مقتل 6 أشخاص وإصابة 75 آخرين في قصف لقوات الحكومة السورية على ريف إدلب

https://twitter.com/SyriaCivilDef

قُتل ستة مدنيين بينهم طفلان، وأصيب 75 شخص آخر جراء قصف لقوات الحكومة السورية بالصواريخ طال مخيمات للنازحين في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبحسب الموقع الرسمي للمرصد “تعرضت 5 مخيمات غرب مدينة إدلب، لقصف بـ6 صواريخ محملة بمئات القنابل العنقودية، أطلقتها قوات النظام المتمركزة بالقرب من مطار النيرب العسكري في حلب، تزامنا مع رشقة من صواريخ انطلقت من معسكرات قوات النظام في ريف إدلب الشرقي”.

وأضاف المرصد “أسفرت الضربات عن استشهاد 6 بينهم سيدة وطفلين، وإصابة 75 مواطن بجروح متفاوتة، غالبيتهم من النازحين في مخيمات مرام ووطن ووادي حج خالد ومخيم محطة مياه كفر روحين ومخيم قرية مورين ومخيم بعيبعة غربي مدينة إدلب”.

كما قصفت طائرة حربية روسية بـ 4 غارات حرش يقع غربي مدينة إدلب، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.

إحياء الذكرى السنوية الـ 23 لرحيل الفنان الكردي عدنان دلبرين في قامشلو

أحيت رابطة عفرين الثقافية الذكرى السنوية الـ 23 لرحيل الفنان الكردي عدنان دلبرين، وذلك في مركز محمد شيخو للثقافة والفن في مدينة قامشلو شمال شرق سوريا “روج آفا”.

وبحسب وكالة “هاوار” الكردية، حضر حفل الاستذكار العشرات من أهالي مدينة قامشلو ومهجري عفرين وأعضاء رابطة عفرين الاجتماعية.

وتحدث عضو رابطة عفرين الثقافية شريف محمد حول سيرة حياة الفنان عدنان دلبرين، وقال: “غنى أولى أغانيه باسم `Ez keçika Mîdiya me` حول المرأة الكردية. لقد انتشرت أغاني الفنان عدنان دلبرين على مستوى كردستان. وغنى عن الوطن وعن نوروز وغيرها من المواضيع”.

كما تضمنت الاحتفالية عرض سينفزيون عن سيرة حياة الفنان عدنان دلبرين. بالإضافة إلى تقديم فقرات فنية قدمتها فرقة جياي كرمينج.

وعدنان دلبرين فنان كردي ولد عام 1956 في قرية ديرصوان في ناحية شرا في عفرين، وتوفي عام 1999.

 

تفكيك خلية لـ “داعش” في دير الزور شرقي سوريا

قالت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” إن قوّات الكوماندوس التّابعة لها وقوى الأمن الدّاخليّ، وبتعاونٍ من قوّات التَّحالف الدّوليّ القبض على سبعة “إرهابيين” ينتمون لتنظيم “داعش” في بلدة “العزبة” بريف دير الزور الشَّمالي.

وأضافت في بيان “ضبطت قوّاتنا بحوزتهم على أسلحة مختلفة وأجهزة اتّصال ومعدّات ووثائق تثبت صلتهم بتنظيم “داعش” الإرهابيّ وتؤكِّد قوّاتنا أنَّها مستمرّة في مكافحة خلايا تنظيم “داعش” الإرهابيّة وتفكيكها، وضبط أمن واستقرار المنطقة وحماية الأهالي وحفظ ممتلكاتهم”.

مركز توثيق الانتهاكات: السلطات السورية عبر ميليشياتها في ريف حلب تحاصر 6 قرى وتمنع عنها الغذاء والدواء

قال “مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا” إن الميليشيات المسلحة التابعة للسلطات السورية في بلدتي نبل والزهراء تفرض حصاراً خانقاً على 6 قرى في ناحية شيراوا في ريف عفرين وهي (برج القاص، كلوتية، كوندي مزن، باشمرة، زرناعيتة، مياسة)، ويقطن في هذه القرى أكثر من 10 ألف نسمة.

وتؤكد شهادات حصل عليها المركز  عبر الاتصال بالسكان أنّ هذه الميليشيات تمنع دخول المواد الغذائية والطبية والمحروقات إلى تلك القرى كما أنّها تمنع الأهالي المرور عبر حواجزها .

وسبق أن قامت تلك الميليشيات بالاستيلاء على السيارات والدراجات النارية للأهالي، أثناء توجهه لبلدتي نبل والزهراء لشراء حاجياتهم.

وتؤكد الشهادات أنّ القرى المحاصرة تفتقر إلى المواد الغذائية ومادة الخبز والمحروقات، بالإضافة إلى نفاد الأدوية في النقطة الطبية للهلال الأحمر الكردي في قرية برج القاص. حيث يضطر الطواقم الطبية على نقل المرضى إلى مشفى آفرين وتل رفعت لتلقي العلاج بسبب الحصار، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف التنقل من الطرق الزراعية، والتي تصل إلى 200 ألف ليرة سورية، وخطورة هذا الطريق واستهداف السيارات من قبل الجماعات المسلحة التابعة لتركيا المنتشرة في قرية كيمار في ناحية شيراوا.

السويد تعلن أنها لم تعد تدعم وحدات حماية الشعب “الكردية” في سوريا

قال وزير خارجية السويد توبياس بيلستروم، إن حكومة بلاده الجديدة لم تعد تدعو إلى دعم غير مشروط لوحدات حماية الشعب “الكردية” وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD).

وأضاف الوزير، في مقابلة مع الإذاعة السويدية اليوم السبت عشية زيارة رئيس وزراء بلاده أولف كريسترسون لأنقرة في 8 نوفمبر الذي سيجري مفاوضات مع الجانب التركي حول انضمام المملكة إلى الناتو:

“هناك اتصالات وعلاقات وثيقة بين هاتين المنظمتين وحزب العمال الكردستاني، الموجود في قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية. نحن يهمنا عدم وجود اتصالات غامضة [مع هاتين المنظمتين من جانب المملكة]. – من المهم أن تحافظ السويد على مسافة بعيدة مع هذه المنظمات. نحن بحاجة الى علاقات جيدة مع تركيا”

وأضاف “الهدف الأساسي هو عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي”.

ودعمت السويد، إلى جانب الولايات المتحدة وعدة أعضاء في حلف الأطلسي وحدات حماية الشعب في معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ومع ذلك، تعهدت تركيا بعرقلة طلب السويد للانضمام إلى الحلف إذا لم تتوقف عن دعم هذه الفصائل.

وتأتي الخطوة قبل أيام فقط من سفر رئيس الوزراء أولف كريسترسون إلى أنقرة لمحاولة إقناع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالسماح للسويد بالانضمام إلى الحلف العسكري.

وقدمت السويد وفنلندا طلب الانضمام إلى الحلف في وقت سابق هذا العام، كنتيجة مباشرة للغزو الروسي لأوكرانيا.

ووافقت على الطلب 28 دولة من أصل 30 عضو في حلف شمال الأطلسي. وقالت دولتا الشمال الأوروبي قبل أيام قليلة إنها متفائلتان بأن المجر، التي تعارض الانضمام الفنلندي والسويدي، ستتخلى عن اعتراضاتها.

وكالات

تحقيق لوكالة فرانس برس: حبوب الكبتاغون التي حوّلت سوريا إلى دولة مخدرات

خلال عشر سنوات من حرب مدمرة، تغيّرت خارطة سوريا، فرُسمت خطوط جديدة ومعابر داخلية تفصل بين المناطق، لكن شيئاً واحداً بدا وكأنه عابر للتقسيم ولخطوط التماس فتحوّل إلى تجارة مربحة تفوق قيمتها عشر مليارات دولار وهو الكبتاغون، وفقاً لتحقيق أجرته وكالة الصحافة الفرنسية.

والمسألة أكثر تعقيداً من كون الكبتاغون مجرد حبوب سحرية ارتبط اسمها بتنظيم الدولة الإسلامية، فهذا المخدر يدرّ مدخولاً هالاً على أطراف متنوعة في بلد أنهكت الحرب اقتصادها.

من شمال سوريا إلى جنوبها مروراً بباديتها وسواحلها، وبغض النظر عن القوى المسيطرة عليها، سواء أكانت قوات موالية للنظام كان أم معارضة له، تتخطّى حبوب الكبتاغون الانقسامات، لتحوّل سوريا الغارقة في نزاع دام منذ 2011، إلى دولة مخدرات. وتشمل دورة إنتاج وتهريب هذه الحبوب المخدرة لبنان المجاور الذي ينوء أيضاً تحت ثقل انهيار اقتصادي.

وتُعد حبوب الكبتاغون اليوم أبرز الصادرات السورية، وتفوق قيمتها كل قيمة صادرات البلاد القانونية، وفق تقديرات مبنية على إحصاءات جمعتها وكالة فرانس برس، وتوثّق الحبوب المصادرة خلال العامين الماضيين.

وباتت سوريا مركزاً أساسياً لشبكة تمتد إلى لبنان والعراق وتركيا وصولاً إلى دول الخليج مروراً بدول إفريقية وأوروبية، وتُعتبر السعودية السوق الأول للكبتاغون.

وأجرت وكالة فرانس برس مقابلات مع أكثر من 30 شخصاً من مهربين ومسؤولين أمنيين حاليين وسابقين في سوريا ودول أخرى، فضلاً عن ناشطين ومسؤولين محليين على دراية بصناعة الكبتاغون، وطلب معظمهم عدم الكشف عن أسمائهم. وتتداخل علاقات تجارية وعشائرية وقبلية ومصالح بين خطوط تهريب وتجارة الكبتاغون.

– “رأسمالها خفيف وأرباحها كبيرة” –

والكبتاغون تسمية قديمة لعقار يعود إلى عقود مضت، لكن تلك الحبوب، وأساسها الأمفيتامين المحفّز، باتت اليوم المخدّر الأول على صعيد التصنيع والتهريب وحتى الاستهلاك في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.

في منطقة نائية في البقاع اللبناني، يقول شخص لديه علاقات مع عدد من التجار مكنته من الاطلاع والتوسّط في صفقات كبيرة، عن تجارة الكبتاغون، “رأسمالها خفيف وأرباحها كبيرة”.

ويتقاسم أربعة أو خمسة تجار كبار، وفق هذا الوسيط، شحنة واحدة ميزانيتها عشرة ملايين دولار تغطّي المواد الأولية وطرق التهريب التي تُعرف بـ”السكة”، و”الرشاوى”، وتعود بربح قدره 180 مليون دولار.

ويوضح “إذا خسروا أول عشرة ملايين، وثاني عشرة ملايين، وحتى ثالث عشرة، بمجرّد أن تنجح شحنة واحدة في المرور، يكون التاجر رابحا”.

ويقول الوسيط “إنها شبكة واحدة، سورية سعودية لبنانية عراقية أردنية”، مشيراً إلى وجود رابط عشائري غالباً يجمع بين المناطق والبلدان.

ويؤكد الوسيط ومصادر أمنية في المنطقة أن العشيرة الأكثر نفوذاً هي بني خالد التي تعدّ الأكبر وتمتد بين سوريا ولبنان والأردن والعراق والسعودية، وتتحدّر منها قبائل متنوعة.

ومن مصدرها في سوريا إلى وجهتها في السعودية، قد تبقى شحنة الكبتاغون في يد العشيرة نفسها ما يمنحها ضمانات أكثر ويُسهّل عملية الدفع ويجعل ملاحقتها أكثر صعوبة.

ويتمّ إجمالا تهريب الكبتاغون في أكياس بلاستيكية صغيرة، ويطلق على كل كيس من مئتي حبة عبارة “الشدّ”، ويوضع أحياناً خمسة من أكياس “الشد” في كيس أكبر.

في العام 2021، ووفق بيانات رسمية، صادرت القوى الأمنية في دول عدة أكثر من 400 مليون حبة كبتاغون. وبحسب ما أظهرت مضبوطات من العام 2022، يبدو أن “صادرات” الكبتاغون ستفوق تلك التي تمّت في العام السابق.

لكن هذا ليس سوى رقم بسيط جداً مقارنة مع ما لم يُضبط.

ويقول مسؤولون أمنيون إنه، مقابل كل شحنة يتمّ ضبطها، تصل تسع شحنات أخرى إلى وجهتها.

ويترواح سعر حبة الكبتاغون بين دولار و25 دولاراً.

واذا احتُسب سعر الحبة بخمس دولارات، ووصلت أربع من أصل خمس شحنات الى وجهتها، تتخطّى قيمة تجارة الكبتاغون السنوية عشرة مليارات دولار. ويّعد ذلك أقل تقدير لتلك التجارة الضخمة.

– لا محرمات –

وبما أن ثمانين في المئة من تلك التجارة مركزها سوريا، وفق مسؤولين أمنيين، يكون الكبتاغون أبرز صادرات تلك الدولة، ويعود عليها بأرباح تفوق حجم ميزانيتها بثلاثة اضعاف.

ويستفيد نظام الرئيس بشار الأسد ودائرون في فلكه وشبكة تجار الحرب بشكل هائل من تجارة الكبتاغون.

ويقول مستشار سابق للحكومة السورية لوكالة فرانس برس من خارج سوريا “لا توجد محرّمات في الحروب، والبلاد كانت ولا تزال في حاجة ماسة للنقد الأجنبي من أجل رفد اقتصاد الدولة”.

ويضيف “استطاعت صناعة الكبتاغون أن ترفد الخزينة ولو بجزء من العملة الأجنبية من خلال اقتصاد ظل متكامل يبدأ من استيراد المواد الأولية، وصولاً للتصنيع وأخيراً التصدير”.

وتتورّط أجهزة أمنية وعسكرية سورية عدة في تلك التجارة، قد تكون أبرزها الفرقة الرابعة التي تتبع ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، وفق ما أفادت مصادر عدة بينها أمنيون سابقون في سوريا ومهربون وخبراء.

وتقول كارولين روز من معهد نيولاينز الذي نشر تحقيقاً حول صناعة الكبتاغون قبل أشهر، “لعبت الفرقة دوراً أساسياً في حماية وتسهيل وتهريب الكبتاغون في حمص واللاذقية، وفي نقل الشحنات إلى مرفأي طرطوس واللاذقية”.

ويقول ناشط معارض متابع لعمليات التهريب “يحصل مصنعو الكبتاغون أحياناً على المواد الأولية من الفرقة الرابعة، وتكون موضوعة أحيانا في أكياس عسكرية”.

ويشير باحثون في الموضوع الى أن لحزب الله اللبناني دوراً مهماً في حماية صناعة الكبتاغون، وخصوصاً في المنطقة الحدودية. ويتهمه سكان في جنوب سوريا بالوقوف خلف انتشارها في مناطقهم. وينفي الحزب أي علاقة له بهذه الصناعة.

وتُعد الفرقة الرابعة أبرز الفرق العسكرية المنتشرة في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا، وتتمتع بنفوذ كبير في مرفأ اللاذقية في غرب البلاد.

ولطالما شكّلت الحدود اللبنانية السورية مساراً لتهريب البضائع على أنواعها. ولم تعد تقتصر عمليات تهريب الكبتاغون على الحدود الشرقية للبنان خصوصاً بعد حملة أمنية طالت التجار، فتحوّل كثر إلى الحدود الشمالية.

ويقول مصدر قضائي لبناني يلاحق قضايا كبتاغون، إن منطقة وادي خالد المعروفة بالتهريب وخصوصاً السلاح خلال أعنف سنوات النزاع السوري، “باتت مليئة اليوم بمهربي” الكبتاغون.

– من الجنوب إلى فصائل الشمال –

ومع التشديد الذي حصل خلال السنة الأخيرة في لبنان على صعيد ضبط عمليات صناعة وتجارة الكبتاغون، تراجعت أعداد المختبرات في منطقة البقاع، وانتقل تجار إلى المنطقة الحدودية داخل الأراضي السورية، وساعدتهم في ذلك إعادة فتح معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن فتوسّعت اليه طرق التهريب، عدا عن المعابر غير الشرعية.

ويعد جنوب سوريا، وتحديداً محافظتا السويداء ودرعا، معقل طرق تهريب أساسية لحبوب الكبتاغون نحو الأردن، وفق ناشطين وأمنيين سابقين من المنطقة.

في السويداء، دفع التردي الاقتصادي بشبان كثر إلى الانضمام إلى عصابات محلية تعمل في تخزين وتهريب البضائع، وعلى رأسها الكبتاغون.

ويقول المتحدث باسم “حركة رجال الكرامة” المعارضة أبو تيمور “هناك استغلال للوضع المعيشي للسكان”، فضلاً عن فوضى انتشار السلاح في المحافظة.

ويضيف “السويداء منطقة تهريب وتخزين” للحبوب، مشيراً إلى أن أفراد عشائر في البادية المجاورة ينقلون البضائع إلى السويداء حيث يجري تخزينها ثم تهريبها غالباً عبر الحدود الأردنية بالتعاون مع “أكثر من مئة عصابة مسلحة”.

في ظلّ عقوبات خانقة وغياب أي أفق حلول في سوريا من شأنها أن تأتي بأموال إعادة الإعمار، تجد شبكة تجار الحرب والمستفيدين منها في حبوب الكبتاغون الحل السحري.

ويتخطّى الأمر النظام وحلفاءه لتعبر الحبوب خطوط التماس وتوحّد الخصوم.

ويقول المستشار السابق للحكومة السورية “جمع الكبتاغون كلّ أطراف الصراع (…) النظام والمعارضة والأكراد وداعش”.

كما دخلت صناعة الكبتاغون وتهريبه مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا في شمال سوريا.

ويقول مهرّب في تلك المناطق لفرانس برس “أعمل مع أشخاص في حمص ودمشق يأتون بالحبوب من مستودعات الفرقة الرابعة”، مضيفاً “نوزّع الحبوب هنا أو نرسلها إلى تركيا بالتنسيق مع الفصائل (…) السوق التركي يعتمد علينا كثيراً، نحن بوابة لهم”.

ويبيع المهرب، وفق قوله، أيضاً الحبوب لمسؤولين في هيئة تحرير الشام التي تسيطر على حوالى نصف محافظة إدلب المجاورة.

ويعتمد المهرّب في تجارته على حبوب يأتي بها من مناطق سيطرة النظام أو مصنعة محلياً. ويشير إلى أن الفصائل تحتكر تصنيع الكبتاغون في مناطق سيطرتها “ولا يتجرأ أحد آخر” على الأمر.

وللفصائل أيضاً حصة من التهريب.

ويتابع “تعجّ المنطقة بالفصائل، هي أشبه بغابة الكلّ جائع فيها”.

وبحسب المهرّب، الاسم الأول في تجارة الكبتاغون في المنطقة هو قيادي في فصيل السلطان مراد أبو وليد العزة، “لأن لديه علاقات قوية مع الفرقة الرابعة منذ أن كان يتواجد في حمص”.

ونفى فصيل السلطان مراد أي تورّط له في صناعة وتهريب الكبتاغون.

