من وثائق الصراع على الجزيرة عام 1937-27- خالد عيسى
كانت الكتلة الوطنية ترفض تعيين الموظفين من أهل الجزيرة، و لذلك عبّر الجزراويون عن استنكارهم و سخطهم تجاه هذه السياسة الاقصائية، و امتنعوا عن بيع البضائع إلى الموظفين المعيّنين من قبل دمشق.
كانت الكتلة الوطنية تمانع أي نشاط كردي، حتى أنها كانت تحاول منع مجلس تعزية كان يتم التحضير له بمناسبة مرور أربعين يوم على اغتيال الجنرال العراقي الكردي بكر صدقي، بحجة أن هذا الأخير كان عدواً للعرب.
سنستمر في نشر بعض الوثائق المتعلقة بالأحداث الدامية التي وقعت في الجزيرة في شهر آب عام 1937، نترجم في هذه الحلقة ثلاثة وثائق فرنسية ، الأولى مرسلة في الثاني من شهر أيلول عام 1937، و الثانية و الثالثة مرسلة في الثالث منه ، من قبل مدير الأمن العام، المفتش العام للشرطة، إلى وزارة الخارجية الفرنسية في باريس.
****
(الوثيقة الأولى)
الأمن العام
بيروت في الثاني من أيلول 1937
معلومة رقم 4539
أمن حلب : 1-9-37.-
آ/س- مراسم لذكرى الجنرال صدقي باشا(1) :
يُشار إلى أن الأوساط الكردية في دمشق تستعد لإقامة مراسم ليوم الأربعين من موت الجنرال العراقي صدقي باشا ( من أصل كردي).
يقال بأن الكتلة الوطنية تضغط على الحكومة لحملها على منع هذه المراسم، متذرعة بأن بكر صدقي كان عدواً للعرب.
خلق هذا الموقف من الكتلة نوعاً من التذمر في الحيّ الكردي.
توقيع
مدير الأمن العام
المفتش العام لشرطة دول المشرق الخاضعة للانتداب الفرنسي
****
(الوثيقة الثانية)
الأمن العام
بيروت في الثالث من شهر أيلول عام 1937.
معلومة رقم 4551
أمن عام القامشلية: في 30 آب 1937
آ/س- الوضع:
منطقة القامشلية هادئة. توقفت الأخبار بخوص لقاء بين الانفصاليين (2) و الرجعيين.
خلقت تعيينات موظفين جدد في الجزيرة أثراً سيئاً جداً بين السكان الذين كانوا يأملون تعيين موظفين محليين.
انعقد اجتماع في القامشلية في 28 آب عام 1937، شارك فيه خسم كبير من وجهاء و رؤساء العشائر الموالية للانفصاليين .
برقيات استنكار تم إرسالها إلى السيد ممثل المفوض السامي في دير الزور، و إلى الوزارة السورية. و تم إرسال برقيات أخرى من الحسجة و رأس العين.
يشيع الوطنيون (أنصار الكتلة الوطنية – المترجم) خبراً مفاده بأنه سيتم إرسال ثلاثمائة من الجندرمة إلى الجزيرة لمعاقبة مسؤولي الحركة المطالبة بالحكم الذاتي.
لا زالت محكمة الصلح معطلة، و تنفذ الجندرمة دوريات في القرى.
توقيع
مدير الأمن العام
المفتش العام لشرطة دول المشرق الخاضعة للانتداب الفرنسي
****
(الوثيقة الثالثة)
الأمن العام
بيروت في الثالث من شهر أيلول عام 1937.
معلومة رقم 4552
أمن دير الزور، في 31/8/ 1937
آ/س- الوضع في الجزيرة:
يقال بأن أسواق الحسجة و القامشلية مغلقة منذ ثلاثة أيام، و ذلك استنكاراً لعودة موظفي حكومة دمشق إلى استلام الأمور.
يقال بأنه قد تم، لهذه المناسبة، إرسال رسالة استنكار إلى الكولونيل نائب ممثل المفوض السامي في دير الزور.
يمتنع سكان البلدتين المذكورتين عن بيع البضائع إلى الموظفين. و أرسل هؤلاء الموظفين إلى دير الزور، هذا اليوم، عدداً من السيارات بغية جلب التموين و بشكل خاص المواد الغذائية.
توقيع
مدير الأمن العام
المفتش العام لشرطة دول المشرق الخاضعة للانتداب الفرنسي
****
(1)- المقصود هو الجنرال بكر صدقي، المولود في كركوك عام 1890 ، و هو من أصل كردي، كان ضابطاً في الجيش العثماني، و عينه الملك فيصل جنرالاً بعد استقلال العراق. في تشرين الأول عام 1936قام بانقلاب ضد حكومة ياسين الهاشمي، و عيّن بدلاً عنه حكمت سليمان، كان القومويون العرب يناهضون الحكم لأن بكر صدقي كان كردياً، و حكمت سليمات تركمانياً. تم اغتيال بكر صدقي في الموصل في الثاني عشر من شهر آب 1937، و تم تعيين جميل المدفعي رئساً للوزارة بدلاً عن حكمت سليمان.
(2)- كان يتم إطلاق كلمة الانفصاليين على القوى العلوية و الدرزية و المسيحية و الكردية التي كانت تريد إدارة المناطق الخاضعة للانتداب بأسلوب لامركزي، تتمتع فيه كل منطقة بحكم ذاتي محلي يتناسب مع ظروفها الخاصة.
يتبع
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=21264