الخميس, مارس 28, 2024
القسم الثقافي

قرية “كندكي طيب” تاريخ وعراقة تقارب المائة عام

جل آغا/ أمل محمد
تُعدُّ قرية “كوندكي طيب” من أقدم القرى، وأعرقها في ريف ناحية جل آغا، يعود تاريخها إلى عام 1929 من القرن الماضي، هذه القرية الصغيرة تحدها قرى عدّة من جهاتها الأربعة، وهي قرى “باديان، وباترزان، وقرية ديرو كفنك” بالإضافة لقرية “موسى كورا” وهذه القرى كلها تبعد عن قرية” كوندكي طيب” ما يقرب من مائة متر فقط.
بناء القرية
 نشأت القرية عام 1929، وقد قارب عمرها المائة عام، قدمت عائلة حجي حسين، وحجي إسكان، وعبدو من قرية باديان، وبدؤوا ببناء القرية، طرقها ومنازلها، وآبارها، لبث روح وعناصر الحياة فيها، حتى أصبحت منازل القرية واحداً وعشرين منزلاً، تسكنها عشيرتا عسفاتي، وبيرانا، وعن تاريخ القرية حدثنا أحد سكانها “عبد العزيز حجي إسكان“: “قريتنا قديمة وعريقة، مثل القرى العريقة والتاريخية في المنطقة، قدم أجدادنا من قرية باديان، والتي لا تبعد عنا سوى مائة متر فقط، واستقروا هنا؛ لخصوبة الأراضي الزراعية، ووفرة المياه التي تعد أهم مقومات الحياة”.

اقتصاد القرية وأعمالها
 يعمل غالبية سكان القرية في زراعة الأراضي، وحراثتها، إلى جانب تربية الماشية، والطيور البلدية وعن هذا قال عبد العزيز حجي إسكان: “نعمل في حراثة الأراضي وزراعتها، وهذا ما ورثناه من أجدادنا، ولا يكاد منزل من قريتنا يخلو من الماشية، حتى ولو بأعداد قليلة، نربي الطيور، مثل الدجاج والإوز، والبط، ونعيش من خيرات أراضينا، وحيواناتنا، وهي مصدر رزق أساسي للأهالي”.
تفتقر القرية لبعض الخدمات الرئيسة، فلا يتوفر فيها سوى مدرسة للمرحلة الابتدائية، والإعدادية، فقط كما أنه لا يوجد فيها أي مركز صحي، وعادة ما يلجأ الأهالي لناحية جل آغا، وكركي لكي للتبضع، تكثر في القرية الأشجار الحراجية وأشجار الفاكهة، ولكنها تأثرت هي الأخرى بموجة الجفاف، التي ضربت المنطقة قبيل سنوات، هذا وتعرف قرية “كوندكي طيب” بالكثير من العادات الحميدة، والشيم الكريمة، التي تجمع سكانها مع بعضهم في السراء، والضراء، وخاصةً الكرم.

النبع الأسود ثلاثمائة عام من الجريان
نبع القرية، والذي يعرف باسم “كهنيا رش” أي النبع الأسود، يعد ملاذاً للأهالي ومقصداً للزوار، وذلك لسحره الخاص وعن تسمية النبع بهذا الاسم قال حجي إسكان: “في السابق كانت الأشجار تحيط بالنبع بكثافة، وتحجب عنه ضوء الشمس؛ لذا سماه الأهالي بالنبع الأسود؛ لصعوبة رؤيته ولكن مع مرور الزمن، قلت أعداد الأشجار حوله، وحسب روايات الأجداد، فإن النبع لم يتوقف عن الجريان منذ أكثر من ثلاثمائة سنة، على خلاف الينابيع في القرى المجاورة، والتي تجف بين الحين والآخر، فتتدفق مياههما حسب كثرة الأمطار فيها، فيما يؤكد التاريخ أن النبع موجود قبل نشأة القرية بمئات السنين”.
وعن أهمية النبع في نفوس سكان القرية زاد عبد العزيز حجي إسكان: “في السابق كانت الأراضي الزراعية تعتمد بشكل رئيسي على مياه النبع، كنا نزرع القطن والذرة وغيرها، ولكن تبقى أهمية النبع لها بعد تاريخي ونفسي أكثر في نفوسنا؛ لأنها ملجأ لنا ونقصدها دوماً، في وقت الربيع يجتمع الأهالي حول النبع؛ للتنزه وللتمتع بحياة الربيع وأجواء النسيم، مياه النبع عذبة، ونصنع الشاي منها، وله مذاق خاص، وهذا معروف بين سكان القرية”.

​الثقافة – صحيفة روناهي