في الثاني والعشرين من نيسان من كل عام، يحيي الكرد حول العالم “يوم الصحافة الكردية”، احتفاءً بذكرى صدور أول صحيفة كردية تحمل اسم “كردستان” في العام 1898. هذا اليوم لا يُمثّل فقط انطلاقة إعلامية، بل يُجسّد حدثًا تاريخيًا ذا بعد ثقافي ووطني، شكّل نقطة تحوّل في مسيرة النضال الكردي من أجل الحرية، وإثبات الهوية، والدفاع عن الوجود.
كردستان: الصحيفة التي كسرت حاجز الصمت
في 22 نيسان 1898، صدرت أول صحيفة كردية باسم “كردستان” في مدينة القاهرة، على يد الأمير مقداد مدحت بدرخان، أحد أفراد العائلة البدرخانية المعروفة بميولها التحررية. صدرت الصحيفة باللغة الكردية بالأبجدية العربية، وتناولت قضايا تتعلق بالقمع العثماني، والهوية القومية، والحقوق الثقافية للكرد، لتُصبح أول منبر كردي علني في وجه الاستبداد.
على مدار أربع سنوات (1898–1902)، صدرت 31 عدداً من صحيفة “كردستان”، في مدن مختلفة بسبب مطاردة السلطات العثمانية للأمير بدرخان، منها جنيف، ولندن، وفينا، لتتحول الصحيفة إلى أيقونة النضال الصحفي في الشتات.
الصحافة الكردية في ظل القمع والشتات
لم تكن “كردستان” مجرّد جريدة، بل فعلًا ثوريًا في مواجهة الإنكار المنهجي للوجود الكردي. بعد إيقاف صدورها، تواصلت محاولات الصحافة الكردية بشكل غير منتظم، وسط قمع الأنظمة الحاكمة في كل من تركيا، سوريا، العراق، إيران.
ورغم القيود، ظهرت محاولات أخرى مثل صحيفة هاوار التي أسسها الأمير جلادت بدرخان عام 1932 في دمشق، والتي لعبت دورًا محوريًا في ترسيخ الأبجدية اللاتينية للكردية. كذلك برزت مجلات وصحف سرّية وعلنية داخل كردستان وخارجها، كانت في الغالب ملاحقة، وتحمل أرواح العاملين فيها مخاطر جمّة.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=67569