اعتقال مواطنين كرد في عفرين بينهم امرأة

نقلت “منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا” عن مصادر محلية أن السلطات التركية وفصائل المعارضة السورية التابعة لها أقدمت على اعتقال مواطنين كرد في عفرين شمالي سوريا بينهم امرأة بتهم وحجج التعامل مع الإدارة الذاتية:

والمواطنين الذين تم ملاحقتهم و اعتقالهم من أهالي قرية ديرصوان التابعة لناحية شران  بريف عفرين حسب المصادر هم كل من :
1-عائشة نعسان بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة عضوية “الكومين”.
2-محمد كنجو بتهمة التهريب على الحدود السورية/التركية
3-حسني سليم حسين دون معرفة التهم الموجه إليه

يذكر بأن المواطن “حسني” منذ قرابه الأسبوع تم اعتقال اثنين من اخوته من قبل ما تسمى “الشرطة المدنية” التابعة لتركيا ومازال مصيرهم مجهولا حتى الأن دون معرفه التهم الموجه اليهما.

وفي سياق متصل أقدمت “الشرطة العسكرية” التابعة لتركيا بتاريخ 29-7-2022 على اعتقال “4”مواطنيين من أهالي قريتي كوردان وأشكا شرقي بناحبة جنديرس في مدينة ريف عفرين والمعتقلين هم كل من :
1- فوزي شيخ محمد” 23″ عاماً والدته “نورا”
2- عبدو صبحي يوسف 34″ عاماً والدته “مزيت”
3- نجيب جوان شيخو 29″ عاماً والدته “ميساء”
4- رشيد إسماعيل حميد”25″ عاماً والدته “زينب”

وبحسب المصادر أن عناصر الشرطة العسكرية اعتقلوا المواطنين الأربعة بتهمة التعامل مع الإدارة، هذا وقد تم نقل المعتقلين إلى مقرها في الناحية ،ولايزال مصيرهم مجهولا حتى الآن.

وفي ناحية شران أقدمت “الشرطة العسكرية” التابعة لتركيا بتاريخ 25-7-2022 على اعتقال مواطن كردي من أهالي ناحية شران ويدعى “أدهم رشيد” وأفرجوا عنه بعد ثلاثة أيام من اعتقاله بعد أن قام ذويه بدفع الفدية المالية المطلوبة مقداره 2000 ليرة تركية.

ضرب مواطن كردي والسطو على منزله وسرقة مقتنيات منزله

وفي سياق اخر أفادت مصادر محلية بأن مسلحي فصيل فيلق الشام قاموا بعملية سطو مسلح على منزل المواطن “حسن اوصو” من أهالي قرية باصوفان التابعة لناحية شيراوا بريف مدينة عفرين، حيث اقدموا على سرقة دراجة نارية ، 20 تنكة زيت ، جرتين غاز واواني نحاسية وبعد سرقة مقتنيات المنزل انهالوا بالضرب المبرح على المواطن “حسن” وعلى إثرها نقل إلى المشفى وحالته الصحية غير مستقرة.

المصدر: منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا

منظمة: “المناطق الآمنة” انتهاكات واقتتال دائم بين مجموعات المعارضة المسلحة في سوريا

قالت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” إن حوادث “الاقتتال” بين مجموعات المعارضة السورية المسلحة في النصف الأول من 2022 أزدادت الأمر الذي عكس فشل الحكومة التركية في تحمّل مسؤولياتها “كقوة احتلال” عن ضمان النظام العام والسلامة العامة وتوفير حماية خاصّة للنساء والأطفال.

وذكرت المنظمة في تقرير أنه في الوقت الذي تتحدث فيه الحكومة التركية وبشكل رسمي عن خطة لإعادة أكثر من مليون لاجئ سوري في تركيا إلى ما تسمّيها بـ”المناطق الآمنة” شمالي سوريا تحت مسمّى “العودة الطوعية”، ما تزال تلك المناطق الواقعة تحت السيطرة التركية؛ “درع الفرات” و”غصن الزيتون” و”نبع السلام” مسرحاً لفوضى السلاح وساحة لاقتتال دائم ومستمر بين فصائل “الجيش الوطني السوري” التابع للحكومة السورية المؤقتة/الائتلاف السوري المعارض وتنافس هذه الفصائل لتحقيق المكاسب على حساب المدنيين والسكان الأصليين.

