قال الناطق باسم وحدات حماية الشعب، نوري محمود، إن المناطق الكردية في “روج آفا” هي هدف تركيا الأول الآن ولكن ستتبعها حلب، الموصل وكركوك، مشيراً إلى أن الرئيس التركي رجب أردوغان تلقى الضوء الأخضر في بعض الأماكن.
وأوضح نوري محمود في تصريحات لوكالة هاوار” أنّهم يأخذون تهديدات حكومة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية لشمال وشرق سوريا على محمل الجد”.
وقال محمود إن أردوغان “يريد القضاء على مشروعهم من جهة وإعادة خريطة الميثاق الملّي من جهة أخرى”. مشيراً إلى أنّ “الحرب مهمةٌ لهذا النظام ليتمكّن من الاستمرار بفرض حالة الطوارئ في تركيا وإلزام جميع الأطراف المعارضة له بالصمت من خلالها. ولهذه الأسباب فإنّ هذه التهديدات جديّة جداً”.
أردوغان تلقى الضوء الأخضر في بعض الأماكن
وأكد محمود أنه “أكثر من كونه مجرد احتمال، فإنّ أردوغان يبذل قصار جهده لإقناع العالم بشنّ هذا الهجوم” وقال “إنّ تركيا مرشّحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، كما أنّها عضوة في الناتو. وهي تريد استغلال هذا الأمر والاستفادة منه. فحتّى لو لم تكن لديها الإمكانيات الكافية فستشنّ هذه الحرب بالاعتماد على أوروبا والناتو. سيهاجم أردوغان ما إن تتاح له الفرصة، وبطبيعة الحال هو يتحدّث عن هذا. وعلى ما يبدو فإنهم قد تلقّوا الضوء الأخضر في بعض الأماكن”.
وأشار محمود إلى أن “هدف أردوغان هو إعادة بناء خريطة الميثاق الملّي من جديد، ثمّ الانتقال إلى الخريطة العثمانية”. مؤكداً أن “المناطق الكردية في روج آفا هي هدفه الأول الآن ولكن ستتبعها حلب، الموصل وكركوك”.
وحول عمليات توطين اللاجئين التي أعلن عنها أردوغان قال محمود “قبل الآن استقدموا كل هؤلاء اللاجئين من الغوطة والمناطق الأخرى وقاموا بتوطينهم في عفرين، نفّذوا علميات التغيير الديمغرافي في المناطق المحتلة. كما نشروا فيها أيضاً المرتزقة الدوليين. فعلى سبيل المثال تمركز في هذه المناطق أبو بكر البغدادي، أبو إبراهيم القريشي والعديد من زعماء داعش، القاعدة، الإخوان المسلمين. كما تمركزت فيها مجموعات تركية بأسماء مختلفة ولهذا فهي تريد تطبيق ذات الأمر الآن في مناطق الإدارة الذاتية. يعلم العالم أيضاً أنّه يوجد في مناطقنا أكثر من مليونين ونص مليون لاجئ سوري من محافظاتٍ مثل دير الزور، حمص، إدلب ودمشق. إذ أنّ أربعين بالمئة من سكان سوريا يعيشون في هذه المناطق. ولهذا ينبغي أن يعود هؤلاء اللاجئون إلى منازلهم وليس إلى المناطق التي تخضع للتغيير الديمغرافي. وإحباط الذرائع التي يتذرّع بها أردوغان مثل القدرة على تأمين الحدود، إعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا، والقضاء على المشروع الذي استطاع ضم المجتمع السوري تحت لوائه وأصبح أملاً للشعب السوري”.
وأشار نوري محمود إلى موقف حكومة دمشق والقوى الضامنة في المنطقة وقال “لا تملك حكومة دمشق الإرادة الكافية للقيام بشيء. تتمركز بعض القوات السورية في مناطقنا الآن بفضل روسيا، وهذا بوساطةٍ روسية. لأنّها أكثر من كونها قوات تابعة للنظام فهي تابعة للقوى الضامنة روسيا، أمريكا أو التحالف الدولي. بعد حرب سري كانيه تم عقد اتفاق تتحرك وفقه هذه الدول الضامنة. وينبغي أن يتولّوا مهامهم”.
ونقلت صحيفة “العربي الجديد” أمس الأثنين عن مصدر مطلع في “الجيش الوطني السوري” المعارض الموالي لتركي، إن الجانب التركي أبلغ قادة الفصائل بتأجيل العملية العسكرية في شمال سوريا إلى أجل لم يحدد بعد، خلال الاجتماع الذي جرى، مساء السبت، في منطقة حوار كلس على الحدود السورية التركية.
رفض إقليمي ودولي لأي تغيير على خريطة السيطرة في شمال سوريا
وأشارت الصحيفة إلى أن الرفضين الإقليمي والدولي لأي تغيير على خريطة السيطرة على طول الشمال السوري، قد دفعا أنقرة إلى تأجيل عمليتها العسكرية المعلنة شماليّ سوريا.
والسبت أعربت وزارة الخارجية الإيرانية عن معارضتها لأي نوع من الإجراءات العسكرية التركية في سوريا والعراق، بحسب وكالة “إرنا” الرسمية.
والثلاثاء الفائت قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن أي هجوم جديد في شمال سوريا سيقوض الاستقرار الإقليمي بدرجة أكبر، ويعرض الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية للخطر.
والأثنين الفائت أعلن الرئيس التركي عن اطلاق عملية عسكرية تركية جديدة قريبا في شمال سوريا تهدف إلى ضمان “منطقة آمنة” لأنقرة بعرض 30 كيلومترا عند حدودها.
وصعدت تركيا مؤخراً من قصفها على مناطق بشمال سوريا حيث أعلن المركز الإعلامي لقوّات سوريا الديمقراطية “قسد” الجمعة أن “المناطق السكنية والمرافق المدنية في بلدة زركان / أبو راسين وناحية شيراوا جنوب عفرين تتعرض منذ صباح الجمعة إلى قصف عشوائي من قبل المدفعية التركية.
يذكر أنه في الـ 18 من آذار 2018 بداء الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية الموالية له عملية عسكرية “غصن الزيتون” في عفرين وبعد نحو 60 يوماً من معارك مع وحدات حماية الشعب “الكردية” سيطرت على مركز مدينة عفرين الكردية بالإضافة إلى العديد من النواحي والقرى.
وعقب سيطرة الجيش التركي والفصائل الموالية له على المنطقة هُجر معظم سكان عفرين من الكُرد، ويقطن نصف المهجرين في مخيمات بريف حلب الشمالي، على بعد كيلومترات من مسقط رأسهم.
وفي الـ 9 من أكتوبر/ تشرين الاول 2019, اجتاح الجيش التركي والفصائل الموالية له مدينتي تل أبيض وسري كانيه/ رأس العين والمناطق المحيطة بهما بمسافة تقدر بأكثر من 130كم على طول الحدود السورية التركية, وبعمق يصل إلى 30 كم, ولاقت العملية العسكرية التركية “نبع السلام” اعتراضات على المستوى العربي والعالمي.
كورد أونلاين + وكالات
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=3629