أحرق 30 مقاتلا من حزب العمال الكردستاني بينهم أربعة قياديين أسلحتهم في كهف جاسنه على بعد 50 كيلومترا غرب مدينة السليمانية بإقليم كردستان في العراق وذلك بعد شهرين من إعلان المقاتلين الكرد إنهاء أربعة عقود من النزاع المسلّح ضد الدولة التركية تلبية لنداء السلام الذي أطلقه زعيمهم عبدالله أوجلان من سجنه في جزيرة إيمرالي.
وبحسب وكالة فرانس برس أنه بعدما نزل المقاتلون، نساء ورجالا، درجات داخل الكهف، وقفوا أمام نحو 300 شخص وخلفهم صورة مؤسس الحزب عبدالله أوجلان، ثم ألقى قياديان بيانا بالكردية وصفا فيه تدمير السلاح بأنه “عملية ديموقراطية تاريخية”.
وألقى المقاتلون في ما بعد، واحدا تلو الآخر، بنادق ورشاشات في حفرة وأضرموا فيها النار. وبكى كثيرون أمام المشهد وهتف آخرون “عاش آبو” وهو لقب أوجلان.
ومن المتوقع أن يعود هؤلاء المقاتلون إلى جبال العراق حيث يتمركزون، حسبما قال مسؤول في الحزب لفرانس برس في وقت سابق.
وحضر المراسم ممثلون عن كلّ من حزب العمال الكردستاني في العراق والزعيم الكردي مسعود بارزاني ورئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، بالإضافة إلى عدد من الصحافيين ونواب حزب المساواة وديموقراطية الشعوب التركي المناصر للقضية الكردية، وفق أحد مراسلي وكالة فرانس برس.
وحضر أيضا عناصر من الاستخبارات التركية وفق وسائل إعلام تركية.
بدأت المرحلة الجديدة مع إعلان زعيم الحزب عبد الله أوجلان، بتاريخ 27 شباط 2025، عن عملية “السلام والمجتمع الديمقراطي”، وفي ندائه الأخير، قال أوجلان عبر رسالة مصورة: “يكمن إيماني بالسياسة وسلام المجتمع لا بالسلاح، أدعوكم لتطبيق هذا المبدأ”.
وضمت المجموعة التي أطلقوا عليها اسم مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي والتي دمرت الأسلحة بحسب وكالة فرات الكردية القيادية في الحزب العمال الكردستاني (الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني KCK) بسي هوزات.
وبحسب الوكالة أن مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي ضمت أيضاً القياديين نديم سفن، تيكوشين أوزان وتكين موش، بالإضافة إلى 30 مقاتلاً، 15 امرأة و15 رجلاً، بقيادة بيسي هوزات ونديم سيفين.
وفي بداية المراسم، ألقت بسي هوزات كلمةً قالت فيها: “جئنا استجابةً لدعوة القائد آبو لتحديد موقفنا، وحملنا السلاح لتسريع هذه العملية ضد الإنكار والتدمير، نحن مقاتلون من أجل الحرية، نتخذ هذه الخطوة استجابةً لدعوة القائد آبو، ودعوة 27 شباط، وقرارات المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني”.
بعد هذا الخطاب الموجز، قرأت بسي هوزات بيان المجموعة باللغة التركية، ثم قرأ نديم سفن البيان باللغة الكردية.
فيما يلي نص البيان:
باسم “مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي”، التي تشكلت بهدف تسريع مرحلة التغيير والتحول الديمقراطي، نُحَيِّي بكل ودٍّ واحترامٍ كل الحاضرين هنا كشهودِ عيانٍ على مسارِ عمليتنا الديمقراطية التاريخية هذه.
إننا مقاتلو ومقاتلات الحرية، شباباً وشابات، إذ انخرطنا في “حزب العمال الكردستاني PKK” في فتراتٍ وتواريخ مختلفة، وامتشقنا السلاح، وناضلنا في مناطق مختلفة، بهدف صدّ ومواجهة هجمات الإنكار والإبادة، التي استهدفت الوجود الكردي؛ أتينا اليوم إلى هنا، بناءً على النداء الذي أطلقه قائدنا عبد الله أوجلان في تصريحه بتاريخ 19 حزيران 2025. كما إن مجيئنا مبنيٌّ على النداء التاريخي للقائد عبد الله أوجلان، الذي صرَّح به بتاريخ 27 شباط 2025، تحت عنوان “نداء السلام والمجتمع الديمقراطي”؛ وكذلك بناءً على قرارات وتوصيات المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني PKK، الذي انعقد بتاريخ 5 إلى 7 أيار 2025.
