تواصل قوات الجندرما التركية الاعتداء على اللاجئين السوريين الذين يحاولون العبور إلى الأراضي التركية بحثًا عن ملاذ آمن، حيث يُعاني اللاجئون من انتهاكات جسدية وحشية تتكرر بشكل مقلق. ورغم تزايد التقارير الحقوقية والشهادات حول هذه الانتهاكات، لم تشهد الساحة الدولية أي تحرك فعّال أو ضغوط جادة على أنقرة لوقف هذه الجرائم.
ويعيش اللاجئون الفارّون من النزاع في سوريا معاناةً مزدوجة، إذ يواجهون العنف والتعذيب أثناء محاولاتهم للنجاة من الحرب. وتشير تقاريرنا إلى أن اللاجئين يتعرضون للضرب المبرح والإهانة من قبل عناصر الجندرما التركية، في غياب أي رقابة أو مساءلة من جانب السلطات التركية.
ومع غياب الضغط الدولي للتصدي لهذه الانتهاكات، تزداد المخاوف من استمرار هذه المعاناة الإنسانية، في وقت تتزايد فيه دعوات منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني للتحرك العاجل، بهدف ضمان حقوق اللاجئين وتوفير الحماية لهم من العنف والانتهاكات المتواصلة.
هذا وارتفع عدد السوريين الذين قتلوا برصاص الجندرما التركية إلى 569 شخصاً حتى 13 من تشرين الأول 2024، بينهم 107 أطفال دون سن 18 عاماً و69 امرأة. كما أصيب 3112 شخصاً بجروح، سواء من الذين حاولوا اجتياز الحدود أو من سكان القرى السورية الحدودية والمزارعين وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود، حيث يتعرض هؤلاء لإطلاق النار المباشر من قبل الجندرما التركية.
منذ بداية عام 2024، تم توثيق مقتل 16 مهاجراً على يد الجندرما التركية، بالإضافة إلى إصابة 177 آخرين. وفي عام 2023، قتلت الجندرما 41 شخصاً، فيما تجاوز عدد الجرحى 133 شخصاً، بينهم من تعرضوا لإصابات تسببت في إعاقات دائمة نتيجة التعرض للضرب الوحشي بالعصي والأسلحة، قبل أن يُلقوا خلف الساتر الحدودي وهم ينزفون.
تبرز هذه الحوادث المتكررة المأساة التي يواجهها اللاجئون السوريون، بالإضافة إلى الظروف الخطرة التي يعيشها سكان المناطق الحدودية، مع استمرار استهدافهم من قبل قوات الجندرما التركية.
المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=53131