كما تعدّ تركيا مصدراً لمواد أساسية في تصنيع المخدّر، وفق ما يقول المصدر القضائي اللبناني، مشيراً إلى أن “ديثيل الأثير، أحد أنواع الكلوروفورم، مكوّن أساسي في (صناعة) الكبتاغون، ومعظمه يدخل من تركيا”.

– مسرحيات –

وبالإضافة إلى المواد الأولية، وبينها أنواع من الأسيد تتواجد في مواد التنظيف او نشاء الذرة اوالكافيين وغيرها، يكمن أبرز استثمارات صناعة الكبتاغون في آلة كبس الحبوب التي تستعمل أيضاً في صناعة الحلوى.

ولم يتردّد موقع إلكتروني صيني بالترويج علنا لـ”آلة كبس أقراص الكبتاغون” مقابل 2500 دولار.

ولا يتطلّب تصنيع الكبتاغون مساحات واسعة. فمن الممكن إنشاء مختبر مجهز بالآلات الأساسية، وأبرزها آلة الكبس وجهاز الخلط وفي بعض الأحيان فرن لتنشيف المواد، خلال 48 ساعة فقط، ما يعني أن تجار الكبتاغون قادرون على استئناف عملهم بعد وقت قصير من أي مداهمة يتعرضون لها.

ويقول موظّف في معمل أدوية في سوريا لفرانس برس من خارج سوريا، إن بعض مصانع الأدوية متورطة كونها قادرة على استيراد المواد الأولية لتلك الصناعة “غير المعقدة التي يمكن أن تتم في أي معمل أدوية خاص”.

وبرغم أن السلطات السورية تعلن بين الحين والآخر عن مصادرة شحنات أو مداهمة مستودعات، يقول الموظف إن ذلك ليس سوى “مسرحيات”.

في لبنان، وعلى وقع عمليات ملاحقة صناعة وتهريب الكبتاغون في شرق البلاد، بات بعض التجار يعتمدون على مختبرات صغيرة موجودة على ظهر شاحنات، ما يجعل من الصعب ضبطها.

وإن كانت الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية تعزّز عمليات ملاحقة تهريب الكبتاغون، إلا أن ميزانياتها المحدودة تعرقل عملها في ظل الانهيار الاقتصادي القائم.

ونشرت الجمارك السعودية أكثر من مرة مقاطع فيديو تظهر طرق الكشف عن مخابئ الحبوب بأبرز الأجهزة والتقنيات.

إلا أن مسؤولين أمنيين وقضائيين في دول عدة يؤكدون أن غالبية عمليات المصادرة تحصل بفضل معلومات من مخبرين، كون الأشخاص المسؤولين عن إخفاء البضائع باتوا خبراء في ذلك حتى عن أجهزة السكانر.

ويقول المصدر القضائي، في إشارة ضمنية الى نفوذ شبكات الكبتاغون والفساد المستشري في لبنان، “لا يريد أحد أن يسجنهم،(التجار)، خصوصا أنهم يوزّعون الرشاوى بكرم، ولديهم متعاونون في شركات الشحن”.

في لبنان، أطلقت وسائل اعلام محلية لقب “ملك الكبتاغون” على رجل الأعمال حسن دقو المتهم بإدارة امبراطورية ضخمة من منطقة البقاع في شرق لبنان، مستفيداً من علاقات جيدة مع مسؤولين لبنانيين وسوريين.

واعتقلت القوى الأمنية اللبنانية دقو في نيسان/أبريل من العام الماضي بتهمة تهريب حبوب الكبتاغون، الأمر الذي نفاه تماماً، مؤكداً أنه يعمل لصالح الأمن العسكري السوري والفرقة الرابعة، وفق مستندات قضائية اطلعت عليها فرانس برس.

وتُعد بعض الأعمال التجارية التي يملكها دقو، وفق مسؤولين أمنيين، غطاء لتجار المخدرات، وبينها معمل مبيدات زراعية في الأردن وشركة سيارات في سوريا وأسطول صهاريج.

ويقول مسؤول أمني إن نفوذ دقو تراجع، مقابل صعود أسماء أخرى في المنطقة.

في سوريا، أشارت مصادر عدة إلى أن النائب عامر خيتي الذي تفرض عليه واشنطن عقوبات اقتصادية، شخصية رئيسية في مجال تهريب الكبتاغون.

ويقول موظف يعمل لديه لفرانس برس من خارج سوريا، إنه شاهد على شحنات كبتاغون نُقلت إلى أحد مستودعات خيتي قرب دمشق.

ويضيف “عائلة خيتي من العوائل المشرفة على الموضوع منذ ما قبل الحرب”، متابعاً “كانت تتم الاستفادة من تجارة المواشي لتهريب المخدرات من خلال وضعها بأكياس بلاستيكية داخل أحشاء الماشية”.

لكنه يستدرك أن خيتي “رجل طيب يقدّم لنا العون. ليس لدي مشكلة في أنه يفعل ذلك، طالما أنه يساعد الآخرين”.

وأرسلت فرانس برس رسالتين إلى سفارة سوريا في فرنسا وبعثتها في نيويورك حول الادعاءات المتعلقة بدور الفرقة الرابعة والنائب خيتي في تهريب الكبتاغون. وأحالت سفارة سوريا في فرنسا ردّ مكتب العلاقات العامة في وزارة الداخلية الذي اتهم “المنظمات الارهابية” مؤكدا أن تلك التنظيمات ومهربي المخدرات “يستفيدون من الموقع الجغرافي للجمهورية السورية باعتبارها دولة ترانزيت بين الدول المصنعة لتلك المادة وتلك المستهلكة لها”.

واعتبرت الداخلية ان “التنظيمات الارهابية استفادت من سيطرتها على مناطق حدودية” مشيرة الى أن الكبتاغون يعد “أحد أبرز موارد تمويلها”.

وأكدت انه “لم يُضبط أي معمل أو مختبر لصناعة تلك المادة على أراضي الجمهورية العربية السورية”، مشيرة إلى عدم إمكانية تبادل المعلومات مع الدول التي يصنع فيها الكبتاغون وأخرى التي يستهلك فيها “لعدم تعاونها” مع السلطات السورية.

ونددت الداخلية ب”حملة هجوم إعلامية” ضد الدولة السورية مشيرة الى ان “إحدى الحقائق المتعلقة بقضية المخدرات العالمية هو وجود الكثير من المعلومات والانطباعات المبنية على شائعات وتكرار لاخبار خاطئة”.

– تجارة لأجيال –

ويقول مسؤول أبحاث سوريا في مركز التحليلات العملياتية والأبحاث (كور) إيان لارسون “تحوّلت سوريا إلى المركز العالمي لصناعة الكبتاغون عن إدراك”، مشيراً إلى أنه لم يعد أمام دمشق سوى خيارات تجارية محدودة جراء اقتصاد الحرب والعقوبات القاسية.

وتتوزّع دولارات الكبتاغون بين مسؤولين سوريين كبار وأصحاب ثروات وتجار وصولاً إلى شبان يعانون البطالة أو سكان ولاجئين يرزحون تحت عبء الفقر يعملون في تصنيع تلك الحبوب وتهريبها.

ويضيف لارسون الذي كتب مطولاً عن صناعة وتهريب الكبتاغون، “حتى الآن، ليس هناك دليل دامغ يربط الرئيس السوري بشار الأسد مباشرة بصناعة الكبتاغون، وليس أكيدا أن نتوقع الحصول” على مثل هذا الدليل.

في أيلول/سبتمبر 2020، أقرّ مجلس النواب الأميركي قانون مكافحة اتجار الأسد بالمخدرات وتخزينها (Countering Assad’s Proliferation Trafficking And Garnering Of Narcotics Act)، ويختصر اسم القانون باللغة الانكليزية بـ”CAPTAGON”، إلا أن الحبوب بحدّ ذاتها لم تلق حتى الآن اهتماماً واسعاً في دوائر صنع القرار في الدول الغربية.

وبرغم أنها القاسم المشترك بين أطراف عدة في النزاع السوري وتتخطى حدود سوريا، إلا أن صناعة الكبتاغون لا تزال في بداياتها.

ويرى الوسيط اللبناني أن “هذه صناعة لا تنتهي ولا تتوقف، بل تستمر لأجيال”.

ويقول المصدر القضائي “لم تحصل أي إدانة في قضايا الكبتاغون، والأموال هائلة. لا يوجد سبب واحد ليتوقف ذلك”.

المصدر: أ ف ب

السويداء: توثيق 11 حالة خطف واعتقال الشهر الفائت

رصدت السويداء 24 تعرض 11 مدنياً، للخطف والاعتقال التعسفي، في حوادث متفرقة، خلال شهر تشرين أول الفائت.

وكان جميع المدنيين الذين وثقت الشبكة انتهاكات بحقهم، من الذكور، بينهم 4 أشخاص اعتقلتهم جهات أمنية، بطرق تعسفية، وأطلقت سراح 3 منهم خلال الشهر نفسه، في حين لا يزال واحدٌ من المعتقلين، مجهول المصير حتى تاريخ اليوم.

وسجّلت الشبكة مسؤولية عصابات منظمة عن اختطاف 3 مدنيين، في حادثتين منفصلتين، اثنين منهم خطفهما مسلحون في السويداء طمعاً بالفدية المالية، وأطلقوا سراحهما في الشهر نفسه، والثالث مدني من أبناء السويداء خطفه مسلحون في محافظة حمص، وأفرجوا عنه مقابل فدية مالية.

كذلك وثقت الشبكة مسؤولية فصائل محلية في منطقة اللجاة بريف درعا، وفي مدينة السويداء، عن اختطاف 4 مدنيين، في حادثتين منفصلتين، خلال الشهر الماضي، وقد تم إطلاق سراحهم في نفس الشهر.

وكانت أولى الانتهاكات التي وثقتها السويداء 24، يوم السبت 1/10/2022، اعتقلت جهة أمنية، في مطار دمشق الدولي، المواطن عمر سلّام، من أهالي قرية الكسيب في ريف السويداء الشرقي، أثناء عودته من ليبيا، حيث كان مغترباً بقصد العمل. ولم تبلغ السلطات عائلته عن سبب اعتقاله، ونتيجة وساطات، أطلقت سراحه بعد عدّة أيام.

وفي يوم الأحد 2/10/2022، اعتقل عناصر حاجز قصر المؤتمرات في مدخل العاصمة دمشق، الشاب مهند هندي صياغه، من أهالي بلدة الرحى، في ريف السويداء. ووصلت معلومات لعائلة مهند، أنه معتقل لدى جهاز المخابرات الجوية. في الوقت الذي أكد مصدر مقرب منه، أنه هو مؤجل عن الخدمة العسكرية بحكم المعيل، وليس بحقه إذاعات بحث جنائية، معتبراً اعتقاله تعسفياً، لا سيما وأنه يتنقل بين دمشق والسويداء، مروراً بالحواجز، بشكل دائم، دون أي مشكلة. وحتى تاريخ إعداد هذا التقرير، لا يزال مصير كهند غامضاً، ولم تتجاوب السلطات الأمنية مع الوساطات التي طالبت بإطلاق سراحه.

يوم الاثنين 3/10/2022 خطف مسلحون مجهولون في ريف حمص، الشاب نواف أبو حسون  من أهالي قرية جرين في ريف السويداء، وذلك أثناء محاولته الخروج إلى لبنان بطريقة غير شرعية، إذ تنشط عصابات منظمة في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية السورية، تنفذ عمليات خطف ضد المدنيين الذين يحاولون عبور تلك المناطق. وبعد أيام من احتطاف الشاب نوّاف، أطلقت الجهة الخاطفة سراحه مقابل فدية مالية.

يوم الثلاثاء 11/10/2022، خطف مسلحون محليون في منطقة اللجاة شمال شرقي درعا، الشبان الثلاثة: أحمد وعمار الغوطاني، وهادي ابو حمرة، من أهالي بلدة لاهثة في ريف السويداء الشمالي، أثناء دخولهم إلى حرش اللجاة، وتقطيع الأشجار فيه. ولم يطلب الخاطفون مقابلاً مادياً لإطلاق سراحهم، إنما طلبوا تعهد بأن لا يعودوا لتقطيع الأشجار، وبالفعل اطلقوا سراحهم مقابل هذا التعهد، بعد حوالي اسبوع من خطفهم.

أما يوم الأربعاء 12/10/2022، خطف مسلحون مجهولون، الأخوين أحمد وثامر محمد كنعان، من اهالي حي دير بعلبة في مدينة حمص، بعد وصولهما إلى كراجات مدينة السويداء، أذ استدرجهما شخص اتفق معهما، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على القدوم إلى السويداء لاستلام ورشة بلاط وسيراميك، وبسعر مغري  وطلبت الجهة الخاطفة فدية مالية لإطلاق سراحهما، وبعد عشرة أيام من اختطافهما، أفرجت الجهة الخاطفة عنهما في ظروف غامضة، وأكد مقرب منهما أنهما عادا إلى حمص، دون تقديم تفاصيل إضافية عن كيفية الإفراج عنهما

وفي يوم الثلاثاء 18/10/2022 اعتقلت جهة أمنية الشاب وسام رباح نصر، من أهالي السويداء، أثناء تواجده في ساحة الرئيس وسط مدينة جرمانا بريف دمشق، ولم يتضح سبب اعتقال الشاب وسام، وكانت عائلته تقول إن اعتقاله تعسفي، وبعد مرور حوالي عشرة أيام على الاعتقال، اطلقت الجهة الأمنية سراحه، على إثر تدخل وساطات اجتماعية.

بعد اسبوع، تحديداً يوم الثلاثاء 25/10/2022، اعتقلت جهة أمنية الشاب خضر الوادي من أهالي مدينة شهبا، في مشفى السويداء الوطني، رغم دخوله مصاباً بجروح متوسطة، جراء حادث سير، وقبل تقديم العلاج اللازم له. كانت حجة الأجهزة الامنية أن الوادي مطلوب للخدمة الاحتياطية، وقد احتجزته في زنزانة المشفى الوطني، رغم حالته الصحية السيئة، وقد أُجبرت عائلته على إجراء تسوية له، حتى أُطلق سراحه.

وكانت أخر الانتهاكات التي وثقتها السويداء 24، يوم السبت 29/10/2022، عندما خطف مسلحون محليون في السويداء، شخصاً يدعى باسل القنطار، ويحمل الجنسية اللبنانية، على إثر خلافات شخصية، إذ خطفه المسلحون الذين ينتمون لفصيل محلي، ونقلوه إلى مضافة عائلتهم، بعد أن تعرض لضرب شديد، وبحسب مصدر مقرب منه، فقد أُطلق سراحه في نفس اليوم، بعد أن انتهى سوء التفاهم الذي اختُطف على إثره.

