رأس العين في بعض وثائق الأرشيف العثماني خلال القرن 19م ( ملحق وثائقي)
إعداد: بدرخان علي
مجلة الحوار- العدد /83/ – السنة /31/ – 2024م
أولاً – رأس العين في ولاية/إيالة كردستان العثمانية:
– إيالة (ولاية) كردستان العثمانية تأسست في العام 1847م و دامت حتى 1867م.
ورد في “المعجم الجغرافي للإمبراطورية العثمانية” الذي وضع العام 1863م، مايلي:
ولاية كردستان (مركزها مدينة دياربكر)، وهي ثلاثة (3) ألوية:ماردين، وإسُعُرد (أو سُعُرد)، ودياربكر[1]. وماردين: مدينة في تركية الآسيوية (الأناضول)، مركز اللواء الذي يحمل الاسم نفسه، في ولاية كردستان[2]. و نصيبين: بلدة في تركية الآسيوية (الأناضول)، في ولاية كردستان، لواء ماردين[3]. و رأس العين: مدينة في تركية الآسيوية، في ولاية كردستان، لواء دياربكر على نهر الخابور[4].
– كتاب من قائمقام ماردين إلى والي إيالة كردستان عام 1861م.
رفع قائمقام ماردين “السيد عبد الرحمن ضيا” إلى والي كردستان “السيد مصطفى” كتاب ذكر فيه طلب عودة عشائر من الجبور برئاسة الشيخ “محمود” والشيخ “صالح”، كذلك عودة عشائر من المللي: برئاسة “شيخموس آغا” إلى أماكنهم القديمة في سنجق ماردين بعد أن اضطرتهم الأحداث ومعارك القبائل، إلى هجرتها والنزوح إلى أماكن ثانية. كما أكد قائمقام ماردين على تكريم الشيوخ وتشجيعهم ودعمهم على زراعة أراضيهم التي سيعودون إليها حتى يتمكنوا من تأمين سبل عيشهم وراحتهم[5].
————————————–
وثيقة من الأرشيف العثماني رقم I.MVL.537
تاريخ: 1281 هجري الموافق 1864 ميلادي
كتاب من والي كردستان إلى الصدارة العظمى يبيّن فيه حالة رأس العين الزراعية والأمنية والسكنية/ فبعد قرار التشكيلات الإدارية التي شملت المنطقة كانت هناك عدة تشكيلات مؤقتة لحين قرار تعيين حدود لواء الزور كما جاء في اجتماع حلب عام 1864…
وقد طلب والي كردستان إنشاء قشلة للعسكر تغطّي منطقة الجول تضم رأس العين و ويران شهر ومنابع نهر الخابور وجبل عبدالعزيز، وأطلق على تلك المنطقة اسم الجول، ويجب تشجيع الزراعة وصناعة الصابون وحماية المنطقة من هجمات البدو وإسكان العشائر الموجودة في المنطقة مثل عشيرة شمر وتعداد خاناتها 300 خانة، وشيخها الهميس وهو على استعداد للتوطين مع عشيرته، فيجب تشجيعه وتخصيص راتب له، كذلك تخصيص رواتب لمشايخ العشائر البدوية الأخرى، بعد أن يعطوا التعهد بالعمل بالزراعة وترك الغزوات والاعتداءات، كذلك فإن عشيرة الجبور التي تنتشر في منطقة الخابور وهي على استعداد للاستقرار والتوطّن بتعهد شيخها محمد الأمين وتعداد خاناتها 500 خانة، وهناك عشائر أخرى مختلطة في المنطقة تعهدت بالعمل بالزراعة، فيجب تشجيعها على ذلك ومتابعة ذلك من حاكم سنجق دياربكر ولا بد أيضاً من تحديد خطوط الحدود الفاصلة مع منطقة سنجار وتلعفر وذلك لحسن سير عملية الإعمار[6].
————————————–
وثيقة من الأرشيف العثماني رقم : A.MKT.MHM.350.27.2
تاريخ 1282هجري الموافق 1865 ميلادي
كتاب من ولاية كردستان لتكريم “عباس بك” محافظ منطقة الجول (رأس العين والخابور وويران شهر وأجزاء من سنجار وتلعفر) بعد انتهاء مأموريته في محافظة الجول، وقد أحسن الخدمة في إسكان العشائر والمهاجرين وكان صاحب غيرة وشجاعة وعلى قدر المسؤولية.
