تركيا تستهدف رتلا مدنياً متوجهاً إلى سد تشرين والإدارة الذاتية تحذر من كارثة إنسانية نتيجة الهجمات المستمرة على السد
قالت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا في بيان إن “الطائرات الحربية استهدفت يوم الخميس 16 كانون الثاني 2025 رتلاً مدنياً في سد المقاومة (تشرين) من أولئك الذين ذهبوا دعماً لأبنائهم في القوات العسكرية والأمنية، أسفر هذا الهجوم عن شهداء وجرحى كحصيلة أولية”.
وذكرت في بيان أن “هذا العدوان التركي وهجومه الغير مبرر على مناطقنا وأهلنا، بالتزامن مع الصمت السوري والإقليمي والدولي، ينذر بعواقب وخيمة ويفتح الطريق أمام حرب جديدة في سوريا لسنا دعاة لها في شمال وشرق سوريا، كما أن هذا الهجوم يهدد السد بشكل مباشر، وفي حال تضرره سيؤدي إلى عواقب وخيمة في سوريا والعراق، ويشكل كارثة إنسانية أخرى، إضافة إلى الخطر الموجود من القوى المتطرفة وحالة الحصار السائد”.
وتابع البيان “وعليه، يجب أن يكون هناك موقف من الإدارة الجديدة في دمشق، فهذا العدوان يستهدف منشآت سوريا التي تخدم الشعب السوري، كما أنه من الضروري والعاجل أن تتحرك الجهات الأممية والحقوقية والإنسانية، وكذلك التحالف الدولي، للحد من هذا العدوان التركي ومحاسبته على جرائمه، التي تعد جميعها جرائم حرب واضحة المعالم، ننادي كذلك بتحرك الرأي العام السوري والكردستاني والدولي، والقيام بمسؤولياتهم في هذا الإطار، والضغط نحو إيقاف هذه الهجمات العدوانية على مناطقنا وشعبها الآمن”.
هيئة الطاقة: تحذر من كارثة إنسانية نتيجة الهجمات التركية المستمرة على سد تشرين
إلى ذلك قالت “هيئة الطاقة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا” مع استمرار دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها في شن الهجمات البرية والجوية على سد تشرين، الذي أصبح رمزًا للمقاومة على مدى ما يقارب الأربعين يومًا، وبفضل التضحيات الكبيرة التي قدمتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ووحدات حماية المرأة، نواجه اليوم خطرًا يهدد منشأة وطنية حيوية تخدم سوريا وشعبها.
وذكرت الهيئة في بيان “رغم المناشدات المتكررة التي أطلقتها هيئة الطاقة والإدارة الذاتية للمنظمات الدولية، بما في ذلك الصليب الأحمر الدولي ومنظمة اليونيسف، بهدف تحييد السد عن العمليات العسكرية باعتباره منشأة خدمية وطنية، إلا أنَّ الوضع لا يزال يشهد تصعيدًا خطيرًا، ورغم جهود اليونيسف السابقة لتنسيق دخول فرق الصيانة، إلا أنَّ الهجمات المتزايدة في محيط السد تعيق هذه العمليات، مما يزيد من تفاقم الوضع ويعرض السد ومحيطه للخطر”.
وتابع البيان “وعليه، نناشد باقي المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها الصليب الأحمر الدولي، للتدخل الفوري والعمل جنبًا إلى جنب مع الجهات المختصة لتأمين دخول فرق الصيانة بشكل منتظم وعلى مدى أيام متعددة، نظرًا للحاجة الملحة لإصلاح الأجزاء المغمورة بالمياه، تأخير هذه الجهود قد يؤدي إلى خسارة كاملة لمجموعات التوليد الستة التي يعتمد عليها السد في إنتاج الطاقة”.
كما دعت الهيئة “إلى ضرورة إدخال فرق من المهندسين المدنيين للكشف الدقيق على بنية السد وتقييم الأضرار الناتجة عن الهجمات التركية المتكررة، خصوصًا أنَّ التقييمات الحالية تعتمد فقط على ملاحظات نظرية من قبل عناصر غير مختصة في الهندسة المدنية”.
وأكدت الهيئة “أن الاستهدافات المباشرة الأخيرة التي أصابت السد، بما في ذلك الهجمات التي وقعت اليوم، تزيد من احتمالية حدوث تشققات في بنيته، مثل هذا التطور سيكون له نتائج كارثية بيئية وإنسانية هائلة، لا سيما مع احتمال توقف السد عن العمل وحجز كميات مياه تُقدر بحوالي 2 مليار متر مكعب”.
وقال البيان “إننا نؤكد أن استمرار هذا الوضع ينذر بفقدان السد بشكل كامل، وهو ما سيؤدي إلى كارثة إنسانية لا تُحمد عقباها، لذا، نكرر دعوتنا للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته الإنسانية والتدخل العاجل لوقف هذه الهجمات وحماية السد باعتباره منشأة وطنية تخدم جميع السوريين”.
قوات سوريا الديمقراطية: تركيا تتحمل مسؤولية أي تداعيات خطيرة على سد تشرين
من جانبها قالت قوات سوريا الديمقراطية أمس الخميس إن “الطائرات الحربية والمسيرات التركية، استهدفت ولليوم الثاني على التوالي، المدنيين المعتصمين قرب سد تشرين جنوب مدينة منبج، ما أدى إلى استشهاد ستة مدنيين وإصابة العشرات، في تصعيد جديد يهدد بكارثة إنسانية وبيئية”.
وأوضحت قوات سوريا الديمقراطية في بيان لها، أنَّ الهجمات التركية تسببت في أضرار جسيمة بجسم السد، محملة دولة الاحتلال التركي ورئيسها أردوغان المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات كارثية قد تنجم عن هذه الاعتداءات، إضافة إلى مسؤوليتها عن جرائم الحرب التي تستهدف المدنيين في المنطقة.
وأكدت قوات سوريا الديمقراطية أنَّ هذه الاعتداءات تمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية والإنسانية، مُشيرة إلى أنَّ تركيا تواصل ارتكاب الجرائم بحق الشعب السوري دون أي رادع قانوني أو إنساني.
ودعت القوات المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم تجاه هذه الهجمات وإدانة الجرائم التركية المستمرة، محذرة من مخاطر التزام الصمت حيال المجازر التي يرتكبها الاحتلال التركي، ولا سيما في محيط سد تشرين، لما لذلك من تداعيات كارثية على حياة المدنيين والبنية التحتية في المنطقة.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=60448