​ 

المصدر: السويداء 24

Read More 

أول أبجدية لاتينية متكاملة للغة الكردية

جودت هوشيار

1- توطئة
تشير الدراسات الحديثة في علم اللغة الى أن اللغة المنطوقة والمسموعة المتداولة في الحياة اليومية لأي مجتمع انساني تختلف الى هذا الحد أو ذاك عن الكتابة باللغة ذاتها , لأن النطق الشفاهي الحي ظاهرة صوتية أما الكتابة فأنها وسيلة تقريبية متفاوتة الد قة للتعبير عن تلك الظاهرة . ولاشك أن لغة التخاطب أقدم من الكتابة فقد استخدم الأنسان اللغة آلاف السنين قبل أن يهتدي إلى أبتكار أول شكل من أشكال الكتابة وهي التعبير عن الكلمات بالصور، ثم بالمقاطع وأخيرا” بالحروف الأبجدية وربما كان الدافع الأساسي للتدوين هو التعبير عن الذات والمتطلبات اللاحقة للدين والدولة .
ان لغة التدوين تتبلور نتيجة لتطور المجتمع ، ولقد تعرضت اللغة الكردية الى موجات عاتية من اللغات المجاورة ولكنها استطاعت – برغم ذلك – أن تحافظ على وجودها واستقلاليتها . وتختلف آراء علماء اللغة حول بداية الكتابة باللغة الكردية حيث يعتقد البعض منهم بأن ( الآ فستا ) وهو الكتاب المقدس للديانة الزرد شتية قد دون باللغة الميدية في القرن السادس قبل الميلاد وأن اللغة الكردية قد ا نبثقت عن هذه اللغة الأخيرة . أي أن الكتابة الكردية في أقدم صورها ترجع الى ذلك التأريخ .
لقد حاول العديد من الكتاب الكرد أثبات وجود أبجدية كردية قديمة و منهم المرحوم ( كيو موكرياني ) الذي نشر في اوائل الستينات صورة أبجدية قال عنها أنها الأبجدية الكردية القديمة وأن تأريخها يعود الى سنة( 2800 ق.م) وهذه المحاولات لم تتوقف لحد الآن، فقد نشر الكاتب الكردي المعروف الاستاذ (محمد الملا عبدالكريم) مؤخرا” صورة أبجدية قديمة نقلا عن كتاب (( شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام )) لأبن وحشية النبطي الكلداني( 241 هـ ) ولقد دون ابن وحشية مقابل كل حرف من حروف هذه الأبجدية ما يقابله من الحروف العربية. ولقد لاحظنا وجود حروف في هذه الأبجدية الكردية المزعومة مثل ( ذ, ض, ط, ظ, ) وهي حروف لأصوات عربية ولاتوجد مثل هذه الأصوات في اللغة الكرديةكما إن الأبجدية الواردة في الكتاب المذكور لم تتضمن عدة أصوات ( حروف ) كردية مثل (ز) , ( ك ) , ( ر ) , ( لَ ) , ( ؤ ) , ( وو ) .
ومهما يكن من أمر فأن الرأي الغالب هو أن بداية الكتابة الكردية تتمثل في نتاجات باباطاهر الهمداني ( 935 – 1010 ) م وتبعه شعراء كرد آخرون في الكتابة بلغتهم القومية لعل ابرزهم علي حريري ، فقي طيران ،ملاي جزيري وصولا” الى الشاعر الخالد أحمدي خاني ومن ثم نالي وحاجي قادري كويي حيث تتجلى في قصائدهم أصالة وثراء اللغة الكردية .
ويلاحظ أن الشعراء الكرد كانوا أسبق من غيرهم في التعبير عن خلجات نفوسهم وتطلعات أمتهم باللغة الأم.
إن من يزعم بأن الكتابة الكردية ظهرت متأخرة ربما لايعرف أو بتعبير أدق لا يدرك بأن الكتابة الكردية لم تبدأ من نقطة الصفر، بل بقصائد شعرية رائعة ولغة متطورة ومع ذلك فأن الكتابة الأدبية الكردية أسبق من مثيلاتها في معظم اللغات الهندو – أوروبية وهي المجموعة التي تنتمي اليها اللغة الكردية .
فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أن اوائل الآثار الأدبية الروسية قد ظهرت في القرن الثاني عشر وهي مقاطع نثرية بسيطة الشكل والمضمون كتبت باللغة الروسية القديمة التي تحتاج الى ترجمتها الى اللغة الروسية المعاصرة لتكون مفهومة لدى القراء الروس اليوم ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة الى اللغات السلافية الأخرى ومعظم اللغات الأوروبية، في حين أن قصائد بابا طاهر الهمداني مفهومة لدى أي قاريء كردي مثقف بعد مرور حوالي ألف عام على كتابتها .
والحق إن ما تأخر ظهوره هو ما نسميه بالحروف الهجائية أو الأبجدية الكردية وليست الكتابة الكردية ذاتها .
2–تطور الأبجدية الكردية
لقد كانت الكتابة الكردية – منذ أن شرع الشعراء الكرد بالكتابة بلغتهم القومية – و لقرون عديدة بالأبجدية المبنية على الحروف العريبة وبالخط الفارسي ,حيث كتب بهذه الأبجدية معظم التراث الكردي( من شعر ونثر ومؤلفات تأريخية و د ينية و اثنوغرافية ولغوية) منذ بدأ التدوين الكردى والى العشرينات من القرن العشرين وحتى الجريدة الكردية الأولى ( كردستان ) القاهرية كانت تصدر بهذه الأبجدية مع أضافة الحرف ( ظ ) الذى لا يوجد في العربية ولا في الفارسية .
ويعود الفضل في تطوير هذه الأبجدية الى الأدباء والعلماء الكرد وفي مقدمتهم العلامة توفيق وهبي ( 1891 – 1984 ) الذي بذل حهودا” مضنية طوال العشرينات من القرن الماضى لتثبيت الأصوات الكردية ووضع إشارات ورموز خاصة للأصوات التي تفتقر اليها الأبجدية العربية ، ومع أن توفيق وهبي لم يتسن له – كما يبدو – استخدام الآلات الخاصة بضبط الأصوات حسب المخارج الصوتية الا أن النتائج التي توصل اليها جاءت متطابقة الى حد كبير مع الأبحاث العلمية اللاحقة لتثبيت وضبط الأصوات كما ان عدد الحروف يكاد يتطابق في الحالتين ، وهذه الأبجدية هي السائدة اليوم في كردستان الجنوبية والشرقية على الرغم من وجود صعوبات املائية عديدة فيها لم تحسم لحد الأن..
أما ذلك الجزء الصغير من الشعب الكردي الذي يعيش على هامش حدود كردستان الشمالية الشرقية منذ أقدم العصور والذي أخذ يتزايد بأضطراد طوال الفرون الثلاثة الأخيرة بسبب الهجرة من أجزاء كردستان الأخرى وبخاصة كردستان تركيا ، فأن النخبة المثقفة ( التى ترعرعت وتطورت فى فى هذا الجزء فى ظل النظام الأشتراكى) حكاية طويلة مع الأبجدية الكردية .
ولا شك ان الأهمية الستراتيجية البالغة لكردستان من الناحيتين العسكرية والسياسية ووقوعها على مقربة من حدود الأمبراطورية الروسية، دفعت النظام القيصري الى الأهتمام بكردستان وشعبها حيث قامت أكاديمية العلوم الروسية ومعهد الاستشراق بدور بارز في هذا المجال. و بمضي الزمن أصبحت المكتبة الروسية زاخرة بالكتب والمخطوطات والدراسات والأبحاث والتقارير حول الشعب الكردي ووطنه واستمر هذا الأهتمام طيلة العهد السوفيتي بين مد وجزر , الى قيام ثورة 14 تموز في العراق عندما شهدت الدراسات الكردية في الاتحاد السوفيتي ( السابق ) انتعاشا كبيرا لم يسبق له مثيل وتشير الأحصائيات الى ان مجموع ( الدراسات الكردية ) – ونعني بالدراسات هنا مجازا” , كل ما نشر عن الكرد من مقالات وأبحاث وكتب .. الخ – المنشورة في بلدان العالم المختلفة وبضمنها العراق وايران وسوريا قد بلغ لغاية سنة 1963( وهى سنة صدور البيبلوغرافية الموسعة للدراسات الكردية )( 2690 ) نتاجا” بلغ نصيب روسيا القيصرية ومن ثم الأتحاد السوفيتي من هذه الدراسات( 1634 ) نتاجا” أي حوالي ثلثي ما كتب حول الكرد في العالم كله(1) . لذا فإن اولى المحاولات لوضع أبجدية خاصة باللغة الكردية تمت في ارمينيا – التي كانت تابعة لروسيا القيصرية وتعيش فيها اكبر مجموعة كردية في ما وراء القفقاس – وبإستخدام الحروف الأرمنية وذلك في منتصف القرن التاسع عشر . ولقد اخفقت هذه الابجدية لأختلاف الاصوات الكردية عن الاصوات الارمنية . حيث ادرك المستشرق الروسي البارز بيوتر ليرخ (والذى يعد احد مؤسسى الكردولوجيا فى روسيا) ذلك (2) فقام بمحاولة لوضع ابجدية لاتينية للغة الكردية ولكن محاولته لم تلق النجاح , ليس لأنه كان أجنبيا” يصعب عليه ضبط وتثبيت الاصوات الكردية , بل لأن النظام القيصري لم يكن يبدي أهتماما” كبيرا” بكرد الداخل, بقدر أهتمامه بكرد الخارج . فقبيل الحرب العالمية الأولى كانت ثمة عدد من المدارس الروسية في المناطق الكردية في أرمينيا ولكن هذه المدارس أغلقت ابوابها خلال سنوات الحرب و ابان ثورة اكتوبر 1917 وسنوات التدخل العسكري الأمبريالى .
وبعد انتهاء التدخل الخارجي والحرب الاهلية قام البلاشقة ابتداء” من عام 1920 بإنشاء عدة مدارس كردية كانت لغة التدريس فيها هي اللغة الكردية لأول مرة في التأريخ الكردي الحديث . أما الأبجدية المستخدمة في التدريس فكانت الأبجدية الكردية المبنية على الحروف الارمنية والتي قام بوضعها لغوي أرمني اسمه آكوب غازريان الملقب بـ ( لازو ) . كانت هذه المدارس مقتصرة في بداية الامر على المناطق الكردية في ارمينيا , ثم أنشأت مدارس كردية اخرى في كل من جورجيا واذربيجان في السنوات اللاحقة , وأول كتاب لتعليم القراءة والكتابة بهذه الابجدية كان يحمل عنوانا” شاعريا” هو ( الشمس ) . لم تكن هذه الأبجدية ايضا و كسابقاتها تنسجم مع خصائص ومميزات اللغة الكردية ولا تعبر بشكل صحيح عن الأصوات الكردية وتخلق صعوبات جمة عند استخدامها في التدريس . وحين ضج المعلمون بالشكوى ظهرت في صحيفة (( فجر الشرق )) الصادرة في تفليس عدة مقالات تدعو الى إيجاد أبجدية لاتينية بديلة تتفق مع خصائص اللغة الكردية وتسهل عملية تدريسها) (3).
3- أول أبجدية لاتينية للغة الكردية
بعد ان تخرج عرب شمو بتفوق في معهد الاستشراق في موسكو في العام 1924 وكان بذلك أول كردي سوفيتي يحصل على شهادة عالية، أقترحت عليه ادارة المعهد مواصلة دراسته العليا لنيل شهادة الدكتوراه في اللغة الكردية , الا انه قرر تأجيل ذلك الى حين لأن شعبه كان بأمس الحاجة اليه .
عاد عرب شمو الى يريفان وسرعان ما أصبح لولب حركة التوعية الثقافية بين الكرد . هذه الحركة التي شملت كافة جوانب الحياة . بيد أنه أهتم في المقام الاول بمكافحة الأمية بين ابناء شعبه وتحرير المراة وقام بجولات ميدانية عديدة الى القرى الكردية لتنظيم حياة الكرد على أسس حديثة معاصرة بعيدا” عن الغيبيات , كما بذل جهودا” مضنية لجمع وتصنيف وتحقيق ونشر التراث الشعبي الكردي . وبعد فترة قصيرة أصبح مسؤولا” عن الشؤون الكردية في اللجنة المركزية للحزب البلشفي الأرمني لذا لم يكن من المستغرب أن تتجه اليه الأنظار لحل مشكلة الأبجدية الكردية خاصة بعد أن أدلى بحديث صحفي عن مشاكل الكرد في جمهوريات ما وراء القفقاس , تطرق فيه الى هذه المشكلة (4) وحدث ما كان متوقعا” ،حيث كلفته اللجنة المركزية للحزب بوضع أبجدية لاتينية للغة الكردية ، وبعد جهود دؤوبة ومضنية بذلها عرب شمو في بحث فونتيك اللغة الكردية ووصف وتصنيف وتثبيت الاصوات الكردية حسب المخارج الصوتية ومقارنتها بمثيلاتها في اللغات الايرانية , تمكن من تحديد عدد الحروف الهجائية والاصوات الصحيحة والمعتلة في اللغة الكردية بشكل دقيق ووضع أول أبجدية لاتينية متكاملة للغة الكردية , تعتبر الى يومنا هذا أكثر الابجديات الكردية دقة وافضلها من حيث التعبير عن الاصوات الكردية . ولندع عرب شمو يروي لنا بنفسه حكاية هذه الابجدية(5) : (( في ربيع العام 1925 كنت منهمكا” في العمل اليومي المتعدد الجوانب عندما تلقيت طلبا” لمقابلة وزير المعارف الارمني , وكان ثوريا” بلشفيا” قديما” أسمه مرافيان . لم تكن لدي فكرة عن سبب المقابلة . ذهبت في الموعد المحدد الى مكتب الوزير وبعد كلمات الترحيب بادرني قائلا” :
– أعتقد انك أبرز مثقف كردي في الأتحاد السوفيتي , أي أن لديك اوراقا” رابحة .
سكت الوزير برهة قصيرة وارتسمت على وجهه ابتسامة خفيفة وكأنه ينتظر مني جوابا” .
قلت :
— لا افهم القصد من كلامكم يا رفيقى الوزير
– الأمر واضح , انتم الكرد لاتمتلكون لحد الآن ابجدية كردية حقيقية , صحيح إن آكوب غازريان أو كما يسمونه هنا ( لازوا ) قد وضع ابجدية أرمنية للغة الكردية ولكن ثمة شكاوي عديدة من المعلمين بأن هذه الأبجدية تشوه النطق الكردي . لذا أصبحت حجر عثرة أمام تدريس اللغة الكردية وأعتقد إنك قد ذكرت شيئا” من هذا القبيل في مناسبة ما .
قلت وكانني أعتذر :
– حصل ذلك فعلا” ولكن هل تعتقدون خلاف ذلك ؟ إن في اللغة الكردية اصواتا” لا توجد في اللغة الارمنية , كما توجد في الأرمنية اصوات لا توجد في اللغة الروسية .
– من ينكر ذلك ؟ إنني على النقيض مما تتصورا تفق معك تماما” . أنت تعلم أن العديد من الأقليات القومية في الأتحاد السوفيتي قد قامت فعلا” بوضع أبجديات لاتينية للغاتها لآول مرة وهي تستخدم الآن في التعليم والثقافة وهناك اقليات اخرى في طريقها الى ذلك . أقترح عليك القيام بوضع أبجدية لاتينية للغتك الأم . ويبدو لي ان احدا” لايستطيع القيام بهذا العمل سوى كردي مثقف شريطة ان يمتلك الكفاءة والمعرفة اللازمة لمثل هذا العمل العلمي الجاد والمسؤول .
وفكر مرافيان قليلا” ثم اردف يقول :
– حتى إننا نحن الأرمن يوجد بيننا من يدعو الى استخدام الحروف اللاتينية ولكنك تعلم أن عمر ابجديتنا ألف وخمسمائة سنة وحالتنا مختلفة بعض الشيء .
– أخشى أن أخذ على عاتقي مثل هذا العمل ولا أدري إن كنت سأوفق في أنجازه على الوجه المطلوب !
– ولم لا تنجح ؟ ستنجح بالتأكيد ….. ألم تتخرج فى معهد لازريف للغات الشرقية ؟
قلت :
– كان ذلك في وقت ما !
– ما الذي تخشاه ؟ عليك الشروع بالعمل , لانني لا أرى شخصا” أخر جديرا” للقيام بهذا العمل .. أتفهم ؟ لا أحد غيرك !
– ولكنني أعمل في اللجنة المركزية للحزب . فهل يجوز لي قبول هذا التكليف دون موافقتها ؟
– إنني أكلفك بهذا العمل بإسم اللجنة المركزية التي طلبت مني ذلك فكيف تستطيع ان ترفض ؟ والآن استجمع قواك واشرع بالعمل دون خوف لو وجل واذا صادفتك عراقيل تستطيع استشارة كل من البروفسور آجاريان والبروفسور كابانتسيان .
ويواصل عرب شمو استعادة ذكرياته عن هذا الموضوع ويقول :
غادرت مكتب الوزير دون ان أقول ” نعم ” أو ” لا ” ولكنني مع ذلك شرعت بالعمل التمهيدي , حيث استعرت من المكتبة الألفباء القديمة للغة الفارسية ثم حصلت على الألفباء التركية ولكنني لم استعمله الا نادرا” وتسلحت بكتاب الألفباء الكردية بالخط الآرمني الذي الفه ( لازو) وكان كل ذلك من اجل المقارنة فقط , ثم حصلت على نسخة من البحث الذ كتبه يكيزياروف ونشره في العام 1891 في (( نشرة الجمعية الجغرافية الروسية – فرع القفقاس )) وعلى الرغم من الاخطاء التي تشوب البحث , فقد ساعدني في ترتيب وتنظيم ” المواد الخام ” لعملي(6) .
ذات مرة – والكلام ما يزال لعرب شمو – وخلال أحد الاجتماعات تصادف وجودي الى جانب مرافيان حيث سألني :
– متى سنحصل على أبجدية كردية أيها الرفيق شمو ؟
– لا أخفي عليكم بان الابجدية ما زالت بعيدة المنال ولكنني مع ذلك قمت بإنتقاء الحروف اللاتينية للأصوات الكردية .
– هذا جوهر الابجدية . دعنا نلتقي لنناقش ما أنجزته لحد الآن .
ويضيف عرب شمو قائلا” :
(( بعد هذا اللقاء كنت أتجنب لقاء مرافيا لانني لم اكن واثقا” تماما” عن مدى نجاحي ولم اتجرأ على عرض ” نتاجي ” على مرجع رفيع مثل الوزير الضليع في اللغات ولكني واصلت العمل المضني الدؤوب لإنجاز الأبجدية المطلوبة وخلال بحثي اكتشفت لأول مرة وجود علامات فارقة لظاهرة التذكير والتأنيث في اللغة الكردية . ولم أكن من قبل الاحظها , على الرغم من انني كنت استعملها في حياتي اليومية . إن ظاهرة الجنس لا توجد في اللغة الفارسية ولا في اللغة التركية أو أية لغة شرقية آخرى . بيد أنني تركت البحث في هذه الظاهرة للمستقبل وانجزت بحثا” علميا” حولها عند تحضيري لرسالة الدكتوراه في اكاديمية العلوم السوفيتية في منتصف الثلاثينات(7) .
وجلست وراء طاولتي لأستخدم ابجديتي اللاتينية على نحو ابداعي حيث كتبت بها اولى رواياتي وهي رواية ” الراعي الكردي ” (8) .
ويستطرد عرب شمو فيقول :
ذات يوم وانا جالس في غرفة المكتب بداري في يريفان أراجع للمرة الأخيرة مسودة الألفباء الجديدة . سمعت طرقات على الباب . قلت دون ان ارفع رأسي :
– تفضل …… أدخل .
فتح الباب ببطء ودخل رجل كهل أشيب الشعر , له حزمة شعر مقصوصة بعناية تحت شفته السفلى عوضا” عن اللحية وبعد ان حياني بادرني قائلا” :
– اذا لم اكن مخطئا” فانت الكردي عرب شمو !
– لقد كنت معلما” في البلدة الكردية ” زور ” ولابد انك تعلم ان الروس قد انشأوا فيها مدرسة للكورد , كانت لغة التدريس فيها هي الروسية . انا معلم تلك المدرسة ولكن المدرسة اغلقت في العام 1917 وبقيت منذ ذلك الحين دون عمل . أرجو مساعدتي في التعيين كمعلم في احدى المدارس الكردية التي انشئت حديثا” . لقد طرق سمعي بانك مسؤول الشؤون الكردية لدى اللجنة المركزية للحزب . اسمي ماركولوف .
كان ماركولوف يتكلم الروسية بطلاقة ودون أية كلفة , بيد أنه كان يمطط الكلمات ويتوقف عند نهاية كل جملة برهة وكأنه يملي على تلاميذه أحد النصوص المدرسية وفي نهاية الحديث وضع على طاولتي عريضة مكتوبة أو بالأحرى منقوشة بخط روسي جميل . قلت لماركولوف .
– ولكن التدريس الآن في المدارس الكردية هي باللغة الكردية .
واردفت باللغة الكردية قائلا” ؟
– تؤ كرمانجي زاني ؟
فقال بالروسية بعد برهة صمت :
– أفهم ما تقول وكنت فيما مضى أعرف الكردية ولكنني نسيتها ولو عملت في أحدى المدارس الكردية سوف أتذكر الكردية بسرعة وأتعلمها من جديد .
– ولكن الالفباء المستخدمة في التدريس الآن هي بالحروف الأرمنية فهل تعرف هذه الحروف ؟
– لا أعرف الحروف الأرمنية ولكنني تربوي وسأتعلمها خلال أيام معدودة .
– كلا ايها الرفيق ماركولوف . اذا كنت لا تعرف اللغة الكردية ولا الحروف الأرمنية . فإن ذلك ليس بلأمر الهين .
فكرت قليلا وقلت :
– أسمع يا ماركولوف …. انني اراجع الآن مسودة الابجدية اللاتينية الجديدة للغة الكردية والتي قمت باعدادها ولقد عرضت الابجدية على كبار علماء اللغة هنا في يريفان فنالت استحسانهم . وليس لدي الوقت الكافي لإعادة كتابتها . إن المقدمة والايضاحات والامثلة كلها مكتوبة باللغة الروسية، فهل تستطيع ان تعيد كتابتها بخطك الجميل ؟ وسوف تتقاضى لقاء ذلك جرا” مجزيا” .
وأخذت اشرح له كل صوت وحرف مع أمثلة توضيحية .
قال ماركولوف :
– ولم لا ! سافعل ذلك بكل سرور …. واذا لم يكن لديك اعتراض سأقوم بتعديل بعض الهفوات الاسلوبية .
– سأكون شاكرا” لك، لأنني منهمك في اعمال اخرى ولا وقت لدي لإعادة الكتابة .
بعد شهر واحد جاءني ماركولوف حاملا” الابجدية الجديدة المكتوبة بخط رائع . قال ماركولوف .
– لقد كتبت نسختين وبخط افضل من أية كاتبة طابعة وبالمناسبة لا توجد كاتبة طابعة كردية لحد الآن ولكن لا أشك أنها ستظهر حتما” في المستقبل(9) .
كان ذلك في يوم ربيعي جميل من العام 1927 حين توجهت لمقابلة الوزير وقدمت له الابجدية اللاتينية الجديدة مع بحث مفصل معزز بالايضاحات والامثلة التطبيقية . شرع الوزير يقرأ بإمعان وتركيز شديدين وكان يسألني بين الحين والحين : لم انتقيت هذا الحرف اللاتيني لصوت كردي معين ؟
قدمت له ايضاحات وافية مع امثلة تطبيقية و بعد ان انهى الوزير القراءة قال:
— لم يتبق سوى امر واحد هو عرض الابجدية على عالم لغة في اكاديمية العلوم السوفيتية ليبت في صلاحيتها للتطبيق وليتسنى لنا طبع كتاب الألفباء الجديدة والكتب المدرسية الاخرى .
قلت للوزير مرافيان :
– لقد اقترح عليّ علماء اللغة الأرمن ان اعرض الابجدية الجديدة على الاكاديمي يوسف ايكاروفيج اوربيللي (10) .
كنت قد سمعت الكثير عن المستشرق اوربيللي بأنه ابرز كوردولوجي سوفيتي ويقيم في مدينة ليننغراد ولكن كنت مترددا” وقلت بيني وبين نفسي : هل سيستقبلني ويسمح وقته لمناقشة موضوع لاشك أنه يستغرق وقتا” طويلا”. كتب مرافيان رسالة توصية موجهة الى اوربيللي . توجهت الى ليننغراد بالقطار . كنا في بداية فصل الربيع وكان الجو في يريفان دافئا” . وصلت ليننغراد في مساء اليوم التالي وذهبت فورا الى حيث يقيم العالم المشهور . وقفت امام باب شقته مترددا” وحائرا” تسارعت دقات قلبي , وأخيرا” استجمعت شجاعتي وضغطت على الجرس . فتح لي الباب رجل مهيب الطلعة , ذو لحية غزيرة وشعر طويل , كان أشبه بالقساوسة المبشرين ولكن مع فارق واحد هو ان لحيته لم تكن ذات لون أشقر بل سوداء تميل الى الرمادي .
قال اوربيللي :
– ما الامر أيها المواطن ؟
انحنيت على حقيبتي واستخرجت رسالة التوصية وقدمتها اليه . وبينما كان الرجل يقرأ الرسالة , أدركت أنه اوربيللي نفسه وأخذت اتفرس في وجهه , قال اوربيللي بالكردية فجأة :
-سه ر سه ره ، سه ر جافا
ثم اضاف باللغة الروسية :
– اهلا” وسهلا” ….. تفضل بالدخول , ستقيم معي .
قلت معترضا” :
– كلا يا يوسف ايكاروفيج … سأذهب الى الفندق .
– لن اسمح لك بهذا , لقد عشت بين الكرد واكلت الخبز والملح معهم واعرف عاداتهم جيدا” . وأضافة الى ذلك فأنا أرمني .
رفعت حقيبتي ولكن اوربيللي , قال بلهجة حاسمة :
– انت ضيفي ولن تذهب الى أي فندق .
لم يكن امامي الا الانصياع لالحاح اوربيلي .
دخلت الى شقة اوربيلي وحين رأى معطفي الخفيف المبلل قال :
– ستصاب بالانفلونزا …. انزع معطفك لنجففه .
وبعد العشاء قال اوربيلي :
– دعني أرى ابتكارك !
كان هذا بداية العمل الحقيقي . فقد أخذ الأكاديمي يسأل عن كل صوت ولم أخترت له هذا الحرف اللاتيني بعينه ؟ ويطلب مني أن أردد بصوت عال كل صوت أو حرف لأكثر من عشرين مرة . وكانت المناقشات تستمر الى ما بعد منتصف الليل . أرهقني الجهد المتواصل وفي قرارة نفسي كان الندم يساورني أحيانا” , لأنني أخذت هذه المهمة الشاقة على عاتقي ولكني سرعان ما كنت أطرد هذا الخاطر وبعد عشرة أيام كتب العالم الجليل رأيه في الأبجدية المقترحة وأوصى بتطبيقها في رسالة جوابية موجهة الى وزير المعارف الأرمني مرافيان .
رجعت بالقطار ووصلت يريفان في ساعة متأخرة من الليل ومع إنني كنت مرهقا” والوقت ليس مناسبا” للزيارة , الا أنني توجهت على الفور الى بيت الوزير الذي لم يفاجأ بزيارتي له في هذا الوقت المتأخر . وبعد أن قرأ رسالة . اوربيللي الجوابية قال :
– الآن يمكن بكل ثقة وأطمئنان المباشرة بتطبيق الابجدية .
والحق ان الابجدية قد بوشر بتطبيقها قبل سفري الى ليننغراد , حيث شرعنا بطبع الكتب المدرسية بالابجدية الجديدة ثم صدر بهذه الابجدية اول جريدة كردية في يريفان واصبحت اول رئيس تحرير لها وهي جريدة ( ريا تازة ) . واصبحت هذه الابجدية هي الأبجدية المقررة رسميا” لكرد الاتحاد السوفيتي ( في جمهوريات أرمينيا , جورجيا , أذربيجان , تركمنستان …. الخ ) .
4- الآثار متعددة الجوانب للأبجدية الجديدة وصد ا ها في الخارج
بعد اعتماد الأبجدية الجديدة العام 1927 أصبحت نقطة انطلاق لنهوض ثقافي وعلمي وأجتماعي متعدد الجوانب لكرد ماوراء القفقاس . فقد تم استخدامها في التعليم وتم بفضلها تقليص عدد الأميين ومن ثم القضاء على الأمية بشكل تام خلال السنين اللاحقة . صدرت بهذه الابجدية الصحف الكردية ، وحين تأسس أول معهد لاعداد المعلمين الكرد , أنتمى اليه مئات الشباب الكرد من كافة أنحاء ماوراء القفقاس الذين تلقوا تعليمهم بالابجدية الجديدة . وأصبح عرب شمو أول عميد لهذا المعهد التربوي الهام .
وكتب عرب شمو بهذه الابجدية اولى رواياته وهي رواية ( الراعي الكردي ) الناضجة فكرا” وفنا” والمترجمة الى العديد من لغات الاتحاد السوفيتي السابق واللغات الاوروبية وهي أول رواية – بالمعنى المعاصر لمفهوم الرواية – في تأريخ الادب الكردي الحديث . وأصبحت هذه الابجدية اللاتينية المتكاملة والتي تتفق تماما” مع خصائص النطق الكردي الحي وقواعد اللغة الكردية هي المستخدمة في مجالات العلم والادب والفن والفلسفة وغيرها . ولم يقتصر هذا التأثير على الاتحاد السوفيتي ( حيث ظهرت مقالات عديدة في الصحافة المحلية حولها )(11) , بل أمتد ليشمل كردستان نفسها، فقد رحب الأمير كامران بدرخان بهذه الابجدية وكتب عدة مقالات حولها (12)وبتأثير أبجدية عرب شمو قام كرد سوريا بوضع ابجدية لاتينية للغة الكردية مبنية على الابجدية التركية (13). ومن المعروف إن اللغة التركية تنتمي الى أسرة من اللغات بعيدة كل البعد عن الاسرة الهندو – اوروبية , التي تنتمي اللغة الكردية الى فرعها الأيراني . وفي كردستان العراق, أقترح العلامة توفيق وهبي ابجدية لاتينية أيضا” للغة الكردية في أوائل الثلاثينات ولكن لم يجد طريقها للتطبيق العملى الواسع النطاق اما ابجدية عرب شمو فقد رحبت بها الأوساط الأستشراقية في اوروبا وجرى لأول مرة مناقشات جادة حول هذا الموضوع تم خلالها أستعراض وتحليل الأبجديات المستخدمة في الكتابة الكردية وظهرت مقترحات عديدة في هذا الصدد(14) . ويمكن القول عموما” أن أبجد ية عرب شمو كانت هي القوة الدافعة لتطوير الأبجدية الكردية في أجزاء كردستان نفسها . ولكن مما يؤسف له إن الظروف لم تكن مواتية في ذلك الحين لأستخدامها لا فى كردستان العراق ولا فى الأجزاء الأخرى من كردستان . ومع ذلك فأن هذا الأنجاز العلمي الهام لكرد روسيا السوفيتية نقطة مضيئة بل صفحة مشرقة في تأريخ الثقافة الكردية , وانجاز علمي هام لكاتب وعالم بارز كرس حياته الابداعية كلها لخدمة شعبه العريق ومأثرة علمية ستذكرها الأجيال اللاحقة بكل فخر واعتزاز .
الهوامش والملاحظات:
1– ذ. موسيليان (( بيبلوغرافيا الدراسات الكردية )) باللغة الروسية , دار نشر الآداب الشرقية , موسكو , 1963 .
2– ل. زاكورسكي : (( الأبجديات القفقاسية )) , (( نشرة الجمعية الجغرافية الروسية – فرع القفقاس ، 1887م , المجلد التاسع , الملحق 1 ص1 -32 مقال يستعرض المحاولات الفاشلة لأستخدام الحروف الأرمنية للكتابة الكردية . وكذلك محاولة المستشرق بيوتر ليرخ لأستخدام الحروف اللاتينية لنفس الغرض . ويعتبر ليرخ ( 1828 – 1884 ) ابرز المستشرقين الروس الذين كرسوا الجانب الأكبر من نشاطهم لبحث تأريخ الشعب الكردي ولغته ومن أهم مؤلفاته , (( دراسات حول الأكراد الأيرانيين واسلافهم الكلدانيين الشماليين )) وهو كتاب ضخم صدر في بطرسبورغ بثلاثة أجزاء خلال السنوات ( 1856 – 1858 ) .
3-صحيفة فجر الشرق , تفليس , الاعداد المرقمة ( 540 , 943 , 1037 , 1222 ) الصادرة في ( 2/4/1924 , 5/8/1925 , 25/11/1925 , 9/7/1926 ) على التوالي وهي مقالات تدعو الى أستخدام الحروف اللاتينية والتخلي عن الحروف الأرمنية .
4– (( العمل الحزبي بين الكرد اليزيديين )) حديث مع عرب شمو – مسؤول الشؤون الكردية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأرمني . صحيفة فجر الشرق , العدد (610 ) الصادر في 25/6/1926 ص4 .
5– عرب شمو (( طريق السعادة )) رواية , دار نشر (( الكاتب السوفيتي )) موسكو 1971 ص 241 – 249 .
6– س. أ. يكيزياروف – اثنوغرافي ارمني اهتم باللغة الكردية ونقل منها الى الروسية العديد من النصوص الأدبية واضافة الى البحث الذي أشار اليه عرب شمو . أصدر يكيزياروف بالاشتراك مع ل. ب. زاغورسكي معجمين هما : قاموس روسي – كرمانجي )) و (( قاموس كرمانجي – روسي )) وذلك في العام 1891 .
7– خلال تحضيره لرسالة الدكتوراه , نشر عرب شمو بالاشتراك مع زميليه قناتي كوردوييف وتسوكرمان ثلاثة أبحاث لغوية هي :
أ‌- (( حول المضاف و المضاف اليه في اللغة الكردية )) , (( الثورة والكتابة )) 1933 , العدد 1 (16) ص51 – 58 .
ب‌- (( حول حروف العلة في اللغة الكردية )) (( الثورة والكتابة )) الجزء الاول , موسكو – ليننغراد , 1933 ص 179 – 180 .
ت‌- (( مسألة التأنيث والتذكير في اللغة الكردية )) , (( الثورة والكتابة )) الجزء الاول , موسكو – ليننغراد , 1933 ص 160 – 178 , 4 جداول .
8– (( الراعي الكردي )) , (( رواية قصيرة )) 1930 ترجمت الى الروسية وصدرت في موسكو في العام 1931 .
9– حاول ماركولوف اقحام اسمه في هذا العمل العلمي الجليل ونشر عدة مقالات في صحيفة (( فجر الشرق )) حول الابجدية الجديدة ولقد التبس الامر حتى على بعض المستشرقين . والحق ان ثمة وثيقة صادرة من الجهات الرسمية في ارمينيا تقول ان عرب شمو قد كلف بهذه المهمة وانجزها بنجاح خلال عامي 1925 – 1927 . كما ان البرقية التي وجهها اتحاد الكتاب السوفييت الى عرب شمو ( بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثمانين لميلاده فى23/1/1977 المنشورة في الجريدة الأدبية الاسبوعية الصادرة في موسكو – لسان حال اتحاد الكتاب السوفييت ) تضمنت اهم انجازات عرب شمو العلمية والأدبية ومن بينها قيامه بإيجاد ابجدية لاتينية للغة الكردية . ( راجع : جريدة اتحاد الكتاب السوفييت (( ليتراتورنيا غازيتا )) العدد / 7 الصادرة في 19/2/1977 , ولقد نشرت الترجمة الكاملة لهذه البرقية الحارة المطولة في مجلة (( شمس كردستان )) الصادرة عن جمعية الثقافة الكردية ضمن مقال رئيسي عن عرب شمو بالمناسبة المذكورة
راجع: جودت هوشيار (( ايها الرائد العظيم سلاما” )) (( شمس كردستان )) العدد ( 45 – 46 ) آذار نيسان 1977 ص6 .
10– يوسف ايكاروفيج اوربيللي ( 1887 – 1961 ) مستشرق ارمني بارز مؤسس الفرع الكردي في معهد الاستشراق في ليننغراد ومدير المعهد المذكور لغاية وفاته .
11– نشرت صحف يريفان وتفليس مقالات عديدة مرحبة بالأبجدية الجديدة لعل اهمها مقالة الاكاديمي يوسف اوربيللي المنشور في صحيفة (( فجر الشرق )) العدد ( 1444 ) الصادرة في 6/4/1927 وهي – اي المقالة – مكرسة للدعوة الى تطبيق الابجدية اللاتينية وعدم ملائمة الحروف الأرمنية والروسية للكتابة الكردية .
12– كاميران بدرخان : (( عن الأبجدية الكردية الجديدة )) صحيفة فجر الشرق , العدد (120 ) الصادر في 3/5/1929 . ص2 – كاميران بدرخان : (( مرة اخرى عن الابجدية الكوردية الجديدة)) صحيفة فجر شرق, العدد 182 الصادر فى 11/8/1929 .
13– جلادت بدرخان ((الالفباء اللاتينية للغة الكوردية)) مجلة هاوار دمشق العدد الصادر فى 15/5/1932 .
14– ظهرت مقالات فى المجلات العلمية – الاستشراقية فى اوروبا حول الموضوع لعل اهمها ما يلى :
– Edmonds C.J.
Asuggestions for the use of Latin character in Writing of Kurdish 1931 , January , pp. 27 –( Journal of the Royal Asiatic society) 46
– Edmonds c.J.
Some developments in the use of Latin character for the writing of Kurdish – JARS , 1933 , July , pt III , pp 620 – 642 .
– Minorsky V .
Remarks on the romanized Kurdish alphabet – JARS , 1933 July , pt III , pp 643 – 650 .
– Rondot p . L, alphabet Kurde en caracteres latins d, Revue Armenie Sovietique des etudes islamigues )) , 1933 (( ch III pp . 411 – 417 )
– Rondot p. L, adaption des caracteres latines et le . mouvment culturel chez les Kurdes de L, URSS – Re 1, 1935 ch. I pp 87-96 .

 

وفاة 8 أطفال بعد تناولهم فطر سام في ريف الرقة

كشفت لجنة الصحّة في الإدارة المدنيّة الديمقراطية للرقة عن وفاة 8 أطفال بعد تناولهم فطر سام في ريف الرقة شمال شرق سوريا.

وألْقت لجنة الصحّة في الإدارة المدنيّة الديمقراطية للرقة، بياناً بخصوص وقوع حالات تسمم لأطفال تناولوا فطر سام في ريف الرقة الشرقي.

وأكّد البيان أنّ “حالات التسمم أدّت إلى وفاة ثمانية أطفال، في يوم الثلاثاء بتاريخ ٢٠٢٢/١١/١ وردت إلينا حالة التسمم الحاد بحيث تم استقبال المرضى وإجراء التشخيص الطبي، تبيّن أنّهم مُصابين بقصور كبد حاد؛ ناتج عن تناول نوع من الفطر السام، وبلغ عدد الحالات حتى اليوم ٢٦ حالة تم استقبالهم وتقديم العلاج لهم”.

وأضاف البيان “أربع عشرة حالة في العنايه المركزة وهم في وضع حرج جداً، يرفقه اثنى عشرة حالة أطفال آخرين، بالإضافة للوفيات الذين بلغ عددهم ثمانية”.

إبراهيم خليل: عن لغات اﻷمهات وصراع الهويات وسليم بركات

إبراهيم خليل

أولا: حول اللغة

اللغة منتج بشري جماعي اجتماعي تعددت النظريات في نشأته الأولى وانتهت إلى واحد من خيارين: الوقف أو الاصطلاح. وﻷني لا أرى أي قيمة علمية في الخيار اﻷول وأميل بشكل حاسم إلى الخيار الثاني أرى أن من غير المنطقي على اﻹطلاق أن يكون شخص واحد ما قد اختلق اللغة وتعلمها بمفرده ثم علّمها غيره ﻷنها في اﻷصل ملكة تشاركية تستلزم الاتفاق والتواطؤ تحقيقاً لمصلحة مشتركة هي تيسير العيش وزيادة فرص البقاء بناء على الميزة التي يمنحها التفاهم لجميع أفراد المجموعة ولا يتم ذلك إلا بوجود آلية متوافق عليها للتعبير والاستيعاب. ولا شك عندي في ما كان لنشوء اللغات اﻷولى على أيدي جماعات متفرقة من البشر اﻷولين في أمكنة متفرقة من العالم القديم وفي أوقات متفاوتة من فعل السحر في تحويل مسيرة اﻹنسان ومصيره على اﻷرض, وتخصيصه بامتياز فريد لولاه لتابع حياته القطيعية البهيمية لا يشغله من أمر هذا الوجود سوى شاغلي الجنس والطعام ومحاولات النجاة اليائسة من الحيوانات الأحدّ ناباً أو اﻷضخم حجماً.

مع تزايد أعداد البشر وانتشارهم جغرافياً، اختصّت كل جماعة بشرية بلغة منفصلة عما عداها ولعبت اللغة المخلوقة باتفاق ضمني دوراً رئيسياً في عملية التقارب والتآلف بين أفراد الجماعة اللغوية (اﻷسرة) الواحدة بالقدر نفسه الذي تحوّل فيه جميع غير الناطقين بتلك اللغة إلى “آخرين” أعداء في الغالب بسبب حالة الغموض وغياب التفاهم حتى انتهينا إلى عالم اليوم الذي تم فيه تعيين اللغات ودراستها وضبطها بل تخصيصها لأمم بعينها وحصرها داخل حدود جغرافية بعينها تحت مسمى “اللغة الوطنية”.

لا تكاد توجد اليوم على كثرتها لغة غير مدونة بل إن علماء اﻷلسنية في دول العالم المتحضرة حريصون منذ عقود على حفظ وتدوين اللغات المنقرضة بلمِّ شتات أحرفها وأصواتها وكلماتها عن الرُّقُم وجدران الكهوف وقطع العملة حرصهم على استنقاذ أي لغة شفاهية على شفير الانقراض ولو كان عدد متحدثيها زوجاً واحداً من البشر إيماناً منهم بمشاعية التراث اﻹنساني والمسؤولية الجماعية عن حفظه.

يتعدى دور اللغة اليوم جانبه العاطفي الشخصي وحتى الاجتماعي العام إلى جوانب سياسية اقتصادية مؤثرة في حياة اﻷفراد على المدى البعيد حتى ولو لم يشعروا بذلك أو يحسبوا له حساباً ولذلك تراها داخلة كعامل رئيسي في حسابات الدول الكبرى التي ترى أن سيادتها مقرونة بحفظ لغتها وأن امتداد نفوذها مرتبط بأبعد نقطة تصل إليها لغتها وحيثما وجد ناطق بلغتها في أي مكان في العالم فهو مشروع حليف محتمل أو على اﻷقل حيادي إيجابي لن يعيقها إن لم يؤازرها ولذلك تراها في تسابق محموم على نشر لغاتها القومية بجميع الوسائل المتاحة راصدة لها ميزانيات مجزية ومدافعة عنها بشراسة أو محاربة لغة أعدائها كلما وحيثما لزم اﻷمر[1]

وفي الوقت نفسه انتبهت اﻷمم المستضعَفة إلى خطورة دور اللغة ومركزيته في بلورة شخصيتها الاعتبارية وتعزيز موقعها السياسي على المدى القريب والاقتصادي على المدى البعيد فتمسكت بها وحرصت على نشرها والتدوين بها وتعليمها لناشئتها بشكل منهجي ومقاومة صهرها أو الاعتداء عليها أو تحقيرها من قبل خصومها وأعدائها.

لا تتوقف حياة الفرد على تعلمه للغته أو إهماله إياها وتبني لغة أخرى مختلفة ﻷن اللغة ليست من العمليات الحيوية الفردية وذلك أمر مفهوم ولكن ما تتوقف عليه حياة أي أمة من اﻷمم هو بقاء لغتها التي تميزها عن سواها وتشكل حجر الزاوية في عمارة هويتها على قيد الحياة، والتاريخ حافل بأسماء أمم سادت ثم بادت ولم يعد للغاتها اليوم من مكان سوى على رفوف المكتبات القديمة وفي كليات اﻷلسن واﻵداب.

 

الكردية لغة القرباط وماسحي اﻷحذية …

أقدم كتاب مدوَّن حفظ الجذور اﻷولى للغة الكردية المنطوقة اليوم هو كتاب “أفستا” المنسوب إلى أول نبي تاريخي معروف وموثق وهو النبي الميدي “زردشت” الذي يختلف المؤرخون حول تاريخ ميلاده ووفاته لكنهم لا يختلفون أنه ظهر قبل ميلاد المسيح بقرون عديدة.

يحتوي ما وصلنا من هذا الكتاب على مئات الجذور الهندوأوربية (بشعبتها الشرقية الايرانية بشكل خاص) والتي ما زالت لها آثار واضحة في فارسية وكردية اليوم باﻹضافة إلى العنصر اﻷهم في بناء أي لغة وهو القواعد بدءً من طريقة نحت الكلمة وانتهاء بطريقة تركيب الجملة.

وإذا اعتبرنا الشرق اﻷوسط ميراث جد أول فإن الكرد هم اﻷخ المستضعف لذي استولى إخوته (في الواقع هم جيرانه لا إخوته) على نصيبه من الميراث وذلك حين انتهى عصر التناوب على دست الحكم في الامبراطورية الإسلامية ببزوغ عصر القوميات ودخلت شعوب اﻷمة اﻹسلامية (سابقا) اللعبة السياسية المعاصرة بإشراف الدول الاستعمارية الصاعدة بعد الحربين مطالبة بحريتها واستقلالها.

وبعد عقود قليلة من الاضطرابات والثورات والمؤامرات، جرى التوافق بشكل ضمني ثم رسمي على تشكيل دول قومية إقليمية للعرب والفرس والترك على حساب اقتسام أراضي “كردستان” التاريخية وتم رسم حدود سياسية صارمة مزقت كردستان شر ممزق دون مراعاة لمطالب السكان المحليين ولا لمفاهيم الحق والعدالة والمساواة ليتحول الكرد رغم كتلتهم العددية الضخمة إلى مجرد رعايا وأقليات داخل حدود دول جديدة مصطنعة وليتكفل الخطاب السياسي والبروباغاندا الشوفينية بعد ذلك في اختراع مصطلحات عدائية بحقهم مثل “منشقين، انفصاليين، متمردين، عصاة، عملاء، قرباط، ماسحي أحذية … إلخ” في مواجهة هبّات الوعي الكردي الشعبي أو النخبوي بين الحين واﻵخر.

شنت كل دولة من الدول التي اقتسمت كردستان من جهتها حرباً لا هوادة فيها مفردة وبالتنسيق ضد الحراك السياسي أو العسكري الكردي في موازاة حرب معنوية كان عنوانها الرئيسي هو الصهر بشقيه الناعم والخشن فتم إنكار وجود شعب كردي وحظرت اللغة الكردية حتى في المناطق التي تبلغ نسبة الكرد فيها ما يقارب المئة بالمئة ليس على صعيد التعامل الرسمي في مؤسسات الدولة ودوائرها فحسب بل حتى على الصعيد الاجتماعي الثقافي الشعبي فلم يعد مسموحاً إقامة أي نشاط اجتماعي مدني عن الكرد أو باللغة الكردية ولو كان غير رسمي.

وكانت النتائج وخيمة بالطبع إذ تصدعت الشخصية الكردية وتوقفت اللغة الكردية عن النمو بتعطل عجلة النحت والاشتقاق والتجديد وتسربت مئات المفردات اﻷجنبية إليها لتحل محل الكلمات اﻷصلية. وبسبب الحظر المفروض على التأليف والطباعة والترجمة والتوزيع, ركد النشاط اﻷدبي الكردي حتى اقتصر على الشعر أو يكاد ونشأت في مقابل ذلك – أو تعويضاً عنه – طبقة جديدة من المثقفين الكرد المنقطعين عن جذورهم الجاهلين بتراثهم من الموهوبين الذين يبرعون التعبير عن أنفسهم ومحيطهم ولكن بلغة الدولة التي يحملون جنسيتها وهذا ما تنطبق عليه تسمية “الصهر الناعم”.

 

ثانيا : المرياع الفصيح، سليم بركات ومعضلة الهوية:

لعل “سليم بركات” ليس أول ضحايا عمليات الصهر الممنهج التي أتينا على ذكرها لكنه بالتأكيد أشهرهم على اﻹطلاق فسمعة الرجل كـ”كاتب كردي” اخترق فضاءات العربية كنيزك وجاب شعابها كقيّاف أثر حاذق واستحق وصف “أفضل من كتب بالعربية خلال آخر عقدين” بحسب صديقه الحميم “محمود درويش” ما تزال سارية في أوساط الأكراد السوريين – وهم أهله وعترته اﻷقربون- بشكل خاص سريان النار في الهشيم، يتخاطفون رواياته ودواوينه فيما بينهم ويتلهفون لصدور الجديد منها ويتفاخرون في من قرأ له أكثر أو قابله وجهاً لوجه أو لمحه عَرَضاً في محطة مترو أو حصل على توقيعه حتى بات من النادر أن يغيب اسم بركات عن أي حوار ثقافي يجمع نُخَب العرب والكرد السوريين ليتم رصفه إلى جانب صلاح الدين اﻷيوبي وابن خلكان وإبراهيم هنانو وأحمد بك شوقي وحسني الزعيم وخالد بكداش والبوطي وسواهم من أعلام اﻷدب والسياسة كجسور تواصل بين “الشعبين الصديقين”.

ولنفهم أصل الحكاية علينا العودة إلى الوراء قليلا …

نشأت الدولة السورية كما أسلفنا في مطالع القرن العشرين بهوية منحازة إلى الغالبية العربية[2]. ولأسباب قد تعود إلى هاجس التخلص من التركة الاستعمارية ومحاولة إعادة بلورة هوية مفقودة أو ممزقة بين الإسلام والعروبة والعثمانية والشرقية والهوية القطرية فشا بين حملة الهوية العربية في “دولة سوريا” الجديدة مزاج عروبي مبالغ فيه كردة فعل مباشرة ومنطقية على تعرضهم لقرون من السيادة التركية وعقود من السيادة الفرنسية بعدها في بلادهم.

نشأ بركات ابن العائلة الكردية – كما نشأنا جميعا نحن الجيل الكردي الذي تلاه – في الجزء الكردستاني الملحق بسوريا على اللغة العربية والتراث العربي والثقافة العربية فتمثلها وتشربها طفلاً وصبياً يساعده في ذلك اتقاد ذهنه وخصوبة قريحته حتى سرت في شرايينه وخالطت دماءه وأصبحت لغة يقظته ومنامه، لغة تفكيره وتعبيره، لغته اﻷم المستعارة ولكن بوشم اﻷصالة اللازب.

ونتيجة الجهد الذي بذله الكردي النابه والحبر الذي متحه من المعاجم العربية وسفحه على الورق لاحقاً استطاع أن يجد لنفسه منبراً بين رجالات الصف اﻷول من المثقفين والكتاب العرب في عصره. ونتيجة إقامته في أوربا والغموض الذي يتعمد إحاطة نفسه به والأقاويل التي تتناثر هنا وهناك حول غرابة أطواره, امتلك بركات صورة كاريزمية لا نظير لها في الأوساط الثقافية الكردية المستعربة متحولاً عاماً بعد آخر وكتاباً بعد كتاب إلى عَلَم انقسم فيه قراؤه (الكتّاب لاحقا) بين قدوة يسعى بعضهم إلى ملاحقة غبارها وعدواً وحجر عثرة في سبيل تقدم بعضهم اﻵخر في سلك الخدمة عينه.

تذكرني هذه الصورة – ولا أقصد مطلقا اﻹساءة بقدر ما أحاول اﻹتيان بتشبيه ألطف من عنوان الفقرة – بمنصب “شاويش العمال” الذي يصطنعه اﻹقطاعي من بين فئة الفلاحين فيرفع مقامه درجة خفيفة يرفعه بها على سائر أقرانه ولكن دون أن يبلغ به ذلك إلى التطامح إلى درجة السيد بل يبقيه معلقاً هناك بين علوّ همته واتّضاع نسبه.

بدأ بركات بشكل شبه تقليدي فكتب “سيرة الصبا” يتحدث فيها عن بعض تفاصيل طفولته – الكردية حقا – بلغة عربية جميلة ولكن رغم سلاستها وحلاوة سردها وطرافة تفاصيلها لم تكن تلك الطريقة في السرد وسجن الجغرافيا الذي وجد نفسه فيه ليسوقا إليه أي مجد أو شهرة مما كانت تتوق نفسه إليه فقرر تغيير كليهما معا وهذا ما حدث.

ولما كان بركات قد أتى على معظم المفيد من كتب التراث العربي وتتلمذ على أرباب البيان والبلاغة فقد هدته عبقريته إلى الخروج على نسق أقرانه واتخاذ لغة جديدة خاصة به في السرد وتقديم مزيج فريد لم يسبقه إليه سابق فكانت لغة “الكاهن العصري” الذي يعيش عصره بلغة جده وأعتقد أن هذه النقطة بالذات هي ركن تفرده وعلّة تفوقه.

وهكذا تحول سليم بركات – أو تم تحويله – إلى ظاهرة هي ظاهرة الكاتب العربي (الكردي) الذي ينافس العرب في لغتهم وأدبهم. ومع التفوق العربي السياسي والعسكري الواضحين والثقافي اﻷدبي المظنونين تم تطبيع الشاذ وتأليف الجامح وتعيين العربية كمجال المنافسة الوحيد بين أرباب البيان في سوريا بشكل خاص مع تغييب الكردية وتحقيرها ضمناً ومحاربتها دون إعلان.

أضاف بركات إلى المكتبة العربية الحديثة حوالي ستين كتاباً نصفها تقريباً روايات والنصف الآخر موزع بين الشعر والنثر الفني أما مواضيعه فتتدرج من السيرة الشخصية واليوميات في مسقط رأسه إلى الشأن الكردي حاضراً وتاريخاً فإلى شكل من الأدب الكوزمولوجي ذي هوية عالمية.

لست بالطبع في وارد انتقاد أدب سليم بركات أو تقييمه فاﻷمر متروك للتاريخ وللنقدة المتخصصين لكني أتناول منه هنا ما أدعي اهتمامي به واشتغالي عليه وهو الجانب المختص بلغة الكتابة عنده أعني العربية.

تتطلب العربية الفصحى القاموسية (في الشعر خاصة) من القارئ جهداً مكافئاً للجهد الذي بذله الكاتب في إنشائها وتكلفه النبش في أمهات المعاجم العربية من أجل إعادة تفكيك المركب تسهيلاً لهضم نص عسير على الهضم أصلاً وهذا ما لا ينسجم مع روح العصر ولا يشجع قارئاً جاداً على إنفاق وقته فيه.

ولكن لماذا قد ينجذب القارئ وبتعبير أدق “القارئ العربي” إلى نص غامض مبهم أصلاً؟

الشائع المتعارف عليه أن الإنسان عدو ما يجهل غير إن لمسألة تعلق القارئ العربي بالنص الغامض وتوقيره إياه جذور نفسية موغلة في القدم وهي أسباب خاصة بأمة العرب على وجه التحديد كونها من اﻷمم القليلة التي ما تزال تعيش ماضيها وتأبى الخروج منه إلا لماماً ريثما تشهق نفساً من اﻷوكسجين قبل أن تعود إلى الغوص فيه من جديد.

العربية الفصحى ما زالت حيّة على الورق وإن نبذتها ألسنة الناطقين في الشارع وهذا الطرز من الكتابة والتعبير ما زال هو الشائع في أوساط المثقفين والمتعلمين العرب وفي عامة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وما زالت للبلاغة مكانتها لما تحمله بين طياتها من عبق “الماضي المجيد” وأوهام السيادة على العالم القديم بالحسام والكلام, وما زال اﻹغماض في الكلام اليوم – كما في السابق – وبوجود نص مقدس حي على مر العصور هو القرآن يؤتي أكله من باب أن كل مبهم ملهم وكل غموض عميق خصب والصنم الذي لا تستطيع صنع مثله عليك عبادته.

وفي الحالة الكردية يمكن إضافة “عقدة الخواجة” والحفاوة التي يحصل عليها ابن القرية الذي ينجح في تخليص نفسه من شوائب الكلام القروي المبتذل ويبرع في الحديث بلغة المدينة ودفع جميع الأولاد للاقتداء به ليحوزوا ما حاز ولذلك ترى معظم من يمجّد بركات ويحاول جره جراً ليكون “أديباً كردياً” هم بشكل خاص أولئك اﻷكراد المستعربون (ثقافياً) الذين يجهلون ألفباء لغتهم اﻷم ويأنفون من تعلمها ولا يتقنون التعبير ولا يريدون سوى التعبير بالعربية لأسباب نفسية معقدة متداخلة مع شعورهم بدونيتهم وأدبهم إزاء بركات وأدبه من جهة وشعورهم بدونية أمتهم ولغتهم وأدبهم مقارنة بالعرب والعربية من جهة أخرى.

أما مظاهر هذا التسبيح وتجلياته فتدور في فلك:

– الدعاية لسليم بركات بصفته “أعظم اﻷدباء الكرد” في العصر الحديث بناءً على دليل من خارج الأدب هو ولادته من أبوين كرديين في منطقة ذات غالبية كردية ثم تأسيساً على حجة أوهن وهي محتوى ما يقدمه بركات من مقاربة الوضع الكردي وتعريف القارئ العربي بالمظلومية التاريخية ولكن اعتماد هذا المقياس سيُدخل في زمرة الأدباء الكرد جميع المؤلفين اﻷجانب الذين تعاطفوا مع الكرد وكتبوا عن وجودهم أو قضيتهم أمثال فلاديمير مينورسكي وجيمس أولدريج ومارغريت كان وجوناثان راندل وسواهم.

– تحقير اﻷدب الكردي الكلاسيكي وتسفيه الحديث منه بناءً على مقارنته بالتراث العربي (والتسمية غير دقيقة ﻷنه تراث إسلامي في حقيقته) وباﻷدب العربي المعاصر (وهو ربيب الترجمة إن لم يكن سليلها أصلاً)

– الزعم بأن الكردية ضعيفة هزيلة لا تكفيهم للتعبير عما يجول في خواطرهم من ضلالات نفسية وهلاوس وجدانية ابتليت بها العربية ذاتها نتيجة للترجمات الرديئة عن اللغات اﻷجنبية.

– الشماتة من طرف خفي أو التصريح علانية بأن الكردية لغة غير معترف بها ولا أحد يقرأ المكتوب بها بينما تحظى العربية بملايين القراء، وهو برأيي نتيجة وليس سبباً ﻷن اللغة إنما تحيا بحياة أبنائها وتموت بموت غيرتهم.

وهكذا نشأ جيل من “البركاتيين” الذين يمارسون كرديتهم المفترضة باللغة العربية بشكل طبيعي ودون أي شعور بالذنب أو حتى بوجود خلل ما وأصبح ظهور طفل يصرخ بعريّ الملك مصدر دهشة أولاً ثم استهجان ثانياً ثم استعداء ثالثاً.

هذا الجيل يعبر عن نفسه ومحيطه بالعربية كلغة أم لا يشعر تجاهها بأي غربة (لا أتكلم بالطبع عن كتبة وسائل التواصل الاجتماعي وهم في مجملهم ضحايا الضحايا) بل على العكس فكمية الحميمية والتواصل التي تمنحه إياها العربية لا يمكن ﻷي لغة أخرى منحه إياها وهذا ما يجعله متعلقاً بها مدافعاً عنها حتى لو كان الطرف اﻵخر في المعركة هو لغته اﻷم.

ومن باب قوننة هذا الخط ظهر مصطلح شاذ وغريب للغاية هو “كتاب اﻷدب الكردي بشقيه الكردي والعربي” وهو مصطلح شعبوي متهافت ومشقوق إلى أكثر من شقين وفي البحث عن جذوره فائدة لا تخفى:

بعد أن ركن “الكاتب الكردي” العربي السوري بشكل نهائي إلى اللغة العربية بوصفها “لغة أنتيليجنتسيا”، كما كانت عليه الحال في بعض اﻷزمنة الغابرة حين كان للكهنة لغة مغايرة للغة عوام المؤمنين، بات يعبِّر بها عن جميع أغراضه وأحواله وﻷنها – أعني اللغة – ملكية مشاع وليست حكراً على أهلها اﻷصليين فلا ضير البتة من الاستلحاق بها ولا حرج من الانتساب إليها ثقافياً لا عرقياً وممارسة المغايرة العرقية عبرها كلون من ألوان التميز عن قرينه العربي عرقياً ووسيلة من وسائل النواح والتكسب المعنوي بمظلومية مفترضة.

