الخميس, نوفمبر 21, 2024

يعز من يشاء.. ويذل من يشاء

شكري شيخاني

يعز من يشاء.. ويذل من يشاء.. صدام حسين مثال هكذا كانت محكمة اليوم الأول للمجرم الخائن بحق شعبه ووطنه . حيث تركز وسائل الاعلام بمختلف أنواعها منذ أيام على محاكمة المجرم صدام حسين الذي أقحم العراق والعرب في

أخطر مرحلة من مراحل التاريخ العربي الحديث. ومع بداية جلسات المحاكمة ,بدأت الحملات التهليلية والتهويشية لهذه المحاكمة والتي هي بالأصل يجب أن لا تعقد لمثل هذا المجرم الكبير,أحد المواطنين العراقيين قال : كان يكفي 25000000 رصاصة أو أكثر, بعدد أفراد الشعب العراق أو الخنق كمدا وهما وغما بواسطة وسادة مملوءة بالتراب العراقي وممزوجة بدم الابرياء من الشيعة والأكراد بوجه خاص ومغلفة هذه الوسادة بصور والجرحى والثكالى والأيتام والأرامل من أخواننا وأخواتنا في العراق الحبيب.

مواطنا آخر قال لا والله الأفضل من هذا وذاك أن يتم فقىء عينه اليمنى كرامة للشهداء من الشيعة وفقىء عينه اليسرى كرامة للشهداء الأكراد وقبل ذلك أوبعد لا يهم تجرى له عملية إخصاء. ..

إنه مجرم مع سبق الاصرار والترصد وكل أعماله خطايا وكل أخطاؤه مميزة ولكن الخطأ المميز أكثر من غيره من هذه الأخطاء اقتحامه الكويت في العام 1990 ولا يليق به أن يحاكمه أحد بل كان من المفروض إلقاؤه في حاوية زبالة وإغلاقها باحكام حتى لا تنتشر رائحته الكريهة العفنة. وهناك اقتراح أخر بأن يحرق على الطريقة الهندية وترمى نفايات الرماد في مياه دجلة عسى ولعل أن الجراثيم في هذه الرماد أن تتصارع مع الطفيليات والاشنيات والطحالب المتعلقة على حواف الأنهر.

قد تأخذ الشفقة والرحمة بعضا من الناس الذين لا يعلمون من هو صدام ولا يعلمون بالتالي ماذا فعل بشعبه على مدى عقود مريرة وكريهة من حكمه ,لأننا كأفراد وجماعات ترعرنا على هذه الأرض تأخذنا الحمية في بعض الأحيان عطفاً وشفقة على حكامنا ومسؤولينا حينما نرى العصى فوق رؤسهم وأيضاً كوننا نحس بأن هذا الرمز هو رمز للوطن وللشعب ولكن السؤال هو …هل المسؤول أو الحاكم في درجة هذا المجرم هل فكر في كرامة الشعب عندما يتسلط عليه بزبانيته ومخابراته..هل فكر بأنه هذه الجموع من المواطنين الذين داسو بأقدامهم على صور صدام حسين وعلى عهده الميمون؟؟ وعلى رجال حكمه ومن هم في حكمه من أشباه رجال وأشباه مسؤولين من حرس خاص وحرس جمهوري وخدم وحشم القصور الموزعة على ضفافي دجلة والتي وصل عددها الى 65 قصرا بينما كان جنوده يتسولون أمام المساجد بعد صلاة الجمعة وهم بملابسهم العسكرية!!..كلنا شاهدنا وعلى الهواء مباشرة كيف تهاوت تماثيل الطاغية صدام حسين المنتشرة في الساحات وأمام المباني الحكومية,حيث كان تمثاله يمثل المعلم الأول أمام وزارة التربية وكان تمثاله أمام وزارة العدل تمثله القاضي الأول والمضحك أكثر هو تمثاله أمام وزارة الدفاع وهو الجاهل بالأمور العسكرية والقتالية حيث لم يكن لا من قريب ولا من بعيد يفقه شيئا عن الجيش ولا عن أصول المعارك الحربية والدليل حمايته للبوابة الشرقية وحربه الخطأ ضد ايران جملة وتفصيلا ….

هذا هو صدام القائد البطل؟؟؟ الذي أوكل مهمة الدفاع عن بغداد كبرى العواصم العربية لشاب صغير اسمه قصي صدام حسين وهو الآخر لم يكن عسكريا ولا … ووضع بأمرة هذا الولد خيرة ضباط الجيش العراقي والذي كان كان هذا الجيش مصدر فخر واعتزاز للشعب العربي بكامله.

هذا هو صدام يجلس في قاعة المحكمة !!!! هذا هو الرئيس القائد المهيب حامي البوابة الشرقية يجلس في قاعة المحكمة مجرم أهان شعبه واستهتر بمقدرات بلاده وأدخل المحتل المتعدد الجنسيات الى أرض العراق بعمالته وخيانته لنفسه ولشعبه ولوطنه وهذه هي أفعاله المشينة على مدى سنين حكمه فماذا أنتم فاعلون يا من تغطيتم بغطاءه وتنعمتم بأمواله وهي بالأصل أموال الشعب العراقي. هذا هو صدام القائد المغوار البطل؟؟ صاحب المقابر الجماعية بالجملة والمفرق يجلس في قاعة المحكمة ينتظر الحكم العادل بغض النظر عن المحكمة وعن تشيكلها وظروف تعينها , هذا هو المهيب التكريتي جالسا في قاعة محكمة الشعب وملاحظة أخيرة لكل من أحب هذا الملعون الذي خرج من قلوب وعقول الفئة الواعية من الشعب العراقي منبوذا سىء السمعة والتاريخ السياسي والملاحظة تقول …ألا ترون معي بأن الله عز وجل بعدله وقصاصه وحكمه أراد لهذا الطاغية نهاية تليق به كمجرم حرب وكقاتل لشعبه وحارق للبشر وهم أحياء ألم تقرأو أية وبشر القاتل بالقتل .من قتل نفس بغير وجه حق كأنما قتل الناس جميعا .ألم تسمعوا بقول الله تعالى واذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت صدق الله العظيم وختاما ..ما أضحكني هو الرئيس القائد المهيب قدس الله سره عندما قال (( أنا رئيس شعب العراق العظيم ) أي شعب عظيم وأنت قائده وأي شعب عظيم تركته نهبا للأمريكان والطليان والبريطانيين والبولنديين والتايلنديين ياصدام . كم كان جير بك أن تنتحر وتنهي حياتك خير من أن تقف وقفة الدنيا أمام أبناء شعبك العراقي المظلوم والمقهور وغداً ستقف وقفة أخرى أمام رب العالمين ليحاسبك على كل شعرة طفلة وكل اصبع طفل وكل حبة تراب خنتها بغباءك وعنادك الأرعن..

مقالة منشورة في عام 2005

شارك هذه المقالة على المنصات التالية