ولأجل إنجاز وإنجاح مرحلة “السلام والمجتمع الديمقراطي”، وتعبيراً عن نيتنا الحسنة، وعن عزمنا الصارم من الآن فصاعداً في خوض نضال الحرية والديمقراطية والاشتراكية عن طريق السياسة الديمقراطية والسبل القانونية، وتأسيساً على سنّ قوانين التكامل والاندماج الديمقراطي؛ فإننا نقوم، بإرادتنا الحرة، وبحضوركم جميعاً، بإتلافِ أسلحتنا.
كلنا أملٌ بأن تجلب خطوتنا هذه، الخيرَ والسلامَ والحريةَ للنساء والشبيبة بصورة خاصة، ولشعبنا ولجميع شعوب تركيا والشرق الأوسط بصورة عامة، وللبشرية جمعاء بصورة أعمّ.
إننا مقتنعون تماماً بالجملة التي ذكرها القائد عبد الله أوجلان قائلاً: “إني أؤمن بقوة السياسة والسلم المجتمعي، لا بقوة السلاح؛ وأدعوكم إلى تطبيق هذا المبدأ عملياً”. وعليه، فنحن نشعر بالفخر والإباء كوننا نطبق هذا المبدأ التاريخي.
أجل، إننا نعلم يقيناً أن أيّ أمرٍ حصلَ حتى الآن لم يَكُن سهلاً، ولم يَمُرّ بلا تضحيات أو نضالات جِسام. بل دفعْنا ثمنَ كل شيء غالياً، وحققْنا المكتسبات بالنضال الحثيث والدؤوب.
ولا شك أن النضال سيكون شاقاً وعصيباً من الآن فصاعداً أيضاً. إننا ندرك هذه الحقيقة جيداً. وبالتالي، وبهدف إنجازِ نجاحاتٍ موفقة، وتحقيقِ مكتسباتٍ ديمقراطية جديدة بالتأسيس على ذلك، فإننا نؤمن في الصميم بفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، ونثق بأنفسنا وبرفاقنا وبقوتنا الجمعية.
إننا نَعي ونشعر بصحّةِ وضرورةِ وأهميةِ هذه الخطوة التاريخية التي نخطوها الآن، في وقتٍ يتصاعد فيه القمع الفاشيّ والاستغلال في عموم العالم، وتتحول فيه منطقتنا إلى بحورِ دماء، ويشعر فيه شعبنا بأمسِّ الحاجة إلى حياةٍ تسودها الحرية والمساواة والديمقراطية والسلام.
نأمل أن يعيَ الجميع: نساءً وشبيبةً، عمالاً وكادحين، جميع القوى الاشتراكية والديمقراطية، كل الشعوب والبشرية؛ أن يدركوا ويُقَدِّروا القيمة التاريخية لخطوتنا هذه في سبيل السلام والديمقراطية.
بناءً على كل ذلك؛ فإننا:
ندعو كل القوى الإقليمية والدولية، المسؤولة عن الآلام والمخاضات التي عاناها شعبنا، بأنْ تحترم الحقوق القومية الديمقراطية والمشروعة تماماً لشعبنا، وأن تدعم وتساند مرحلة الحل السلمي والديمقراطي.
ونناشد النساء والشبيبة والعمال والكادحين بالدرجة الأولى، وكل الشعوب والقوى الديمقراطية والاشتراكية، وجميع المثقفين والكُتّاب والأكاديميين والحقوقيين والفنانين والساسة؛ أن يدركوا معاني هذه الخطوة التاريخية بنحو سديد، وأن يدعمونا ويدعموا شعبنا.
كما ندعوهم إلى خوض النضال الفعّال أكثر ضمن إطار “الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، والحل السياسي الديمقراطي للقضية الكردية”، وإلى تعزيز وتصعيد النضال والمناصرة والتضامن الاشتراكي الأممي معنا.
وندعو شعبنا والقوى السياسية كافة، إلى فهمٍ صحيحٍ لخصائص المرحلة التاريخية التي نمرّ بها، وإلى إدراكِ مغزى مرحلةِ “السلام والمجتمع الديمقراطي”، التي أطلقها القائد أوجلان/آبو، وذلك من خلال عقد الحلقات التدريبية وتطبيق المهام التنظيمية والعملية بنجاح في سبيل تعزيز الحياة الديمقراطية.
سينتهي الظلم والغبن والاستغلال!
ستنتصر الحرية والتضامن!
ستنجح حتماً مرحلةُ السلام والمجتمع الديمقراطي!
11 تموز 2025
مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=71860