المرصد: السلطان يستغل انشغال المجتمع الدولي بالهدنة والآستانة ليواصل ارتكاب مجازره بحق أبناء الشعب السوري في منطقة الباب
كورد أونلاين تاريخ النشر: 16 يناير، 2017كذلك أسفرت الضربات الجوية والمدفعية التي ارتفعت وتيرتها بعد أول هزيمة تلقتها القوات التركية على يد التنظيم، عن إصابة أكثر من 2300 شخص بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض لإعاقات دائمة، فيما تشهد مدينة الباب دماراً في مساحات واسعة من الأبنية والمرافق العامة وممتلكات المواطنين، جراء هذا القصف المتواصل، على المدينة التي يقطنها عشرات آلاف المواطنين الذين تركوا لمصيرهم بين مطرقة القوات التركية وقوات “درع الفرات” وسندان تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وكأن فرمان الموت الجماعي صدر، وكأن المجتمع الدولي جمهور متفرج. يختلف المشهد داخل مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” ومحيطها المحاصر بمدافع النظام التركي وسماءها المغطاة بطائرات الاستطلاع والقتل، في حين لا اختلاف في الاتفاق على الضحية، ومن هناك سوى المدنيين من أبناء الشعب السوري ليجري إشباع شراهة القتل والتقتيل بجثثهم ودماءهم.
ما كانت الدماء قد جفت، ولم تكن مدافع وطائرات نظام بشار الأسد وروسيا والتحالف الدولي وآلة الحرب في سوريا، قد كفت عن توزيع الموت اليومي على السوريين، حتى دخلت طائرات وآليات وصواريخ ومدافع النظام التركي، لتمارس الإجرام بحق المدنيين السوريين، بدعاوى أطلقتها مسبقاً لتبرر لنفسها ما هو آت من قتل، فكانت الذريعة الأساسية له وجود تنظيم “الدولة الإسلامية” في هذه المناطق.
فمع استمرار التوغل التركي نحو مدينة الباب وفي عمق الأراضي السورية بعد سيطرتها على ما تبقى من مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، بإسناد من الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة ضمن عملية “درع الفرات”، ارتفعت الخسائر البشرية نتيجة قصفها المدفعي والصاروخي وقصفها الجوي على مدينة الباب وريفها وبلدتي تادف وبزاعة ومناطق أخرى قريبة منها، خصوصاً بعد بدء الهدنة التركية – الروسية في سوريا، والتي حصلت تركيا من خلال هذا الاتفاق على الضوء الأخضر الروسي الذي يسمح لها بالتقدم نحو مدينة الباب والسيطرة عليها، وطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” منها، في أعقاب الاتفاق على تهجير نحو 27 ألف شخص من بينهم أكثر من 7 آلاف مقاتل من مربع سيطرة الفصائل في القسم الجنوبي الغربي من مدينة حلب نحو ريف حلب الغربي، ولأن هذا التقدم والسيطرة على مدينة كبيرة وذات استراتيجية سيتيح المجال أمام القوات التركية لمنع استغلال قوات سوريا الديمقراطية ثغرة الباب والسيطرة عليها، والتي ستمكن قوات الأخير، من وصل مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية ببعضها في المقاطعات الثلاث “الجزيرة – كوباني – عفرين”
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان في الفترة الممتدة من الـ 24 من شهر آب / أغسطس من العام الفائت 2016، تاريخ دخول القوات التركية وقوات “درع الفرات” الأراضي السورية في الريف الشمالي الشرقي وسيطرتها على جرابلس وحتى اليوم الـ 16 من كانون الثاني / يناير من العام 2017، وثق ارتفاع أعداد الشهداء إلى 332 بينهم 76 طفلاً دون سن الثامنة عشر و43 مواطنة فوق سن الـ 18، بالإضافة لإصابة المئات بجراح متفاوتة الخطورة وبعضهم أصيب بإعاقات دائمة، جراء قصف للقوات التركية وغارات من الطائرات التركية على عدة مناطق كان يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” ومناطق أخرى لا يزال يسيطر عليها بريف حلب الشمالي الشرقي.
كذلك أسفرت الضربات الجوية والمدفعية التي ارتفعت وتيرتها بعد أول هزيمة تلقتها القوات التركية على يد التنظيم، عن إصابة أكثر من 2300 شخص بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض لإعاقات دائمة، فيما تشهد مدينة الباب دماراً في مساحات واسعة من الأبنية والمرافق العامة وممتلكات المواطنين، جراء هذا القصف المتواصل، على المدينة التي يقطنها عشرات آلاف المواطنين الذين تركوا لمصيرهم بين مطرقة القوات التركية وقوات “درع الفرات” وسندان تنظيم “الدولة الإسلامية”.
“المرصد”
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=2824