وقع العشرات من المهاجرين السوريين في الجزائر ضحية عمليات الاحتيال من قبل عدد من مهربي البشر السوريين الذين وعدوا هؤلاء بتأمين نقلهم إلى السواحل الاسبانية مقابل مبلغ يترواح بين 7 إلى 10 آلاف دولار. وبعد استلام الأموال اختفوا واغلقوا هواتفهم ولم يتمكن أحد من الوصول إليهم .
ويستغل تجار البشر وغالبهم سوريون من المقيمين في الجزائر منذ وقت طويل عدم مقدرة هؤلاء المهاجرين على التنقل أو الاتصال بالسلطات لكونهم يتواجدون فيها بطريقة غير شرعية، حيث دخلوها قادمين من ليبيا بطرق التهريب .
وكشفت مصادر ضمن هؤلاء المهاجرين أنّ أعداد الذين تعرضوا للاحتيال تجاوز الـ 120 مهاجراً، فقدوا أموالهم بعدما قاموا بتسليمها لهؤلاء المهربين، الذين تلقوا منهم وعودا بتأمين سفرهم عبر البحر بالقوارب إلى السواحل الاسبانية، لكن هؤلاء المهربين اختفوا بعدما قبضوا تلك الأموال، وفقد الاتصال بهم منذ أسابيع .
هذا ويعيش المئات من اللاجئين السورين العالقين في الجزائر ظروف كارثية مع تعرض غالبهم للنصب والاحتيال من قبل شبكات الاتجار بالبشر والتهريب وغالب أعضاء هذه الشبكة هم سوريون يعيشون في الجزائر منذ عقود.
وتمكن فريق مركز التوثيق من التواصل مع العشرات من هؤلاء المهاجرين الذي أكدوا أنّهم تعرضوا جميعا للاحتيال من قبل مهربين، وكشفوا عن أسماء ومعلومات مفصلة عن هؤلاء وبعد التحقيق تبين أنّ المهربين هم سوريون قاموا بخداع المهاجرين على أنّهم قادرين على تأمين سفرهم عبر القوارب من مدينة وهران الساحلية في الجزائر باتجاه اسبانيا لقاء مبلغ يتراوح بين 7 إلى 10 آلاف دولار للفرد الواحد، وأنّ هذه الأموال باتت بحوزة المهربين الذين قطعوا التواصل مع المهاجرين وغيروا أرقام هواتفهم.
وتمكن فريق مركز التوثيق من جمع 12 أسماء من أعضاء هذه الشبكات التي تتاجر بالبشر، وهم متورطين في عمليات نصب والاحتيال على اللاجئين.
الشهادات التي جمعها فريق المركز تؤكد أنّ هؤلاء المهربين يقومون بابتزاز المهاجرين وتهديدهم بإبلاغ السلطات الجزائرية عن مكانهم في حال قاموا بالتواصل مع المنظمات الحقوقية أو وسائل الاعلام أو فكروا في تقديم بلاغات ضدهم، وذلك لكون هؤلاء المهاجرين متواجدين في الأراضي الجزائرية بطريقة غير قانونية.
ويؤكد المهاجرون الذي تواصلنا معهم في مركز التوثيق أنّهم يعيشون في ظروف صعبة للغاية تحت تهديد المهربين الذين قاموا بمصادرة الأموال التي بحوزتهم ويخشون اعتقالهم من الحكومة الجزائرية وترحيلهم إلى صحراء النيجر.
وناشد المهاجرون بضرورة التدخل لحماية وملاحقة شبكات التهريب الذين سرقوا منهم الأموال والعمل على إيجاد طريق آمن ليعودوا إلى سوريا.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=11462