الخميس, مارس 28, 2024
القسم الثقافي

الأديب والفنَّان التَّشكيلي صبري يوسف: السَّلامُ رحيقُ الحياةِ وشهيقُ ديمومَتِنا على الأرضِ

حاوره/ عبد الرّحمن محمّد_
صبري يوسف؛ عرفناه من خلال الحرف ونفحاتِ الكتابة، لكن معرفتنا الحقيقية به فيلِّخصها بطريقته ويختصر عشقه للأدب والفن في جمل عدة “صبري يوسف كاتب سوري مقيم في السُّويد، أستوكهولم منذ عام 1990 أكتبُ الشِّعرَ، وقصيدةَ النّثرِ، والقصّةَ القصيرةَ، والرِّوايةَ، والمقالَ، والنَّصَّ الأدبيَّ، والدِّراسات النّقديّة، وأمارس أدبِ الحوار، ولدي شغفٌ كبيرٌ في فضاءاتِ الرَّسمِ!”.
ـ هل لجأتَ للكتابةِ في أجناسٍ أدبيّةٍ متعدِّدَةٍ باختيارٍ مسبقٍ، أم أنَّ واقعَ الحالِ قد فرضَ عليكَ ذلك؟
جاءَتِ الكتابةُ في مجالاتٍ متعدَّدةٍ؛ نتيجةَ اهتمامي في هذهِ المجالاتِ، والأجناسِ الأدبيّةِ، ولكلِّ فضاءٍ مِنْ هذهِ الفضاءاتِ، عالمُهُ الإبداعيُّ الخاصُّ بِهِ، لهذا عندما أكتبُ القصّةَ القصيرةَ، أكونُ منغمساً في فضائِها، وكذلكَ أنغمسُ في فضاءِ القصيدةِ، والرِّوايةِ، والمقالِ، والنّصِّ الأدبيِّ، فلكلِّ هذهِ الأجناسِ بما فيها الحوار؛ عالمُهُ الخاص، وفضاؤه، الّذي يُترجمُ الوهجَ الإبداعيَّ المنبعثَ من أجوائِهِ!
ـ القارئُ لسيرتِكَ التّعريفيّةِ، يجدُ نفسَهُ أمامَ قاصٍّ وشاعرٍ وروائيٍّ، وكاتبٍ وفنّانٍ تشكيليٍّ، في أيِّ مجالٍ تلقَّيتَ الإجابةَ عَنْ تساؤلاتِكَ، وحقَّقْتَ مرادَكَ منها؟
أتلقَّى إجاباتٍ عَنْ تساؤلاتي عبرَ هذهِ الأجناسِ كلِّها، لأنَّني عندما أكتبُ شعراً، أو قصةً، أو روايةً لا أضعُ ورقةً أمامي لأكتبَ قصةً، شعراً روايةً، حواراً، إنَّما أراني منجذباً إلى فضاءِ القصّةِ، والشِّعرِ، والرِّوايةِ، فتولدُ إشراقةُ القصَّةِ والرِّوايةِ في ذهني دونِ تخطيطٍ مسبقٍ، بلْ تموجُ في خيالي إشراقاتُ قصَّةٍ أو قصيدةٍ أو عملٍ روائيٍّ، وتولدُ هذهِ الومضاتُ، ثمَّ تتطوَّرُ فينجمُ عنها نصٌّ أدبيٌّ أو مقالٌ، ولكلِّ جنسٍ مِنْ هذهِ الأجناسِ خصوصيتُهُ، وأهمِّيَّتُهُ عندي!
