الجمعة, مايو 3, 2024

حلب: طرق “تهريب” خاصة للتنقل بين المحافظات رغم حظر الحكومة السورية

أخبار
 مع إعادة الحكومة السورية تطبيقها لقرار منع التنقل بين المحافظات هذا الأسبوع، بات السفر بواسطة سيارات خاصة لديها تصاريح للتنقل، الطريقة الوحيدة التي يلجأ إليها السكان في حلب ممن يضطرون للسفر إلى محافظات أخرى، وذلك فيما يشبه طريق تهريب ظهر مع تغاضي حواجز القوات الحكومية المنتشرة على الطرق الرئيسية مقابل مبالغ مالية.

وبالرغم من إقرار فترة سماح، أتاحت فيها الحكومة السورية التنقل للمسافرين يومي السبت والخميس من كل أسبوع، إلا أنها عادت وألغتها بشكل كامل في الثاني من أيار/ مايو الحالي.

أجور مضاعفة

وكشف محسن حمادة، وهو أحد الراغبين بالسفر من حلب إلى مدينة اللاذقية، عن أنه لا يستطيع السفر في ظلّ هذه الظروف إلّا بواسطة سيارات خاصة تمتلك تصريحات بالسفر لأغراض متعددة.

وأضاف “نضطر للسفر بهذه الطريقة بعد دفع مبالغ كبيرة، ذلك أنها تعتبر بمثابة تهريب وأمر غير قانوني في ظل هذه الإجراءات، حيث تصل أجرة النقل من حلب إلى اللاذقية بهذه الطريقة إلى /25/ ألف ليرة وربما أكثر”.

وعادت الحكومة السورية لتطبيق نظام منع السفر بشكل كامل مع انتهاء الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك، بالتزامن مع اكتشاف حالات مرضية جديدة بفيروس كورونا في دمشق.

وقال عبد الكريم حمزة، من سكان حي الحمدانية بمدينة حلب، لـ “نورث برس”، إن الظروف الصحية القاهرة جعلته يحتاج للسفر إلى دمشق ليجري فحوصات طبية في مشافي العاصمة، لكنه لم يتمكن من السفر خلال فترة السماح التي حددتها الحكومة السورية، بسبب الازدحام الكبير في الكراجات، وعدم وجود مقاعد شاغرة في معظم الحافلات المتجهة لدمشق

 “انتظرت أكثر من أربع ساعات ولم أفلح في تحصيل تذكرة سفر، فاضطررت للعودة من حيث أتيت”.

ومنع الازدحام في مراكز انطلاق البولمانات، يوم الجمعة الماضي، الكثيرين من السفر من حلب إلى مدن ومحافظات أخرى، ما دفعهم للبحث عن وسائل أخرى للتنقل والوصول إلى المدينة التي يقصدونها بتكلفة أعلى.

حظر حكومي

لكن مدير المكتب الصحفي في محافظة حلب، محمد العنان، قال لـ “نورث برس”، إن عملية إغلاق المحافظات أمام دخول المواطنين “آتت أُكلها حتى هذه اللحظة، فالفيروس لم يغادر محافظة دمشق وبعض أريافها، وفتح المجال للسفر والتنقل على مصراعيه بين المحافظات، سيؤدي لنتائج عكسية”.

 وشدد العنان على ضرورة التزام السكان بقرار منع السفر، مشيراً إلى أن “من يضطر للسفر بداعي المرض وتلقي العلاج يستطيع تقديم كتاب إلى مجلس محافظة حلب لينظر في وضعه، لكي يعطى تصريحاً خاصاً في حال وجود دواعٍ ملحّة لسفره”.

فساد وغياب الإنصاف

وقال عبد الغني بلاش، وهو سائق سيارة أجرة إن بعض أصحاب السيارات استطاعوا الحصول على إذن يخولهم التنقل بين المحافظات.
” البعض اعتمد على معارفه لتحصيل تلك الموافقات وللبعض الآخر حصل عليها لأنه موظف حكومي يقتضي عمله أن يسافر حتى خلال فترة الحظر”.

وأضاف أن هؤلاء باتو ينقلون الركاب المجبرين على السفر لقاء “مبالغ ضخمة يتم تحديدها بحسب الزبون وعمله ووجهته، فأجرة السفر إلى دمشق عن طريق هذه السيارات قد تصل الى /30/  ألف ليرة للراكب الواحد.

وانتقد بلاش “استغلال” أصحاب السيارات حاجة البعض إلى التنقل بين المحافظات في ظل “الظروف التي تعيشها البلاد بسبب كورونا، ما ولّد مهنة رابحة لها شبكة مستفيدين، في حين لا نزال نحن السائقون الآخرون نعاني من منع السفر والحجر المنزلي ونتكبد خسائر مادية ومعيشية كثيرة”.

وعدا ما يمثله من حالة “استغلال” لحاجة السكان في عدد من المحافظات السورية للتنقل لأسباب اضطرارية، تحمل هذه الطريقة في التنقل مخاطر من تزايد احتمال انتشار الفيروس في مناطق سورية جديدة، في ظل ضعف الإمكانات الطبية للتعامل مع تفشي فيروس كورونا في البلاد، وافتقار مناطق الحكومة السورية إلى مرافق وبنى تحتية باتت متهالكة نتيجة سنوات الحرب.

شارك هذا الموضوع على

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *