الخميس, يناير 9, 2025

جامعة الأندلس تكشف عن عنصريتكم تجاه الكرد!

بير رستم

إن أولئك الزعران الذين شكلوا عصابة باسم مجموعة طلبة الشرقية، وقاموا بالهجوم على الطلبة الكرد في جامعة الأندلس بطرطوس، يكشفون عن حقيقة أزمة الهوية والتي نحاول طمسها ببعض العبارات المنمقة؛ مثل “الأخوة الكردية العربية”، أو أن “الكرد جزء من النسيج الوطني السوري” وفي حقيقة الأمر؛ أن كل طرف يكن الحقد والكراهية للطرف الآخر، ومع أول اختبار تنكسر تلك القشرة الرقيقة من “المحبة والجيرة” الزائفة لتكشف عن حجم الرفض للآخر، وهذه واحدة من نتاجات الفكر العنصري العروبي على مدى عقود طويلة، وخلقت بالمقابل رد فعل عنصري كردي تجاه الآخر، كنوع من توازن نفسي وكذلك حفاظاً ودفاعاً عن الهوية وخاصةً مع فقدان السند والحماية، مما تسمى ب”جغرافيا وطنية” حيث الكردي كان وما زال يشعر؛ بأن هذه الكيانات السياسية من الدول الغاصبة لكردستان هي كيانات معادية له وليست بدول وطنية تحميه كمواطن حر له كامل الحقوق، بل شخص غير مرغوب به ومتهم دائماً في وطنيته.

يعني وباختصار شديد؛ فشلت هذه الكيانات الغاصبة لكردستان من انتاج نظم وطنية تشعرنا بالانتماء لها، بل عاملتنا دائماً أفراد ومجموعات غير مرحب بها ومن خارج الجغرافيا الوطنية، وكأننا هبطنا من السماء ولسنا الأصلاء على أرضنا وأقدم شعوب المنطقة وجوداً وتاريخاً، ومن ثم وبعد كل هذا الحقد والكراهية والظلم والغبن الذي مارس ويمارس على الكرد، يأتي من يقول؛ “لم أنتم انفصاليين”؟! والجواب ببساطة؛ لأن لا يمكن العيش معكم “أخي”، وبالأحرى أنتم تقبلون العيش مع الكرد في حالة واحدة؛ أن يكون ميتاً، كما قالها أردوغان لبولتون، أو أن يكون عبداً ذليلاً تحت حكمكم وعنصريتكم، أما الكردي الحر الشريك فلا تقبلون به.. ولذلك الأفضل لنا ولكم هو استقلالنا وليس انفصالنا، كما تدعون، كون الانفصال يكون بين أثنين من أصول مشتركة، أما نحن وأنتم فعمرنا لم نشترك بشيء، إلا في الحقد والكراهية.

شارك هذه المقالة على المنصات التالية