أنشئت هذه المحافظة بعد صدور قرار الولايات وتعمير مناطق حوض الفرات والخابور والبليخ لكنها مع تنظيم حدود لواء الزور ضمت إليه بتاريخ 1872م)[7].
————————————–
وثيقة من الأرشيف العثماني رقم : MVL.775.74.20
تاريخ : 1283 هجري الموافق 1866 ميلادي
كتاب من مأمور الإسكان والمهاجرين إلى قائمقام ماردين
يذكر المأمور بأن المهاجرين الذين جاؤوا[8] من منطقة الشيخان وقوج حصار خلال أيام العيد قد خلقوا منازعات مع الأهالي الموجودين في المنطقة وقد وصلوا إلى منطقة رأس العين؛ فلا بد من إسكانهم وعملهم في الزراعة وزيادة دعم الخزينة الجليلة من المال لزيادة المصاريف الحاصلة وإكمال إسكان المهاجرين في رأس العين، ومتابعة ذلك من الوالي، وتسوية أوضاعهم بالسرعة الممكنة لإنهاء الخلاف الحاصل[9].
ثانياً : رأس العين في ولاية دياربكر:
– تخبرنا سالنامه ولاية دياربكر لعام 1286 هجري، الموافق لعام 1870م، أنّ قضاء رأس العين كان يشمل نواحي بأسماء العشائر والقبائل الكردية التالية (ملّلي، كِيكي/كيكان، خَلَجَان، دَقوري)، وهذه العشائر كانت من نمط أنصاف رحّل، أي تسكن في قرى وتمتلك خياماً بنفس الوقت، وتنتجع في المنطقة في مناطق تجوالها الاعتياديّة في بريّة ماردين المُمتدة حتى الخابور وجبل عبد العزيز وبادية رأس العين.
– قضاء رأس العين في سالنامه ولاية دياربكر لعام 1286 هجري، الموافق 1870 ميلادي
رأس العين 18 (المقصود قرية)
ديرك 26 (قرية)[10]
دشتكور 19 (قرية)
ميللي 600 خيمة وخانة
جركان 300 خيمة وخانة [11]
خلجان 300 خيمة وخانة
دقوري 300 خيمة وخانة
ويران شهر 600 خيمة وخانة
– قضاء رأس العين في سالنامه ولاية دياربكر لعام 1287 هجري، الموافق 1871 ميلادي
رأس العين 18 (المقصود قرية)
ديرك 31 (قرية)
دشتكور 19 ( قرية)
ميللي 600 خيمة وخانة
جركان 300 خيمة وخانة
خلجان 300 خيمة وخانة
دقوري300 خيمة وخانة
ويران شهر 600 خيمة وخانة [12]
– قضاء رأس العين في سالنامه ولاية دياربكر 1288 هجري الموافق لعام 1872 ميلادي
ثالثاً- قضاء رأس العين في متصرفيّة دير الزور:
– في الفترة ما بين عامي 1870م و 1876 م كانت دير الزور لواءً مستقلاً يتبعه عدد من الأقضية والنواحي والقرى. وقضاء رأس العين، ملحق به نواحي: كيكي، دقوري، ميلي، خَلَجَان[13].
– وثيقة من الأرشيف العثماني رقم SD.2213.8.5، التاريخ : 24 ذي القعدة 1289 هجري الموافق 1871 ميلادي:
شكوى من أهالي رأس العين إلى متصرف لواء الزور بخصوص تعدّي العشائر على المزروعات والحيوانات، ونهب وسلب الأموال والأغراض[14].
– متصرفية دير الزور[15] بين أعوام 1872-1875م، قضاء راس العين: النواحي التابعة للقضاء: كيكي- ملي- دقوري- خلجان، قضاء ويران شهر.
– التقسيمات الإدارية[16] في متصرفية دير الزور لسنة 1888م، قضاء رأس العين 24 قرية.
– إحصاء عام 1869م في سنجق دير الزور[17]، رأس العين مع النواحي والقرى 4.191 نسمة، 1.600 بيت.
