الأربعاء 28 أيار 2025

ترامب يلتقي الشرع في السعودية ويطالبه بالتطبيع مع إسرائيل

التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء بالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض وطالبه بتطبيع العلاقات مع إسرائيل وطرد من وصفهم بأنهم “إرهابيون فلسطينيون”، في أول اجتماع من نوعه منذ 25 عاما، غداة إعلانه قرار رفع العقوبات عن دمشق.

وأفادت مسؤولة في البيت الأبيض لوكالة فرانس برس بأن ترامب والشرع التقيا قبيل اجتماع قادة الخليج في الرياض خلال جولة ترامب في المنطقة.

وانضم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عبر الإنترنت إلى اللقاء الذي جمع ترامب والشرع بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وخلال اللقاء الذي استمر أكثر بقليل من 30 دقيقة، طلب ترامب من الشرع الانضمام إلى اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، ودعاه إلى “ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين”، وفق بيان للبيت الأبيض.

وأضاف البيان أن ترامب طالب الرئيس السوري الانتقالي بـ”تولي مسؤولية” مراكز احتجاز تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا التي تضم آلاف من مقاتلي وأسر التنظيم الجهادي وتديرها راهنا قوات كردية، وهو ما يلاقي معارضة من تركيا.

أثناء وجوده على متن الطائرة الرئاسية “اير فورس وان” في طريقه إلى قطر، أشاد ترامب بالشرع، قائلا إن الاجتماع كان “رائعا”.

وقال للصحافيين إنّه “شاب جذّاب. رجل قوي. ماض قوي. ماض قوي جدا. مقاتل”.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء إنه سيأمر برفع العقوبات المفروضة على سوريا بناء على طلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وقال ترامب خلال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي بالرياض “سآمر برفع العقوبات عن سوريا لمنحها فرصة للتألق… حان وقت تألقها. سنوقف جميع (العقوبات). حظا سعيدا يا سوريا، أظهري لنا شيئا مميزا للغاية”.

وقال ترامب إنه اتخذ القرار بعد مناقشات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان اللذين حثّت حكومتاهما بشدة على رفع العقوبات.

وقال ترامب إنه سيرفع جميع العقوبات على سوريا، مشيرا إلى أنها أدت دورا مهما لكن حان الوقت لدمشق أن تمضي قدما. وأضاف أنه يجري اتخاذ خطوات لاستعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا وأن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سيلتقي بنظيره السوري هذا الأسبوع.

وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لرويترز إن إعلان ترامب يمثل نقطة تحول للشعب السوري في جهوده لإعادة الإعمار.

وأضاف أن سوريا مستعدة لتعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة على أساس الاحترام والثقة المتبادلة والمصالح المشتركة.

وقال إن ترامب ربما يحقق سلاما تاريخا وانتصارا للمصالح الأمريكية في سوريا، دون الخوض في التفاصيل.

كان بيل كلينتون آخر رئيس أميركي يلتقي رئيسا سوريا وحاول في العام 2000 من دون جدوى إقناع حافظ الأسد، والد بشار، بالسلام مع إسرائيل.

بدا إعلان ترامب مفاجئا حتى للمسؤولين الأميركيين، إذ لم تُحدد وزارة الخزانة الأميركية أي جدول زمني فوري لرفع العقوبات.

فرضت الولايات المتحدة قيودا شاملة على المعاملات المالية مع سوريا خلال الحرب الأهلية الدامية التي اندلعت في 2011، وأوضحت أنها ستستخدم العقوبات لمعاقبة أي شخص يشارك في إعادة الإعمار طالما بقي الأسد في السلطة من دون محاسبة على الفظائع التي ارتكبها.

ولم يشر ترامب إلى أن الولايات المتحدة سترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو إجراء اتخذ في عام 1979 بسبب دعم دمشق للمسلحين الفلسطينيين، ما يُعيق الاستثمار بشدة.

بعد سقوط الأسد، وضعت واشنطن، برئاسة جو بايدن آنذاك، شروطًا لرفع العقوبات، بما في ذلك حماية الأقليات.

والتقى مبعوث أميركي كبير الشرع في دمشق في كانون الأول/ديسمبر.

في الأسابيع الأخيرة، شهدت سوريا سلسلة من الهجمات أدت إلى سقوط قتلى، على الأقليتين العلوية، التي تنتمي إليها عائلة الاسد، والدرزية.

وتتضمن معظم قوانين العقوبات التي أقرها الكونجرس، بما في ذلك حزمة عقوبات صارمة على سوريا أعلنت في 2019، بندا يسمح للرئيس بتعليقها إذا رأى أن في ذلك مصلحة للأمن القومي الأمريكي.

ورحب أعضاء من كلا الحزبين في الولايات المتحدة بهذا الإعلان.

وقالت السناتور الأمريكية جين شاهين، كبيرة الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، لصحفيين إن الولايات المتحدة لديها فرصة لدعم سوريا ولبنان. وقالت “من المهم لنا أن نوفر الفرصة لإبقاء تلك الدول تتحرك بطريقة تبقي إيران وروسيا بعيدتين”.

وقال السناتور الجمهوري الأمريكي ليندسي جراهام في بيان إنه “يميل بشدة” لدعم تخفيف العقوبات في ظل الظروف المناسبة.

وأضاف “قد تكون هذه الحكومة التي تم تشكيلها حديثا في سوريا استثمارا جيدا، وقد تمهد الطريق لتوحيد سوريا، وجعلها جزءا مستقرا بالمنطقة. ومع ذلك، هناك الكثير يجب معرفته قبل اتخاذ هذا القرار”.

وكالات