أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأميركية، أن الولايات المتحدة ستنهي وضع الحماية المؤقتة من الترحيل للمهاجرين السوريين المقيمين على أراضيها، وهو البرنامج الذي بدأ منذ عام 2012 ومدد عدة مرات، وكان من المقرر أن يستمر حتى 30 أيلول/سبتمبر 2025.
وأفاد إشعار حكومي بأن القرار سيؤثر على أكثر من ستة آلاف سوري حصلوا على وضعهم القانوني منذ عام 2012.
ذكرت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي، تريشيا ماكلولين، في بيان: “لم تعد الأوضاع في سوريا تمنع مواطنيها من العودة إلى ديارهم. لقد كانت سوريا بؤرة للإرهاب والتطرف لما يقرب من عشرين عاماً، والسماح للسوريين بالبقاء في بلدنا يتعارض مع مصلحتنا الوطنية”.
وأضاف البيان أن أمام السوريين المشمولين بالحماية المؤقتة ستين يوماً لمغادرة البلاد طواعية، محذراً من أن من يبقى بعد انقضاء المهلة سيكون عرضة للاعتقال أو الترحيل.
في المقابل، انتقد خبراء في سياسات الهجرة القرار، معتبرين أن الأوضاع في سوريا لا تزال غير مستقرة. وقالت أماندا باران، رئيسة السياسات السابقة لخدمات المواطنة والهجرة: “كان القرار مؤلماً لآلاف السوريين الحاصلين على وضع الحماية المؤقتة والمجتمعات التي يعيشون فيها. لا تزال الأوضاع في سوريا خطيرة وغير مستقرة، مما يستدعي بوضوح تمديداً بموجب القانون”، مشيرة إلى أن تجاهل خبرة خبراء حقوق الإنسان له”عواقب وخيمة على حياة الناس العاديين”.
ويأتي هذا القرار في الوقت نفسه الذي شهدت فيه واشنطن زيارة وُصفت بـ”التاريخية” لوزير الخارجية السوري **أسعد الشيباني**، وهي الأولى من نوعها منذ 25 عاماً. وخلال الزيارة، رفع الشيباني العلم السوري فوق سفارة دمشق في العاصمة الأميركية، واجتمع مع نائب وزير الخارجية الأميركي كريستوفر لانداو والمبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك.
وقال لانداو عقب اللقاء عبر منصة “إكس”: “نتواصل مع الحكومة الجديدة في قضايا ذات اهتمام مشترك. سررنا أنا والمبعوث الخاص توماس باراك بالترحيب بوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لمناقشة مستقبل سوريا والعلاقات الإسرائيلية – السورية والفرص الاقتصادية ومكافحة الإرهاب”.
وأشارت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إلى أن المحادثات تطرقت أيضاً إلى تنفيذ اتفاق 10 آذار بين سوريا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد). وأكد لانداو أن هذه “فرصة تاريخية” لسوريا لبناء دولة “سلمية ومزدهرة وذات سيادة”، لافتاً إلى إعلان الرئيس دونالد ترامب تخفيف العقوبات عن دمشق.
وتأتي هذه التطورات بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد أواخر 2024، وسيطرة فصائل سورية جهادية على البلاد في 8 كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه، منهيةً أكثر من ستة عقود من حكم حزب البعث.
ويرى مراقبون أن التزامن بين إعلان واشنطن إنهاء وضع الحماية المؤقتة للسوريين وزيارة وزير خارجية السلطات المؤقتة في سوريا أسعد الشيباني قد يعكس تحولاً في الاستراتيجية الأميركية، يجمع بين إعادة تقييم أوضاع المهاجرين وفتح صفحة جديدة من العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة.
كورد أونلاين + وكالات
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=76306