مهرجان أوركيش الموسيقي.. يحيي تراث المنطقة وتجذُّره التَّاريخي

كورد أونلاين |
قامشلو/ علي خضير ـ
انطلاق مهرجان أوركيش، بنسخته الثانية، في مركز محمد شيخو للثقافة والفن في مدينة قامشلو، بعد توقُّفه مدة خمسة أعوام، بسبب الهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا، يأتي ذلك تأكيدا لاستمرار الثورة الثقافية والمجتمعية في المنطقة.
شاركت في المهرجان 23 فرقة موسيقية على مستوى شمال وشرق سوريا، وباكور كردستان، ونظَّمته هيئة الثقافة والفن في إقليم الجزيرة وحركة ميزوبوتاميا للثقافة والفن، وقد شاركت فيه فرق غنائية تراثية، عربية وكردية، توافدت من عدَّة مدن في شمال وشرق سوريا.
التراث منهل الثقافة
المطرب ملك الهتيم مطرب للتراث الشعبي في مدينة الرقة، منذ أكثر من 50 سنة، وعضو في فرقة “تراث الرقَّة” شارك في عدَّة مهرجانات في كوباني، ومنبج، والشهباء، والشيخ مقصود، وقامشلو، والحسكة، وقد وافانا بالدور الذي لعبه المهرجان للثقافة: “شاركت في مهرجان أوركيش الأوَّل، وهذه مشاركتي الثانية، والهدف من إقامة هذه المهرجانات، هو التآلف بين فئات الشعوب، وبجميع الطوائف، لا عنصرية ولا مركزية، فواجبنا أن نحفظ تراث بعضنا؛ كي نكون قوَّة واحدة في وجه الاستعمار”.
ثقافات مختلفة في أروقة المهرجان
وتابع الهتيم: “التراث عبارة عن تبادل ثقافات، وحضارات عريقة بين فئات المجتمع الواحد، لخلق روح المحبَّة والألفة بين هذه الفئات وتفادياً للوقوع بحالة تفرقة يخطِّط الاحتلال التركي لها، وجميع القوى الطَّامعة في تفرقتنا، أو تجزئتنا مستقبلاً”.
واختتم ملك الهتيم: “أتمنَّى أن تكون الفعاليات الثقافية والتراثية، في قادم الأيام، انتصاراً للشعوب على القوى المعادية، ولا سيما الدَّولة التركية الفاشية، وأن تزداد المحبَّة والألفة بين فئات مجتمعنا، ونقف وقفةً شامخة ونكون سداً منيعاً لحماية أرضنا وعرضنا، بمقاومة أبطالنا، وبدماء شهدائنا وبنضالنا التاريخي والثقافي أيضاً”.
الثقافة والتراث يثبتان الوجود الكردي
عضو فرقة “غيفارا” من مدينة كوباني جوان تمو من جهته أشار إلى أهمية المشاركة: “نشارك في هذا المهرجان للمرَّة الأولى مع “فرقة بوطان”، وقدَّمنا العرض الغنائي باسمها، قبل انطلاق المهرجان بأسبوعين بدأنا بالتدريب على الأغنيات، التي اخترناها استعداداً للمشاركة، غايتنا من المهرجان إحياء التراث الكردي، الذي كان من الأمور، التي يسعى الاحتلال التركي إلى طمسها، وطمس الهوية والتَّاريخ الكردي، فالثقافة والتراث هما السبيلان الوحيدان للمحافظة على تاريخ وعراقة الكرد على مر العصور”.
شراكة الثقافة والتاريخ
وأردف تمو: “قدَّمنا ثلاث أغنيات، اثنان منهما جديدتان، وواحدة من التراث الكردي، فهذا المهرجان هو مقاومة من نوع ثان، بوجه الاحتلال التركي، وجميع الأطراف المعادية والرامية إلى تفكيك الشعوب في المنطقة من كرد، وعرب، وسريان، ولكن تاريخنا واحد، وعيشنا كان ولا زال مشتركاً، والَّذي يربط بيننا هو التاريخ القديم، والثقافة الواحدة، ونحن نسعى دائماً إلى أن نكون يداً واحدة، وبناء سوريا موحَّدة ديمقراطية بلا تفرقة، ولا تجزئة”.
فعاليات المهرجان الثقافية
في اليوم الأوَّل من المهرجان (الخميس) 11/5/2023 افتُتِحَ المهرجان باستذكار الشهيدة مزكين وشهداء الثقافة والفن.
وفي اليوم الثاني (الجمعة) 12/5/ من مدينة كوباني شاركت في المهرجان فرقة بوطان وفرقة هفرين، ومن مدينة الطبقة فرقة درَّة الفرات، وفرقة دوسر، وفرقة جودي من مدينة ديرك، وفرقة الشهيد سرحد من مدينة رميلان.
أمَّا في اليوم الثالث (السبت) 13/5 فقد شاركت فرقة بوطان من مدينة قامشلو، وفرقة تولهلدان وستيرك من مدينة الحسكة، ومن مدينة الرَّقَّة فرقة “رقاق” وفرقة الرَّقَّة لإحياء التراث، وفرقة روجا ولات من ناحية كرباوي التَّابعة لمدينة قامشلو.
وفي اليوم الرابع (الأحد) 14/5 شاركت فرقة زيلان من مدينة الدرباسية وفرقة شهيد خبات من القحطانية، وفرقة الفتيريا من ديرك، وفرقة الموسيقا تجمعنا من الحسكة، وفرقة سرهلدان من رميلان، وفرقة شورش من تل تمر. وفي اليوم الأخير لمشاركة الفرق (الاثنين) 15/5 شاركت فرقة باور من حي قدور بك في مدينة قامشلو، وفرقة ستيرا زيرين، وفرقة رابطة عفرين وفرقة يك بار من مدينة قامشلو أيضاً، وفرقة الشَّهيدة ألنيا من رميلان وفرقة آكري من عامودا.
وفي اليوم الختامي للمهرجان الثلاثاء 16/5 سيتم عرض نتائج المسابقة وتكريم الفرق.
تخلف فرق باكور كردستان عن المشاركة
وحسب اللجنة التَّحضيرية للمهرجان، أنَّ هناك فرقتين من باكور كردستان لم تستطيعا المشاركة في المهرجان بسبب إغلاق المعبر الحدودي (سيمالكا) الرَّابط بين شمال وشرق سوريا، وإقليم كردستان (باشور كردستان)، وكان من المقرَّر أن تقوم الفرقتان بإرسال فيديوهات مصوَّرة لمركز محمَّد شيخو لعرضها.
أُقيمَ مهرجان أوركيش الثَّاني بهدف إظهار ثقافات شعوب المنطقة المختلفة من أجل تنميتها؛ لأنها رابط قوي بين هذه الشُّعوب، وحبل متين لثقافات الشعوب.

​الثقافة – صحيفة روناهي

شارك هذه المقالة على المنصات التالية