الخميس, فبراير 20, 2025

“بي خوين” عيد ديني إيزيدي يدعو للسلام من خلال ربط المجتمعات بالطبيعة

يستعد المجتمع الإيزيدي لاستقبال عيد “خدر إلياس” أو “بي خوين” في حلب، وسط أجواء من الألفة والتعاون بين الأهالي وتقاطع الأمنيات بصدد إحلال السلام وتحقيق أُمنية العودة الكريمة إلى عفرين المحتلة.
تملأ الأم نجاح سليمان بصدى صوتها الأرجاء وهي تغني أغنية “Derwîş Ebdî” التراثية، بينما تحمّص برفقة عدد من أقرانها الحبوب والبذار كأحد مراحل صناعة “البي خوين”، وسط إشعال الشموع وتمني الأمنيات، في البيت الإيزيدي بحلب، كإحدى طقوس استقبال عيد “خدر إلياس”.
تتعاون النسوة المجتمعات في البيت الإيزيدي بحلب على تنقية المواد الأولية الداخلة في صناعة “البي خوين” من الشوائب، إلى جانب نسوة أخريات يقمن بتحميص المقادير مع استشارة الأكبر سناً للوصول إلى الدرجة المناسبة من التحميص.
ويتحضر الإيزيديون في سوريا والعالم لإحياء عيد “خدر إلياس” أو “بي خوين”، والذي بدأت طقوسه منذ 4 آلاف عام قبل الميلاد، وتدل على موسم خصوبة الأرض والزراعة. وقد رصد مراسل وكالة أنباء هاوار تحضيرات استقبال العيد في حي الشيخ مقصود بحلب.
وعادة ما تقام المناسبة في يومي الخميس والجمعة الأولين من شهر شباط بالتوقيت الشرقي (الكرمانجي). وبحسب المعتقد الإيزيدي فإنه يحرّم في هذا العيد ذبح الأضاحي وإراقة الدماء والصيد، ومن هنا أتت تسمية “بي خوين” أي بلا دماء باللغة الكردية، وتتضمن أيام ما قبل العيد صوماً بغير فرض للإيزيديين.
كما ويُعدّ “بي خوين” الطعام الخاص بهذا العيد فيتكون بحسب أبناء المجتمع الإيزيدي في حلب من طحن سبعة أنواع أو أكثر من البذور المحمصة التي يمكن التنويع فيها، وفي البيت الإيزيدي كانت عبارة عن “البرغل، الفول، الشعير، الحمّص، الكمون، الكزبرة، الذرة، الفستق، دوار الشمس، والعدس” وتطحن باستخدام “الرحى” الحجرية اليدوية.
بينما يشار إلى اسم “خدر الياس” بصفته شخصية سماوية خالدة وفق المعتقد الإيزيدي، حيث عرف قديماً كملاك للزراعة والمطر، لذا فإن للعيد علاقة بالزراعة والإنبات، حيث بحلوله يوشك موسم زراعة الحبوب والبذار على الانتهاء، وتبدأ دورة خصوبة الأرض ومد البذار التي وضعت في التربة جذورها.
ومن المقرر أن يقيم أبناء المجتمع الإيزيدي في مدينة حلب احتفالية في يوم الخميس المصادف لـ 13 شباط الجاري.
ويعد ذا طابع خاص لدى الشبّان والشابات، وحسب المعتقد الإيزيدي، فإنه عندما يتناول غير المتزوجين “البي خوين” المضاف إليه الملح قبل النوم، يلتقوا في الحلم بأنهم شربوا الماء من أيدي “شريكهم أو شريكتهم” في الحياة وتتوج العلاقة بالزواج.
حول ذلك تستهل الأم خاتون جمو حديثها بتهنئة كل أبناء وبنات المجتمع الإيزيدي في سوريا والعالم بقدوم عيد “خدر إلياس”، متمنيةً أن يكون عام السلام والعودة الآمنة إلى عفرين.
وتشير خاتون إلى أن عملية الإعداد تتم بطقوس تملؤها المحبة والوئام وسط تعاون من قبل النساء كافة للتحضير للعيد. في حين تختتم خاتون حديثها بالتأكيد على أن المجتمع الإيزيدي، وعبر مناسباته الدينية والاجتماعية، يرتبط بشكل وثيق مع الطبيعة ويعتمد على التقلبات الفصلية ومواعيد الزراعة والحصاد لتحديد مواعيد الأعياد.

 

​المصدر| صحيفة روناهي

شارك هذه المقالة على المنصات التالية