تقرير حكومي فرنسي يحذر من تغلغل جماعة الإخوان المسلمين داخل المجتمع الفرنسي ومؤسساته

نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية نسخة مخففة من تقرير حكومي وصفته بـ”الصادم”، يتناول نشاط جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا، محذراً من ما وصفه بـ”اختراق واسع النطاق” تقوم به الجماعة عبر شبكة من المؤسسات والأفراد، و”آليات متعددة تهدف إلى زعزعة استقرار الجمهورية”.

ويحمل التقرير عنوان “الإخوان المسلمون والإسلام السياسي في فرنسا”، وأعده سفير فرنسي ومسؤول في الشرطة بتكليف من وزارات الداخلية والخارجية والدفاع، وتم إنجازه عام 2024 إبان تولّي جيرالد دارمانان وزارة الداخلية، وهو الذي يتولى حالياً حقيبة العدل. وقد ظلت الوثيقة سرية حتى جرى الكشف عن نسخة منقحة منها تحت إشراف وزير الداخلية الحالي برونو روتايو، في إطار سعيه لتعزيز المواجهة مع “الإسلام السياسي”، خاصة بعد انتخابه على رأس حزب “الجمهوريين”.

وبحسب التقرير، تتبع جماعة الإخوان المسلمين ما وصفه بـ”آلية حقيقية” تعتمد على مفاهيم مثل “إعادة الأسلمة”، و”الانفصالية”، و”التخريب”، ويشير إلى وجود نحو 280 جمعية مرتبطة بالجماعة تنشط في مجالات التعليم، والعمل الخيري، والمجال المهني، والشباب، والأنشطة المالية.

كما حدد التقرير 139 مكان عبادة تابعاً لمنظمة “مسلمو فرنسا”، التي اعتبرها الامتداد التنظيمي للإخوان المسلمين في البلاد، إلى جانب 68 موقعاً آخر مقرباً من الجماعة، موزعين على 55 مقاطعة فرنسية، تمثل نحو 7% من إجمالي دور العبادة الإسلامية، و10% من أماكن العبادة التي تم افتتاحها بين عامي 2010 و2020.

ويصف التقرير “مسلمو فرنسا” بأنها تمثل “نواة صلبة” تتكون من حوالي 400 إلى 1000 شخص، ويُبرز المجال التربوي كأولوية قصوى للجماعة، إلى جانب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة رئيسية في نشر أفكارها.

كما رصد التقرير ما سماه “منظومات محلية” حول بعض المساجد، تشمل أنشطة تجارية ورياضية وخدمات مهنية، خاصة في الأحياء التي تعاني من الفقر والتهميش، لافتاً إلى ما اعتبره “سيطرة دينية متزايدة”، من خلال مؤشرات مثل ارتفاع عدد الفتيات الصغيرات اللائي يرتدين الحجاب أو العباءة.

وأشار التقرير إلى أن جماعة الإخوان، في ظل تراجع نفوذها في الشرق الأوسط، باتت تركز على أوروبا كمنطقة استراتيجية، بدعم تركي، مع اعتبار منطقة البلقان أرضاً خصبة للتوسع المستقبلي.

وقد استند التقرير إلى 10 زيارات ميدانية داخل فرنسا و4 زيارات إلى دول أوروبية، بالإضافة إلى لقاءات مع 45 أكاديمياً ومسؤولاً فرنسياً وأجنبياً، ومناقشات مع جهات استخباراتية ووزارات معنية، فضلاً عن مراجعة عشرات المقالات والدراسات الأكاديمية.

ومن المقرر أن يُعرض التقرير خلال اجتماع مجلس الدفاع الأعلى برئاسة الرئيس إيمانويل ماكرون يوم الأربعاء 21 أيار/مايو الجاري في قصر الإليزيه، لمناقشة تداعيات ما وصفه التقرير بـ”تغلغل الإخوان المسلمين داخل المجتمع الفرنسي”.

وكالات