الخميس, يناير 9, 2025

آلدار خليل: تركيا والمطامع الاحتلالية الهدف والغاية منها

25d825a725d9258425d825af25d825a725d825b12b25d825ae25d9258425d9258a25d92584-9093817

في مرحلة أخرى من الخداع التي تمارسها تركيا بحق السوريين تقوم وبشكل علني بالتوغل واحتلال الأراضي السورية وبالتحديد المناطق الشمالية الشرقية من إدلب معتمدة على ما تمخض في العاصمة الكازاخية عن مؤتمر أستانة حيث وبحجة مراقبة مناطق خفض التوتر ومن أجل استقبال اللاجئين وتقديم المساعدات دخلت تركيا إلى هذه المنطقة وهي تتستر وراء بعض التصريحات التي لا يوجد أية أساس لها من قبيل العمل على الانتقال إلى وضع يسمح بإيجاد حل للمعاناة التي يعانيها أبناء الشعب السوري.
لم توفر تركيا منذ البداية أية جهود بالتدخل في الشأن السوري من باب مصالحها الجيوسياسية وكذلك من باب تأجيج الفوضى والصراع في سوريا وإطالة عمر الأزمة الموجودة لمنع تطور أي موقف سوري وطني يؤدي إلى تحقيق التغيير نحو الديمقراطية خاصة من قبل مكونات روج آفاي كردستان وعلى رأسهم الكرد، تركيا لا تريد أي نظام إداري مخالف للذي تعتمده في أنقرة وتتشابه فيه مع دمشق وبالتالي هي تفضل بقاء النظام السوري بالرغم من حالة العداء في الظاهر التي توفرها تركيا للأسد على حساب عدم تأسيس أي شكل أو نمط إداري آخر يكون بمثابة ضربة قاصمة في الظهر بالنسبة للحكم المركزي الموجود بالإضافة إلى إن تركيا تحرص بكل ما تملك في ان تستغل ما يحدث في المنطقة من اجل إعادة دورها العثماني بالتالي تطمح إلى إعادة تفعيل ما كان سائداً قبل قرون كما الحال في الخط الممتد من حلب إلى الموصل وكذلك الوصول إلى بغداد من خلال الممرات التي تريد فتحها عبر المناطق التي تحتلها في سوريا، الرغبة التركية الجامحة في منع استقرار الأمور في سوريا تفسر كل هذه النوايا وإلا لا توجد أية أسباب يمكن من خلالها التأكيد على صدق النوايا التركية في تحقيق الاستقرار في سوريا والمنطقة، لقد حرصت تركيا على تعطيل حملة الرقة وأطلقت موجة من التصريحات التي كانت تريد منها حفظ عاصمة داعش من الانهيار لأنها ترى في وجود الفكر المتطرف الذي يمثله داعش في المنطقة مصلحة عليا لها على مستوى الأمن الوطني، وعندما فشلت تلك المساعي من خلال عدم قناعة الدول المتحالفة في الحرب ضد داعش بما تطلقها تركيا انتقلت إلى مرحلة أخرى تريد فيها تحقيق نفس الهدف ولكن بشكل آخر وإلا ما السبب الذي يسمح بوجود تركيا على الأراضي السورية خاصة في إن هناك الآلاف من الأدلة التي تدينها بأنها سهلت انتقال العناصر الإرهابية ما بين أراضيها والأراضي السورية وسمحت لهم بالهجوم على الأراضي السورية انطلاقا من أراضيها كما الحال في جرابلس وكوباني والباب وقدمت التسهيلات اللازمة والدعم اللوجستي بالإضافة إلى الاستشارة العسكرية، إن الهدف الذي تسعى إليه تركيا في سوريا معاداة صريحة ومباشرة لعموم السوريين وانتقام من محاولاتهم نحو بناء وطني جديد يكون فيه جميع السوريين متساوون دون تفريق كما إن المطامع التركية في استخدام الأراضي السورية التي تحتلها يشكل خطراً على المنطقة وبالأخص على مناطق باشور كردستان بعد الفشل في منع شعب باشور من القيام بالاستفتاء من أجل مرحلة جديدة في تاريخ باشور كردستان.
لابد من أن يكون جميع السوريون واعون لهذه الحقيقة ويجب التحرك بكل الإمكانات لمنع تطور الدور التركي المعادي لطموح السوريين، الآن تركيا تمارس الوصايا الاحتلالية على المناطق التي تتواجد فيها في سوريا وهذا مخالف لكل القوانين الأممية والدولية ولابد هنا على المجتمع الدولي التحرك وإبداء مسؤولياته حيال ما تقوم به تركيا على الأراضي السورية وكذلك مختلف أبناء الشعب السوري، نحن في روج آفاي كردستان ماضون في تجربنا الديمقراطية ونسعى في نشر معالم الديمقراطية في عموم الأراضي السورية والمنطقة لأننا نؤمن بأن الشعوب لابد لها من أن تكون صاحبة إرادتها وتكون حرة في خيارتها المستقبلة وعلى هذا فإن المقاومة والنضال من أجل نجاح هذا المشروع هو ضرب كبيرة للجهود التركية الرامية إلى خنق هذه التجربة ومنع إنقاذ السوريين من خلالها كما إن نجاح تجربتنا في روج آفاي كردستان يعني انهيار تام للمنظومة التي تحاول تركيا إبقاؤها في المنطقة والمتمثلة بالحكم المركزي والاستبداد السياسي وإرهاب الدولة.
“روناهي”

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *