بيان:
بتاريخ 9/7/2025، أجرى وفد من الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا مفاوضات في دمشق مع ممثلين عن الإدارة الانتقالية في سوريا تستند إلى اتفاقية 10 آذار 2025 الموقعة بين الجنرال مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية والسيد أحمد الشرع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا
وعقب انتهاء جولة المفاوضات ثارت زوبعة من التصريحات والتصريحات المضادة سواء بشكل رسمي أو على وسائل التواصل الاجتماعي، كما صدر عدد من البيانات، ويهمنا في الحزب اليساري الكردي في سوريا أن نحدد موقفنا من كل ما جرى بالآتي:
1- إن الحكومة الانتقالية في دمشق لم تلتزم أصلاً بأي من بنود الاتفاقية المذكورة، فقد قامت بتشكيل حكومة مؤقتة من لون واحد دون أية اتصالات مع قسد والإدارة الذاتية أو مع المكونات الأخرى، وعلى نفس الطريقة يجري تشكيل مجلس الشعب أيضاً من لون واحد، وقبل ذلك كان الإعلان الدستوري الذي رفضته كل المكونات السورية وقواها السياسية والاجتماعية، وتتفرد السلطة الانتقالية بكل القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية دون أي اعتبار للتعددية السياسية والقومية والدينية والاجتماعية، ويجري كل ذلك بالضد من إرادة الشعب السوري المهمش أصلاً من العملية السياسية في البلاد.
2- ترفض الإدارة الانتقالية إدماج قوات سوريا الديمقراطية في وزارة الدفاع السورية ككتلة مستقلة، وفي وقت تحشد فيه الإدارة الانتقالية كل إرهابيي العالم والمجاميع المنفلتة وأمراء الحرب ومجموعات المرتزقة والجماعات التي تلطخت أيديها بدماء السوريين. في الواقع تريد هذه الإدارة التخلص من قسد.
3- ترفض الإدارة الانتقالية الانفتاح على المكونات السورية، وترفض التعددية القومية والدينية والمذهبية، وترفض النظام السياسي اللامركزي تحت حجج وذرائع واهية مثل شعار “وطن واحد، شعب واحد، علم واحد” وغيرها من الحجج المضللة.
4- ترفض عودة مهجري عفرين وسريكانيه وكَري سبي إلى بيوتهم عودة آمنة وكريمة.
5- ترفض استقبال الوفد الكردي المتشكل بناء على كونفرانس وحدة الصف والموقف الكردي.
6- لم تتوقف الإدارة الانتقالية لحظة واحدة عن شن الحملات الإعلامية ضد الإدارة الذاتية الديمقراطية وضد الكرد وكافة المكونات السورية الأخرى، وقامت باستمرار باعتقال المواطنين الكرد في دمشق دون أي مبرر، كما لم تتوقف عن نشر الفلتان الأمني والتصفيات الجسدية في مناطق سورية عديدة، ولم تسلم من ذلك حتى دور العبادة مثل ما جرى من تفجير في كنيسة مار الياس في الدويلعة بدمشق.
7- لتطويق المفاوضات وإجهاضها حضر وفد تركي خصيصاً للضغط على الإدارة الانتقالية ومنع التوصل إلى أي شيء إيجابي بالرغم من حضور ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا في الاجتماع، ولعبت تصريحات المبعوث الأمريكي توماس براك دوراً سلبياً بالضد من الموقف الأمريكي الرسمي وقوات التحالف الدولي.
إننا في الحزب اليساري الكردي في سوريا إذ نعلن عن مساندتنا الكاملة لجهود وفود قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية الديمقراطية في مفاوضاتها مع الإدارة الانتقالية في دمشق، نرى ضرورة الاستمرار في المفاوضات، ومن جانب آخر نؤكد على ضرورة دخول قوات سوريا الديمقراطية إلى وزارة الدفاع السورية ككتلة مستقلة، وذلك ليس فقط لأن قسد هي اليوم أمل كل المكونات السورية، وإنما أيضاً بكونها قوة وطنية تحارب الإرهاب وتخلق المقدمات الضرورية لنظام حكم وطني ديمقراطي في وطن متعدد القوميات والأديان والمذاهب، وتحظى بثقة المجتمع الدولي، في الوقت الذي يتشكل فيه جيش وزارة الدفاع السورية من فصائل ومجموعات إرهابية وقسم كبير منها فصائل إرهابية غير سورية أولغت في الدم السوري كما جيش النظام السابق، كما نرى بأن اللامركزية السياسية والفيدرالية ليستا فقط شعاراً، وليستا خاصة بالكرد فحسب، وإنما تشملان جميع سوريا، سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية، وتحظيان بثقة وتأييد الشعب السوري بكل مكوناته، ونؤكد بأن النظام اللامركزي هو الحل الديمقراطي الرئيس لجميع المشاكل والقضايا التي تواجه سوريا وتوحدها، وأن الاختباء وراء شعار “شعب واحد ووطن واحد وعلم واحد” لا يمكن أن يلغي حقيقة أن الشعب السوري يتشكل من العديد من المكونات القومية والدينية والمذهبية التي طالما تعرضت للإنكار والصهر وجميع أشكال الاضطهاد، وهذه المكونات هي التي حافظت عبر التاريخ على وحدة سوريا، ونعيد إلى الأذهان بأن الفئة الحاكمة الآن في دمشق هي أول من خرقت وحدة سوريا عبر تشكيلها دولتها الخاصة في إدلب، وجلبت إليها قوات الاحتلال التركي وكافة المجموعات الإرهابية الأجنبية من كل دول العالم. كما يقف الحزب اليساري الكردي في سوريا بقوة إلى جانب المبدأ الوطني والقومي والإنساني لإصرار وفد الإدارة الذاتية الديمقراطية على إعادة جميع مهجري عفرين وسريكانيه وكَري سبي بشكل عاجل وآمن إلى بيوتهم واستعادة ممتلكاتهم وإلغاء كل مظاهر التطهير العرقي التي حدثت فيها، ونرى أيضاً أن نتائج هذه الجولة من المفاوضات يجب أن تدفع وفود قسد والإدارة الذاتية إلى مزيد من الصلابة والتمسك بمواقفها العادلة والمشروعة، وندعو كل شعوب روجآفاي كردستان وشمال وشرق سوريا وكافة المكونات السورية بالالتفاف حول قسد والإدارة الذاتية الديمقراطية.
الحزب اليساري الكردي في سوريا
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=71959





