بيان:
تشكل عفرين حالة نموذجية فريدة في قضية الاستيلاء العقاري، إما لجهة اتساع هذه العمليات التي وصلت إلى حد الاستباحة، وأيضاً لجهة الدوافع والآليات التي تقف وراءها قوة مسلحة ونفوذ دولة أجنبية محتلة “تركيا ” ، إضافة إلى تداعيات ضياع الحقوق والأملاك على المدى القريب والمتوسط، والأهم على الأرجح الآثار الاجتماعية وسط تحذيرات أن تكون كارثية وعميقة.
من بين كل ثلاثة عقارات في عفرين، عقاران تعرضا للدمار أو النهب أو الاستيلاء خلال السنوات الست الأخيرة، بعد السيطرة على المنطقة من قبل فصائل مايسمى بالجيش الوطني مدعوماً من القوات التركية. ليست العقارات منازل فقط بل أراض زراعية سلبت مواسمها وتركت دون عناية، أو فرض إتاوات على أصحابها من قبل الفصائل التي أصبحت شريكة لأصحاب الأملاك، دون أن ينفع قضاء أو شكوى، وتحت سلطة التهديد والابتزاز.
مثلت منطقة عفرين نموذجاً هو الأبرز لجهة حقوق الملكية إذ قدرت منظمات محلية ودولية مجموع العقارات التي طالتها الانتهاكات بنحو 60 في المئة من المجموع العام للعقارات في المنطقة، لتكون بذلك أوسع عملية استيلاء على الأملاك، من حيث الكم والمدة الزمنية التي جرت فيها، وبلغت عمليات الاستيلاء ذروتها في مدينة عفرين، تليها المعبطلي والشيخ حديد وبعض قرى جنديرس .
وبحسب مصادر مطلعة ، أنه في الفترة الممتدة بين مارس / آذار 2018 وحتى إبريل/ نيسان 2020، غصب نحو 3425 عقاراً أغلبها في مدينة عفرين وريفها، الشيخ حديد، جنديرس، المعبطلي، والقرى التابعة لها، بينها نحو 75 محلاً تجارياً.
شاعت مسألة غصب العقار في مختلف المناطق السورية، أيا كانت الجهة التي تسيطر عليها، جميعها اعتمدت على حجج تتعلق بطلبات إثبات الملكية، تهم الإرهاب أو التشبيح أو الانتماء لفصائل معادية، لكن هذه الحجج في عفرين أخذت شكلاً جديداً بعد منع عودة الأهالي إلى مناطقهم نتيجة لإغلاق الطرق، والخوف من الخطف، إذ سجلت مئات حالات الخطف في المنطقة لسكان بعد عودتهم، إضافة لغياب قاعدة بيانات عقارية في المنطقة كل هذا مهد الطريق أمام الاستيلاء الواسع على العقارات، ولكن الشيء الأبرز كان في عمليات الاستثمار والفروغ لهذه العقارات، وأحياناً على مرأى سكانها الأصليين .
– وفي هذا السياق، قامت ماتسمى ب “القوة المشتركة ” المشكلة من فرقتي “الحمزات – العمشات” التركمانيتين بالاجتماع مع مخاتير القرى الخاضعة لسيطرتها “باسوطة ، عينداره، كفردله فوقاني وتحتاني – كفرزيته – قوجمان- داركريه- كوزيه – معراته – جوقه ” وابلغوهم بأنه سيتم إلغاء الوكالات الممنوحة من المهجرين قسرا لذويهم المتبقيين في عفرين لإدارة ممتلكاتهم، علما انه في الموسم الفائت 2023 كانوا قد فرضوا اتاوات على ممتلكات الغائبين قسرا بنسبة تصل الى أكثر من 50 % ، إلا أنه في موسم هذا العام سيقومون بالغاء الوكالات واحصاء الممتلكات الغائبين قسرا وتسليمها للوكلاء المعينين من قبل متزعمي القوة المشتركة .
علما أن المدعو “أبو دياب الريا 35 عاما ” المنحدر من ريف جبل الزاوية- محافظة إدلب يقيم في قرية معراته المسؤول الأمني للحمزات في القرى المذكورة وذلك بالتنسيق مع المدعو “أبو حميد ” المنحدر من بلدة الاتارب بريف سمعان الغربي وهو اقتصادي الحمزات ويقيم في بلدة باسوطة ، اصدروا تعليماتهم لمخاتير القرى بالغاء الوكالات وضمان موسمين مقبلين اي بيع موسم سلفا لعامي “2024 – 2025 ” لذوي الغائبين قسرا قبل أن ينضج حبة الزيتون أو لأنها في مرحلة التزهير أو يتم بيعها للغير ماعدا مصاريف الكسح والفلاحة والحراثة وأجور العمال وغيرها من مصاريف النقل والمعصرة.
وافادت مصادر محلية بأن عناصر مكتب الاقتصادي للحمزات يقومون بتسجيل العقارات والأراضي الزراعية والاليات في القرى الخاضعة لسيطرتها وجردها تمهيدا للاستيلاء على ممتلكات الغائبين قسرا أو فرض اتاوات مالية كبيرة على ذويهم.
كما أن فرقة السلطان مراد بقيادة متزعمها المدعو ” أبو وليد العزي” تقوم بعمليات جرد وتسجيل ممتلكات الغائبين قسرا في قرى ناحيتي “شران – بلبل ” بالتنسيق مع المجالس المحلية تمهيدا للاستيلاء عليها على غرار القوة المشتركة ، في ظل غياب المحاسبة والمتابعة وغياب دور القضاء وسريان شريعة الغاب في منطقة عفرين من قبل أمراء الحرب الذين قسموا المنطقة فيما بينهم وفق خرائط السيطرة على شكل امارات واقطاعيات وتقسم الغنائم فيما بينهم وفق اعرافهم وتقاليدهم ومعتقداتهم بعيدة كل البعد عن الضمير والوجدان والإنسانية ” انها “منطقة عفرين المحتلة ” ترتكب فيها المئات من الجرائم والانتهاكات على مرأى ومسمع من سلطات الاحتلال التركي بل بضوء أخضر منها وتشجيعها للفصائل بارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق السكان الأصليين “الكرد ” لاستكمال سياسة التغيير الديموغرافي الديموغرافي الممنهج تمهيدا لتتريك المنطقة على غرار سلخ لواء اسكندرون من وطنها الام “السورية” .
بعض من نهج ثوار الجيش الوطني السوري “اللصوص والمرتزقة ” في ريف عفرين المحتلة “اعتقال – بيع ممتلكات – قطع الأشجار – اقتتالات”
– اعتقلت سلطات الاحتلال التركي المواطن “علاء محمد صطاف” بتاريخ 30 مارس 2024، من منزله على طريق ترندة بالجهة الجنوبية من مدينة عفرين المحتلة، بتهمة العمل مع الإدارة السابقة في منطقة عفرين.
المواطن “علاء” من المكون العربي في عفرين، يبلغ من العمر 36 عاما ، ويعمل في تصليح الأدوات الكهربائية، وقد عاد من وجهة النزوح القسري حلب إلى مدينة عفرين قبل نحو 8 أشهر.
كما أن سلطات الاحتلال التركي أفرجت عن المواطن “محمد أصلان سيدو” من أهالي قرية شيخوتكا – ناحية معبطلي ، بتاريخ 31 مارس 2024، بعد أن دفع غرامة قدرها 400 دولار أمريكي.
يُذكر أن المواطن “محمد” اُعتقل قبل أربعة أعوام بتهمة الانتماء لوحدات حماية الشعب، قضاها في سجن معراته المركزي بمدينة عفرين.
