قامشلو/ دعاء يوسف
تتميز مدينة قامشلو بقدم أسواقها التي نشأت مع تأسيسها، وتنوعت هذه الأسواق بمنتجاتها، ففي قامشلو سوق خاص لإعداد طعام الفطور، وسوق للأعشاب، وسوق للخضار، وتنتشر فيها أسواق شعبية عديدة متنقلة طوال أيام الأسبوع في أماكن متفرقة من المدينة.
تتناثر هنا وهناك في مدينة قامشلو أسواق عديدة تؤدي إليها، شوارع وأزقة ضيقة يُبعث منها التاريخ والتراث، وكل منها يحمل اسماً مميزاً، وتاريخاً قديماً، فوصفت بقدمها وبساطتها، فما أشهر الأسواق الشعبية في قامشلو؟
سوق الفطور
في إحدى الشوارع المسقوفة في مدينة قامشلو، تنفرد محلات عدة لتقديم فطور صحي، وغني بالفوائد الغذائية لمرتاديها، وتعد وجبة الفطور من الوجبات التي يحافظ عليها الكثيرون، ولكنها تبقى أهم وجبة غذائية للحصول على الطاقة أثناء اليوم، ويعد سوق الكيمر من أقدم وأعرق الأسواق التراثية الشعبية في قامشلو، فكان وجهة سكان المناطق والأحياء المجاورة والمحافظات الأخرى، فقد ارتادوا السوق منذ القدم للتسوق بسبب تنوع البضائع التي تعرض فيه وما يميز السوق عن غيره هو تقديم وجبة الفطور في الصباح.
فلا يحب الجميع تناول الفطور، والبعض ليس لديه الوقت قبل العمل، بينما البعض الآخر لا يريد تناول الطعام في الصباح الباكر، فتجد الكثير من الناس يقصدون تلك المحال لتناول الفطور في محلات “سوق الكيمر”.
وقد أسس هذا السوق منذ عام 1973، وما زال يحتفظ بزواره، بالرغم من ارتفاع أسعار منتجاته من كيمر وعسل ولبنة وجبنة.
سوق عزرا
يعد سوق عزرا في مدينة قامشلو، واحدا من أبرز الأسواق التاريخية. فتاريخ السوق يعود إلى العشرينيات من القرن الماضي. وقد أنشئ باسم محل يملكه يهوديّ، اسمه عزرا، لبيع التوابل والأعشاب في قامشلو.
ولا يزال يحافظ سوق عزرا، السوق الذي يفوح منه رائحة التوابل من بعيد، على أصالته بمبانيه المبنية من الطوب وأبوابه الخشبية.
وبالإضافة إلى التوابل والأعشاب المزروعة في المنطقة، من الممكن أيضاً العثور على منتجات يتم جلبها من دمشق وحلب، من السهل جداً على الشخص الزائر لقامشلو أن يستدل بسهولة على سوق عزرا برائحة بهاراته المنتشرة في كل مكان، وقد كانت علاقات المحل جوار بعضها قوية دائماً، حيث يقضي أصحاب المتاجر 13 ساعة معاً، كما يتمتع سوق عزرا بتقليد التدريب المهني من المعلم إلى المتدرب.
سوق العربات
سوق العربات أو سوق حطين يرتاده الأهالي بكثرة نظراً للمنتجات المتوفرة والأسعار المناسبة، وبات إحدى المعالم القديمة التي أخذت طابعها من عادات وتقاليد أهالي المدينة، وقد أُسس هذا السوق في عام 1999 بالحي الغربي في قامشلو، وتعود تسميته إلى أنّ المنطقة لم يكن فيها سوى منزلين وبعض الأهالي الذين كانوا يبيعون بضاعتهم على البسطات والعربات.
بعد سنواتٍ طوال قام عبد الباقي دبّاغ بشراء هذا السوق وتعهده وأقام فيها المحلات بدلاً من البسطات والعربات وتغير اسمه إلى سوق دباغ، ولها تسميات عدة كسوق حطين نسبةً إلى المدرسة التي تجاورها والمعروفة في المنطقة، وسوق الأحد إذ أن يوم الأحد ينضم إلى السوق بسطات السوق الشعبي المتنقل، والبضاعة تتجدد كل يوم أحد وتكون الحركة فيه فوق الحد المعقول.
يتوافد الأهالي إلى هذا السوق الشعبي لوقوعه على منطقة حزام المدينة وسهولة الوصول إليها ووجود كافة المستلزمات والبضاعة التي تلبي احتياجات الشعب من المأكل والملبس ومستلزمات البيوت وبأسعار معقولة مقارنة مع السوق العامة والأسواق الفرعية الأخرى.وهذا وقد جهزت بلدية الشعب في قامشلو محال ذات مظهر حضاري فضلاً عن بسطات خشبية الصنع في السوق عوضاً عن القديمة، وتنظيم البسطات لإعطاء شكل حضاري موحد، في سبيل الرقي بالمدينة والأسواق نحو مظهر جميل ومنظَّم.
الأسواق الشعبية المتنقلة
وهناك بين ظهراني المدينة الأسواق الشعبية المتنقلة التي تجوب المدينة لتحط رحالها كل يوم من أيام الأسبوع في أحد الحارات، ويطلق عليها الأهالي أسماء اليوم الذي تصادفه، وفي قامشلو هناك ستة أسواق، وهي الأحد، والإثنين، والثلاثاء، والأربعاء والخميس، والجمعة” بمواقعها المختلفة.
وتكون هذه الأسواق وجهة الأهالي القريبة منهم، فأسعارها المنخفضة وبضاعتها المتنوعة تجذب المشترين إليها. وهناك العديد من الأسواق الأخرى التي تتميز بجمالها وتنوعها كسوق الخضار، وشارع الصاغة، وعبارة الصرافة والسوق المركزي، وعبارة الجسر، وغيرها الكثير من التقسيمات التي قسمت المدينة بطريقة متناسقة وجميلة إذ إنك إن تبحث عن شيء معين يمكنك قصد أحد هذه الأسواق لتجد ضالتك دون البحث فيها كلها.
المصدر: صحيفة روناهي
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=46503