ـ للأديب صبري يوسف تجارب خاصّة تتجلَّى في سلسلة “أنشودة الحياة”، “نص مفتوح”، وسلسلة “حوار مع الذّات، ألف سؤال وسؤال” وتُعدُّ نموذجاً للسيرةِ الذاتيّةِ، ولديكَ سلسلة لكتابكَ الموسوم: “تجلّيات الخيال”، وتعدُّ هذه الكتابات تجربة أدبيّة خاصّة بك، لو نتحدّث عَنْ هذهِ المؤلَّفات ومكنوناتِها؟
هذا السُّؤالُ المتفرِّعُ إلى عدّةِ أسئلةٍ يتمحورُ حولَ أهمِّ تجاربي في الكتابةِ الأدبيّةِ، حيثُ تتألفُ أنشودةُ الحياةِ، نصٌّ مفتوحٌ، من واحد وعشرين جزءاً، وكلُّ جزءٍ هو ديوانٌ مستقلٌ ومرتبطٌ معَ الَّذي يليهِ، وكتاب “حوار معَ الذّاتِ، ألفُ سؤالٍ وسؤال” يتألَّفُ من عشرة أجزاءٍ، وهو حوارٌ أجريتُهُ معَ نفسي، ولا يصبُّ في السِّيرةِ الذَّاتيّةِ، بل يصبُّ في حوارٍ مفتوحٍ معَ الذّاتِ، ومنهُ ما يتعلَّقُ بالسِّيرةِ الذَّاتيّةِ ومنعطفاتِها، لكنْ هناكَ الكثيرُ مِنَ الأسئلةِ تتعلَّقُ بالرُّؤيةِ الفكريّةِ، والثّقافيّةِ، والأدبيّةِ، والفنّيّةِ، وأخذَتِ الإجاباتُ طابعاً سرديّاً قريباً مِن فصولِ الرِّوايةِ، وفضاءاتِ القصّةِ، والنُّصوصِ الأدبيّةِ في الكثيرِ مِنْ أجواءِ الحوارِ! وأمَّا كتابُ “تجلِّياتُ الخيالِ” بأجزائِهِ الأربعةِ، فهو عبارةٌ عن نصوصٍ، ومقالاتٍ استوحيتُها مِنْ عوالمِ وفضاءاتِ مبدعينَ ومبدعاتٍ، يتعانقُ النَّصُّ والمقالُ مَعَ القراءةِ التّحليليَّةِ والاستلهاميّةِ المستوحاةِ مِنْ عوالمِهم، فجاءَتِ الكتابةُ كمقالٍ نقديٍّ أو قراءةٍ تحليليّةٍ، أو نصٍّ منبعثٍ مِنْ فضاءِ المبدعينَ والمبدعاتِ.
ـ للفن التّشكيلي أيضاً حكاياتٌ في حياةِ صبري يوسف، مَنْ منكما اختارَ الآخرَ، ومتى تلجأُ للوحةِ البيضاء وتكتبُ بالفرشاةِ، وماذا تكتبُ بها؟
للفنِّ التَّشكيلي مكانةٌ خاصّةٌ عندي، ففي عام 2004 بدأتُ أرسمُ برغبةٍ عميقةٍ وخلالَ فترةٍ قصيرةٍ قدّمْتُ معرضاً فرديّاً في عام 2007، وشاركْتُ في العديدِ مِنَ المعارضِ الجماعيّةِ وقدَّمْتُ أكثرَ من خمسةِ معارضَ فرديَّةٍ، وتضمَّنَ أحدُ المعارضِ مائةَ لوحةٍ، ومائةَ مقطعٍ شعريِّ، قدَّمتُهُ في صالةِ المركزِ الثّقافيِّ العراقي في استوكهولم، تتمحورُ أعمالي الفنّيّة حولَ الفرحِ، والحبِّ، والسَّلامِ!
ـ مجلّةُ السَّلامِ الدَّوليّة إحدى أبرزِ أعمالِكَ، الّتي لاقَتْ صدىً عالميّاً، ما فكرتُها، وما مضمونُها، وأينَ تحطُّ رحالَها الآنَ؟
تمخَّضَتْ فكرةُ مجلّةِ السَّلامِ في صباح شهر كانون الثاني من 2013 على أثرِ الصِّراعاتِ والحروبِ النّاشبة في سوريا، ودنيا الشَّرق، فأسَّسْتُها ردّاً على الحروبِ المتفاقمةِ في سوريا والشَّرق والعالمِ العربيِّ، لنشرِ ثقافةِ السَّلام في العالمِ، وبعد أربعةِ أعدادٍ أطلقْتُ عليها مجلّةَ السَّلامِ الدَّوليّةَ باقتراحٍ مِنْ بعضِ أعضاءِ الهيئةِ الاستشاريّةِ في المجلّةِ، النَّاقد، والكاتب غريب ملّا زلال، والشّاعرة دوريس خوري، والفنّان التّشكيلي جان استيفو، لأنَّ المجلّةَ انتشرَتْ في أكثرِ من ثلاثين دولة في العالمِ، حيثُ كانَ يشاركُ في بابِ التَّشكيلِ العديدُ مِن دولِ العالمِ وكذلكَ في بقيّةِ أبوابِ المجلّةِ، (الشِّعر، والقصّة، والمقال، والنَّقد، والدّراسات، والحوار، والنّصّ الأدبي، والتّشكيل)، وأصدرْتُ عشرةَ أعدادٍ، وقرَّرْتُ في نهايةِ عام 2022 أنْ أحوِّلها إلى مجلّةٍ في أدبِ الحوارِ، فمِنَ العددِ القادمِ ستصبحُ مجلّةُ السَّلامِ الدَّوليّة مختصَّةً في أدبِ الحوارِ، حولَ السَّلامِ العالمي، وحولَ الأدبِ، والفنِّ والإبداعِ!