– إحصاء عام 1877 سنجق الزور، رأس العين مع النواحي والقرى 9 آلاف نسمة، 3 آلاف بيت.
– إحصاء 1894م، رأس العين 24 قرية، 16 ألف نسمة.
– وثيقة من الأرشيف العثماني رقم S.2213.38.1، تاريخ 1289 هجري الموافق 1872 ميلادي:
فرمان بفك قضاء رأس العين وقضاء نصيبين من ولاية دياربكر وإلحقاهما بلواء الزور من أجل تحسين زراعة وتجارة الأهالي وكذلك من أجل إسكان العشائر على أطراف نهر الخابور واستكمال أسباب الراحة والرقي والتعمير[18].
– توطين الجبور والشرابيين في ناحية (كوكب – الحسكة) عام1876م:
بعد تشكيل لواء الزور”سنجق الزور” ( 1864- 1865م) عملت الحكومة العثمانية على توطين قبائل البدو الرحل، الذين يتنقلون في البادية دون استقرار، وقد مضى على طبيعتهم هذه سنين طويلة، ومن هذه القبائل الجبور والشرابيين، فالجبور كانت مستقرة على ضفاف الفرات (ناحية البصيرة) قبل عقود من تاريخ تشكيل لواء الزور، وكانوا يُدرجون تحت مسمى قبائل الموالي مثلهم كمثل (العقيدات والجنابيين والبقارة والبوشعبان واللهيب… وقبائل فراتية وخابورية أخرى). وبعد مغادرة الجبور الفرات باتجاه الخابور بقيت على حالة الترحال وتعرضت للغزو من قبيلتي “عنزة وشمر” إلى أن تقرر توطينها في “قضاء كوكب” الخالي، الذي سُمّي فيما بعد بـ قضاء (الحسجة). وترغيباً لهم ولشيخهم الشيخ “خطاب” بالاستقرار، قدمت لهم الحكومة مساعدات معيشية، وتطمينات أمنية وأنشأت لهم نقطة عسكرية لمنع الاعتداء عليهم من غزو القبائل الطامعة.
تذكر الوثيقة المرفقة والموجهة إلى ولاية بغداد، أن الإصلاحات التي شملت قبائل شمر التابعة للموصل ستشمل أيضاً قبيلة الجبور ورئيسها (خطاب) وقبيلة الشرابيين في إسكانهم “قضاء كوكب”. وعدد بيوتهم ( 150) بيت. وعلى الشيخ “فرحان باشا” شيخ قبيلة شمر أن يساعد على ذلك ويرغبهم أيضا بالاستقرار ويعمل على ضمان انتشار القبائل وتوزعهم في المنطقة دون حدوث نزاع أو خلاف.
صورة عن الوثيقة[19]
– في عام 1881 صدرت الأوامر السلطانية بجعل دير الزور متصرفية مستقلة ممتازة مرتبطة مباشرة بالأستانة.
– في سنة 1885 تغير آخر، أصبح قضاء الشداداة ناحية، وظهر كذلك ناحية جديدة هي ناحية كوكب وفصل قضاء الرقة عن دير الزور وألحق بحلب، بالإضافة إلى تحول نواحي (ميلي وخلجان وكيكان و دقوري ) إلى قرى تتبع قضاء رأس العين[20].
– وثيقة بتاريخ 1302 هجري الموافق 1885 ميلادي:
كتاب إلى مجلس الشوري في الأستانة بخصوص ربط ناحية ويران شهر التابعة لقضاء رأس العين بولاية دياربكر، وذلك لبعد المسافة عن مركز لواء الزور.
– متصرف لواء الزور[21]، وثيقة رقم DH.MKT.1478.112.1، تاريخ 1305 هجري الموافق 1888 ميلادي، إنشاء القشلة:
طلب من متصرف لواء الزور “إسماعيل زهدي” من رئاسة الحكومة للموافقة على بناء المقر الحكومي في رأس العين والبوكمال والعشارة وتدمر، كذلك إنشاء نقطة عسكرية في منطقة الحسجة (الحسكة) وتخصيص المبالغ المالية اللازمة[22].