– بظل استمرار الفلتان الأمني وتواصل الانتهاكات في منطقة عفرين المحتلة ، قام مسلح تابع لفرقة “السلطان مراد” ببيع شقتين من منازل أهالي عفرين الكرد والمستولى عليها عنوة، إلى مستوطنيْن منحدرين من إدلب لقاء 1500 دولار عن كل شقة في مدينة عفرين المحتلة.
وتقع الشقتان في بناء سكني واقع قرب جامع شيخ شواخ عند ساحة آزادي، تعود ملكية إحداها إلى المواطن “عماد مصطفى” من أهالي قرية تللف – جنديرس، وتعود الأخرى للمواطن “رياض عبدو” من أهالي بعدينا – راجو.
من جهة أخرى، وقعت مشاجرة بالسكاكين والضرب بالعصي، يوم الخميس 4 أبريل الجاري ، بين مستوطنين منحدرين من مدينة حلب بسبب الخلاف على أماكن وضع بسطاتهم، قرب شارع التلل بمركز مدينة عفرين، ما أدى لجرح شخصيْن منهم .
– قام مسلحين محسوبين على فصائل مدعومة من الاحتلال التركي بقطع 45 شجرة زيتون و8 أشجار سرو من بساتين المواطنين الكرد في ريف عفرين المحتلة .
في التفاصيل وبحسب موقع عفرين بوست ، قطع المسلحون 30 شجرة زيتون على أطراف مدينة عفرين بالقرب من حي المحمودية، تعود ملكيتها للمواطن “خليل أبو زياد” من أهالي قرية جقالا جومه – ناحية جنديرس.
كما قام مسلحون تابعون لفصيل “أحرار الشرقية” بقطع 15 شجرة زيتون قرب قرية تل طويل، تعود للمواطن “عارف إبراهيم” من أهالي قرية خلنيره – ناحية المركز، إضافة إلى 8 أشجار سرو كانت تحيط ببستانه .
– وقع أشتـ.ـباكات عنيفة مساء يوم الثلاثاء تاريخ 2 أبريل الجاري بين مجموعة من مستـ.ـوطنـ.ـين من بيت نحلاوي المنحدرين من بلدة نحلة بريف إدلب، المستولين على بناء كامل في شارع السياسية بمركز مدينة عفرين المـحتلـة وبين عناصر الشرطة العسكرية في شارع السياسية وسط حالة رعب وخوف بين الأهالي في تلك المنطقة نتيجة الأشتـ.ـباكات العنيفة التي حصلت بين الطرفين، وأنباء عن وقوع إصابات بين الطرفين.
الاستخبارات التركية تعتقل شاب كردي في تركيا وقيادي في “الجيش الوطني ” بريف عفرين دون معرفة أسباب الاعتقال
– اعتقلت الاستخبارات التركية شابا كرديا من أهالي بلدة شيه / شيخ الحديد في تركيا وقاموا بنقله إلى داخل الأراضي السورية ناحية شيه مسقط رأسه، ومنذ ثلاثة أيام قام عناصر الاستخبارات التركية بنبش مغارة في حارة “هاجو” في بلدة شيه العائدة للمواطن الكردي “أحمد طوطي” ( جافي) سابقآ وأخرجوا من المغارة كمية كبيرة من الذهب ونواظير ليلية وأسلحة وذالك في منتصف الليل ، بعدها قاموا بتعذيب الشاب الكردي مجهول الهوية بشكل وحشي الذي تم اعتقاله مؤخرا في تركيا، وهو معتقل حاليا في إحدى معتقلات الاستخبارات التركية في بلدة شيه وسط مصير مجهول حتى الآن.
– في سياق متصل، اقدم عناصر الاستخبارات التركية مؤخرا على اعتقال قيادي في فيلق الشام المدعو ” أبو علاء عبارة” في قرى ميدانيات – ناحية راجو بريف عفرين ، وهو مسؤول حرس الحدود في قرية بنيراكا ، حيث تعرض للضرب و التعذيب الشديدين وكسر يده و أفرج عنه فيما بعد ، دون معرفة سبب اعتقاله حتى الآن.
منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=40454