الثلاثاء, يوليو 2, 2024

عدنان المفتي: الفاتح العربي المسلم دخل كردستان بالقتال والدم

القسم الثقافيرئيسي 1

قال السياسي الكردي عدنان المفتي إن الجغرافيا السياسية كانت عائقا كبيراً امام تطلعات الكرد وكذلك بسبب الإمبراطوريات التي قامت في المنطقة وغالبيتها نشات على اساس القومية والدين، هذا كان طابعه عربي وذاك تركي أو فارسي.

وأضاف خلال حديث في البرنامج الحواري” ملفات عدنان المفتي” الذي يُبث من خلال رووداو عربية “ان التاريخ لم يكن حقيقيا فالاسلام وصل الى كردستان عن طريق الحروب والقتال والدم وليس مثلما يذكر التاريخ بان الكرد رحبوا بالقائد المسلم واعتنقوا الاسلام مباشرة..هذا غير صحيح”.

وأوضح المفتي كيفية واسباب اختيار طالباني له كممثل عن الاتحاد الوطني الكردستاني في مصر، وقال “كان مام جلال ذكي جدا.. انا اتصور انه كان يعرف اني احب مصر اضافة الى معرفته بعلاقاتي القديمة مع شخصيات ثقافية وسياسية مصرية، واجادتي للغة العربية نسبياً وعملي في دمشق و بيروت، ثم ان مسؤليتي الحزبية انتقلت من اربيل إلى خارجها بعد احداث 31 آب 1996، فقال لي ان الاخرين يستطيعون القيام بمهماتك في كويسنجق او السليمانية، لهذا اقترحت اسمك على الجهات المصرية، وهكذا أصبحت ممثلا عن الاتحاد الوطني الكردستاني في القاهرة قبل ان يفاتحني بالامر، والجهات المصرية وافقت مباشرة، كان ذلك في شهر آيار 1997 وفي عهد الرئيس حسني مبارك”.

وأشار الى انه:”باستمرار كان هناك ممثل عن الكورد في القاهرة، ولكنه غير معلن رسميا بهذه الصفة، مام جلال نفسه كان هناك لفترة طويلة، وكذلك فؤاد معصوم طيلة فترة دراسته في الازهر، وفي عهد السادات ايضاً”.منبها الى ان:” العلاقات المصرية الكردية تراجعت بعد اتفاقية كامب ديفيد التي كان قد وقعها الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن في 17 ايلول 1978 ، وهذا أثر على الاوضاع الجديدة الفلسطينية والعربية عامة”.

وحسب المفتي فان:” الاتصالات و اللقاءات بيننا وبين المصريين إستمرت بطرق مختلفة حتى وجهت الجهات المصرية دعوة إلى مام جلال لزيارة القاهرة مع وفد في عهد مبارك وانا كنت ضمن الوفد وفؤاد معصوم وأعضاء اخرين من قيادة الاتحاد ، وفي لقاء ودي مع عمرو موسى، وزير الخارجية آنذاك، جرى الحديث عن اوضاع العراق ومستقبله وهم ايدوا طروحات الاتحاد وهي اننا نريد حل للقضية الكوردية لكن سياسة الدولة لا تساعدنا في ذلك. وجرت لقاءات اخرى حيث طلب مام جلال فتح مكتب وانا لم اكن معهم في هذا اللقاء وعندما عادوا الى الفندق (ماريوت)، ابلغني مام جلال باني ساكون ممثلا عن الاتحاد في مصر فقلت له يبدو انك قارئ لافكاري؟ قال لي ترجع تهيء حالك وتعود الى القاهرة، فعدت الى لندن واشتريت كمبيوتر وعدت الى القاهرة حيث لم يكن عندي سوى حقيبة ملابسي، نزلت بداية في فندق لثلاثة ايام ثم اجرت شقة بالمعادي ومصادفة ان صاحب الشقة كان الممثل المصري ايهاب نافع، زوج الممثلة المصرية ماجدة، وبعد شهر انتقلت الى الزمالك قبل ان انتقل الى المهندسين “.

