حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على شهادات أهلية مدعومة بأشرطة مصورة توثق انتهاكات جسيمة ارتكبتها قوات تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية في مناطق متفرقة داخل أحياء مدينة السويداء وريفها، خلال الأيام الماضية، ويؤكد المرصد أن حجم ووحشية هذه الانتهاكات ترقى إلى مستوى جرائم حرب وفقاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
وتُظهر إحدى المقاطع المصورة مشاهد صادمة لجثث متحللة ملقاة في ساحة المشفى الوطني في مدينة السويداء، بينها جثة تعود لامرأة، وقد بدت عليها علامات التعفن والانتشار الكثيف للحشرات، وسط غياب أي إمكانية لدفن الضحايا نتيجة استمرار الاشتباكات لأيام وانعدام جميع الخدمات الأساسية.
وكان المشفى الوطني قد خرج عن الخدمة في وقت سابق إثر قصف عنيف طال المبنى باستخدام قذائف ثقيلة، وتعذر استخدام برادات حفظ الجثث بسبب الاكتظاظ وتوقف الخدمات، ما اضطر ذوي القتلى لترك جثامين ذويهم في العراء.
وفي شهادة أخرى، وثّقت جريمة مروعة تمثلت بإحراق شخص وهو مكبّل اليدين على كرسي، في مشهد يكشف مدى القسوة، إضافة إلى شهادات أخرى من الأهالي تبين تعرض منازل داخل المدينة وممتلكات خاصة بالمدنيين وخارجها لعمليات حرق واسعة طالت منازل وممتلكات تكفي لإعلان السويداء منطقة منكوبة.
كما أفادت شهادات أخرى بحالة رعب عاشها الأهالي نتيجة ترديد عبارات طائفية على لسان العناصر المهاجمة أثناء اقتحام الأحياء السكنية، متوعدين بالذبح الجماعي وسفك دماء الجميع، في سلوك يؤشر إلى خطاب كراهية وتحريض طائفي خطير.
ويشدد المرصد السوري على ضرورة التحرك الفوري لتشكيل لجنة تقصي أممية مستقلة حول هذه الوقائع، ومحاسبة المتورطين، ومنع إفلاتهم من العقاب.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=72391