يأتي ذلك تزامناً مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عزم بلاده شنّ غزو/عملية عسكرية بهدف إقامة “منطقة آمنة”جديدة بعمق 30 كلم شمالي سوريا ، وهو الأمر الذي حاز موافقة ضمنية من “مجلس الأمن القومي التركي” لاحقاً. بينما اعترضت عليه الولايات المتحدة الأمريكية بشدّة ودول أخرى فاعلة في المشهد السوري مثل الاتحاد الروسي.

في هذا التقرير تعرض “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” حصيلة الاقتتالات/الاشتباكات الداخلية بين فصائل “الجيش الوطني السوري” المعارض وأسبابها ونتائجها الكارثية على حياة المدنيين وممتلكاتهم، إلى جانب الدور الذي لعبته السلطات التركية في بدء وتأجيج تلك الاشتباكات تارة، وفي تجاهلها وغض الطرف عن الفوضى التي تسببها تارة أخرى.

لقد تبيّن من خلال الرصد والتوثيق الذي أجرته “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، أنه ومنذ بداية العام 2022 حتى نهاية حزيران/يونيو (أي الأشهر الستة الأولى)، جرت اشتباكات بمقدار ثلاثة أضعاف عن تلك التي حصلت في كامل العام 2021، وأكثر من كامل عدد الاشتباكات التي حصلت في العام 2020، وحوالي ضعف الاشتباكات التي وقعت خلال الأعوام 2018 و2019 و2021 مجتمعة.

تدّل هذه الإحصائيات التي وثقتها “سوريون” بشكل دقيق وعلى مدار الأشهر الماضية، على زيادة الانقسام داخل الإدارة العسكرية لـ”الجيش الوطني”، وتزايد الصراع على المصالح الشخصية البحتة (خاصة الاقتصادية المتمثلة بالأتاوات على الحواجز وطرق التهريب وممتلكات المدنيين) في مناطق السيطرة الثلاث، في ظل عدم اتخاذ السلطات التركية المسيطرة على هذه المناطق فعليّاً، أي إجراءات حقيقية لضمان سلامة السكان في تلك المناطق المحتّلة.

لقد وثقت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” وابتداءاً من العام 2018 وقوع 69 اشتباكاً بين فصائل “الجيش الوطني” في مناطق النفوذ التركي الثلاث، وقع 28 اشتباكاً في الأشهر الستة الأولى من 2022، و 9 اشتباكات في العام 2021، و 26 اشتباكاً في العام 2020 و 6 اشتباكات في العام 2018 و 2019.

كما شهدت تلك المناطق العديد من الهجمات الأخرى بواسطة العبوات الناسفة والسيارات المفخخة، التي وجّهت أصابع الاتهام في عدد منها إلى الأجهزة الأمنية السورية، وعناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” و”قوات سوريا الديمقراطية/قسد” المسيطرة على شمال شرق سوريا، بينما وجّهت أصابع الاتهام في بعض التفجيرات إلى فصائل معارضة بعينها بسبب خلافات بينها وبين فصائل أخرى.

إضافة إلى ذلك، وُثّقت عمليات قصف عشوائية خلصت فيها “سوريون” إلى أنّ عدداً من تلك الهجمات انطلقت من مناطق خاضعة لسيطرة مشتركة ما بين القوات السورية/الروسية و”وحدات حماية الشعب”.

لا تتوقف معاناة السكان (أهالي المناطق والنازحين من مختلف المناطق السورية الوافدين إلى هذه المناطق) على الاشتباكات والتفجيرات والقصف العشوائي، فهم يتعرضون لانتهاكات جسمية لحقوق الإنسان بشكل يومي، منها عمليات استيلاء على الممتلكات وسوء استغلال السلطة من قبل قادة وعناصر في عدة فصائل دون خضوعهم لمحاكمات قضائية أو محاسبتهم على أفعالهم على مر السنوات السابقة إلا في حالات نادرة ونتيجة الضغط الشعبي.

أيضاً، أفادت الشهادات التي جمعتها “سوريون” من مصادر عديدة بينهم مدنيون ضحايا، وقادة ضمن “الجيش الوطني” ومسؤولون في جهازي الشرطة المدنية والعسكرية، بأن أسباب الاشتباكات تتلخص بشكل أساسي في الرغبة بالاستيلاء على ممتلكات ومنشآت تجارية إضافية تعود ملكيتها للمدنيين. ومؤخراً تطورت بعض تلك الأسباب واتخذ الاقتتال شكلاً آخراً من أشكال الصراع للهيمنة على المنظومة العسكرية ككل.