كان صاحب فكرة اجراء ندوة للحوار العربي الكوردي السياسي المصري أحمد حمروش، يقول السياسي عدنان المفتي:”من الشخصيات المصرية المقربة لمام جلال هو احمد حمروش رئيس منظمة التضامن المصرية وهو من مجموعة الضباط الاحرار وكنت اعرفه سابقا حيث كنت قد التقيت به في باريس سنة 1993 ،عن طريق صديقة فرنسية، جويس بلوم كانت استاذة في جامعة السوربون، وعندما التقينا به مع مام جلال اقترح حمروش تنظيم ندوة عن الحوار العربي الكوردي، وانا ذكرته بانه اقترح هذا في اول لقاء لنا سنة 1993، وكنت وقتذاك مستقل وحينها تحمست للفكرة وسالني عن رأي الحزبين، الاتحاد الوطني الكوردستاني والديمقراطي الكوردستاني فقلت له دعني استفسر لك، فاتصلت بمام جلال فوافق وقال فكرة جيدة جدا، ثم اتصلت بكاكا هوشيار زيباري ورد علي بعد يوم وقال نحن موافقون ، لكن مع الاسف في تلك السنوات لم تكن الامور سهلة والاقتتال بدأ عام 1994، ولم نستطع الاستمرار في هذه المحاولة. وعندما طرح حمروش الفكرة مرة اخرى امام مام جلال في القاهرة تحمس لها وقال الفكرة ممتازة واشتغلنا على تنفيذها سوية، حمروش وانا”.

ويمضي المفتي وحمروش في مشروع ندوة الحوار العربي الكوردي، يقول:”في القاهرة اشتغلت على التعريف بالقضية الكوردية من خلال الاعلام ومركز ابن خلدون للدراسات ومركز الدراسات الاستراتيجية لصحيفة الاهرام، اضافة الى تاسيس شبكة علاقات من خلال الندوات التي كنت احضرها مع احزاب سياسية مثل التجمع الوطني المصري، والحزب الناصري، رغم اني كنت اعرف ان بعض هذه الاحزاب لها علاقات مع بغداد، لكني لم اكن اهتم، والحكومة المصرية لم تكن مرتاحة من هذا التحرك لكنها في ذات الوقت كانت تريد ان تكون للاتحاد علاقات رسمية معها وليست علاقات شعبية وحزبية وثقافية ولم يكونوا ضدنا و فسحوا لنا المجال من دون ان يؤيدوا علنا تحركنا”.موضحا بقوله:” هناك من يفسح لك المجال وهناك من يقف ضدك لكن السلطات المصرية لم تكن تؤيد نشاطنا الإعلامي وفي نفس الوقت لم تقف ضدنا، واسلوبهم مختلف عن اساليب الحكومة العراقية وقتذاك ونحن كنا ملتزمين بالقوانين وكنت حريصا جدا على ان لا احرج الحكومة المصرية . وعرفت لاحقا كم كان النظام العراقي منزعجا من ندوة الحوار العربي الكوردي، وعرفت بعد سقوط النظام ومن خلال وثائق المخابرات العراقية التي هي الان بحوزتي المضايقات التي واجهتها من اجل عدم عقد الندوة والرسائل المتبادلة بين السفارة العراقية في القاهرة ودوائر المخابرات ببغداد، وما بين ممثل العراق في جامعة الدول العربية ومحمد سعيد الصحاف الذي كان وزيرا للخارجية وهكذا.. وسوف نكشف في ملف قادم عن الملاحقات الامنية عبر وثائق خاصة بي”.

