومعاناة جميع السوريين حيث استشهد مئات الآلاف مع وجود مئات الآلاف من المعتقلين والمفقودين وهجرة نصف الشعب السوري من بيوتهم وتدمير البنية التحتية للبلاد.

فقد أصدرت الإدارة الذاتية الديمقراطية بتاريخ 18/4/2023م مبادرة أكدت فيها على رؤيتها وموقفها لحل هذه الأزمة، وقد أكدت في مبادرتها على /9/ أسس رئيسية يتم من خلالها التأكيد على مسارات الحل السياسي للأزمة، وأن الحل يجب أن يكون سياسياً من خلال حوار وطني ديمقراطي بين الأطراف المختلفة، وأن الحوار يجب أن يكون سورياً – سورياً.

إننا في الحزب اليساري الكردي في سوريا إذ ندعم ونساند بقوة مبادرة الإدارة الذاتية الديمقراطية بجميع نقاطها فإننا نؤكد على المحاور التالية التي تشكل مفاصل الأزمة السورية، وكانت أسباباً رئيسية لها:

1- المحور الوطني:

سوريا دولة متعددة القوميات والأديان والمذاهب كالعرب والكرد والسريان والآشوريين والأرمن والتركمان والشركس والشيشان وغيرهم، وهذا التشكيل الجميل يشكل غنى وقوة لسوريا، غير أن الأنظمة والحكومات المتعاقبة على حكم سوريا لم تعر هذه الحقيقة أية أهمية، بل بالعكس من ذلك فقد أصرت على عدم الاعتراف بها، ووضعت المشاريع والخطط لإذابة هذه القوميات في بوتقة القومية العربية، ومع الأسف لم يقتصر هذا الموقف على الأنظمة والحكومات، بل امتد إلى جميع أطراف المعارضة السورية التي كانت مواقفها متشابهة مع موقف الأنظمة، ولم تستطع هذه المعارضة وضع برامج ومشاريع لحل هذه القضية الأمر الذي عقد الموقف أكثر فأكثر.

إننا إذ نؤكد على ضرورة حل القضية القومية للشعب الكردي، بكونه شعباً أصيلاً يقيم على أرضه التاريخية وليس ضيفاً، ووفقاً للقوانين والمواثيق الدولية والحقوق القومية والديمقراطية لكل المكونات السورية الأخرى في إطار الدولة السورية الديمقراطية وحدودها الدولية، فإننا نؤكد في الوقت نفسه بأن التنكر لذلك لن يؤدي إلى حل حقيقي للأزمة السورية، وفي الوقت نفسه أيضاً فإننا نعترض على اعتبار البعض بأن حل مسائل المكونات ترسم لسوريا مستقبلاً من نمط (الديمقراطية التحاصصية) كما في العراق أو لبنان، وأن ذلك يؤدي إلى تقاسم النفوذ والسلطة بين أمراء الطوائف والقوميات، وأمراء الحروب ضمن نموذج فيدرالي ربما على الطريقة السويسرية.

إن مثل هذا الموقف يتعارض مع حقوق الشعوب المضطَّهَدة ويعزز من حرمانها في التمتع بحقوقها القومية والديمقراطية وتطوير لغاتها وثقافاتها التي تتم في الإطار الوطني السوري خاصة أن حل قضية القوميات يتم عبر عملية ديمقراطية حقيقية يحميها القانون والدستور وحقوق الإنسان وقيمه العليا، ومثل هذا الحل لسوريا الديمقراطية – التعددية – اللامركزية هو الذي يحمي سوريا من أي توجه انفصالي، ويحمي سوريا والشعب السوري من تقاسم النفوذ والسلطة بين أمراء الطوائف والقوميات وأمراء الحروب، وبالتالي فإن معظم شعوب العالم تتمنى الديمقراطية زحل مسائل القوميات وفق الطريقة السويسرية.

2- المحور الديمقراطي:

إن السنوات الطويلة من التفرد بقيادة الدولة والمجتمع في ظل الأحكام العرفية وحكم المخابرات والعسكر هي التي قادت البلاد إلى ما هي عليه من خراب وتدمير وقتل وسفك للدماء، وعليه فإن المسألة الديمقراطية بما توفره من الحريات الأساسية، حرية التعبير عن الرأي حرية الصحافة، حرية التنظيم والإضراب، والمساواة والمشاركة في إدارة الدولة والمجتمع هي المسألة المفتاحية لحل الأزمة السورية، بل وأزمات جميع دول المنطقة، ولذلك فإننا نؤكد على ضرورة تغيير بنية النظام الديكتاتوري والإتيان بالبديل الديمقراطي، وعلى أن تكون سوريا المستقبل سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية، ونرى أيضاً بأن نموذج الإدارة الذاتية يمكن أن يكون نموذجاً لكل سوريا (سوريا لجميع السوريين).

3- المحور الاقتصادي والاجتماعي:

لقد سيطر النظام على السلطة والثروة في آن واحد، وانتشر الفساد في كل مفاصل الدولة والمجتمع، ما أدى إلى تشكل القطط السمان من جهة وانتشار الفقر على نطاق واسع في سوريا، وعلى ذلك لا يمكن إيجاد أي حل للأزمة السورية دون إيجاد الحلول المناسبة للوضع الاقتصادي والاجتماعي، وأن هذا المحور يجب أن يأخذ مكانه المناسب في أي حوار لحل الأزمة.

إن الثروات الطبيعية هي ثروات وطنية وهي ملك للشعب السوري، وأكدت مبادرة الإدارة الذاتية على ذلك بوضوح كامل، وإلى جانب ذلك يجب أن تأخذ مواضيع تحسين المستوى المعيشي للشعب ومحاربة الفساد وعدالة توزيع الثروة مكانه المناسب في حوارات حل الأزمة.

4- القرار الدولي رقم /2254/ هو مكسب للشعب السوري، ويجب أن يكون أساس الحل، وعلى المجتمع الدولي والدول العربية العمل من أجل ضمان تنفيذ هذا القرار الذي يجب أن يكون موجوداً في أية حوارات سورية – سورية، وبالتالي فإن الاتفاقات التي تم التوصل إليها من قبل محور أستانا، وبما في ذلك اتفاق تطبيع العلاقات بين تركيا أردوغان والنظام السوري لا تمثل إرادة الشعب السوري.

5- إنه من نافلة القول أن يتم استبعاد القوى الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة وأخواتهما من أي حوار لحل الأزمة السورية، وأن يتم محاربتها من قبل جميع الأطراف.

6- الحل السياسي والحوار بين الإدارة الذاتية والنظام السوري والمعارضة الوطنية الديمقراطية (الحوار السوري – السوري) برعاية دولية يجب أن يكون منطلق وأساس الحل، وقد أكدت مبادرة الإدارة الذاتية الديمقراطية على ذلك بما يكفي من الوضوح، وعلى المجتمع الدولي والدول العربية إدراك أن فرض أي حل مع استمرار أسباب الأزمة غير ممكن وغير قابل للتحقيق، وعليها العمل على توفير الشروط التي لا بد منها من أجل إنجاز المهمات الضرورية لحل الأزمة، وفي مقدمتها تأمين هذا الحوار.

27/4/2023م

المكتب السياسي

للحزب اليساري الكردي في سوريا

ظهرت المقالة اليساري الكردي يدعم ويساند مبادرة الإدارة الذاتية لحل الأزمة السورية، ويؤكد على محاور رئيسية تشكل مفاصل الأزمة السورية أولاً على الحزب اليساري الكردي في سوريا.