كما أضافت المصادر التي أجرت “سوريون” لقاءات معها لغرض هذا التقرير، أسباب أخرى لتلك الاشتباكات، منها الرغبة بفرض السيطرة على مناطق تعتبر استراتيجية وحيوية لتمويل الفصيل، مثل النزاع على إدارة تجارة المخدرات وتجارة تهريب البشر بين مناطق السيطرة المختلفة، سواء داخل سوريا أو الحدودية بين سوريا وتركيا، والنزاع على المعابر بين مناطق نفوذ المعارضة مع مختلف القوى في سوريا.

أيضاً أفادت المعلومات التي قدمها مدنيون متضررون من الاشتباكات بأن الأضرار لا تقتصر على وقوع ضحايا في صفوف المدنيين وخسائرهم المادية، بل تعدت ذلك إلى شن حملات دهم واعتقال بتهمة التعامل مع الفصيل الخصم واعتقال المدنيين الذين يتقدمون بشكوى ضد الفصائل المشتبكة.

وفي بعض الأحيان أُجبر المدنيون على النزوح مؤقتاً خوفاً على حياتهم خلال الاشتباكات. وعند عودتهم وجدوا أن منازلهم قد نهبت. ورغم بعض حالات إعلان الطرفان المشتبكان (من فصائل الجيش الوطني) عن اتفاق صلح الذي ينص عادة تعويض المدنيين عن خسائرهم المادية ودفع ديات الضحايا، إلا أن الكثير مم المدنيين لم يحصلوا على أي شكل من أشكال التعويض، بل جرى اعتقال وتهديد حياة أشخاص طالبوا بالتعويض.

إنّ الأدلّة والشهادت التي جمعتها “سوريون” تؤكد المزاعم القائلة بكون المناطق الخاضعة للنفوذ التركي غير آمنة البتّة ولا تتوافق مع معايير العودة الطوعية التي حددتها الأمم المتحدة. وهي ما عبّر عنه أيضاً لجنة التحقيق الدولية حول سوريا عندما قالت في آخر تقرير لها في العام 2021 بأنّ “الجمهورية العربية السورية” لا توفر بعد، بيئة آمنة ومستقرة لعودة اللاجئين، عودة مستدامة وكريمة. (الوثيقة رقم A/HRC/48/70).

استندت “سوريون من أجل الحقيقة” في هذا التقرير على (11) شهادة مفصّلة ومركّزة، أفاد بها (4) مدنيين متضررين و (7) قادة من الصف الأول والثاني ضمن “الجيش الوطني” والمؤسسات التابعة له، كما راجعت “سوريون” عشرات التوثيقات المختلفة (فيديو وصور وبيانات) المحفوظة في قاعدة بياناتها الخاصّة، وحلّلت عشرات مقاطع الفيديو والصور من المصادر المفتوحة التي وثقت معظم عمليات الاقتتال والضرر الذي لحق بالسكان.

المصدر: سوريون من أجل الحقيقة والعدالة

أصوات قادمة من أسفل الأرض في قرية بتركيا.. سكان القرية يطالبون بالكشف عن مصدرها

أجرت السلطات في تركيا، تحقيقا ميدانيا على خلفية شكاوى من السكان بشأن سماع أصوات قادمة من أسفل الأرض وفقاً لصحيفة الزمان التركية.

وقال سكان قرية ميداندارا في ولاية سعرد إن الأصوات مخيفة، وطالبوا بالكشف عن مصدرها.

وعقب الفحص الميداني أصدرت إدارة الطوارئ والكوارث الطبيعية بالمدينة بيانا، أعلنت خلاله أنه لم يتم التعرف على سبب الأصوات التي يسمعها سكان المنطقة، وأنه سيتم متابعة تطورات القضية.

وكان رئيس الحي، نجم الدين بايكارا، قد تقدم بطلب إلى إدارة الطوارئ والكوارث الطبيعية، بناء على طلب سكان القرى الذين يسمعون أصوات قادمة من أسفل الأرض واستشعارهم هزات تستمر عدة ثواني منذ نحو أسبوعين.

مدير وحدة الطوارئ والكوارث الطبيعية بالمدينة، جاهد أكويون، أفاد أنه أجرى العديد من الفحوصات الميدانية، وأضاف قائلا: “سنبلغ الجهات المعنية بتقارير الدراسات الجيولوجية التي سنعدها”.

نحو 50 ألف لاجئ في اليونان يتقدمون بطلبات لجوء في ألمانيا

بحلول نهاية حزيران/يونيو، قدم ما مجموعه 49841 لاجئاً في اليونان طلباً آخر للجوء في ألمانيا، وفقاً لما قالته وزارة الداخلية الاتحادية لصحيفة “فيلت أم زونتاغ” الألمانية.