– وثيقة من الأرشيف العثماني رقم I.DH.1296 ، تاريخ 1309 هجري الموافق 1891 ميلادي:
فرمان صادر عن مجلس الشورى بخصوص توزيع الأراضي الخالية في ريف قضاء رأس العين مجاناً على العشائر، وعشائر كيكي و خلجان، مع إعطاء سندات التمليك القانونية وذلك من أجل إعمار وإحياء الأراضي في تلك القرى[23].
—————–
الهوامش:
[1] – المعجم الجغرافي للإمبراطورية العثمانية – تأليف: س. موستراس، ترجمة وتعليق( ترجمة عن الفرنسية): عصام محمد الشحادات ، دار ابن حزم، بيروت، طبعة 2002م، ص 24.
[2] – المصدر السابق ، ص 452.
[3] – المصدر السابق، ص 479.
[4] – المصدر السابق ، ص 276.
[5] الدار السلطانية ومتصفح الوثائق العثمانية ، الباحث أحمد السلامة.
[6] – أحمد السلامة القيسي، ترجمة وإعداد، لواء الزور في الوثائق العثمانية ، الجزء الثاني، مركز التاريخ العربي للنشر، اسطنبول، ط1 ، عام 2020م، ص 190.
[7] – المصدر نفسه، ص 192.
[8] – المقصود بالمهاجرين هم الشيشان الذين هُجّروا من موطنهم في القفقاس بعد التوسع الروسي، وقد وطنتهم الدولة العثمانية في عدة مناطق منها رأس العين، وكانت قوج حصار( وهي مدينة “قزل تبه” الحالية، الواقعة في تركيا بالقرب من الحدود السورية التركية) إحدى محطات وصولهم قبل إرسالهم إلى رأس العين.
[9] – أحمد السلامة القيسي، ترجمة وإعداد، لواء الزور في الوثائق العثمانية ، الجزء الثاني، مركز التاريخ العربي للنشر، اسطنبول، ط1 ، عام 2020م، ص 195.
[10] – وهي ديرك، الواقعة في تركيا حالياً. بالقرب من الحدود السورية. وتعرف كردياً ب ” ديركا جيايي مازي”.
[11] – جركان هي قسم من كيكان/شرق نهر زركان الذي يصب في الخابور- ويبدو أن التسمية قد قلّ استعمالها لاحقاً لصالح تسمية كيكان. وخَلَجَان تعتبر وفق البعض قسماً من كيكان /غرب نهر زركان، والبعض يعتبرها عشيرة كبيرة أو قبيلة مستقلة عن كيكان أو انفصلت عنها.
[12] – ويران شهر ( المدينة الخراب ). داخل الأراضي التركية حالياً، شمال رأس العين نحو 50 كم. وقد كانت بمثابة عاصمة للاتحاد القبلي المللي الكردي في القرن الثامن عشر والتاسع عشر.
[13] – رامي وحيد الدين الضللي ، دير الزور في العهد العثماني ، دار التكوين، دمشق، ط1 2008 ، ص 59.
[14] – لواء الزور، مصدر مذكور ، ص 205.
[15] – د.سامي المنصوري، إقبال الهلالي، التقسيمات الإدارية في متصرفية دير الزور ( 1866-1918).جامعة القادسية/كلية التربية-قسم التاريخ. 2017. ووردت كيلي بدل كيكي ، خطأ. ربما بسبب صعوبة قراءة الكلمة في الوثيقة أو سهواً.
[16] – نفس المصدر.
[17] – رامي الضللي ، الفئات الاجتماعية في سنجق دير الزور منذ بادية القرن التاسع عشر حتى نهاية العهد العثماني، مجلة جامعة الفرات، لعام 2015.
[18] – لواء الزور، مصدر مذكور، ص224.
[19] – الدار السلطانية ومتصفح الوثائق العثمانية، الباحث أحمد السلامة.
[20] – رامي الضلي ، مصدر مذكور، ص 62.
[21] – لواء الزور، مصدر مذكور، ص207.
[22] – نفس المصدر، ص 262.
[23] – نفس المصدر ، ص 208. وقد ورد خطأ ، كسيلي بدل كيكي ، وحلجان بدل خلجان.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=59823