الأحد 29 حزيران 2025

المرصد السوري: انضمام فواز الجاسم البشير إلى الفرقة 86 يثير تساؤلات حول خلفياته وأهداف التحاقه

رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان انضمام فواز الجاسم الحميد البشير إلى صفوف الفرقة 86 التابعة للمخابرات العسكرية، بقيادة حاتم أبو شقرة، في خطوة أثارت تساؤلات حول دوافع استقدام شخصية لا تملك أي سجل ثوري أو مشاركة عسكرية منذ بدء الثورة السورية عام 2011.

وبحسب مصادر متقاطعة، يُشتبه بتورط فواز البشير في عمليات تبييض أموال مصدرها دولة عربية، جرى تحويلها إليه عبر عمه حمود الحميد البشير، ما يعزز فرضيات استخدامه كواجهة لإعادة تموضع العائلة، التي تورطت بارتكاب انتهاكات سابقة ضمن المشهد الأمني والعسكري في سوريا.

وأشار المرصد إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار تحركات وُصفت بـ”المريبة” للفرقة 86، والتي تنشط في عدة مناطق، وسط غموض يحيط بتركيبتها وتمويلها، نظراً لتعدد خلفيات عناصرها، ما يفتح الباب أمام تساؤلات بشأن الجهات الداعمة لها.

وتُعد عائلة البشير من أبرز شبكات النفوذ المحلي في شرق سوريا، لاسيما في محافظة دير الزور، حيث لعبت أدواراً بارزة في دعم النظام السوري ولاحقاً الحرس الثوري الإيراني، من خلال أنشطة شملت قيادة ميليشيات محلية، وتهريب النفط والمخدرات، إضافة إلى انتهاكات جسيمة موثقة.

وتصدّر نواف راغب البشير المشهد العشائري كممثل للمشروع الإيراني، عبر تجنيد مجموعات موالية للحرس الثوري شاركت في معارك بدير الزور والغوطة وحلب، بينما مثّل فواز حميد البشير –الذي توفي أواخر عام 2024– واجهة عشائرية داعمة للنظام، مستفيداً من صلاته بالأجهزة الأمنية وشخصيات اقتصادية مثل حسام قاطرجي في دعم وتمويل ميليشيات بقيادة شقيقه حمود الحميد البشير.

ويُعتبر حمود البشير من أبرز قادة الميليشيات العشائرية المرتبطة بالأجهزة الأمنية، وتورط في مجازر في الغوطة واقتحام مناطق مدنية في دير الزور وحلب، كما شارك في محاولة اقتحام حقل كونيكو إلى جانب عناصر من مجموعة فاغنر، ما أسفر عن مقتل ابنه أشرف، وتسلم ابنه الآخر ليث قيادة الفصيل.

وعقب خسارة النظام مدينة دير الزور، نقل حمود كميات كبيرة من السلاح والأموال بمساعدة شقيقه محمد البشير، وهو مسؤول سابق في مجلس دير الزور المدني، قبل أن يستقر في دمشق في عقارات فاخرة مُسجّلة بأسماء مقربين.

وتضم شبكة العائلة أيضاً شخصيات مثيرة للجدل، من بينها عامر جاسم البشير، ابن شقيق حمود، الذي لعب دوراً أمنياً في قمع التظاهرات، ثم حاول لاحقاً تقديم نفسه كثائر رغم تورطه في نهب منشآت نفطية وتجارية. كما يبرز اسم قيس جاسم البشير كمسؤول عن شبكات التمويل، بينما يتنقل عامر بين تركيا ومناطق النظام، محافظاً على ارتباطه بالشبكة العائلية.

ورغم ما وثّقه المرصد من انتهاكات وارتباطات مشبوهة بالنظام السوري والإيرانيين، لا تزال العائلة تحتفظ بمواقع حساسة ضمن شبكات النفوذ، وتسعى إلى إعادة تقديم بعض أفرادها –ومنهم فواز– في أدوار جديدة، ضمن ما وصفه المرصد بمحاولات إعادة تدوير سياسي وعسكري، تستند إلى تحالفات أمنية ومصالح اقتصادية.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان على ضرورة متابعة ومحاسبة هذه الشخصيات، التي اعتبر أنها لعبت دوراً مركزياً في تعميق معاناة سكان شرق سوريا، وشكّلت واجهات لمشاريع إقليمية تعزز الانقسام والانهيار في البلاد.