لبضعة أشهر، لم يعمل “المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين” على البت بالطلبات، بيد أن جزءاً منها قد تم البت فيه فيما بعد؛ في النصف الأول من هذا العام تمت دراسة حوالي 15200 طلب لجوء، حصل بموجبها 88 في المائة من الحالات على وضع الحماية في ألمانيا. وشكل السوريون والعراقيون والأفغان أكبر المجموعات من الحاصلين على الحماية.

وفقاً لقانون الاتحاد الأوروبي، يمكن للحاصلين على الحماية في اليونان السفر إلى دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي لمدة تصل إلى 90 يوماً. قضت المحاكم الألمانية بأنه لا يجوز لجمهورية ألمانيا الاتحادية إعادة اللاجئين الذين يتقدمون بطلب للحصول على اللجوء مرة أخرى في هذا البلد لأن المساعدات والمزايا الاجتماعية للاجئين في اليونان ليست كافية.

ولا يُسمح بتقديم طلب مرة أخرى للحصول على اللجوء في دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي. تتحدث السلطات الأمنية عن “هجرة الثانوية غير النظامية”.

في غضون ذلك، دعت الحكومة اليونانية إلى حرية التنقل للاجئين في الاتحاد الأوروبي. وقال وزير الهجرة نوتيس ميتاراشي لصحيفة “فيلت أم زونتاغ” الألمانية: “إذا حصل اللاجئ على حق اللجوء في أوروبا، فلماذا يتم تقييده جغرافياً في دولة واحدة؟”.

المصدر: مهاجر نيوز

السلطات المحلية في منبج تكشف تفاصيل المقبرة الجماعية

كشفت “الإدارة المدنية الديمقراطية في مدينة منبج وريفها” تفاصيل المقبرة الجماعية التي تم اكتشفاها قبل أيام وسط مدينة منبج شمالي سوريا، والتي تعود لأشخاص قتلهم تنظيم داعش إبان سيطرته على المدينة.

ومن خلف رفات المقبرة الجماعية، قال نائب الرئاسة المشتركة للجنة الداخلية في منبج، عبد الكريم بكار في بيان “أثناء عمل لجنة البلديات في مدينة منبج بعمليات الحفر لصيانة وتنظيف الصرف الصحي في المدينة، تم العثور، صباح الأربعاء 2022/7/27 على مقبرة جماعية، بالقرب من فندق منبج، وسط المدينة الذي كان يستخدم سابقاً كسجن لدى تنظيم داعش، على ما يقارب ثلاثة هياكل عظمية لجثث، تم دفنها من قبل مسلحي داعش إبان سيطرته على المدينة بين أعوام 2014-2016 “.

وأضاف البيان: “ليتم استكمال الحفر في اليوم التالي ويتم العثور على إجمالي؛ تسع وعشرين جثة، تتراوح أعمارهم بين الـ 18 والـ 60 عاماً، كما تبين أن الجثث لم يتبق منها سوى الهيكل العظمي والملابس وبعض المتعلقات الشخصية، وجميع الجثث تم تصفيتها عن طريق طلق ناري في الرأس وأغلبها كانت مكبلة الأيدي ومعصوبة الأعين”.

وطالب البيان: “المجتمع الدولي من أجل تصويب السياسات الخاطئة، والالتزام بمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله”.

وعدّ البيان: “بأن الإرهاب في بلدنا لم يكن لينتشر ويتوسع لولا الدعم الخارجي من دول معروفة للقاصي والداني، من حيث إرسال آلاف المرتزقة المسلحين بأحدث الأسلحة، فيما فتحت تركيا حدودها أمام عشرات الآلاف من الإرهابيين الذين قدموا من مختلف أصقاع الأرض، وقدمت لهم الدعم اللوجستي ومعسكرات التدريب بإشراف الاستخبارات التركية والغربية. إن كل من يسعى لتشويه هذه الحقيقة يتحمل أيضاً مسؤولية انتشار الإرهاب واستمرار سقوط هؤلاء الضحايا”.

كورد أونلاين

رستم محمود: أصالة.. الأكراد.. و”شعوب حالة طوارئ”

رستم محمود
من بين دلالات كثيرة أخرى، فإن حادثة إعادة غناء الفنانة السورية أصالة نصري لواحدة من أشهر أغاني التراث الموسيقي الكردي، مع تغافل تام لاسم مؤديها ومُلحنها الأساسي (حسن آغي جزيري)، إنما تدل على كمية “الجهل” بثقافة ومعارف وفنون وأدب مجتمع وجماعة أهلية كبيرة، كانت تاريخياً جزء من البلد/الدولة التي تنحدر منها الفنانة، سوريا، وبالرغم من كون أن هذه الفنانة تعتبر نفسها، وتُعتبر، من أرفع المُثل والرموز والتجارب المُعبرة عن هوية وروح هذه البلاد.

في العمق، لا يبدو أن ذلك “الجهل” متأتٍ من “سوء المعرفة والدراية”، بقدر ما يظهر كنتيجة حتمية للـ”التجاهل”، الذي مارسته الثقافة التأسيسية الأولية للفنانة -الثقافة العربية- في سوريا تجاه نظريتها الكردية، وطوال قرن كامل مضى، هو عمر الكيان السوري.

هذه الثقافة العربية التي كانت ترى نفسها في هذا البلد، وما تزال، محملة بخصائص القوة والسلطة، من حيث الكبر والمركزية والقدرة على الهيمنة، إلى جانب ديناميكيات الاستناد إلى قوة الدولة وجبروتها في فرض إرادة ثقافة واحدة فحسب، وتجاهل ومحق ثقافات أخرى، ضمن البلد نفسه.

حصل ذلك، بالرغم من أن الأغنية التي غنتها الفنانة أصالة نصري، هي من الشُهرة بمكان، بحيث ليس من كُردي سوري واحد إلا ويحفظها عن ظهر قلب. أكراد سوريا الذين يشكلون عُشر سكان سوريا، ويُعدون مكوناً أساسياً وتاريخياً من المدينة التي تنحدر منها الفنانة أصالة نصري، دمشق. وحيث أن هذه الأغنية بشكل حتمي في كل احتفالاتهم وأعراسهم وأفراحهم، يُطربون لها ويدندنونها كل حين، وكأنها تعويذة شافية.

لكن، ومع كل ذلك، لم تعرفها أو تسمع بها فنانة بحجم أصالة نصري، النجمة الأبرز في عالم الموسيقا السورية الحديثة، وأبنة مصطفى نصري، أحد مؤسسي الحياة الفنية/الموسيقية في سوريا، وصاحب الفضل في تحويل نمطها التقليدي إلى ما هي عليه.

لا يبدو الأمر مُختصراً على الفنانة أصالة نصرية وحدث غنائها لهذه الأغنية الكردية فحسب، بل يتجاوز ذلك ليكون ظاهرة تأسيسية في شكل وآلية تلقف مختلف الجماعات الأهلية لأبناء منطقتنا لثقافات الجماعات الأخرى، بمختلف استطالاتها، الموسيقية والأدبية والفنية والاجتماعية، وحتى الغذائية والرياضية والعمرانية، حيث القطيعة جذر كل ذلك، إلا فيما ندر.

قبل سنوات كثيرة، كان كاتب هذه السطور قد تناول في مقالة بعنوان “الأغاني الفارسية” علاقة السوريين بالتراث الغنائي الإيراني/الفارسي. فالسوريون الذين بقي النظام السياسي الحاكم لبلادهم حليفاً لصيقاً للنظام الإيراني النظير، يكادون لا يعرفون أي شيء عن الموسيقا الإيرانية، قط، بما في ذلك فنانو إيران ذو الشهرة العالمية. الأمر نفسه ينطبق على السينما والمسرح والدراما والأدب والفن التشكيلي. والعكس صحيح تماماً.

إذ لم يشهد أن عرضت أي من قنوات الإعلام والداعية المرتبطة بالنظام السوري أي شيء من كل ذلك المنتج الإيراني/الفارسي، قط، والعكس صحيح. بالرغم من التداخل السياسي والتحالف الأمني الهائل بين نظامي الدولتين طوال عقود.
الأمر نفسه ينسحب على باقي الثقافات والفنون والمعارف والآداب، وعلاقة أبناء أي من الجماعات الأهلية في منطقتنا بتلك المنتجات الروحية التي للجماعة الأخرى، وبمستويات مختلفة.

حيث أن الهيكل البنيوي لعلاقة هؤلاء بتلك الثقافات الأخرى قائم على مزيج من المتاركة والتجاهل والاستعلاء والنكران والنبذ والشعور بعدم الأهمية، لتصل في مرات غير قليلة لمحاولة المحق والكراهية والعدوانية.

