الأحد 17 آب 2025

تقرير: معاناة الكرد المهجرين من تل أبيض بعد الاحتلال التركي

منذ أن سيطرت القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها على مدينة تل أبيض وريفها في أكتوبر/تشرين الأول 2019 ضمن ما يسمى بعملية “نبع السلام”، يعيش آلاف السكان الأصليين من الكرد في حالة تهجير قسري، محرومين من العودة إلى منازلهم وأراضيهم، التي استولت عليها الجماعات المسلحة التابعة للائتلاف السوري المعارض والمدعومة تركيًا.

تهجير قسري وتغيير ديمغرافي

وفق شهادات سكان نازحين ومنظمات حقوقية، فقد تم تهجير ما لا يقل عن 30 ألف كردي من سكان تل أبيض وريفها باتجاه مناطق الإدارة الذاتية أو مخيمات اللجوء في شمال الحسكة والرقة، فيما تم توطين عائلات من مناطق أخرى، أغلبها من ريف دمشق وحمص وحماة، في منازل ومزارع الكرد المهجرين.

الميليشيات المسيطرة – وأبرزها “فرقة الحمزة”، “أحرار الشرقية”، و”الجيش الوطني السوري” – قامت بعمليات استيلاء منظمة على الممتلكات، تشمل:

مصادرة منازل وتحويلها إلى مقرات عسكرية أو منحها للوافدين.

نهب المحاصيل ومحتويات البيوت.

الاستيلاء على الأراضي الزراعية بالقوة أو بتزوير وثائق “تمليك”.

انتهاكات ممنهجة

يشكو المهجرون من تعرضهم للتهديد بالقتل أو الاعتقال في حال محاولتهم العودة إلى مناطقهم. وتشير تقارير إلى تنفيذ حملات اعتقال طالت من تبقى من الكرد، بذريعة الانتماء إلى “الإدارة الذاتية” السابقة، إضافة إلى فرض “الجزية” على بعض العائلات الكردية التي اختارت البقاء.

النساء المهجرات أشرن في مقابلات إلى معاناة مزدوجة: فقدان المسكن، وتشتت العائلات، والفقر، مع غياب الدعم الدولي الكافي. وقد ولّدت هذه المعاناة أزمة إنسانية صامتة.

صمت دولي مقلق

رغم وضوح سياسة التغيير الديمغرافي وارتكاب انتهاكات موثقة في تل أبيض، فإن المجتمع الدولي لم يتخذ خطوات جدية لإعادة السكان الأصليين أو محاسبة الفصائل المرتكبة لهذه الانتهاكات، مما يعزز الشعور بالإفلات من العقاب ويزيد معاناة الضحايا.

يأمل مهجرو تل أبيض، وعلى رأسهم الكرد، أن تعود قضيتهم إلى واجهة الاهتمام الإقليمي والدولي، لضمان حقهم في العودة إلى منازلهم، واستعادة ممتلكاتهم، وإنهاء الاحتلال والميليشيات التي حولت مدينتهم إلى ساحة مفتوحة للنهب والتطهير العرقي.

​المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا