السبت, أبريل 27, 2024

في السليمانية..  مقبرة للنساء “المنبوذات” تروي قصصاً صامتة (صور)

أخباركردستان

شفق نيوز/ في مقبرة “تلّة سيوان 1” بالسليمانية، يوجد هناك نحو ألف قبرٍ لنساء تراوحت أعمارهن بين 15- 45 سنة، في مكان من هذه المقبرة يسمى “المنبوذات” حيث تم قتلهن “غسلاً للعار”، إلى جانب عدد قليل منهن قضين انتحاراً فتبرأت منهن عائلاتهن بسبب ذلك.

لكن المقبرة ليست حكراً على “المنبوذات”، فهناك أيضاً نساء متوفيات تم نسيانهن على ما يبدو حيث لا أحد يزور قبورهن.

تقول سوزان التي جاءت للمقبرة وقت إجراء وكالة شفق نيوز، هذا الموضوع، أنها تأتي كل شهر لزيارة قبر شقيقتها التي قتلت على يد شقيقها الهارب خارج اقليم كوردستان الان.

وتضيف سوزان، أن شقيقتها حينما دخلت الجامعة ارتبطت بزميل لها وجاء لخطبتها لكن والدي وشقيقي لم يقبلا به، غير أن زميلها لم يتراجع عن هدفه بالزواج منها وجاء مرة أخرى لكن الرفض كان أشد من السابق، وبعد فترة من الزمن اكتشف شقيقي أن هناك العلاقة مستمرة بين شقيقتي وزميلها، وحينها لم نسمع الا صراخ من غرفة شقيقتي في ساعة متأخر من الليل فهرعنا الى غرفتها لنجدها غارقة بدمها، فيما فرّ شقيقي الى جهة مجهولة ولغاية الان لا نعرف أين هو”.

وتابعت شقيقة الضحية “قام والدي بدفن شقيقتي في هذا المكان لكنه منعنا انا ووالدتي من حضور دفنها لكي لا نعرف أين قبرها ونزورها، لكنني وبعد يومين من وفاتها جئت للمقبرة وسألت الحارس عن قبر الفتاة التي تم دفنها قبل يومين فدلني على القبر، وها أنا آتي كل شهر دون علم والدي لزيارة قبرها”.

وتوضح سوزان “إلى جانب قبور هؤلاء النساء هناك قبور لفتيات حديثات الولادة عثر على جثثهن ملقاة في أماكن نائية كالوديان أو في مجاري الصرف الصحي، كذلك جثث أخرى يتم العثور عليها وتبقى في الطب العدلي لشهرين بموجب القانون قبل أن يتم دفنها لما يطلق عليهن (اللقيطات)”.

وتقول إحدى الناشطات المدنيات، التي فضلت عدم ذكر اسمها، في حديثها لوكالة شفق نيوز “من خلال تتبعنا مسار الجثث التي يتم العثور عليها وجدنا أنها تسلم بعد الحفظ لشهرين في برادات مستشفى الطبّ العدلي، الى معتمدٍ من بلدية السليمانية ليتم دفنها في مقبرة (المنبوذات) إذا لم يظهر أحد من ذوي صاحبة الجثة للمطالبة بها، وهو إجراء اتخذ خلال السنوات الأخيرة تجاه جثث القتيلات والمنتحرات والنسوة اللواتي لا أهل لهن، وتتكفل دائرة البلدية بغسلهن وتكفينهن ودفنهن وغيرها من الطقوس والتكاليف”.

فيما تؤكد الناشطة النسوية تانيا كمال، لوكالة شفق نيوز، انه “خلال السنوات العشر الماضية تم قتل أكثر من ألف امرأة وكل هذا يدل على أن وضع المرأة ليس بمستوى الطموح وكل حالة القتل تم تسجيلها بحجج العادات والتقاليد والأعراف”.

وتضيف “الاحصائيات تزداد يوماً بعد يوم ومن المؤسف أن المرأة حتى بعدما تقتل يتم الانتقاص منها وهذا واضح من خلال ما يسمى بمقبرة (المنبوذات) وكذلك هي تقتل على يد أقرب الأشخاص لها اما الاب او الزوج او الشقيق”.

وتشير تانيا إلى أن “أسباب كثيرة وراء عمليات قتل النساء لكن أهمها وعي المجتمع والأخطاء في فهم وتفسير بعض الأحكام والأعراف في مجتمعاتنا”.

بدورها تشير انتصار صالح، في حديثها لوكالة شفق نيوز، الى ان هذه “المقبرة تضم قبور نساء رفضت معظم عائلاتهن دفنهن بعد مقتلهن وكذلك تبين أن بعض الفتيات يتعرضن للاغتصاب ويتم قتلهن عن على يد المغتصبين أو أهلهن في هذه المقبرة”.

ويقول الناشط محمد كريم لوكالة شفق نيوز، ان “الأجهزة الأمنية في السليمانية لم تدخر جهدا في ملاحقة مرتكبي جرائم قتل النساء لكن الكثير منهم يهربون من الاقليم لدول اخرى وتقوم الشرطة بعد الاستدلال على جثثهن بتسلمها للطب العدلي وبعدها يتم دفنهن في المقبرة”.

وختم بالقول “كذلك السلطة القضائية لم تقف مكتوفة الأيدي في إدانة كل من قام بتعذيب امرأة او قتلها حتى أن السليمانية تشهد وبصورة مستمرة حملات لمناهضة العنف ضد المرأة يشرف عليها نائب رئيس حكومة إقليم كوردستان لكن المشكلة تكمن في العادات والتقاليد والأعراف”.

​ 

شفق نيوز 

شارك هذا الموضوع على