صحيح، تتحمل الأنظمة السياسية الحاكمة جزء كبيراً من وزر ذلك، على الأقل طوال قرنٍ كامل مضى. لأنها كانت أنظمة قد شيدت ذواتها ومؤسساتها ومنطقها وروحها وعقائد الطبقات الخاضعة لها على مختلف أركان النزعة القومية/العرقية. تلك التي تتبنى في باطن وعيها نوعاً من الشقاق والقطيعة والاستعلاء على الثقافات الأخرى، التي تعتبرها بمثابة تعكير لصفاء وقداسة عِرقها وروحها الأصلية.

لكن، لا يمكن لفهم هذه الظاهرة أن يكون شاملاً ووافياً لمجرد التعليل بدور الأنظمة السلطوية الحاكمة.

فهذه الأنظمة بذاتها، إنما انبعثت من تيارات سياسية واجتماعية شديدة المحافظة والمحلية والتمركز حول الذات، تلك التي نبتت وانفجرت في مختلف مدن وأصقاع منطقتنا منذ تأسيس دولنا الحديثة.

فأي جردة لتلك التنظيمات السياسية، بمختلف تنويعاتها وخطاباتها ونزعاتها الإيديولوجية، ستكشف ثنائيتين بسيطتين: تذهب الأولى للقول إنها جميعاً تحمل بذوراً عرقية “فاشية”، متأتية من المنابت التأسيسية التي انبثقت منها، كتيارات حربية/تحررية، تنبذ الآخر وتسعى لمقاطعته، عزل الذات عن العالم والآخرين، ولا تجهد في أية محاولة للتشييد والوصال مع الآخرين.

كذلك فإنها كانت، وما تزال، تيارات وعقائد ونزعات اجتماعية شديدة المحلية، لا تملك منافذ واستطالات وأشكالاً من التداخل مع الكل العالمي، ولا حتى مع الإقليمي الأقرب. فخلا الأحزاب الشيوعية/اليسارية، ليس لدى مختلف الأحزاب السياسية والعقائد الاجتماعية لأبناء منطقتنا أية قراءات أو تفاعل أو شراكة أو تبني للثقافات والمنتجات والأفكار العالمية النظيرة، وفي كل المستويات.

البنية الاجتماعية كانت عاملاً حاسماً في ذلك الإطار. فجميع خطابات الأخوة ووحدة الحال والمصير المشترك التي تُغرق الحياة العامة والحيز الاجتماعي لأبناء منطقتنا، أنما هي حقيقة لهاث بائس للتغطية على حقيقة العلاقات التاريخية والراهنة بين جماعاتنا الأهلية، التي ما عاشت إلا حروباً أهلية، تبدلت بين باردة وساخنة، لكنها ما تجاوزت يومياً شرط وحقيقة أنها كانت حرباً على الدوام.
حروب لم تنتهي أي منها بتوافقات ومصالحات ذات مضمون وقطيعة مع الماضي الحربي، ربما منذ “صُلح الحُديبية”. حروب دائمة ما فتحت المجال لأن تمر نسائم الوصال بين ثقافات هذه المجموعات.

أخيراً، حدث ذلك لأن منطقتنا ما عرفت أحوالاً عمومية هادئة ورتيبة لأي وقت معقول قط، وأيضاً طوال قرن الحداثة وثورة الاتصالات. فعلى الدوام كان ثمة فيض من الحروب وصراعات الحدود والتدخلات الدولية وصراعات الطوائف والقوميات، اشكال الاستبداد القروسطية وأزمات الاقتصاد والعسكرة والإسلام السياسي العنيف، ومثلها أشكال أخرى من القسوة والعنف والخشونة، ما سمحت بتكون الطبقات والتجارب والأناس القادرين على السباحة في عديد الثقافات المتجاورة، نقلها ومزجها واجتراح تجارب مع ذلك المزج، كما فعلت الثقافة الغربية في عصور نهضتها.

المصدر: الحرة

سوريا: “المناطق الآمنة” انتهاكات واقتتال دائم بين مجموعات المعارضة المسلحة

ملخص تنفيذي:

“عندما بدأ إطلاق النار وأنا في الطريق أصبت بذعر شديد، رأيت الرصاص يتطاير من حولي وكنت خائفة جداً. حاولتُ الهرب والاختباء، حينها لاحظت أني بدأت أنزف فأنا كنت في الشهر الخامس من الحمل، لم أكن أفهم ما الذي حدث مع أصوات الرصاص من مختلف الجهات وخوفي الشديد. وبعد أن هدأت الاشتباكات تم نقلي إلى مشفى في رأس العين، وهناك علمت أنّي فقدت الجنين، كان طفلي الأول. لقد ترك هذا الحادث تأثيراً كبيراً في نفسي، لم أعد أرغب بالبقاء في هذه المنطقة، أرغب بالذهاب إلى تركيا أو إلى أي مكان آخر لا يوجد فيه مثل هذه الاشتباكات والشعور الدائم بالخوف، لا أرغب بإنجاب أطفالي هنا كما أنني بحاجة للعلاج بسبب الإجهاض والمضاعفات التي أصابتني بعد فقد الجنين.”