رغم كل جهود النظام العراقي بافشال محاولاتنا فقد عقدت ندوة الحوار العربي الكوردي و:”شارك فيها قيادات الحزبين الكورديين، وحضر مام جلال بنفسه، ومن الحزب الديمقراطي الكوردستاني حضر سامي عبد الرحمن ومحسن دزه يي، وهوشيار زيباري واسماء كثيرة من القيادات السياسية العراقية المعارضة، وكذلك من سوريا ولبنان ومن الجانب المصري حضر بالتاكيد احمد حمروش ووزراء سابقين لكن لم تكن بينهم شخصيات حكومية، حيث عرفنا لاحقا انه كان هناك انقسام في الجانب المصري حول حضور او عدم حضور الندوة، بل حول عقدها او عدم عقدها، لكننا كنا قد قطعنا خطوات واسعة في التحضير لها وتوزيع الدعوات وكانت هناك وفود قد تحركت بالفعل لحضورها، واستطيع القول بان نجاحها كان نسبيا”.
يوضح المفتي قائلا”كان الهدف من الندوة ان يفهم الوسط العربي السياسي والثقافي القضية الكوردية ويؤيدها وان يعرف ان اهدافها ليست موجهة ضد الطموحات العربية..الكثير من العرب وقتذاك لم يكونوا يعرفوا ان الشعب الكوردي له لغته الخاصة وثقافته وعاداته وتقاليده وتاريخه”. معلقا على ان:” كل ما يتعلق بتاريخ الكورد مشوه جدا لان 80% من تاريخ الشعب الكوردي كتبه غير الكورد بينما العرب هم من كتبوا تاريخهم وكذلك الاتراك لان عندهم دول بينما الكورد ليست عندهم دولة منذ 1500 سنة والاخرين هم من كتب تاريخهم وبالتاكيد لم يكونوا منصفين في كتابة تاريخنا”.

يتامل المفتي قليلا ثم يستطرد بحديثه قائلا:”كنت غالبا أقول في ردي على أسئلة كثيرة و أراء مغلوطة ..انا عندي سؤال واحد، هذا الشعب (الكوردي)الذي ما عنده دولة والمتكالبة عليه ثقافات خارجية كيف استطاع ان يبقى ويستمر لمئات السنين ويحافظ على لغته وتراثه وموسيقاه وأرضه؟ لا بد ان له تاريخ آخر غير التاريخ الذي يصفهم مرة بانهم عرب او ابناء الجن او اتراك الجبل او انهم آريين؟. العثمانيون كانوا يعتبروننا عثمانيين، والصفويين يعتبروننا ايرانيين، هذا بسبب سيادة ثقافة الحاكم وفرضه ارادته وقوته، ومع ذلك الشعب الكوردي باقٍ ولا بد ان هناك تاريخ آخر للكورد نحن نعرفه طبعاً ولكننا نريدكم أن تكونوا على دراية به .. هناك ربما من يسال: كيف باقون وفي رايي ان بقائنا بسبب تمسكنا بالأرض و اللغة ووجود الجبل، و الاخر الذي حاول القضاء علينا أو تغيير هويتنا دائما كان يصطدم بالإرادة و بالجبل فالصعود اليه صعب جدا وانوائه وثلوجه كانت تعرقل تحركهم و بقائهم في كوردستان كان محدوداً ..وكما قلت تمسك الكورد بلغتهم وعاداتهم واسلوب معيشتهم” .

يضيف السياسي الكوردي عدنان المفتي قائلا:”الجغرافيا السياسية كانت عائقا كبيراً امام تطلعات الكورد وكذلك بسبب الإمبراطوريات التي قامت في المنطقة وغالبيتها نشات على اساس القومية والدين، هذا كان طابعه عربي وذاك تركي أو فارسي ..كما ان التاريخ لم يكن حقيقيا فالاسلام وصل الى كوردستان عن طريق الحروب والقتال والدم وليس مثلما يذكر التاريخ بان الكورد رحبوا بالقائد المسلم واعتنقوا الاسلام مباشرة..هذا غير صحيح”.

شارك هذا الموضوع على