ـ أرى قناةَ السَّلامِ الدَّوليّةِ تستحوذُ اهتماماً كبيراً منكَ، ما رسالتُها؟ وهل يمكنُنا عدُّها تتويجاً لعطاءَاتِ صبري يوسف؟
إنَّ قناةَ السَّلامِ الدَّوليّةَ هي امتدادٌ لمجلَّةِ السَّلامِ الدَّوليةَ، حتّى اسمها منبثقٌ مِنْ اسمِ المجلّةِ، لهذا أحببْتُ أنْ أتوّجَ المجلّةَ بقناةٍ تبثُّ وتروّجُ ثقافةَ السَّلامِ والوئامِ في جميعِ أنحاءِ العالمِ، لأنّني وجدْتُ أنَّ الزّمنَ أصبحَ زمنَ الصَّوتِ والصُّورةِ واللِّقاءاتِ المباشرةِ، ونظراً لأنَّ لديَّ شغفاً كبيراً في الحوارِ، والإعلامِ، والتَّواصلِ مَعَ المبدعينَ والمبدعاتِ، لهذا أحببْتُ أنْ أؤسِّسَ قناةَ السّلامِ الدَّوليّةَ وأُقدِّمَ برنامجاً بعنوان: مِنْ أجلِ التَّنويرِ، وقدْ أجريتُ أكثرَ مِنْ مائةِ لقاءٍ معَ مبدعينَ ومبدعاتِ ترويجاً لثقافةِ السَّلامِ، ووقوفاً في وجهِ الحروبِ!
ـ لا يُذكرُ صبري يوسف إلّا وتحضر “ديرك” في فضاءاتِ حرفِهِ ولونِهِ، ماذا تعني لكَ ديركُ، وأينَ هي في أعمالِكَ الأدبيّةِ والفنّيّةِ؟
ديركُ هي محورُ أعمالي الأدبيَّةِ والفنِّيَّةِ، فقدْ استوحيْتُ عدَّةَ كتبٍ مِنْ عوالمَ ديركَ، ولدي كتابٌ من جزأين بعنوان: “ديرك معراج حنين الرُّوح”، ومجموعةُ نصوص أدبيّة بعنوان: “ديرك يا شهقةّ الرُّوح”، وروايتان استوحيتُهما مِنْ تجاربي في ديركَ، وهناكَ العديدُ مِنَ القصائدِ، والقصصِ القصيرةِ مستوحاةٌ من عوالمِ ديركَ، لأنَّ ديركَ مسقطُ رأسي، ومنبعُ إبداعي وفكري، وتجلّياتُ خيالي!
ـ الطّبيعةُ والمرأةُ والحبُّ والسَّلامُ، مفرداتٌ حاضرةٌ، في أدبيَّاتِ ولوحاتِ صبري يوسف، ماذا تعني لكَ هذهِ المفرداتُ؟
للطبيعةِ، والمرأةِ، والحبِّ، والسَّلامِ دورٌ مهمٌّ في معالمِ إبداعي الأدبي والفنِّي، لأنَّ هذهِ المفاهيمَ هي الحياةُ برمَّتِها، ومِنْ دونِ هذهِ العوالمِ لا قيمةَ للحياةِ، لأنَّ الطَّبيعةَ هي الوجودُ، والمرأةُ هي الخصوبةُ، والعطاءُ، والتَّجدُّدُ، والحبُّ هو كينونةُ الكونِ، والسَّلامُ رحيقُ الحياةِ، وشهيقُ ديمومَتِنا على الأرضِ، لهذا لا تخلو لوحاتي وكتاباتي من هذهِ المفاهيمِ؛ لأنّها جوهرُ الإبداعِ الخلّاقِ!
ـ الأدبُ والفنُّ رسالتا الإنسانِ للإنسانيّةِ، وسوريا مهدُ الحضاراتِ والخيراتِ تمرُّ منذُ عقدٍ ونيفٍ بصنوفٍ مِنَ الأزماتِ، أينَ سوريا مِنْ نتاجاتِكَ، وماذا تقولُ عنها، ولها؟
بكلِّ تأكيدٍ الأدبُ والفنُّ هما رسالتا الإنسانِ للإنسانيّةِ على مدى التّاريخِ البشريِّ، وسوريا كانت وستبقى مهدَ الحضاراتِ والخيراتِ، ففيها مِنَ الخيراتِ وإمكاناتِ العطاءِ الشَّيءُ الكثيرُ، ولو قرأْنا الحضارةَ السُّوريّةَ على مدى تاريخِها الطّويلِ، لوجدنا أنّها منبعُ الحضاراتِ العريقةِ منذُ آلافِ السِّنينَ، وهذهِ الأزماتِ مهما طالَتْ لا بدَّ أنْ تنتهي عاجلاً أمْ آجلاً، وتنهضَ سوريا من جديدٍ مثلَ طائرِ الفينيقِ، مِنْ بينِ الرّمادِ ومن ركامِ الحروبِ والصِّراعاتِ، لأنَّ الخيراتِ الّتي تحويها سوريا تجعلُها في مصافِ الدُّولِ النّاهضةِ، ولا بدَّ أنْ تستقرَّ الأوضاعُ مهما طالَ بها الزَّمنُ لأنَّ هناكَ الكثيرَ مِنَ الأزماتِ مرَّتْ فيها الكثيرُ مِنْ دولِ العالمِ، ثمَّ نهضَتْ وقدَّمَتْ أكثرَ ممّا كانتْ عليهِ قبلَ الأزماتِ، وكلِّي أملٌ أنْ تنتفي هذهِ الصِّراعاتُ والأزماتُ، وتنهضَ سوريا بكلِّ  إثنياتها وقوميّاتها، وطوائِفها ومذاهبِها، لأنَّ أرقى ما في سوريا هو هذا التَّنوّعُ الموزاييكي، خاصَّةً إذا عرفَتِ الأطرافُ المعنيّةُ كيفَ تستغلُّ هذا التَّنوعَ السُّوريَّ، وتُعطي كُلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ، عندها ستسيرُ البلادُ نحوَ ذُرى المجدِ، وتُقدِّمُ أرقى ما لديها مِنْ خلالِ هذا التَّنوُّعِ الخلَّاقِ في مختلفِ مساراتِ الحياةِ!