شهادة سيدة تصادف وجودها مع حدوث اشتباكات بين عناصر من الجيش الوطني السوري.

في الوقت الذي تتحدث فيه الحكومة التركية وبشكل رسمي عن خطة لإعادة أكثر من مليون لاجئ سوري في تركيا إلى ما تسمّيها بـ”المناطق الآمنة” شمالي سوريا تحت مسمّى “العودة الطوعية”، ما تزال تلك المناطق الواقعة تحت السيطرة التركية؛ “درع الفرات” و”غصن الزيتون” و”نبع السلام” مسرحاً لفوضى السلاح وساحة لاقتتال دائم ومستمر بين فصائل “الجيش الوطني السوري” التابع للحكومة السورية المؤقتة/الائتلاف السوري المعارض وتنافس هذه الفصائل لتحقيق المكاسب على حساب المدنيين والسكان الأصليين.

يأتي ذلك تزامناً مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عزم بلاده شنّ غزو/عملية عسكرية بهدف إقامة “منطقة آمنة”جديدة بعمق 30 كلم شمالي سوريا ، وهو الأمر الذي حاز موافقة ضمنية من “مجلس الأمن القومي التركي” لاحقاً. بينما اعترضت عليه الولايات المتحدة الأمريكية بشدّة ودول أخرى فاعلة في المشهد السوري مثل الاتحاد الروسي.

في هذا التقرير تعرض “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” حصيلة الاقتتالات/الاشتباكات الداخلية بين فصائل “الجيش الوطني السوري” المعارض وأسبابها ونتائجها الكارثية على حياة المدنيين وممتلكاتهم، إلى جانب الدور الذي لعبته السلطات التركية في بدء وتأجيج تلك الاشتباكات تارة، وفي تجاهلها وغض الطرف عن الفوضى التي تسببها تارة أخرى.

لقد تبيّن من خلال الرصد والتوثيق الذي أجرته “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، أنه ومنذ بداية العام 2022 حتى نهاية حزيران/يونيو (أي الأشهر الستة الأولى)، جرت اشتباكات بمقدار ثلاثة أضعاف عن تلك التي حصلت في كامل العام 2021، وأكثر من كامل عدد الاشتباكات التي حصلت في العام 2020، وحوالي ضعف الاشتباكات التي وقعت خلال الأعوام 2018 و2019 و2021 مجتمعة.

تدّل هذه الإحصائيات التي وثقتها “سوريون” بشكل دقيق وعلى مدار الأشهر الماضية، على زيادة الانقسام داخل الإدارة العسكرية لـ”الجيش الوطني”، وتزايد الصراع على المصالح الشخصية البحتة (خاصة الاقتصادية المتمثلة بالأتاوات على الحواجز وطرق التهريب وممتلكات المدنيين) في مناطق السيطرة الثلاث، في ظل عدم اتخاذ السلطات التركية المسيطرة على هذه المناطق فعليّاً، أي إجراءات حقيقية لضمان سلامة السكان في تلك المناطق المحتّلة.

لقد وثقت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” وابتداءاً من العام 2018 وقوع 69 اشتباكاً بين فصائل “الجيش الوطني” في مناطق النفوذ التركي الثلاث، وقع 28 اشتباكاً في الأشهر الستة الأولى من 2022، و 9 اشتباكات في العام 2021، و 26 اشتباكاً في العام 2020 و 6 اشتباكات في العام 2018 و 2019.

كما شهدت تلك المناطق العديد من الهجمات الأخرى بواسطة العبوات الناسفة والسيارات المفخخة، التي وجّهت أصابع الاتهام في عدد منها إلى الأجهزة الأمنية السورية، وعناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” و”قوات سوريا الديمقراطية/قسد” المسيطرة على شمال شرق سوريا، بينما وجّهت أصابع الاتهام في بعض التفجيرات إلى فصائل معارضة بعينها بسبب خلافات بينها وبين فصائل أخرى.

إضافة إلى ذلك، وُثّقت عمليات قصف عشوائية خلصت فيها “سوريون” إلى أنّ عدداً من تلك الهجمات انطلقت من مناطق خاضعة لسيطرة مشتركة ما بين القوات السورية/الروسية و”وحدات حماية الشعب”.