ووجه الشذوذ والغرابة في المصطلح هو أنه يهمّش – لأنه لا يستطيع أن يلغي- عنصر اللغة في تعيين هوية النص وهوية الكاتب وهو اصطلاح لن تجد له شبيها لدى أي أمة أخرى فهل تتخيل مثلا أن يكون اﻷدب العربي منقسما إلى شقين: شق مكتوب بالعربية وآخر مكتوب بالكردية أو اﻷدب الفرنسي بشقيه الفرنسي واﻷلماني أو الأدب الصيني بشقيه الصيني والياباني.

أعلم أن القضية محرجة والسؤال شائك تدمى له أرجل الحفاة وتتصعّر له خدود اﻷباة لكنها دمّلة لا بد من نكئها ولو تسببت بترويع الغافلين واستجرّت عداوة الإمّعات والمريدين.

لماذا يتجنب الكردي السوري الكتابة بلغته اﻷم؟

مع انعدام الرغبة واﻹرادة ليس أسهل على المرء من ابتكار الحجج والذرائع ومن تلك الحجج والذرائع التي يختبئ خلفها الكتاب العرب (اﻷكراد) السوريون على وجه الخصوص:

– اﻷحرف اللاتينية:

ولعلها السبب الرئيسي المباشر إذ إن المتعلم الكردي السوري قد فتح عينيه على الرسم العربي للكلمات وبحكم الاعتياد أصبحت القراءة بها وبالتالي الكتابة أيسر من القراءة والكتابة باللاتينية يتضافر مع ذلك حالة الانغلاق التي فرضتها اﻷنظمة السياسية على مواطنيها والسوية الرديئة في تعليم اللغات اﻷجنبية في المدارس والمعاهد.

– الجهل بالمفردات الكردية اﻷصيلة وضعف القواميس:

أما ضعف القواميس أو قلة عددها فحجة متهافتة لأن عدد المعاجم الكردية في تزايد مستمر وأما الجهل بالمفردات الكردية فسبب حقيقي ﻷن امتداد عمليات الصهر واستمرارها مع تعاقب الحكومات الشوفينية على دست الدولة السورية قد حوّل الكردية المحكيّة إلى نوع من “الكريول” لكن التغيرات اﻷخيرة قد جعلت من هذا السبب الموضوعي سبباً ذاتياً وبات من الممكن عزوّ الجهل بالمفردات إلى الكسل وضعف الهمّة.

– عدم وجود القدوة التراثية التي يمكن النسج على منوالها وتخصيبها واﻹضافة إليها:

وهو سبب حقيقي منطقي بسبب قلة توفر المدوّنات الكلاسيكية الكردية إما ﻷنها فقدت نتيجة الاضطرابات التاريخية أو لأن المثقفين الكرد قد التفتوا منذ زمن بعيد – تحت التأثير الإسلامي- إلى التدوين بلغة القرآن (إنكليزية العصر اﻹسلامي) لكن الاستفادة من اﻷدب الكردي الشفاهي ومزاوجتها بطرائق السرد الغربية قد يسدّ هذه الثغرة.

– لا تضمن الكردية ما تضمن العربية من المال والشهرة:

وهو سبب آخر حقيقي ﻷن الكردية حاليا تسبح ضمن نطاق ضيق بسبب قلة القراء وقلة القراء تؤدي كما هو معروف إلى قلة المطبوعات وهذه بدورها تؤدي إلى محدودية الانتشار والشهرة وشح الوارد المالي.

بالتأكيد ثمة حجج أخرى ولكن مجملها بدون استثناء مجرد قشور رقيقة إن أنت حككتها قليلا ستظهر لك تحتها بجلاء مشاعر ومركّبات الدونية واحتقار الذات واستمراء الانصهار واعتياد العبودية.

الخاتمة:

إن تطويب سليم بركات الظاهرة – ولا يعنيني الشخص – كـ “كاتب كردي” ليس دليلاً إلا على شيء واحد اليوم هو فاعلية ونجاعة برنامج التعريب الذي سهرت عليه السلطات السورية المتعاقبة واستسلام عامة الكرد لذلك البرنامج, وبقاؤه مرتبط ببقاء حالة الانحطاط السياسي التي يعيشها الكرد السوريون في حاضرهم, وتقبله شكل من أشكال الركون إلى الهزيمة الثقافية, ولا شك عندي على اﻹطلاق أن في زوال تلك الحالة اختفاء هذه الظاهرة أو على اﻷقل عودتها إلى حجمها الطبيعي كـ “أديب عربي” من جملة اﻷدباء العرب المبدعين مع اﻹلماح في ترجمة سيرته إلى أنه ينحدر من أصول كرديّة شأنه شأن شوقي والعقاد والحيدري وهذا مما لا يرفعه ولا يحطّه.
======

[1] . احتج الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك على مواطنه “آرنست أنطوان سيلييه” رئيس لوبي الأعمال الأوربي وغادر القاعة بشكل مفاجئ ﻷن سيلييه ألقى كلمته باللغة اﻹنكليزية خلال اجتماع القمة الأوربية سنة 2006, واحتجت فرنسا رسمياً على محاولة لبنان تحويل لغة علامات الطرق الرئيسية من الفرنسية إلى اﻹنكليزية, واحتجت الدولة التركية مؤخراً لدى اليابان بسبب محاولة هذه اﻷخيرة تدريس اللغة الكردية عندها.

[2] . تم استلحاق الجزيرة السورية ذات الغالبية السكانية الكردية بعد عدة سنوات من تشكل الدولة.

المصدر: (Pênûsa Azad-Hijmar (12

فقدان شاب إيزيدي لحياته وإصابة امرأة في سنجار باستهداف بمسيرة تركية

فقد شاب لحياته وأصيبت امرأة باستهداف طائرة مسيرة لسيارة في قضاء سنجار/ شنكال ذو الغالبية الإيزيدية في محافظة نينوى العراقية.

ووفق المعلومات التي نشرتها وكالة “روج نيوز” فإن القصف أسفر عن فقدان الشاب الإيزيدي محسن شمو لحياته إضافة لإصابة امرأة لم يعرف اسمها بعد، وتم نقل جثمان الشاب والمصابة إلى مشفى شنكال .

الوكالة أشارت أن أهالي شنكال توجهوا إلى أمام المشفى، ومنعوا القوات العراقية من أخذ الامرأة المصابة إلى مدينة الموصل.

وشهد قضاء سنجار خلال الأيام الماضية تصاعداً في الهجمات التركية بواسطة الطائرات المسيرة.

منتدى حول آليات العدالة المتوفرة للضحايا في شمالي سوريا

نظمت رابطة “تآزر” للضحايا ومنظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، بتاريخ 9 تشرين الأول/أكتوبر 2022، المنتدى السنوي الأول للضحايا في شمالي سوريا، في مدينة القامشلي/قامشلو، تحت شعار “الحق في الحقيقة والعدالة”.

تزامن المنتدى مع حلول الذكرى السنوية الثالثة لبدء عملية “نبع السلام” التركيّة، وسلط الضوء على حالة حقوق الإنسان في مناطق رأس العين/سري كانيه وتل أبيض، وآليات العدالة المتوفرة، محلياً ودولياً، حيث خَلُص إلى توصيات تضمن صون حقوق الضحايا، من وجهة نظرهم.

شارك في المنتدى 50 شخصاً، حضر معظمهم/ن بشكل فيزيائي، وآخرون عبر الفضاء الافتراضي، بينهم/ن 7 متحدثين/ات، وضحايا وناجين/ات، ونشطاء وناشطات، ومدافعين/ات عن حقوق الإنسان، بالإضافة إلى العديد من الوكالات والمؤسسات الإعلامية، المحلية والإقليمية والدولية.

سيعقد هذا المنتدى بشكل سنوي، بهدف توفير منصة أو مساحة للضحايا في شمالي سوريا، ليكونوا قادرين على تمثيل أنفسهم بنفسهم والمطالبة بحقوقهم، وكذلك التنسيق فيما بينهم ومع ضحايا آخرين.

منطقة “نبع السلام” حافلة بالانتهاكات الحقوقية:

بدأ المنتدى بعرض فلم قصير بعنوان “تقويض السلام والتعايش“، يسرد قصة غزو القوات التركية لمناطق شمال شرق سوريا، بمساندة فصائل من “الجيش الوطني السوري” المُعارض، تحت مسمى عملية “نبع السلام”، التي بدأت بتاريخ 9 تشرين الأول/أكتوبر 2019، وأفضت إلى احتلال تركيا لمدينتي رأس العين/سري كانيه وتل أبيض.

شارك في المحور الأول من المنتدى أربع متحدثين/ات، حيث تحدث “جوان عيسو”، مسؤول العلاقات في لجنة مهجري سري كانيه/رأس العين، حول حالة حقوق الإنسان في مناطق رأس العين/سري كانيه وتل أبيض، وتحدثت “سوسن رشيد”، الباحثة في منظمة “بيل – الأمواج المدنية”، حول انتهاكات حقوق الملكية في مناطق رأس العين/سري كانيه وتل أبيض وعفرين، وآثارها على النازحين قسراً، ولا سيما النساء والأطفال، كما تحدث “شيخموس أحمد”، الرئيس المشترك لمكتب شؤون اللاجئين والنازحين في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، حول وضع مخيمات نازحي رأس العين/سري كانيه وتل أبيض وعفرين، والتي تشهد ظروفاً إنسانية صعبة، ولم تحظ باعتراف أممي بعد.

بدوره، تحدث “شورش درويش”، وهو كاتب ومحامي مقيم في ألمانيا، حول سياسة التتريك في الشمال السوري وخطرها على مستقبل سوريا والمنطقة، وسبل الحد منها والتخلص من آثارها.

كما تمَّ عرض فيديو غرافيك حول حصيلة ثلاثة أعوام من انتهاكات حقوق الإنسان في مناطق رأس العين/سري كانيه وتل أبيض، حيث وثقت “تآزر” مقتل 56 مدني/ة خلال وعقب عملية “نبع السلام”، بينهم 11 شخصاً تمت تصفيتهم ميدانياً، واعتقال 511 آخرين، بينهم 68 امرأة و42 طفل، في رأس العين/سري كانيه وتل أبيض، من قبل القوات التركية وجماعات الجيش الوطني السوري التي تدعمها “أنقرة”.

وبحسب توثيقات “تآزر” فأن أكثر من 185 شخصاً من المعتقلين تمَّ اخفائهم قسراً، حيث لا تزال عائلاتهم لا تعلم شيئاً حول مصيرهم، في حين تعرض 325 شخصاً للتعذيب في السجون التي تديرها المعارضة السورية، بينهم خمسة معتقلين على الأقل قضوا تحت التعذيب.

وأكدت “تآزر” تورط تركيا في جريمة إخفاء مواطنين من شمال شرق سوريا، ونقلهم إلى أراضيها، حيث تمَّ توثيق نقل ما لا يقل عن 92 محتجزاً سورياً إلى داخل الأراضي التركية، خلال عملية “نبع السلام”. حُوكم 48 شخصاً منهم بأحكام تعسفية تتراوح بين السجن 13 عاماً وحتى السجن المؤبد.

كنتيجة لاحتلال تركيا لمناطق رأس العين/سري كانيه وتل أبيض، لا يزال أكثر من 150 ألف شخص من السكان الأصليين لتلك المناطق نازحين قسراً، في حين قامت تركيا وفصائل “الجيش الوطني السوري” التي تدعمها “أنقرة”، على توطين أكثر من 2500 عائلة نازحة من مناطق سورية أخرى في منازل المدنيين المُهجرين والنازحين قسراً.

وتحققت “تآزر” من توطين 55 عائلة على الأقل، تضم نساء وأطفال مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية – داعش، معظمهم عراقيين، في منازل تمَّ الاستيلاء عليها ضمن رأس العين/سري كانيه، كما وثقت الرابطة استيلاء القوات التركية والجيش الوطني السوري على أكثر من 5500 منزل سكني و1200 محل تجاري وصناعي، ونحو مليون دونم (100 ألف هكتار) من الأراضي الزراعية في مناطق رأس العين/سري كانيه وتل أبيض، فضلاً عن إفراغ 55 قرية من سكانها الأصليين.

فوضى السلاح وانعدام الأمان:

أجمعت النقاشات خلال المنتدى على فشل تركيا في تحمّل مسؤولياتها إزاء المناطق التي تحتلها في شمال سوريا، حيث لم تتخذ أي إجراءات حقيقية لضمان الأمن والسلامة العامة، كما غضت البصر عن حالات الاقتتال بين فصائل “الجيش الوطني السوري” المُعارض التي تدعمها، وعن تفشي ظاهرة انتشار السلاح واستخدامه بين المدنيين، ذلك في ظل غياب المساءلة واستمرار الإفلات من العقاب.

وبحسب رابطة “تآزر” للضحايا، فقد شهدت منطقة “نبع السلام”، منذ 9 تشرين الأوًّل/أكتوبر 2019 وحتى 9 تشرين الأوَّل/أكتوبر 2022، ما لا يقل عن 72 تفجيراً، راح ضحيتها 145 مدني على الأقل، بينهم نساء وأطفال، وأكثر من 300 جريح، في حين شهد النصف الأول فقط من عام 2022، نشوب 46 حالات اقتتال/اشتباك داخلي بين فصائل “الجيش الوطني السوري”، قُتل نتيجتها 3 مدنيين على الأقل، وجُرح أكثر من 25 آخرين.

أهمية المشاركة الفاعلة للضحايا في عمليات المساءلة والعدالة:

ركز المحور الثاني من المنتدى على الحوار الموسع بين الضحايا والمتحدثين/ات حول آليات العدالة المتوفرة، محلياً ودولياً، وحالياً ومستقبلاً، وأهمية المشاركة الفاعلة للضحايا والناجين/ات وعائلاتهم في عمليات المساءلة والعدالة الانتقالية في سوريا.

وتحدث “عبد السميع عبد الله”، المدرب الدولي المحترف في مجال المناصرة، والذي يمتلك خبرة واسعة في قيادة استراتيجيات وتدخلات المناصرة مع العديد من المنظمات الدولية، حول أهمية المناصرة، وما الذي يمكن للضحايا فعله لكسب التأييد لقضيتهم، مشيراً إلى أن مشاركة الضحايا والناجين/ات وعائلاتهم كمناصرين/ات أساسيين/ات لقضيتهم له دور كبير في كسب تلك القضية للتأييد، ذلك لأنهم الأكثر قدرة على شرح السياق وتوفير المعلومات والأدلة الكافية حول القضية، وصولاً لتبني رسائل واضحة وتقديم توصيات واقتراح الحلول.

كما تحدث المستشار القانوني “رياض علي”، المقيم في فرنسا، والذي سبق أن عمل كقاضِ في سوريا، عن آليات العدالة المتوفرة للضحايا في سوريا، مشيراً إلى أهمية التوثيق وجمع الأدلة والشهادات كخطوة أولى على مسار كشف الحقيقة، والمساءلة، وتحقيق العدالة.

وأكد المدير التنفيذي لرابطة “تآزر” للضحايا، عز الدين صالح، على حق النازحين قسراً في العودة الآمنة والطوعية إلى أماكن سكنهم الأصلية، إذ تنص القاعدة 132 من قواعد القانون الدولي الإنساني العرفي على أنه “للأشخاص النازحين الحق في العودة الطوعية بأمان إلى ديارهم أو أماكن سكناهم المعتادة حالما تنتفي الأسباب الي أدت إلى نزوحهم”. يفرض هذا الحق على السلطات ذات الصلة مجموعة من الواجبات القانونية تتمحور بشكل أساسي حول كَون النزوح حالة مؤقتة. كما تم تأكيد ذلك في مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية للنزوح الداخلي عبر تحميل السلطات المختصة –وبشكل أساسي تلك التي تسببت بالنزوح– واجب ومسؤولية تهيئة الظروف وتوفير الوسائل لتمكين المشردين داخلياً من العودة الطوعية، آمنين مكرّمين.

أجمعت النقاشات على ضرورة نشر الوعي حول أهمية توثيق انتهاكات حقوق الإنسان، من أجل كشف الحقيقة، كحق أساسي للضحايا، في سعيهم لإخضاع مرتكبي تلك الانتهاكات والجناة للمساءلة في نهاية المطاف.

حمَل المنتدى عدد من التوصيات، أهمها:

التنسيق بين الضحايا أنفسهم، ومع ضحايا آخرين، والاستفادة من التجارب المماثلة في الدفاع عن حقوقهم.
دعم المشاركة الفاعلة للضحايا والناجين/ات وعائلاتهم في عمليات المساءلة والعدالة الانتقالية في سوريا، كحق أساسي لهم.
تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية مشاركة الضحايا أنفسهم في عمليات التوثيق، وكشف الحقيقة.
حشد الرأي العام، المحلي والعالمي، حول انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني السوري” المُعارض في مناطق شمالي سوريا، التي تحتلها تركيا.
تسهيل وصول آليات التحقيق الدولية واللجان التابعة للأمم المتحدة إلى الشهود لتوثيق الانتهاكات والجرائم في شمال وشرق سوريا.
إعداد وتنفيذ أنشطة وحملات لمناصرة قضايا الضحايا والناجين/ات، وآلية متابعة نتائج الأنشطة وتقييمها.
تقديم شكاوى قانونية ورفع دعاوى قضائية من قبل الضحايا والناجين/ات وعائلاتهم/ن لدى المحاكم والجهات الدولية المعنية، وإطلاق حملات مناصرة حول هذه الدعاوى.
العمل مع هيئات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي حتى الوصول إلى إقرار باحتلال تركيا لمناطق في شمالي سوريا، ومطالبة “أنقرة” بتحمل مسؤولياتها كسلطة احتلال بموجب اتفاقية جنيف الرابعة.
إنهاء احتلال تركيا لمناطق شمالي سوريا، وتضخيم أصوات النازحين والمهجرين قسراً ودعم مطالبهم في العودة الآمنة إلى أماكن سكنهم الأصلية واسترداد ممتلكاتهم.

The post منتدى حول آليات العدالة المتوفرة للضحايا في شمالي سوريا appeared first on سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.

​”نبع السلام” Archives – سوريون من أجل الحقيقة والعدالة  

عرض ماسك الجديد.. 8 دولارات شهريًا للاشتراك في حساب تويتر موثق “تويتر بلو”

أعلن إيلون ماسك الثلاثاء، أنه يخطط لتحصيل 8 دولارات شهريًا مقابل خدمة الاشتراك في توثيق الحسابات بالعلامة الزرقاء، المسماة Twitter Blue.

وقال ماسك في تغريدة عبر حسابه “نظام اللوردات والفلاحين الحالي على تويتر لمن لديه أو ليس لديه علامة اختيار زرقاء هو هراء”، مضيفاً “القوة للناس! أَزرق مقابل 8 دولارات شهريا”، مبيناً أن السعر سيتم تعديله حسب القوة الشرائية في كل بلد.