ـ في ظلِّ هذا الكمِّ مَنَ الحروبِ والاقتتالِ والكوارثِ، ماذا يقعُ على عاتقِ الأدبِ والفنِّ مِنْ مهامٍ، وإلى أينَ يسيرُ كلُّ واحدٍ منهما؟
يقعُ الكثيرُ من المهامِ على عاتقِ الكتَّابِ والشُّعراءِ، والمفكِّرينَ، والفنّانينَ، والمبدعينَ والمبدعاتِ بشتّى الأجناسِ الأدبيّةِ، والفكريّةِ والفنِّيّةِ! وبكلِّ أسفٍ يسيرُ كلُّ واحدٍ بطرقٍ مغايرةٍ ومتصارعةٍ في الكثيرِ مِنَ الأحيانِ بما تسيرُ عليهِ الأطرافُ السِّياسيّةُ من جهةٍ، والأطرافُ الأدبيّة، والفكرية، والفنيّة من جهةٍ أخرى، ولو أصبحت الأطرافَ السِّياسيةَ طرفاً، والإبداعيّةَ طرفاً آخرَ، سنجدُ أنَّهُ ليسَ هناكَ تعاونٌ وتناغمٌ بينَ الطَّرفينِ، لأنَّ الأطرافَ السِّياسيّةَ هي أطرافٌ متعدِّدَةٌ ومتصارعةٌ معَ بعضِها بمختلفِ توجُّهاتِها، وتولِّدُ صراعاتٍ عديدةً، ومِنَ الضُّروريِّ جدَّاً أن تستنبطَ الأطرافُ السّياسيةُ رؤيةً توفيقيّةً موضوعيّةً ديمقراطيَّةً عادلةً، تُعطي هذهِ الرُّؤيةُ البانوراميّةُ المتنوّعةُ حقوقَ الجميعِ، بحيثُ تؤدّي رؤاهم إلى فائدةِ الوطنِ والمواطنِ معاً، على أنْ تعمل السّاسةِ “أنظمةٌ ومعارضاتٌ” ضمن رؤيةٍ توفيقيّةٍ عبرَ حوارٍ خلّاقٍ؛ لإيجادِ حلولٍ لهذهِ الصِّراعاتِ، والتّناحراتِ، والحروبِ، الّتي ولّدَتْ كوارثَ مميتةً للأطرافِ كلِّها، لأنَّهُ في مثلِ هذهِ الحالة تخرجُ الأطرافِ المتصارعةِ خاسرةً خسائرَ جسيمةً، ولا يوجدُ أيُّ طرفٍ مِنَ الأطرافِ رابحاً، فكلُّ طرفٍ يخسرُ حتَّى وإنْ كانتْ خسارتُهُ أقلَّ مِنْ غيرِهِ، ولهذا على كلِّ الأطرافِ أنْ تعي وتدركَ الخسائرَ وتجدَ حلولاً لهذهِ الأزماتِ والصِّراعاتِ وتَحُلَّ التَّناحراتِ العالقةَ بينَ الأطرافِ بحيثُ تجدُ حلولاً تفيدُ الجميعَ، ولا يجوزُ أنْ تُعالَجَ الصراعاتُ على حسابِ طرفٍ دونَ الآخرِ، لأنَّ الوطنَ كوطنٍ، عليهِ أنْ يعطيَ لمواطِنِهِ حقَّهُ، وهنا يكمنُ دورُ المبدعينَ والمبدعاتِ بأنْ يصوغوا رؤيةً تحليليّةً دقيقةً تُعالِجُ الأزماتِ والتَّناحراتِ والصِّراعاتِ ويعطوا حلولاً لكلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ إلى أنْ يتمَّ تحقيقُ أهدافِ الأطرافِ دونَ استخدامِ لُغةِ العنفِ والعنفِ المضادِّ، بلْ استخدامُ لغةِ العقلِ والحكمةِ، ورؤية السلام الوئاميّةِ الدِّيمقراطيّةِ القائمةِ على العدالةِ، والحريّةِ، والمساواةِ بينِ الأطرافِ كلها!
ـ كلمة أخيرة تودُّ أنْ تقولَها!
أنا سعيد لأنَّني أصدرْتُ منذُ أيام كتابي المائة، وقد تُرجِمَتْ بعضُ كتبي إلى اللُّغةِ الإنكليزيّة، والإيطاليّة، والفرنسيّة، والإسبانيّة، والسُّويديّة، والسُّريانيّة، ويسرُّني أنْ تُترجمَ إلى أغلبِ لغاتِ العالمِ، كي تصلَ رؤاي وأفكاري المجنّحة نحوَ فضاءاتِ السَّلامِ إلى أغلبِ بقاعِ الدّنيا، وأرى مِنَ الضّروري أنْ يطرحَ الإنسانُ نفسَهَ إنساناً، بعيداً عن التَّعصُّباتِ الدِّينيّةِ، والطَّائفيّةِ، والمذهبيّة، والقوميّة، مركِّزاً على تحقيقِ الدِّيمقراطيّةِ، والحرّيّةِ، والعدالةِ، والمساواةِ في الوطنِ الّذي يعيشُ فيهِ، آملاً أنْ تنشرَ ثقافةَ السَّلامِ والوئامِ في أنحاءِ العالم، لتحقيقِ سعادةِ وهناءِ البشرِ كلَّ البشرِ فوقَ كينونَةِ الكونِ!

​الثقافة – صحيفة روناهي