السبت, فبراير 22, 2025

بيان الحزب اليساري الكردي في سوريا حول لجنة الحوار الوطني في سوريا

بيان:

بعد أن سيطرت هيئة تحرير الشام وحلفاؤها على السلطة في دمشق، قدمت وعوداً معسولة إلى السوريين، حيث أكدت على أن الحكم في سوريا سيكون تشاركياً، وأن كافة المكونات ستشارك فيه، ثم وعدت بعقد مؤتمر حوار وطني سوري سيشارك فيه ممثلو الشعب السوري بكافة أطيافه، ثم أجلت موعد عقد المؤتمر بحجة أن الظروف غير مهيأة، وأنه سيعقد بعد أن يتم التحضير له بشكل مناسب، ومعروف أن قمة العقبة التي انعقدت صبيحة استيلاء الإدارة الجديدة على السلطة كانت قد أكدت على ضرورة إشراك كافة المكونات السورية في عملية التغيير، كما أن المجتمع الدولي برمته يؤكد بدوره على الانفتاح على جميع المكونات السورية، وإشراكها في القرار السوري.

فوجئنا في /11/ شباط الجاري أن الإدارة الجديدة قد شكلت لجنة تحضيرية للحوار الوطني السوري مؤلفة من /5/ أعضاء من لون واحد استبعدت منها تمثيل مكونات رئيسية من الشعب السوري وبخاصة الكرد والعلويين والدروز، والديمقراطيين والتقدميين من المكون السني، وقوى المجتمع المدني والتشكيلات الاجتماعية المختلفة.

إن الإدارة الجديدة في سوريا بتشكيلها اللجنة التحضيرية للحوار الوطني السوري بهذا الشكل تكون قد تجاوزت كل الحقائق السياسية والاجتماعية والثقافية على الأرض في سوريا، ويكشف ذلك عن عقلية شديدة المركزية والتفرد بالقرار وبالحكم لا تختلف عن عقلية النظام السابق، إنها عقلية الإقصاء والتهميش والإنكار التي لا يمكنها إحقاق الحقوق وتوفير والاستقرار في البلاد، ولا تعكس واقع التعددية السياسية والقومية والثقافية للشعب السوري لأنها لا تضمن تمثيلاً حقيقياً لجميع المكونات السورية بالنظر لأهمية ذلك في إنجاح أي حوار جاد لإيجاد الحلول الحقيقية لمختلف القضايا السورية.

جاء تشكيل لجنة الحوار بهذا الشكل مخيباً للآمال، لأنه إذا كانت المقدمات الخاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة، فإن نتائج الحوار الذي ستجريه هذه اللجنة ستكون على شاكلة تشكيلتها الإقصائية، ولن تؤدي إلى توحيد كلمة السوريين، وبناء سوريا جديدة لكل أبنائها.

جاءت تصريحات الناطق باسم اللجنة التحضيرية المدعو حسن الدغيم التي تهجم فيها على قوات سوريا الديمقراطية بأنها لا تمثل مكونات شمال وشرق سوريا وأكد بأنه لن يتم دعوة القوميات والأحزاب لتؤكد على التوجه الإقصائي، والتوجه نحو التفرد بالقرار السياسي، في وقت أصبحت فيه قوات سوريا الديمقراطية الأمل لمعظم أبناء الشعب السوري على اختلاف انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية، بعد أن حررت معظم الأراضي السورية من تنظيم داعش، وقضت على دولة الخلافة الإسلامية المزعومة، وتقاوم فيه بشجاعة الاحتلال التركي للأراضي السورية، وأن القوميات والأحزاب السياسية هي أساس التشكيلات الاجتماعية والسياسية والثقافية السورية، خاصة أن سوريا دولة متعددة القوميات والأديان والمذاهب. إن هذه التصريحات تؤكد بأن ما يجري لن يكون قطعاً مؤتمراً لحوار وطني، بل سيكون مؤتمراً إقصائياً يكرس سيطرة لون واحد لا يمثل المكونات السورية وسيعكس بنتائجه وقراراته توجه الإدارة الحالية فقط.

إن تشكيل لجنة الحوار الوطني السوري بهذا الشكل والتصريحات الصادرة عن الناطق باسمها يؤكد بأن تركيا هي من تقرر في سوريا، وسيعكس المؤتمر توجهات تركيا التي تتغلغل الآن في جميع مفاصل الوضع السوري.

إننا نطالب بإعادة النظر في تشكيل لجنة الحوار الوطني السوري الحالية، وتشكيل لجنة تعكس الواقع الحقيقي للشعب السوري، كما نطالب باستبعاد المدعو حسن الدغيم عن رئاستها بسبب تصريحاته المستفزة التي تتعارض مع صفة حكم على الحوارات الديمقراطية بين السوريين، وندعو كافة المكونات والقوى والأحزاب السياسية إلى التضامن والضغط من أجل تشكيل لجنة حوار وطني سوري حقيقية.

15/2/2025

اللجنة المركزية

للحزب اليساري الكردي في سوريا

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية