شنت إسرائيل، فجر الجمعة، ضربات جوية واسعة النطاق على مواقع نووية وعسكرية داخل إيران، أبرزها منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم وسط البلاد، مما أسفر عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين، في تصعيد غير مسبوق بين الجانبين.
وأكد التلفزيون الإيراني أن منشأة نطنز، التي تُعد مركز البرنامج النووي الإيراني، تعرضت لقصف جوي متكرر، ما أدى إلى تصاعد الدخان الكثيف من الموقع. وأعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية وقوع أضرار في أجزاء من المنشأة، مشيرة إلى عدم وجود تلوث إشعاعي أو كيميائي خارجها حتى الآن.
وبحسب الإعلام الإيراني، فقد أسفرت الغارات عن مقتل رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء محمد باقري، وقائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، والقيادي البارز غلام علي رشيد، إلى جانب العالمين النوويين محمد مهدي طهرانجي وفريدون عباسي. كما أُصيب نحو 50 شخصًا، بينهم نساء وأطفال.
كما استهدفت الغارات ثلاثة مواقع عسكرية في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب البلاد، وفق التلفزيون الرسمي الإيراني.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف الضربات بأنها “ناجحة للغاية”، مؤكدًا في رسالة مصورة أنها استهدفت “قلب البرنامج النووي الإيراني والعسكري، بالإضافة إلى منشآت لتطوير الصواريخ الباليستية”. وأضاف: “سنواصل العملية ما دام ذلك ضروريًا”.
من جهته، وصف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللفتانت جنرال إيال زامير، العملية بأنها “حملة تاريخية لا مثيل لها”، محذرًا من أن النجاح الكامل قد لا يكون مضمونًا، داعيًا المواطنين إلى الاستعداد لرد إيراني محتمل.
كما أشار وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس إلى أن “الضربة الاستباقية” قد تؤدي إلى هجمات صاروخية أو بطائرات مسيّرة ضد إسرائيل.
المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي توعد إسرائيل بـ”مصير مرير ومؤلم”، وقال في بيان: “استُشهد عدد من القادة والعلماء في الهجوم، لكن خلفاءهم سيتابعون مهماتهم فورًا. الكيان الصهيوني ارتكب جريمة كشفت عن طبيعته الخبيثة”.
وفي بيان شديد اللهجة، حمّلت وزارة الخارجية الإيرانية الولايات المتحدة “المسؤولية عن تبعات الهجوم”، معتبرة أن “الضربات لم تكن لتحدث دون تنسيق مسبق مع واشنطن”.
ورغم نفي الولايات المتحدة أي ضلوع مباشر في الهجوم، أقر وزير الخارجية ماركو روبيو بأن “إسرائيل أبلغت واشنطن مسبقًا”، معتبرًا أن العملية كانت “ضرورية للدفاع عن النفس”. وشدد على أن “أولوية الولايات المتحدة الآن هي حماية قواتها في المنطقة”.
وأكد مسؤول أميركي أن المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، المقررة الأحد في العاصمة العمانية مسقط، لا تزال قائمة رغم التصعيد الأخير.
ودعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، جميع الأطراف إلى “التحلي بأقصى درجات ضبط النفس” لتجنب التصعيد.
وفي تطور لافت، نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر أمني إسرائيلي أن وحدات خاصة تابعة للموساد نفذت عمليات سرية داخل إيران قبيل الغارات، شملت نشر أسلحة موجهة قرب أنظمة الدفاع الجوي وإنشاء قاعدة طائرات مسيرة قرب طهران.
وعقب الهجوم، أغلقت إيران، والعراق، وإسرائيل مجالاتها الجوية، بينما ارتفعت أسعار النفط عالميًا بشكل حاد وسط المخاوف من توسع رقعة النزاع.
وكالات
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=70701