السبت, ديسمبر 28, 2024

النظام يسيطر على منطقة وادي بردى

سيطر الجيش السوري الاحد وبعد معارك دامت اكثر من شهر على منطقة وادي بردى قرب دمشق، والتي تعد خزان المياه المغذي للعاصمة، في خسارة جديدة للفصائل المعارضة.
وبات يقتصر وجود الفصائل المعارضة في ريف دمشق بشكل اساسي على بعض مناطق الغوطة الشرقية التي يتقدم فيها الجيش السوري اكثر فاكثر.
واعلن الجيش السوري في بيان نقله التلفزيون الرسمي السوري “انجزت وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية والقوات الرديفة مهامها في اعادة الأمن والاستقرار إلى بلدات وقرى وادي بردى في ريف دمشق الغربي بعد سلسلة من العمليات العسكرية الناجحة”.
ويأتي البيان غداة دخول الجيش السوري الى منشأة نبع عين الفيجة، تنفيذا لاتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة يقضي بخروج المئات من المقاتلين غير الراغبين بالتسوية من منطقة وادي بردى (15 كيلومترا شمال غرب دمشق) الى محافظة ادلب (شمال غرب).
وتضم عين الفيجة المصادر الرئيسية التي ترفد دمشق بالمياه المقطوعة منذ 22 كانون الاول/ديسمبر بصورة تامة عن معظم احياء العاصمة جراء المعارك بين الجيش السوري وفصائل معارضة واسلامية.
وبدأت اعمال الصيانة الاحد في منشأة عين الفيجة بهدف اعادة ضخ المياه الى دمشق.
واظهرت صور بثها التلفزيون السوري مباشرة من منشأة عين الفيجة مدى الاضرار، حيث بدا انبوب مياه حجري مدمر تماما وقد سقطت اجزاء منه في المياه.
وقال محافظ ريف دمشق علاء ابراهيم خلال تواجده في بلدة عين الفيجة للتلفزيون الرسمي السوري “دخلت ورشات الصيانة الى المنشأة لتقييم الاضرار” التي وصفها بـ”الكبيرة”، مشيرا الى ان اعمال الصيانة بدأت و”سيدأ ضخ المياه قريبا”.
وكانت دمشق اتهمت الفصائل المعارضة والاسلامية بقطع المياه عن دمشق بعد يومين من اندلاع المعارك، في حين اكدت الفصائل ان قصف الجيش السوري ادى الى تضرر مضخة المياه الرئيسية في عين الفيجة.
– “انتهاء الحلم” –
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بعد ظهر الاحد ببدء خروج حافلات تقل مئات المقاتلين وعائلاتهم من منطقة وادي بردى باتجاه ادلب التي باتت الوجهة الاساسية لمقاتلي المعارضة والمدنيين الذين يتم اجلاؤهم من مناطق سيطرتهم.
وتأتي خسارة وادي بردى بعد اكثر من شهر على خسارة الفصائل المعارضة الاحياء الشرقية لمدينة حلب، وبات وجودها يقتصر الى جانب محافظة ادلب على بعض المناطق في درعا (جنوب) وحمص وحماة (وسط) وفي محافظة حلب، وفي ريف دمشق حيث تراجعت الفصائل ايضا مع خسارة اثنين من معاقلها داريا ومعضمية الشام.
ولم يبق لدى الفصائل المعارضة بشكل اساسي قرب دمشق سوى بعض المناطق في الغوطة الشرقية بينها مدينتا دوما وعربين، وفق مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن.
وتعد الغوطة الشرقية منذ العام 2012، عام تحول الاحتجاجات في سوريا الى نزاع مسلح، معقلا للفصائل المعارضة قرب العاصمة، الا ان الجيش السوري يوسع منذ اشهر عدة عملياته العسكرية فيها.
واوضح عبد الرحمن “تواصل قوات النظام منذ اشهر عدة قضم الغوطة الشرقية وتسيطر تباعا على قرى وبلدات فيها”، مشيرا الى ان “النظام يسعى الى السيطرة على ريف دمشق بالكامل ان كان عبر العمليات العسكرية او اتفاقات المصالحة”.
اما الفصائل المعارضة، وفق عبد الرحمن، “فهي تخسر تدريجيا في ريف دمشق، وقد انتهى بالنسبة لها حلم الدخول الى العاصمة”.
ولا يتجه مقاتلو الفصائل المعارضة الى منطقة هادئة، اذ تشهد محافظة ادلب منذ اسبوع توترا متصاعدا تطور الى معارك غير مسبوقة بين الفصائل الاسلامية والجهادية تقودها كل من حركة احرار الشام من جهة وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) من جهة ثانية.
وردا على تلك التطورات، اعلنت فصائل عدة بينها “صقور الشام” و”جيش المجاهدين” الانضمام الى حركة احرار الشام، فيما اختارت خمسة فصائل اخرى بينها جبهة فتح الشام وحركة نور الدين زنكي ان تحل نفسها لتندمج سويا تحت مسمى “هيئة تحرير الشام”.

ا ف ب

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *