وصل الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، الأربعاء، إلى مطار شارل دي جول في العاصمة الفرنسية باريس، في أول زيارة رسمية له إلى أوروبا منذ توليه المنصب، لإجراء مباحثات مع نظيره إيمانويل ماكرون، حسبما أعلنت الرئاسة السورية.
وسيجري الشرع محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد أن حصل على استثناء من الأمم المتحدة للسفر إلى باريس إذ لا يزال مدرجا على قائمة عقوبات مرتبطة بالإرهاب بسبب قيادته السابقة لجماعة هيئة تحرير الشام التي كانت من قبل تابعة لتنظيم القاعدة.
وقال مسؤولون فرنسيون لرويترز إن الرئيسين سيناقشان كيفية ضمان سيادة سوريا وأمنها، وطريقة التعامل مع الأقليات بعد هجمات في الآونة الأخيرة على علويين ودروز، وجهود مكافحة الإرهاب ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية وتنسيق المساعدات والدعم الاقتصادي، بما يشمل تخفيف العقوبات.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لقناة (تي.إف1) التلفزيونية يوم الأربعاء “نحن لا نكتب شيكا على بياض، وسنحكم عليه بناء على أفعاله”.
وأضاف أن هدف باريس هو ضمان تركيز سوريا على مكافحة حصانة المسؤولين من المحاسبة على أعمال عنف طائفية بالإضافة إلى انخراطها الفعال في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.
وتابع قائلا “إذا انهارت سوريا اليوم، فسيكون ذلك بمثابة بسط سجادة حمراء لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)”.
وينظم (التجمع الفرنسي-العلوي) احتجاجا مناهضا للرئيس السوري في وسط باريس يوم الأربعاء.
“يا جولاني مالك منا خود كلابك وارحل عنا”
من الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها الجالية #السورية ضد زيارة رئيس سلطة الامر الواقع الى فرنسا pic.twitter.com/ohWCORpfuR
— توثيق أنتهاكات سوريا (@Syriaviolations) May 7, 2025
وكانت المجموعة نفسها قد رفعت شكوى قانونية في 11 أبريل نيسان إلى المدعي العام في باريس، اطلعت عليها رويترز، ضد الشرع وبعض الوزراء السوريين بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية على خلفية مقتل مئات من العلويين في منطقة الساحل بغرب سوريا في أوائل مارس آذار.
تعرض الرئيس الفرنسي لانتقادات شديدة من اليمين الفرنسي واليمين المتطرف بسبب دعوته للشرع الجهادي السابق الذي سيستقبله بعد الظهر في قصر الإليزيه قبل مؤتمر صحافي مشترك.
وأعربت زعيمة “التجمع الوطني” مارين لوبن عن “الصدمة والاستياء” واصفة الرئيس السوري بـ”الجهادي الذي انضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة”.
وندّد لوران فوكييه رئيس كتلة حزب “الجمهوريين” في البرلمان بـ”خطأ جسيم”.
ويأمل ماكرون من خلال استقباله في المساعدة في بناء “سوريا حرّة ومستقرّة وسيدة تحترم كلّ مكوّنات المجتمع السوري”، على ما أفاد قصر الإليزيه وكالة فرانس برس الثلاثاء.
وأكّدت دوائر الرئيس ماكرون أنها على دراية بـ”ماضي” بعض المسؤولين السوريين وهي حريصة على “عدم التساهل” مع “الجماعات الإرهابية”.
وفي ظلّ الانتقادات التي تثيرها زيارة الرئيس السوري، أصدر الإليزيه بيانا قال فيه إن الرئيس الفرنسي سيطلب من الشرع خلال زيارته “الحرص على جعل مكافحة الإفلات من العقاب واقعا” و”محاكمة” المسؤولين عن “تجاوزات بحق المدنيين”.
وشدّد قصر الإليزيه على أن “طلبنا هو حماية كلّ المدنيين، أيا كان أصلهم وديانتهم”، مشيرا إلى “قلق شديد” يساور فرنسا إزاء “رؤية مواجهات دينية عنيفة للغاية تعود” إلى سوريا.
وكالات
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=68498