لا تتوقف معاناة السكان (أهالي المناطق والنازحين من مختلف المناطق السورية الوافدين إلى هذه المناطق) على الاشتباكات والتفجيرات والقصف العشوائي، فهم يتعرضون لانتهاكات جسمية لحقوق الإنسان بشكل يومي، منها عمليات استيلاء على الممتلكات وسوء استغلال السلطة من قبل قادة وعناصر في عدة فصائل دون خضوعهم لمحاكمات قضائية أو محاسبتهم على أفعالهم على مر السنوات السابقة إلا في حالات نادرة ونتيجة الضغط الشعبي.

أيضاً، أفادت الشهادات التي جمعتها “سوريون” من مصادر عديدة بينهم مدنيون ضحايا، وقادة ضمن “الجيش الوطني” ومسؤولون في جهازي الشرطة المدنية والعسكرية، بأن أسباب الاشتباكات تتلخص بشكل أساسي في الرغبة بالاستيلاء على ممتلكات ومنشآت تجارية إضافية تعود ملكيتها للمدنيين. ومؤخراً تطورت بعض تلك الأسباب واتخذ الاقتتال شكلاً آخراً من أشكال الصراع للهيمنة على المنظومة العسكرية ككل.

كما أضافت المصادر التي أجرت “سوريون” لقاءات معها لغرض هذا التقرير، أسباب أخرى لتلك الاشتباكات، منها الرغبة بفرض السيطرة على مناطق تعتبر استراتيجية وحيوية لتمويل الفصيل، مثل النزاع على إدارة تجارة المخدرات وتجارة تهريب البشر بين مناطق السيطرة المختلفة، سواء داخل سوريا أو الحدودية بين سوريا وتركيا، والنزاع على المعابر بين مناطق نفوذ المعارضة مع مختلف القوى في سوريا.

أيضاً أفادت المعلومات التي قدمها مدنيون متضررون من الاشتباكات بأن الأضرار لا تقتصر على وقوع ضحايا في صفوف المدنيين وخسائرهم المادية، بل تعدت ذلك إلى شن حملات دهم واعتقال بتهمة التعامل مع الفصيل الخصم واعتقال المدنيين الذين يتقدمون بشكوى ضد الفصائل المشتبكة.

وفي بعض الأحيان أُجبر المدنيون على النزوح مؤقتاً خوفاً على حياتهم خلال الاشتباكات. وعند عودتهم وجدوا أن منازلهم قد نهبت. ورغم بعض حالات إعلان الطرفان المشتبكان (من فصائل الجيش الوطني) عن اتفاق صلح الذي ينص عادة تعويض المدنيين عن خسائرهم المادية ودفع ديات الضحايا، إلا أن الكثير مم المدنيين لم يحصلوا على أي شكل من أشكال التعويض، بل جرى اعتقال وتهديد حياة أشخاص طالبوا بالتعويض.

إنّ الأدلّة والشهادت التي جمعتها “سوريون” تؤكد المزاعم القائلة بكون المناطق الخاضعة للنفوذ التركي غير آمنة البتّة ولا تتوافق مع معايير العودة الطوعية التي حددتها الأمم المتحدة. وهي ما عبّر عنه أيضاً لجنة التحقيق الدولية حول سوريا عندما قالت في آخر تقرير لها في العام 2021 بأنّ “الجمهورية العربية السورية” لا توفر بعد، بيئة آمنة ومستقرة لعودة اللاجئين، عودة مستدامة وكريمة. (الوثيقة رقم A/HRC/48/70).

استندت “سوريون من أجل الحقيقة” في هذا التقرير على (11) شهادة مفصّلة ومركّزة، أفاد بها (4) مدنيين متضررين و (7) قادة من الصف الأول والثاني ضمن “الجيش الوطني” والمؤسسات التابعة له، كما راجعت “سوريون” عشرات التوثيقات المختلفة (فيديو وصور وبيانات) المحفوظة في قاعدة بياناتها الخاصّة، وحلّلت عشرات مقاطع الفيديو والصور من المصادر المفتوحة التي وثقت معظم عمليات الاقتتال والضرر الذي لحق بالسكان.

 

لقراءة التقرير كاملاً وبصيغة ملف PDF يرجى الضغط هنا.

The post سوريا: “المناطق الآمنة” انتهاكات واقتتال دائم بين مجموعات المعارضة المسلحة appeared first on سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.

​”نبع السلام” Archives – سوريون من أجل الحقيقة والعدالة