ويأتي هذا بعد مواجهة انتقادات لخطته لتحصيل 19.99 دولار شهريًا من مستخدمي “تويتر” الراغبين في الحصول على توثيق حساباتهم أو الاحتفاظ بحساباتهم موثقة.

وكشف ماسك المزيد من التفاصيل عن خطته الجديدة. وقال إن المشتركين سيحصلون على الأولوية في الردود والبحث، بالإضافة إلى القدرة على نشر محتوى فيديو وصوت أطول، مع ظهور نصف عدد الإعلانات التي تظهر للمستخدمين بدون اشتراك. وأضاف: “سيعطي هذا أيضًا تويتر تدفقًا للإيرادات لمكافأة صانعي المحتوى”.

انطلاق القمة العربية الـ 31 في الجزائر وسط انقسامات عربية

انطلقت مساء الثلاثاء في الجزائر القمة العربية الحادية والثلاثون، تحت شعار، لم الشمل العربي، وتعقد القمة وسط انقسامات سياسية بين الدول تعني أن أي مظهر للوحدة بين الدول الأعضاء من المرجح أن يبدو هشا.

وعلى جدول أعمال القمة العديد من الملفات والتطورات الإقليمية والدولية. ويسعى القادة العرب خلال اجتماعهم إلى توحيد المسارات.

وقال الرئيس التونسي قيس سعيد في كلمة افتتاحية خلال انطلاق أعمال القمة “يجب على الدول العربية حفظ استقلالها وسيادتها والاستجابة لمطالب شعوبها”.

وقال “نعيش في مناطق عدة حربا ضروسا لمواجهة أطراف تهدف لإسقاط الدول وعلينا مواجهتها”.

من جانبه قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال تسلم بلاده رئاسةالقمة “العالم العربي والمجتمع الدولي يواجه تحديات داخلية وخارجية جسيمة تهدد السلم والأمن الدوليين”.

وأضاف “ندعو الأشقاء في ليبيا وسوريا واليمن إلى الحوار للتوصل إلى حلول توافقية داخلية”.

فيما قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن “دول عربية عدة تتعرض لتهديدات من أطراف غير عربية إضافة لتهديدات إرهابية ومن ميليشيات”.

والدول العربية منقسمة بشأن قضايا تتراوح بين دعم القضية الفلسطينية، والأدوار الإقليمية لإيران وتركيا وإعادة ضم الرئيس السوري بشار الأسد لمظلة الجامعة، بينما يستمر الخلاف المرير بين الجزائر نفسها والمغرب في التفاقم.

ورئيسا مصر وتونس وولي عهد الكويت وأمير قطر من بين نحو ثلثي القادة الذين قالت الجامعة العربية إنهم سيحضرون القمة.

وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد غيابهما عن القمة، وكذلك ملك المغرب محمد السادس.

وكالات

هولندا تخطط إعادة 12 إمرأة و28 طفلاً من عائلات “داعش” من سوريا

أعلنت الحكومة الهولندية الثلاثاء أنها ستعيد 12 مواطنة هولندية من سوريا يشتبه في ارتكابهن جرائم إرهابية و 28 من أطفالهن، في أكبر عملية إعادة لعائلات “داعش” تنظمها هولندا على الإطلاق، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب.

واوضحت الحكومة في رسالة إلى البرلمان “سيتم توقيف النساء بعد وصولهن إلى هولندا ومحاكمتهن” مشيرة إلى أنها تهدف من خلال هذه العملية إلى “منع إفلات المشتبه بهن الاثني عشر من العقاب”.

واوصت محكمة روتردام (غرب) في أيار/مايو، الحكومة بإعادة هؤلاء النساء خلال أربعة أشهر أو تقديم التزام ملموس بهذا الصدد.

ولم توضح الحكومة “لأسباب تتعلق بأمن وخصوصية الأشخاص المعنيين” المكان الذي ستأتي منه هذه المجموعة.

تعيش عائلات “داعش” الذين أسروا أو قتلوا في سوريا والعراق غالباً في مخيمات تديرها سلطات الإدارة الذاتية الكردية التي تطالب بلدانهم باستعادتهم.

وتعتبر إعادة عائلات الجهاديين قضية حساسة في معظم دول الاتحاد الأوروبي، ومنها هولندا، منذ سقوط “خلافة” الدولة الإسلامية في عام 2019.

في مطلع عام 2022، أعادت الحكومة الهولندية خمس نساء من تنظيم الدولة الإسلامية وأطفالهن الأحد عشر من مخيم روج في شمال شرق سوريا.

واعيدت أول امرأة إلى هولندا من سوريا في حزيران/يونيو 2021 بصحبة طفليها، وهي متحدرة من مدينة غودا في غرب هولندا. وحكم عليها بالسجن ثلاث سنوات ونصف سنة لانضمامها إلى تنظيم الدولة الإسلامية.

السجن 20 عاما لأمريكية “داعشية”.. قادت “كتيبة نسيبة”

قضت محكمة أمريكية بالسجن 20 عاما، على مواطنة من كانساس، كانت تقود كتيبة جميع عناصرها من الإناث في تنظيم “داعش” عندما كانت تقيم في سوريا.

ووفقاً لوكالة “أسوشيتد برس” أقرت أليسون فلوك-إكرن (42 عاما)، بأنها قادت “كتيبة نسيبة”، حيث تعلمت حوالي مئة امرأة وفتاة- لم يتجاوز عمر بعضهن العشر سنوات- كيفية استخدام الأسلحة الآلية وتفجير القنابل اليدوية والأحزمة الناسفة.

وكانت إحدى بنات فلوك-إكرن بين أولئك اللاتي قالت إنهن تلقين مثل هذا التدريب.

ابنة فلوك-إكرن وابنها الأكبر، طلبا من القاضي “فرض العقوبة القصوى”. وقالا إنهما تعرضا لإيذاء جسدي وجنسي من والدتهما.

وفي رسائل وجهاها للمحكمة سردا تفاصيل مروعة عن سوء المعاملة الذي تعرضا لها، وهو ما نفته فلوك-إكرن، وطلبت من المحكمة معاقبتها بالسجن عامين فقط حتى تتمكن من تربية أطفالها الصغار.

ممثلو الادعاء قالوا إن الإساءات التي ألحقتها بالأطفال منذ صغرهم تساعد في تفسير كيف انتقلت من مزرعة مساحتها 81 فدانا في أوفربروك بولاية كانساس، لتصبح أحد قادة التنظيم في سوريا، مع رحلات إلى مصر وليبيا خلال الجولة.

تقرير شهري مشترك حول ارتكاب الانتهاكات على الأراضي السورية خلال شهر تشرين الأول 2022

أصدرت 7 منظمات حقوقية سورية تقريرها الشهري حول ارتكاب مختلف الأطراف الانتهاكات على الأراضي السورية خلال شهر تشرين الأول 2022

وجاء في نص التقرير:

تقرير شهري مشترك

حول المزيد من الضحايا عبر تواصل ارتكاب الانتهاكات في سورية خلال شهر تشرين الأول 2022

استمر ارتكاب الانتهاكات الجسيمة على الأراضي السورية، مما أدى الى وقوع العديد من الضحايا، عبر استمرار الاعتداءات للقوات التركية المحتلة والمسلحين المتعاونين معهم، والاشتباكات المسلحة بين عدة فصائل تنتمي الى المعارضة المسلحة السورية، ومن قوات ما يسمى بالتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية في مناطق الشمال الشرقي وشرق سورية، والاعتداءات المتواصلة من قبل عناصر مسلحة تابعة لما يسمى ب”تنظيم الدولة الإسلامية – داعش” , وكذلك وقوع عدة انفجارات ناتجة عن الألغام المزروعة بمختلف المناطق والتفجيرات الإرهابية وعمليات الاغتيالات والتصفيات والقصف العشوائي والاتفاقات القسرية،

وقد أدت هذه الحالات العنفية الى سقوط العديد من القتلى والجرحى المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ والعسكريين، علاوة على كل ذلك، فان هذه الأوضاع العامة ترافقت مع ارتفاع جنوني لأسعار المواد الطبية والأساسية الضرورية والمواد الغذائية والخضار والفواكه، وصعوبة الحصول على المحروقات وارتفاع ساعات انقطاع الكهرباء في معظم المناطق السورية.

وإننا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وفي سياق عملنا برصد ومتابعة وتوثيق ونشر جميع الانتهاكات الواقعة على الأراضي السورية، فقد وردتنا العديد من الأسماء لضحايا قتلى وجرحى سوريين عسكريين ومدنيين وممن تعرضوا للاختفاء القسري، خلال شهر تشرين الأول من 1\10\2022 وحنى تاريخ 31\10 \2022، وقمنا بتدقيق وتوثيق الأسماء الآتية:

الضحايا القتلى من المدنيين

حلب

  • محمد عبد المجيد عرب- (بتاريخ 28 \10 \ 2022)
  • علي حسن كورك – (بتاريخ 17 \ 10 \2022)

عفرين – ريف حلب

  • علاء الدين مصطفى صليبي – معصوم رفعت بكداش- (بتاريخ 7 \ 10 \2022)
  • زنار عصمت خليل – (بتاريخ 2 \ 10\ 2022)

قرية كوزيلله: ريف عفرين – ريف حلب

  • حنيفة موسى اولو -(بتاريخ 12 \ 10\ 2022)

قرية قطمه : ريف عفرين – ريف حلب

  • محمد وسيم أيوب – (بتاريخ 17 \10 \ 2021)

ريف عفرين – ريف حلب:

  • فاطمة محمود العبد-(بتاريخ 12 \ 10\ 2022)
  • محسوم رفعت بكداش – -علاء الدين مصطفى صليبي – (بتاريخ 7 \10 \2022)

كوباني “عين العرب” – ريف حلب:

  • جمال درويش -(بتاريخ 30 \ 10 \2022)
  • محمد حوتي -(بتاريخ 1 \ 10 \2022)

جرا بلس – ريف حلب:

  • قاسم علي الكذال – (بتاريخ 24 \ 10 \ 2021)

منبج – ريف حلب:

  • محمد سليمان سلامة -(بتاريخ 3 \10 \ 2022)

جرابلس – ريف حلب

  • زكريا غسان الحياوي- (بتاريخ 31 \10\2022)

الباب -ريف حلب:

  • محمد حميد خزمة – (بتاريخ 23 \10 \2022)
  • الناشط الإعلامي: محمد عبد اللطيف (أبو غنوم) وزوجته مع جنينها – (بتاريخ 7\10 \2022)

ريف حلب

  • جمال تركي حبش – (بتاريخ 31 \10\2022)

دير الزور:

  • محمد راشد العيسى (بتاريخ30\ 10 \2022)
  • الشيخ سليمان الغنام – (بتاريخ 17 \ 10 \2022)

بقرص التحتاني – ريف دير الزور:

  • خديجة محمد عبد الجبارة- (بتاريخ 25 \ 10 \2022)

بلدة البصيرة – ريف دير الزور:

  • أيمن عيدان الشاوي – عامر عواد الشاوي – (بتاريخ 19 \10 \ 2022)

البو كمال – ريف دير الزور:

  • طلال مطر المعيدي – (بتاريخ12 \ 10 \ \ 2022)

بلدة الصور – ريف دير الزور:

  • عدنان المعسر- (بتاريخ 25 \ 10 \2022)

بلدة غرانيج – ريف دير الزور:

  • حسن الكادر – أسمر العبيد – (بتاريخ 27 \10 \ \ 2022)

قرية العزبة- ريف دير الزور:

  • صالح اسماعيل الشكال – (بتاريخ 21 \10\2022)

ريف دير الزور:

  • عبد الرحمن العويد – حسن خليف الوكاع – (بتاريخ 27 \10 \2022)

الرقة:

  • خليل قارس الشلاش – (بتاريخ 12\ 10 \2022)

الطبقة – ريف الرقة:

  • جمال النوري – (بتاريخ 31 \ 10\ 2022)

ريف الرقة:

  • ياسر فياض – (بتاريخ 26 \10 \ 2022)

الحسكة:

  • عبد العزيز موسى -(بتاريخ 3 \10 \\ 2022)
  • ريحان برو -(بتاريخ 1\10 \ 2022)

سري كانييه: راس العين “- ريف الحسكة:

  • بشار عباس العمر- (بتاريخ 4 \10 \2022)

كركي لكي – ريف الحسكة:

  • إبراهيم صالح عثمان – (بتاريخ 12 \10\2022)

قرية جل اغا- ريف الحسكة:

  • احمد حمود – (بتاريخ 26 \10 \2022)

ريف الحسكة:

  • راغب يوسف الخضر – (بتاريخ 15 \ 10 \2022)

ريف ادلب:

  • بسام قاسم العموري -(بتاريخ7\10\ 2022)

ريف ادلب:

  • مازن حسين العيسى -(بتاريخ 8 \ 10\2022)

درعا:

  • محمد الحسين –(بتاريخ 31 \10 \2022)
  • محمد خير يوسف بجبوج –(بتاريخ25 \10 \2022)
  • علاء رضوان أبو القياص -(بتاريخ 20\10 \2022)
  • حمزة محمود سلوم -(بتاريخ 13 \10 \2022)
  • مؤمن عماد الجوابرة-(بتاريخ 4 \10 \2022)

درعا البلد:

  • علاء تيسير المسالمة -أحمد مصطفى المحاميد – (بتاريخ 26\10 \2022)
  • يوسف عصام عللوه-(بتاريخ 11\10 \2022)

نوى – ريف درعا:

  • عوض حمدان -(بتاريخ 27 \10 \2022)
  • نضال عدنان الصلخدي – (بتاريخ 4 \10 \2022)
  • محمد إسماعيل المفعلاني- (بتاريخ 2\10 \2022)

اليادودة – ريف درعا:

  • ماهر محمد الأحمد -مجد محمد الأحمد – (بتاريخ 26 \10 2022)

الصنمين – ريف درعا:

  • حسان مرعي الشتار – (بتاريخ 12 \10 \2022)
  • رامي حج قدور- (بتاريخ 10\10 \2022)

صيدا – ريف درعا:

  • طارق محمد عسكر – (بتاريخ 4 \10 \2022)

طفس – ريف درعا:

  • عدنان كيوان – (بتاريخ 13 \10 \2022)

سحم الجولان – ريف درعا:

  • أسامة عيد الزامل – (بتاريخ 4 \10 \2022)

الحراك – ريف درعا:

  • محمد سمير قداح – (بتاريخ 10 \10 \2022)

جاسم – ريف درعا:

  • إبراهيم خالد عميرة – أسامة خالد عميرة -(بتاريخ 12 \10\2022)
  • فايز عبد اللطيف الرفاعي-(بتاريخ2 \10\2022)

تسيل – ريف درعا:

  • علي عبد الكريم النعسان -(بتاريخ 2 \10 \2022)

سحم الجولان – ريف درعا:

  • أنور الخطيب – (بتاريخ 2 \10 \2022)

نصيب – ريف درعا:

  • أُبي مهند الحريري – (بتاريخ 11 \10 \ 2022)

المز يريب – ريف درعا:

  • رأفت حمدي القمحاني – (بتاريخ 2 \10 \ 2022)

الحارة – ريف درعا:

  • خلدون قاسم الجراد – (بتاريخ 27 \10 \ 2022)

ريف درعا:

  • زياد عبد الله ابو سعيفان -(بتاريخ 27 \ 10 \2022)

المزيرعة – ريف السويداء:

  • جريد مليحان الرحيل – (بتاريخ 12\10 \ 2022)

ريف القنيطرة:

  • فيصل احمد عايد العرنوس -(بتاريخ 26 \ 10 \ 2022)

ريف دمشق:

  • فداء خالد الغانم – (بتاريخ 5\10 \ 2022)

ريف حمص:

  • مؤيد العبيد – عبد العزيز مؤيد العبيد – (بتاريخ 30\10\2022)

ريف اللاذقية:

  • عماد طلال بهلول – (بتاريخ 6 \ 10\ 2022)

الضحايا القتلى من الجيش والشرطة

ادلب وريفها:

  • الملازم المجند طه أحمد الحريري –

درعا وريفها:

  • الملازم المجند محمد أحمد زعرور –

السويداء وريفها:

  • الملازم المجند فارس عساف العميري –

حلب وريفها:

  • الملازم المجند همام الخليف

حمص وريفها:

  • النقيب محمد نضال عيد- الملازم المجند عبد الباسط الضاهر –

حماه وريفها:

  • الملازم المجند ابراهيم حبيب نجم -الملازم المجند عصام محمد حسن –

دير الزور وريفها:

  • الملازم المجتد محمود علي أحمد سفر-

دمشق وريفها:

  • الملازم المجند يزن هلالي – الملازم المجند رفاعي حمادة-

طرطوس وريفها:

  • الملازم المجندصابر محمد الحسين –

اللاذقية وريفها:

  • الملازم المجند أحمد حمدو الدرويش –

الجرحى من المدنيين والعسكريين

الحسكة وريفها:

  • المحامية: امتثال الحبيب – (بتاريخ 25 \10 \ 2022)
  • جاسم الجاسم – (بتاريخ 20 \10 \2022)

الرقة وريفها:

  • صبري سيدو – عزيز زيدان – رشيد زيدان- (بتاريخ 21 \ 9 \2022)
  • ناصر ياسين الحكيم – (بتاريخ 15 \ 9 \2022)

دير الزور وريفها:

  • نادر غالب العبدو -(بتاريخ 30 \ 10\2022)
  • هاني الجلود -(بتاريخ 22 \10 \2022)
  • نبيل درويش الايوب -(بتاريخ 2 \ 10\ 2022)

حلب وريفها:

  • ياسر عبود المنلا -(بتاريخ 25 \ 10 \2022)
  • وليد سعيد الحمود -(بتاريخ11 \ 10\2022)
  • إبراهيم محمد الفقير- قصي موسى الفقير – عبد المجيد الفرج – نجم عبد الله حبيب -(بتاريخ 1 \ 10 \2022)

درعا وريفها:

  • معاذ الجيوش- محمد حرفوش – (بتاريخ 31 \10 \2022)
  • قاسم محمود جباوي – (بتاريخ 24 \10 \2022)
  • حبيب شيحان أبو سالم – (بتاريخ 18 \ 10 \ 2022)
  • محمد أحمد العميان- (بتاريخ 15\ 10 \ 2022)
  • أحمد صبح المجاريش-العسكري أحمد عويض – (بتاريخ 3 \ 10 \ 2022)

السويداء وريفها:

  • جديع غسان الشاكر-(بتاريخ 2 \10\2022)

الاختطاف والاختفاء القسري

حلب وريفها:

