في ملعب لكرة القدم، تصيح مها جنود موجهة التعليمات للاعبين، مثلها مثل أي مدرب آخر لكن بفارق واحد فقط هو أنها امرأة في عالم أغلبه من الرجال.
كانت مها جنود (32 عاما) تسعى بلا كلل لبناء مستقبل مهني ناجح لها كلاعبة محترفة في منتخب سوريا لكرة القدم للسيدات، لكن تعرضها لإصابة دفعها للبحث عن مجال، لم تسبقها إليه امرأة ببلدها، في عالم كرة القدم للرجال.

وتعمل مها حاليا مدربة مساعدة لفريق نادي المحافظة لكرة القدم للرجال في دمشق. وتقول إنها أول امرأة تشغل مثل هذا المنصب في منطقة الشرق الأوسط.

وعن عملها بالتدريب قالت مها لوكالة “رويترز” أثناء استراحة خلال تدريب الفريق ”التدريب هو علم قبل ما يكون اللي عم بيؤدي العلم هذا أنثى أو ذكر هو علم. لما بيكون هذا الشخص اللي عم يعطي هاي الرسالة، اللي هي رسالة التدريب للفريق، واثق بمعلوماته، عم بيؤدي معلومة صحيحة، بيكون له كاريزما خاصة قيادية بأرض الملعب، هاي ما بتفرق بين شاب وبنت“.
كانت مها كذلك لاعبة كرة قدم في نادي المحافظة قبل تعرضها للإصابة وانتقالها للتدريب، فقد درّبت فريق السيدات في النادي ونظمت دورات تدريبية مختلفة للنساء والرجال في مجال التدريب.

وكون مها لاعبة كرة قدم سابقة في نادي المحافظة ساعدها على الاندماج في النادي، ومع ذلك كان الأمر عصيا على بعض اللاعبين في البداية.

وعن ذلك قال لاعب الفريق أمجد كتكوت ”أول شيء حسينا فيها صعوبة، بعدين خلاص عادي، تعودنا ع هيك قصة وصارت متل أُختنا أو رفيقتنا مثلا بالملعب، عادي يعني ما فيه شيء مؤثر“.

وقد تساعد النتائج الجيدة أيضا في تعزيز وضع مها، مع سعي النادي للترقي من القسم الثاني. وحقق الفريق الانتصار في ثماني مباريات وتعادل في اثنتين من بين عشر مباريات إجمالا حتى الآن هذا الموسم.

وفي بلد ما زال يعاني حربا أهلية منعت منتخب السيدات من اللعب لعدة سنوات، يأمل نادي المحافظة في أن يمثل تعيين المدربة تقدما لكرة القدم وللنساء.
وقال المدير الفني للنادي أنس السباعي إن إدارة النادي رأت في أبريل نيسان أن تعيين مها لتدريب فريق الرجال يمكن أن يساعد في دعم دور المرأة السورية في الرياضة.

وأوضح السباعي أنه عين مها مشرفة فنية على الفريق وأن القرار أثار ضجة كبيرة مشيرا إلى أن مها تستحق لأنها لاعبة رائعة ومدربة رائعة.

شارك هذه المقالة على المنصات التالية