تشهد منطقة عفرين سلسلة متواصلة من الانتهاكات الخطيرة بحق السكان الكُرد الأصليين، تمثلت في الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وقطع الأشجار، والسرقات المنظمة، وعمليات التهديد والترهيب، وسط صمت مطبق من الجهات المسؤولة.
في ساعة متأخرة من ليلة الخميس، بتاريخ 10 نيسان 2028، أقدمت مجموعة من المستوطنين على قطع أكثر من خمسين شجرة زيتون، تجاوزت نسبة الأضرار فيها 50% من حجم الشجرة، وذلك باستخدام المناشير الكهربائية. وقعت هذه الجريمة البيئية في الحقل الواقع بين قريتي “قرتقلاق” و”قسطل كيشك” التابعتين لناحية شران، وتعود ملكية الأشجار لأحد أبناء قرية قسطل كيشك. وتم نقل الحطب بشاحنة إلى مدينة عفرين بغرض بيعه.
وفي حادثة مشابهة خلال الأسبوع الماضي، تم قطع عدد من الأشجار الغابية بين قريتي قسطل جندو وقطمة، على يد مجموعات أخرى وباستخدام خمسة مناشير كهربائية على الأقل، وذلك بحماية وتوجيه من عناصر الاستخبارات التركية، ليتم نقل الحطب لاحقاً إلى مدينة إعزاز.
جدير بالذكر أن تقارير سابقة وثّقت قيام عوائل المسلحين الموالين والمستوطنين على انتهاك ممتلكات السكان المحليين، ضمن سياسة ممنهجة لتغيير التركيبة السكانية في المنطقة.
اعتداء جسدي وانتهاك للحريات
في 4 نيسان 2025، اعتدى راشد أبو بكر، القيادي في ميليشيا “فيلق الشام” المسيطرة على بلدة ميدان أكبس، بشكل وحشي على المواطن وحيد رشيد إسماعيل (35 عاماً)، بعد تلفيق تهمة سرقة بعض الطلقات النارية له، وتم تعذيبه بطرق مهينة ومخالفة لكل القوانين الإنسانية.
تحويل منازل إلى مستودعات مسروقات
شهدت ناحية شيه عمليات سرقة ممنهجة لمنازل المدنيين الكُرد، حيث تم تحويل أحد المنازل إلى مستودع لتخزين المسروقات، بعد أن استولى عليه مستوطنون ومسلحون ينتمون لميليشيا “السلطان سليمان شاه – العمشات”. وقد تم توثيق تورط عدد من عناصر الميليشيا في هذه الجرائم، وهم:
أبو معاذ الدغيم – المسؤول الأمني في ميليشيا العمشات
أبو عبد الله – المسؤول الأمني المركزي في ناحية شيه
أبو محمود – المسؤول الأمني السابق في مركز الناحية
أبو خالد – قيادي في ميليشيا العمشات
المذكورون أعلاه قاموا بسرقة أبواب، نوافذ، خزانات مياه، أنابيب، وكابلات كهربائية من مستوطنات كانت قد أُنشئت بدعم من منظمات إغاثية. وقد خُزنت هذه المواد في منزل المواطن محمود عبد الله، الذي تم الاستيلاء عليه في قرية قرمتلق.
ضحايا سرقات المنازل – ناحية شيه
من بين المتضررين الذين تم توثيق سرقة ممتلكاتهم:
إيبش إيبش (حسنيك): سرقة كافة الأبواب
جيلو حسنيك: سرقة جميع محتويات منزله
خليل محمد سليمان (كوسا): سرقة المنزل بالكامل
بكر خليل: فقدان أكثر من 15 نافذة
بكر عكاش بكلرو: سرقة تامة للأبواب والنوافذ
ريبر بلكو: سرقة نوافذ الغرف بالكامل
شيخ عدنان: سرقة تامة من قبل عناصر العمشات
عبدو شيخ حسن: لم يتبقَ في منزله سوى الجدران
محمد شيخ حسن: تمت سرقة كافة المرافق الصحية وخزان المياه
ذكي إبراهيم (جونيه): سرقة المعصرة بالكامل بما فيها الطاولات والكراسي
وفي حادثة أخرى وقعت في 13 نيسان 2025، سرق مسلحان دراجة نارية تعود للمواطن خليل عليكو من أهالي قرية دار كير، أثناء توقفه قرب مطعم فين في شارع راجو بمدينة عفرين.
كما تعرض منزل المواطن مصطفى درويش من قرية كفرزيت لثلاثة اقتحامات وعمليات سطو مسلح، من قبل مستوطنين ينحدرون من عشيرة “الموالي” القادمة من ريف حماة، والمقربة من عصابة “سيف أبو بكر” – إحدى فصائل ميليشيا الحمزات سابقاً. وفي أحدث هذه الاعتداءات، قامت نساء من العشيرة بجني محصول البازلاء من حقله دون إذنه، وحين منعهم، قامت النساء بتحريض رجالهم على مهاجمة منزله، ما أدى إلى إطلاق نار عشوائي تسبب في ترويع الأسرة وتواري أحد الأبناء عن الأنظار.
المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=67141