  • هلال عثمان، وجاسم عثمان، وجمعة مصطفى عثمان، وقصي حنان عثمان، تعرضوا للاختطاف التعسفي والاحتجاز القسري، من قبل مسلحين تابعين لقوات الاحتلال التركية والمعارضين المتعاونين معهم، من ناحية شرا – ريف عفرين -ريف حلب، (بتاريخ 31\10\ 2022)، ومازال مصيره مجهولا.
  • عبد العزيز حيدر مصطفى – رز كار زعيم نعسو، تعرضاللاختطاف التعسفي والاحتجاز القسري، من قبل مسلحين تابعين لقوات الاحتلال التركية والمعارضين المتعاونين معهم، من ناحية جنديرسة: في ريف عفرين – ريف حلب، (بتاريخ 24 \ 10 \ 2022)، ومازال مصيرهما مجهولا.
  • حمو سليمان كله خيري, سليمان محمد كله خيري, مصطفى محمد كله خيري, محمد إبراهيم كله خيري, محمود إبراهيم كله خيري, سيدو علي كله خيري , حمزة أحمد حسن, تعرضوا للاختطاف التعسفي والاحتجاز القسري، من قبل مسلحين تابعين لقوات الاحتلال التركية والمعارضين المتعاونين معهم، من أهالي ناحية شيراوا : ريف مدينة عفرين – ريف حلب، (بتاريخ 11 \10 \ 2022)، ومازال مصيرهم مجهولا.
  • عامر مصطفى منصور، تعرض للاختطاف التعسفي والاحتجاز القسري، من قبل مسلحين تابعين لقوات ما يسمى ب “هيئة تحرير الشام – النصرة سابقا)، من ريف عقرين – ريف حلب، (بتاريخ 11\10 \ 2022)، ومازال مصيره مجهولا.
  • نبي كله خيري, مصطفى أحمد سلو, محمد أحمد سليمان, علي أحمد سلوم, خليل نبي سمعو, تعرضواللاختطاف التعسفي والاحتجاز القسري، من قبل مسلحين تابعين لقوات الاحتلال التركية والمعارضين المتعاونين معهم، من أهالي ناحية شيراوا: في ريف عفرين – ريف حلب، (بتاريخ 10 \10 \ 2022)، ومازال مصيرهم مجهولا.
  • خليل حبيب علي، تعرض للاختطاف التعسفي والاحتجاز القسري، من قبل مسلحين تابعين لما يسمى ب “الجبة الشامية “، من عفرين – ريف حلب، (بتاريخ 9 \10 \ 2022)، ومازال مصيره مجهولا.
  • جوان تامر مسلم، تعرض للاختطاف التعسفي والاحتجاز القسري، من قبل مسلحين تابعين لما يسمى ب ” هيئة تحرير الشام – النصرة سابقا)، من مدينة الاتارب -ريف حلب، (بتاريخ 6 \10 \ 2022)، ومازال مصيره مجهولا.
  • نزار جمال عبدو – عبدالله شقيق زوجة نزار، تعرضا للاختطاف التعسفي والاحتجاز القسري، من قبل مسلحين تابعين لقوات الاحتلال التركية والمعارضين المتعاونين معهم، من قرية مشعلة ناحية شيراوان : ريف عفرين – ريف حلب، (بتاريخ 3 \ 10 \ 2022)، ومازال مصيرهما مجهولا.
  • محمود هلال خلف”28″عاما – علي محمد الكريم”38″عاما – خليل حسين حسو – حسين عبد الرحمن حسو، تعرضوا للاختطاف التعسفي والاحتجاز القسري، من قبل مسلحين تابعين لقوات الاحتلال التركية والمعارضين المتعاونين معهم، من ريف عفرين – ريف حلب، (بتاريخ 3 \10 \2022)، ومازال مصيرهم مجهولا.
  • عبدو وليد سيدو ، تعرض للاختطاف التعسفي والاحتجاز القسري، من قبل مسلحين تابعين لقوات الاحتلال التركية والمعارضين المتعاونين معهم، من جنديرسة: ريف عفرين – ريف حلب، (بتاريخ 2 \ 10 \ 2022)، ومازال مصيره مجهولا.
  • عبدو وليد سيدو، تعرض للاختطاف التعسفي والاحتجاز القسري، من قبل مسلحين تابعين لما يسمى ب ” هيئة تحرير الشام – النصرة سابقا)، من مدينة جنديرسة : ريف عفرين – ريف حلب، (بتاريخ 2 \10 \ 2022)، ومازال مصيره مجهولا.

السويداء وريفها:

  • ثامر محمد كنعان– أحمد محمد كنعان، تعرضا للاختطاف وللاختفاء القسري، من قبل مسلحين مجهولين، من السويداء، (بتاريخ 18 \10 \2022)، ومازال مصيرهما مجهولا.

درعا وريفها:

  • خالد الرويس، تعرضللاختطاف والاحتجاز، من قبل مسلحين مجهولين، في ريف درعا، (بتاريخ20\ 10\ 2022)، ومازال مصيره مجهولا.
  • عثمان بشار الأسعد – محمد بهاء الزعبي، تعرضاللاحتجاز والتوقيف، من قبل أجهزة الحكومة السورية، في مدينة المسيفرة – في ريف درعا، (بتاريخ 4 \10 \ 2022)، ومازال مصيرهما مجهولا.

إدلب وريفها:

  • الناشط الإعلامي : بكار محمد حميدي، وتم مصادرة هاتفه المحمول, تعرض للاختطاف التعسفي والاحتجاز القسري، من قبل مسلحين ينتمون الى ما يسمى ب “هيئة تحرير الشام”, من مشمشان- ريق ادلب، (بتاريخ 27\10\2022)، ومازال مصيره مجهولا.
  • أحمد كمال الدين، تعرض للاختطاف التعسفي والاحتجاز القسري، من قبل مسلحين ينتمون الى ما يسمى ب “هيئة تحرير الشام”, من ريق ادلب، (بتاريخ 19\10\2022)، ومازال مصيره مجهولا.

دير الزور وريفها:

  • ابراهيم محمد الدحام إبراهيم،تعرض للاختطاف والاختفاء القسري، من قبل مسلحين مجهولين، من قرية جزرة البو حميد – ريف دير الزور (بتاريخ 31 \ 10 \ 2022)، ومازال مصيره مجهولا.
  • ناصر عبد الحمد،تعرض للاختطاف والتوقيف القسري، من قبل مسلحين تابعين لقوات الاسايش، من ريف دير الزور، (بتاريخ 28 \ 10 \2022)، ومازال مصيره مجهولا.
  • ضياء علي السبتي – مازن خالد السبتي – طبوش علي المحل،تعرضوا للاختطاف والتوقيف القسري، من قبل مسلحين تابعين لقوات الاسايش، من قرية الرز- ريف دير الزور، (بتاريخ 28 \ 10 \2022)، ومازال مصيرهم مجهولا.
  • عدي جميل الحبشان،تعرض للتوقيف والاحتجاز، من قبل دوريات مسلحة تابعة لقوات الاسايش، من بلدة الكبر – ريف دير الزور، (بتاريخ 26 \10\2022)، ومازال مصيره مجهولا.
  • رياض عدنان ملحم – نايف كمال زكريا،تعرضا للتوقيف والاحتجاز، من قبل قوات مسلحة تابعة للتحالف الدولي، من بلدة الشحيل – بريف دير الزور، (بتاريخ 3 \10\2022)، ومازال مصيرهما مجهولا.

مازلنا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، ندين ونستنكر جميع الانتهاكات التي ارتكبت بحق المواطنين السوريين أيا كانت الجهة التي ارتكبت هذه الانتهاكات، وإذ نعلن عن تضامننا الكامل مع أسر الضحايا، نتوجه بالتعازي القلبية والحارة لجميع من قضوا من المواطنين السوريين من المدنيين والشرطة والجيش، متمنين لجميع الجرحى الشفاء العاجل، ومسجلين إدانتنا واستنكارنا لجميع ممارسات العنف والقتل والاغتيال والاختفاء القسري أيا كانت مصادرها ومبرراتها. كما نناشد جميع الأطراف المعنية الإقليمية والدولية بتحمل مسؤولياتها تجاه شعب سوريا ومستقبل المنطقة ككل، والعمل الجدي على إيقاف جميع العقوبات الجائرة بحق الشعب السوري والتي ساهمت في تدهور الأوضاع الإنسانية والحياتية، حيث انه لا ينبغي لبعض الأطراف الدولية استخدام تطبيق العقوبات كأدوات للضغط السياسي وبالتالي حرمان المواطنين السوريين من مواردهم الأساسية للبقاء، ومما لم يساعد بالإسراع في التوصل لحل سياسي سلمي دائم للازمة السورية، إننا ندعو جميع الأطراف الحكومية وغير الحكومية للعمل على:

  1. إيقاف جميع العمليات القتالية على كامل الاراضي السورية، وإيقاف جميع التدخلات الإقليمية والدولية بالأزمة السورية، وانما المساعدة في الشروع الفعلي والعملي بالحل السياسي السلمي، وإعادة الاعمار.
  2. الانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات التركية المحتلة والمسلحين المتعاونين معهم، من عفرين وريف الحسكة وريف الرقة وادلب وريفها وجميع الأراضي السورية التي قاموا باحتلالها. وفضح مخاطر الاحتلال التركي وما نجم عن العمليات العسكرية التركية في الأراضي السورية، من انتهاكات في حق المدنيين السوريين وتعريضهم لعمليات نزوح واسعة ومخاطر إنسانية جسيمة.
  3. إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، وفي مقدمتهم النساء المعتقلات، ما لم توجه إليهم تهمة جنائية معترف بها وكانوا قد قدموا لمحاكمة تتوفر فيها معايير المحاكمة العادلة.
  4. العمل السريع من أجل الكشف عن مصير المخطوفين وإطلاق سراح من بقي حيا، من النساء والاطفال والذكور، لدى قوات الاحتلال التركية ولدى الفصائل المسلحة المتعاونة مع الاتراك، ودون قيد أو شرط. وإلزام قوى الاحتلال بتوفير تعويض مناسب وسريع جبرا للضرر اللاحق بضحايا الاختطاف والاخفاء القسري.
  5. الكشف الفوري عن مصير المفقودين والمختفين قسريا من النساء والذكور والاطفال، بعد اتساع ظواهر الاختفاء القسري، مما أدى الى نشوء ملفا واسعا جدا يخص المفقودين السوريين.
  6. العمل على مناهضة كافة أشكال ومظاهر العنف والتعصب في سورية، وإشاعة ثقافة السلم المجتمعي والتسامح والتقاليد الديمقراطية الحقيقية.
  7. إعلاء شأن مبدأ الحق في الاختلاف واحترام هذا الحق، وتطبيقه على أرض الواقع، والدفاع عن استمراره وتغذية ثقافة الاختلاف بما هي إغناء ودعم لصنع مناخات الديمقراطية الملائمة.
  8. الإعلاء من شأن قيم حقوق الإنسان والمواطنة والديمقراطية والتسامح، وفي مقدمتها الحق في المعتقد، والحق في حرية الرأي والتعبير عنه، والحق في التنظيم النقابي والتجمع السلمي والتعددية السياسية.
  9. بذل كافة الجهود الوطنية السورية الحكومية وغير الحكومية للانتقال تدريجيّاً بالبلاد من حالة فوضى المكونات الطائفية والاثنية والقومية الى دولة العيش المشترك وثقافتها القائمة أصلا على الاعتراف بالآخر المختلف، والقدرة على الشراكة معه والتضامن، واعتبار التنوع مصدراً لإغناء الشخصية الفردية والجماعية، ونبذ العنف والتداول السلمي للسلطة.
  10. تشكيل لجنة تحقيق قضائية مستقلة ومحايدة ونزيهة وشفافة بمشاركة ممثلين عن المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، تقوم بالكشف عن الأسباب المختلفة للعنف والممارسين له، وعن المسئولين عن وقوع الضحايا، سواء أكانوا حكوميين أم غير حكوميين، وأحالتهم إلى القضاء ومحاسبتهم.
  11. تلبية الحاجات الحياتية والاقتصادية والإنسانية للمدن المنكوبة وللمهجرين داخل البلاد وخارجها وإغاثتهم بكافة المستلزمات الضرورية.
  12. الغاء العقوبات الظالمة المفروضة على سورية والشعب السوري، وفك الحصار الاقتصادي الجائر والذي أدى الى الافقار والنقص الحاد بأدنى متطلبات العيش للسوريين وحرمانهم من حقوقهم بحياة آمنة تتوفر فيها حاجاتهم الأساسية.
  13. وكون القضية الكردية في سوريا هي قضية وطنية وديمقراطية بامتياز، ينبغي دعم الجهود الرامية من أجل إيجاد حل ديمقراطي وعادل على أساس الاعتراف الدستوري بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي، ورفع الظلم عن كاهله، وإلغاء كافة السياسات التمييزية ونتائجها، والتعويض على المتضررين ضمن إطار وحدة سوريا أرضاً وشعباٍ، بما يسري بالضرورة على جميع المكونات السورية والتي عانت من سياسيات تمييزية متفاوتة.
  14. بلورة سياسات سورية جديدة تعمل على إلزام كل الأطراف الحكومية وغير الحكومية في العمل للقضاء على كل أشكال التمييز بحق المرأة من خلال برنامج للمساندة والتوعية والتمكين. وتعبئة المواطنين وتمكين الأسر الفقيرة بما يكفل للجميع السكن والعيش اللائق والحياة بحرية وأمان وكرامة، والبداية لن تكون إلا باتخاذ خطوة جادة باتجاه وقف العنف وتفعيل الحلول السياسية السلمية في سورية، من اجل مستقبل امن وديمقراطي.
  15. قيام المنظمات والهيئات المعنية بالدفاع عن قيم المواطنة وحقوق الإنسان في سورية، باجتراح السبل الآمنة وابتداع الطرق السليمة التي تساهم بنشر وتثبيت قيم المواطنة والتسامح بين السوريين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم، على أن تكون بمثابة الضمانات الحقيقية لصيانة وحدة المجتمع السوري وضمان مستقبل ديمقراطي آمن لجميع أبنائه بالتساوي دون أي استثناء.

دمشق في 1 \11 \2022

المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية

1) اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (الراصد).

2) المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية.

3) منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي في سورية-روانكة.

4) المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية.

5) منظمة حقوق الإنسان في سورية – ماف.

6) المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (DAD).

7) لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية ( ل.د.ح ).

ليلة بدون كتاب لأول مرة منذ 61 عامًا

قالت رئيس الجمعية الطبية التركية، شبنام كورور فينجانجي، التي تعرضت مؤخرًا للاعتقال، إن أكثر ما أزعجها أنها قضت ليلة بدون كتاب لأول مرة منذ 61 عامًا.

وقالت فينجانجي في حوار مع موقع “أرتي جرتشاك” التركي، من داخل السجن إن فتح تحقيق ضدها آثار المخاوف، فالعقوبة ليست ضدها فقط، ولكن للمجتمع كله، فمن الآن فصاعدا يعد هذا تحذير للناس بالتزام الصمت.

وأوضحت فينجانجي أنها كانت بمفردها في مساحة كبيرة في السجن، وتمكنت أخيرا من الحصول على الصابون بعد ظهر أمس الأحد.

وأضافت فينجانجي: “لأول مرة منذ 61 عامًا، قضيت ليلة بدون كتاب. بخلاف ذلك، أنا مرتاحة”.

وأشارت رئيس الجمعية الطبية إلى أنه كانت هناك محاولات مماثلة لاعتقالها على مر السنين، فالقرار كان في جيوبهم وتم إتخاذه مؤخرا.

وتعرضت شبنام كورور فينجانجي للاعتقال بعد دعوتها إلى إجراء تحقيق في المزاعم باستخدام الجيش التركي أسلحة كيماوية ضد عناصر حزب العمال الكردستاني بإقليم كردستان العراق.

وكان مكتب المدعي العام في أنقرة قال إن الدكتورة شبنام كورور فينجانجي، 63 عاما، اعتقلت بتهمة نشر “دعاية إرهابية” في إطار التحقيق الذي تجريه شرطة مكافحة الإرهاب.

وقضت فينجانجي، وهي خبيرة في الطب الشرعي، شطرا كبيرا من حياتها المهنية في توثيق التعذيب وسوء المعاملة، وهي ناشطة رائدة في مجال حقوق الإنسان في تركيا. وعملت رئيسة لمؤسسة حقوق الإنسان في تركيا.

وقالت فنجانجي: “سبق وأن فحصت الجثامين وكان من الواضح استخدام أحد الغازات السامة التي تشل النظام العصبي مباشرة… لابد من إخضاع السلطات التركية لتحقيق دقيق”.

وكالة: عناصر من “هيئة تحرير الشام” يدخلون تل أبيض “كري سبي” قادمين من تركيا

نقلت وكالة “هاوار” الكردية عن مصدر محلي من داخل مدينة تل أبيض “كري سبي” شمالي سوريا بدخول العشرات من عناصر هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقاً” إلى المدينة قادمين من تركيا.

وبين المصدر بأن العناصر دخلوا عبر معبر تل ابيض الحدودي الذي يسيطر عليه عناصر من الفصائل السورية الموالية لتركيا.

ويأتي هذا على ضوء التغيرات التي طرأت على خريطة انتشار الفصائل الموالية لتركيا في شمال سوريا أبرزها انتشار “أحرار الشام” في الجهة الشمالية الغربية والغربية لمدينة منبج وريفها.

وفي الـ 14 من تشرين الأول / أكتوبر الماضي قالت فصائل مسلحة والمرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الجمعة إن مسلحين من “هيئة تحرير الشام” انتزعوا السيطرة على مدينة عفرين من مقاتلين مدعومين من تركيا بعد اشتباكات خلفت نحو 27 قتيلا، وفقاً لوكالة رويترز.

 

بعد اغتصابها وتعذيبها.. قوات حرس الحدود التركية ترمي سيدة سورية مع أطفالها خارج الحدود التركية

اعتقل عناصر حرس الحدود التركية ” الجندرمة” سيدة في العقد الرابع من العمر، برفقة 5 من أطفالها، وذلك بعد عبورها الحدود السورية نحو الأراضي التركية، عبر طرق “التهريب”، بهدف الهجرة إلى أوربا، بحثاً عن ملاذ أمن.

ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن سيدة من أهالي بلدة تل تمر شمال غربي الحسكة، تعرضت للاغتصاب والتعذيب والضرب المبرح من قبل عناصر من قوات حرس الحدود التركية “الجندرمة” قبل رميها خارج الحدود التركية السورية وهي عارية، في حين قام عناصر “حرس الحدود” التابع لـ “قسد” بتحويلها إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد رصد في 24 تشرين الأول الجاري، بأن عناصر فصيل” أحرار الشرقية” أطلقوا سراح 15 مواطناً بينهم امرأتين بعد اعتقال البعض منهم لأكثر من شهرين، وذلك لقاء فدية مالية دفعها ذويهم وبعد وساطة من وجهاء من “عرب الغمر”، حيث تم إيصالهم إلى تركيا، فيما لا يزال مصير 10 آخرين مجهول حتى اللحظة.

ووفقاً لنشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الفصيل كان قد اعتقل عدد من المواطنين السوريين بعضهم من ريف الحسكة، وبعضهم من حلب وريفها ودير الزور، بعد محاولتهم العبور نحو الأراضي التركية من منطقة “نبع السلام” عبر طرق “التهريب”، قادمين من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.