الأحد 13 تموز 2025

جيل جديد يتسلم زمام الحكم في كردستان

25d9258625d9258a25d825ac25d9258a25d825b125d9258125d825a725d925862b25d825a825d825a725d825b125d825b225d825a725d9258625d9258a-9215970

انتهى، بتنحّي مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان، تقليد عمر لعشرات السنين في إقليم كردستان العراق، وانتقل زمام الحكم من “جيل الجبل” إلى “جيل المدينة”. ويشير هستيار قادر، الصحافي في موقع نقاش، إلى أن الجيل الجديد الذي يستحوذ الآن على المناصب الإدارية والسياسية في الإقليم ورغم أنه لم ينخرط تماما في تجربة هذه المرحلة، إلا أنه يلام على كونه من مسببي معاناة كردستان بسبب مشاركته في جزء مهم من القرارات التي اتخذها الجيل السابق.
بتنحي مسعود البارزاني عن منصب رئيس إقليم كردستان العراق في الأول من الشهر الحالي، ينتهي عهد حكم “جيل الجبل” ويبدأ حكم “جيل المدينة”، الذي يختلف كثيرا عن الجيل الأول في تفكيره ونظرته إلى العالم.

ويطلق “جيل الجبل” على القادة العسكريين والسياسيين الذين خاضوا ميدان النضال منذ الستينات من القرن الماضي والذين تسلموا زمام الحكم في كردستان بعد انتفاضة مارس من عام 1991، ومن أبرز هؤلاء الرئيس العراقي السباق جلال الطالباني ورئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني ونوشيروان مصطفى المنسق العام لحركة التغيير التي كانت أكبر حركة معارضة في كردستان، إذ توفي الأول والثالث بسبب المرض، فيما لا يزال الثاني على قيد الحياة وهو متنح عن منصبه.

وتطلق عبارة “جيل المدينة” على مجموعة من السياسيين ممن لم يشاركوا في ثورات كردستان بشكل مباشر، بل كانوا في معظم الأحيان في المدن وخارج العراق، وبعض هؤلاء هم من أحفاد وأقارب قادة الجبل، فيما أوصلت الظروف السياسية المختلفة البعض الآخر إلى تلك المناصب.

ويتكون الجيل الثاني بعد مسعود البارزاني داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني من نيجيرفان البارزاني ابن أخي مسعود البارزاني وابنه مسرور البارزاني، والأول هو رئيس الحكومة أما الثاني فيشغل منصب رئيس مجلس أمن كردستان. أما الجيل الثاني بعد جلال الطالباني فيتكون من قوباد وبافل طالباني ابني جلال الطالباني ولاهور شيخ جنكي ابن أخيه، والأول هو نائب رئيس الحكومة أما الاثنان الآخران فهما متنفذان في السلك الأمني.

ورغم أن الجيل الجديد شارك في جزء مهم من “انتصارات وفشل” الجيل القديم، لكن يتطلع الأكراد في الإقليم إلى أن يحدث تغييرا في التفكير السياسي ويتنازل عن تقليد “العناد السياسي” الذي كان سببا في الكثير من مشكلات كردستان.

وينقل موقع نقاش عن فريد اسسرد، العضو القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، تأكيده أن على القادة الجدد “التفريق بين السياسة والتحزب والفساد، وإن تمكنوا من ذلك فسيكون هم هذا الجيل الجديد هو الرفاهية والسلام”.

يكمن اختلاف آخر بين الجيلين في أن الجيل الأول يدعو إلى الاهتمام بـ”الشؤون القومية”، أما الجيل الثاني فقد رفع “خدمة الناس” شعارا له مع تشديد أقل على الشؤون القومية.

ويقول آري هرسين، العضو القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، والذي يحسب على “جيل المدن”، “ليس من المهم أن يكون من في الحكم هو ابن الجبل أو المدينة، بل المهم هو طريقة تفكيره، إذ يوجد من جيل ما بعد الانتفاضة من هو فارغ في نظام تفكيره”.

وأضاف هرسين “لا يمكن التفريق بين الشؤون القومية وخدمة الناس ولا بد أن يكونا محاذيين، وأن تعامل الجيل الجديد مع واقع كردستان ومشكلاتها يشكل مهمة صعبة”.

ويمكن اعتبار نوشيروان مصطفى، المنسق العام لحركة التغيير، أحد زعماء هذا التغيير، إذ بدأ منذ عام 2009 بالدعوة إلى منح دعائم الحكم إلى الشباب وجيل المدينة، وبالفعل دفع بالعديد من الوزراء الشباب إلى المشاركة في الحكومة، كما يعتبر كل من يوسف محمد رئيس برلمان كردستان وآرام الشيخ محمد نائب رئيس البرلمان العراقي ضمن الحركة من جيل المدينة. وحذت الأحزاب الأخرى الحذو نفسه تدريجيا وظهر عدد من القادة الشباب من جيل المدينة ضمن الأحزاب الكردستانية الأخرى.

وأمام هذا الجيل “جيل المدينة” ثمانية أشهر حتى الانتخابات القادمة لإظهار قدرته وإمكانياته على اتخاذ القرار دون وجود “جيل الجبل”، ولكنه أيضا يواجه تجربتين صعبتين؛ الأولى هي تأمين المعيشة والرواتب للمواطنين، والثانية هي منع بغداد من ممارسة المزيد من الضغوط بهدف تصغير إقليم كردستان. ويرى أمين فرج أستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين في أربيل أن “جيل الجبل” كان يسعى للمكاسب السياسية عبر “الشرعية الثورية”، أما الجيل الجديد فعليه خدمة المواطنين عبر المشاريع.

وأضاف فرج أنه “من المهم أن يكون مواطنو الإقليم قد وصلوا إلى ذلك المستوى من الثقافة الذي يمكنهم من تخطي الجيل الكلاسيكي السابق عن طريق الانتخابات، فالمواطنون يطالبون الآن بالرفاهية”.

ويتحمل كلا الجيلين في كردستان حصتهما من الانتصارات والهزائم، ولكن المواطنين ينتظرون معرفة ما إذا كان جيل المدينة يمكنه إحداث تغيير في كردستان لم يتمكن “جيل الجبل” من تحقيقه؟
المصدر: صحيفة العرب اللندنية

أضف تعليق