حين يحتفي العالم وقادة الدول الغربية بالإرهابي

رستم أحمد

أحمد الشرع أو المعروف بأبو محمد الجولاني، من إرهابي مطلوب إلى شخصية يحتفي به العالم وقادة الدول الغربية في مقر الأمم المتحدة التي أدرجت تنظيمه (جبهة النصرة) مع والده الشرع الشرعي (داعش) على لائحة العقوبات وطالب مجلس الأمن الدولي في القرار 2254 كل دول المنطقة بمكافحتهما بعد وصفهما بالتنظيمين الإرهابيين.

الأمم المتحد قالت حينها إن جبهة النصرة تستخدم القتل العمد، والتدمير، والسيارات المفخخة، والتفجيرات الانتحارية. وتتسبب العمليات التي تنفذها جبهة النصرة بوقوع أضرار مادية جسيمة وخسائر كبيرة في الأرواح. وعددت مجموعة من أخطر العمليات التي أعلنت جبهة النصرة مسؤوليتها عنها.

من ترامب إلى جورجا ملوني والعديد من قادة الدول الغربية والأوربية التقطوا الصور مع الجولاني في الوقت الذي كانت ترتكب فيه قواته مجازر وأعمال عنف وتفتعل الحرائق في حماة واللاذقية وحمص وتقصف مواقع القوات الكردية في ريف حلب تلك القوات التي فقد نحو 20 ألف من خيرة مقاتليها في التصدي لتنظيمي داعش وجبهة النصرة.

اليوم بات الجولاني مرحب به وتنهال عليه ألقاب (القائد الموحد لسوريا) من قبل مبعوث ترامب توماس بارك، ويفتح له الأخير أبواب المؤسسات الأمريكية التي لطالما عرفت في كفاحها لجعل أمريكا مركزاً لنشر الديمقراطية تلك الكلمة التي يرى فيها الجولاني كفراً ويسعى بشتى الطرق لمحو كل من ينطق بها.

لن نذكر هنا ما فعله الجولاني وتنظيمه الإرهابي فالحديث يطول ويطول، لكن كيف لهذا الإرهابي أن يصل إلى الأراضي الأمريكية التي ذاقت الولايات على يد تنظيمه الأب “القاعدة”، الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل ان أنصاره خرجوا من أوكارهم في أمريكا وتوجهوا لمدينة نيويورك فقط للتظاهر مقابل تظاهرة أخرى للأخوة الدروز الذين ارتكبت بحقهم على يد قوات الجولاني مؤخراً أفظع الجرائم من قتل جماعي وعمليات اغتصاب وحرق للممتلكات ونهب مدينة السويداء بأكملها، حتى أن أنصار الجولاني في أمريكا قلدوا الحركات التي مارسها المتطرفون الإرهابيون في السويداء عند ارتكاب افعالهم الشنيعة بحق الدروز.

أنصار الجولاني في الدول الأوروبية وأمريكا وكندا المدفوعين بحقد طائفي وعرقي وغرائز بدائية، يواصلون بث سمموهم على شبكات وسائل التواصل الاجتماعي تجاه الأقليات في سوريا من كرد ودروز وعلويين ومسيحيين وغيرهم فيما سلطات تلك البلاد تفتح لهم المجال دون رقابة أو محاسبة ليزداد غلوهم ويزرعوا فكرهم المتطرف الملغي للآخر في رؤوس الأطفال أيضاً، كما شاهدنا في فيديو الفتاة الصغيرة أمام الأمم المتحدة التي تقلد حركات الإرهابيين في سوريا.

الاحتفاء بالإرهابين والفاشيين والدكتاتوريين والمتطرفين ليست سابقة في العمل الدبلوماسي والعلاقات بين الدول وفق قاعدة الكلب المسعور الذي لا تستطيع معالجته أتركه لينهش في أجساد شعبه إلى أن يتم ترتيب الوضع للتخلص منه كما في مثال الطاغية صدام حسين والإخواني محمد مرسي في مصر والبشير في السودان وغيرهم الذين لا حصر لهم ممن احتفى بهم العالم وتخلوا عنهم حينما أتت الفرصة، ولم يتوقف الأمر عند التخلص منهم وفق مشهد النفوق الحيواني بل كان للقطيع الذي يمجد بهم ويحرضهم على أرتكاب المزيد من الجرائم نصيب من الحساب والعدالة.

الجولاني مهما بدل من شكله سيبقى مخلصاً للفكرة التي نشأة عليها وما روايات التغيير التي تروج له سوء كذبة قبيحة لا يمكن أن يصدقها أي أنسان عاقل، فالجولاني ارتكب من المجازر وأعمال العنف حتى بعد أن وعد وحلف بألف يمين أنه تغير، وأصدق مثال على ذلك مجازر الساحل والسويداء ووعيده للكرد بشكل يومي، هذا عدا ما لاقه الكرد المهجرون في ريف حلب (الشهباء) من انتهاكات وتهجير آخر بعد أن أعلن عما أسماها “عملية ردع” العدوان والتي وصل إليها إلى الشام كأنه ذاهب إلى نزهة لا معركة أزهقت قبل وقوعها أرواح مئات الآلاف وهجرت الملايين من منازلهم.

 

Scroll to Top