لا تفوت موسكو أي حدث دبلوماسي إلا وتثير فيه قضية مخيم “الركبان” للنازحين السوريين في جنوب شرقي البلاد على الحدود الأردنية، وآخر تلك الدعوات عندما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائه وزير الخارجية الأردني إلى إغلاق المخيم.
وأنشئت موسكو، هيئة تنسيق روسية سورية مشتركة لهذا الأمر، وتوجه تلك الهيئة عبر بياناتها بشكل دوري اتهامات للولايات المتحدة الأمريكية بأنها تمنع النازحين السوريين من العودة الى مناطقهم.
وعن دلالات الإصرار الروسي لإفراغ مخيم الركبان، يقول مجاهد الصميدعي المحلل الأمني في المركز الأوربي لدراسات مكافحة الإرهاب، لـ تموز نت، “المساعي الروسية لإنهاء أو حل مخيم الركبان هي احد الأوراق التي تضغط بها روسيا لإنهاء التواجد الأمريكي في المنطقة، بعيدا عن الظروف اللاإنسانية التي يعيشها نازحو مخيم الركبان من حيث الضعف الحاد في الأدوية والرعاية الطبية إلا انه يعتبر أحد أوراق الضغط الدولي على الحكومة السورية”.
وذكر الصميدعي أن “المخيم يستخدم كتبرير للتواجد الأمريكي في المنطقة لعدم السماح للتنظيم بالسيطرة على المخيم حيث يقم المخيم من ضمن مساحة ال ٥٥ كم التي فرضتها القوات الأمريكية المتواجدة في التنف وهي المساحة الآمنة للقوات الأمريكية التي تمنع تواجد اي قوات مسلحة فيها حفاظا على القاعدة الأمريكية”.
وأشار الصميدعي أن “وزير الخارجية الروسي يعتبر هذا المخيم هو احد أسباب وجود القوات الأمريكية وان القوات الأمريكية قوات احتلال ليس لها الحق بالتواجد في هذه المنطقة، وفي نفس الوقت يمثل المخيم عبء على الحكومة الأردنية، حيث يمثل اغلب نازحو المخيم من مناطق في السابق كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة ولذلك توجد الكثير من الاتهامات لأفراد المخيم بجود أعضاء في التنظيم داخل المخيم، مما عزى الحكومة الأردنية الى منع اي شخص من المخيم الدخول للأراضي الأردنية إلا لحالات مرضية حيث تم إنشاء مركز طبي داخل الحدود الأردنية لمعالجة الحالات المرضية الصعبة فقط لأفراد المخيم”.
ولفت الصميدعي أن “اغلب النازحين في المخيم يطالبون بالعودة الى مناطق سكنهم حيث يعتبر الكثيرون أن الظروف التي يعيشوها في المخيم لا تقل سوء عن ما كانوا يعيشونه أيام القتال بين تنظيم الدولة والحكومة السورية، ولهذا كان الاتفاق الروسي والسوري والأردني على إما عودة النازحين إلى مناطق سكنهم أو عودتهم إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية في محاولة لإنهاء وجود المخيم كليا وكذلك إنهاء إحدى أوراق الضغط الدولية على الحكومة السورية إلا وهي ملفات النازحين”.
ورغم تواجد المخيم وقاعدة التنف في منطقة تعتبر أقرب للنفوذ الإيراني سواء في العراق أو سوريا وبالتالي طهران هي الأكثر تضرراً وليس موسكو، لكن رغم ذلك تبذل موسكو جهوداً دبلوماسية لإنهاء ملف المخيم.
ويرى الدكتور عامر السبايلة، الكاتب و المحلل السياسي الأردني، ان موضوع مخيم الركبان من وجهة نظر روسية يمكن رؤيته من عدة أبعاد، أولاً ان إبقاء المخيم بحد ذاته هو تعطيل لانجاز خطوة مهمة في إطار إغلاق المسألة الإنسانية واللجوء، من جهة ثانية هناك بعد أمني، باعتبار ان المعلومات الأمنية أشارت الى وجود عناصر إرهابية تتخذ من المخيم ملجأً وبالتالي تشكل خطر كبير”.
وأكد السبايلة في حديث مع تموز نت ، أنه “لا يمكن النظر الى مسألة المخيم من زاوية موقعه الجغرافي واعتبار انه اقرب الى مناطق نفوذ إيرانية، فالمخيم في النهاية أحد الأوراق الرئيسية التي يجب التعاطي معها في إطار السعي لإنهاء الأزمة في سوريا، أما بالنسبة لواشنطن فان مسألة اللاجئين بشكل عام تعد أحد الأوراق السياسية التي يمكن أن تستثمرها واشنطن في إطار ممارسة ضغوط سياسية على روسيا وسوريا، وتعطيل الانتقال إلى الحل السياسي”.
تموز نت
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=50037
اترك تعليقاً