أعلنت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا عن تسجيل إصابات بمرض الكوليرا في الرقة والريف الغربي لدير الزور بكثرة.
وقالت الهيئة في بيان نشرته المنصات الرسمية للإدارة الذاتية وحذفته في وقت لاحق إن (الهئية) “سجلت ثلاث وفيات بهذا المرض”.
وناشدت الهيئة في البيان المحذوف “المنظمات الدولية على رأسها منظمة الصحة العالمية لتقديم الدعم اللازم للحد من انتشار الكوليرا”.
وفاة شخص بمرض “الكوليرا” بريف دير الزور وظهور أعراضها على أكثر من 50 آخرين
وتوفي مصاب بمرض “الكوليرا” في أحد المشافي الواقعة ضمن مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في أرياف دير الزور وفق ما أفادت به مصادر طبية للمرصد السوري، أمس الجمعة.
وبحسب المصادر أن أعراض المرض ظهرت على أكثر من 50 حالة في مشفى الكسرة بريف دير الزور الغربي.
ووفقاً للمصادر، فإن غالبية الحالات المصابة من قرى ريف دير الزور الغربي، مثل قرى الهرموشية وحوائج بومصعة والكسرة والزغير، حيث بدأت الأعراض بالظهور بتاريخ 6 أيلول/ سبتمبر الجاري، وقد تم التأكد منها عبر التحاليل المخبرية وأخذ العينات، وأظهرت نتائج التحاليل أن سبب الإصابات بالمرض يعود لتلوث المياه، إذ لا يوجد تعقيم للمياه في جميع محطات دير الزور.
ويعرف “الكوليرا” بأنه مرض بكتيري عادةً ما ينتشر عن طريق الماء الملوَّث، ويتسبب بالإصابة بإسهال حاد وجفاف شديد، وإذا لم يتم علاجه، فإنه يمكن أن يكون قاتلاً خلال فترة قصيرة.
ولا يبدي معظم المصابين بعدوى الكوليرا أية أعراض أو يبدون أعراضاً خفيفة، ويمكن علاجهم بنجاح بواسطة محلول الإمهاء الفموي.
الأعراض
وبحسب منظمة الصحة العالمية الكوليرا مرض شديد الفوعة إلى أقصى حد ويمكن أن يتسبب في الإصابة بإسهال مائي حاد، وهو يستغرق فترة تتراوح بين 12 ساعة و5 أيام لكي تظهر أعراضه على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شربه مياه ملوثة2. وتصيب الكوليرا الأطفال والبالغين على حد سواء ويمكن أن تودي بحياتهم في غضون ساعات إن لم تُعالج.
ولا تظهر أعراض الإصابة بعدوى ضمات بكتيريا الكوليرا على معظم المصابين بها، رغم وجود البكتريا في برازهم لمدة تتراوح بين يوم واحد و10 أيام عقب الإصابة بعدواها، وبهذا تُطلق عائدة إلى البيئة ويمكن أن تصيب بعدواها أشخاصاً آخرين.
ومعظم من يُصابون بعدوى المرض يبدون أعراضاً خفيفة أو معتدلة، بينما تُصاب أقلية منهم بإسهال مائي حاد مصحوب بجفاف شديد، ويمكن أن يسبب ذلك الوفاة إذا تُرك من دون علاج.
الوقاية والمكافحة
يعد اتباع نهج متعدد الأوجه عاملاً أساسياً في مكافحة الكوليرا والحد من الوفيات الناجمة عنها، وهو ينطوي على استخدام توليفة من أنشطة الترصد وتوفير إمدادات المياه والصرف الصحي وشروط النظافة الصحية والتعبئة الاجتماعية والعلاج ولقاحات الكوليرا الفموية.
الترصد
ينبغي أن يشكّل ترصد الكوليرا جزءاً من نظام متكامل لترصد المرض بحيث يشمل جمع التعليقات عليه على الصعيد المحلي وتبادل المعلومات عنه على الصعيد العالمي.
ويُكشف عن حالات الكوليرا على أساس الاشتباه في أعراضها السريرية لدى المرضى الذين يعانون من إسهال مائي حاد ووخيم، ثم يُؤكّد هذا الاشتباه بواسطة الكشف عن ضمات الكوليرا في عينات البراز المأخوذة من المرضى المصابين. ويمكن تيسير الكشف عن الحالات بواسطة اختبارات التشخيص السريع التي تؤدي فيها عينة إيجابية واحدة أو أكثر إلى توجيه إنذار بشأن الكوليرا. وتُرسل العينات إلى مختبر لتأكيدها بواسطة الاستنبات أو اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل. ولا غنى عن القدرات المحلية للكشف عن حالات الإصابة بالكوليرا (وتشخيصها) ورصدها (وجمع البيانات عنها وتصنيفها وتحليلها) لإقامة نظام فعال لترصدها وتخطيط تدابير مكافحتها.
العلاج
الكوليرا مرض سهل علاجه، ويمكن أن ينجح علاج معظم المصابين به إذا تم الإسراع في إعطائهم محاليل الإمهاء الفموي. ويُذاب محتوى الكيس القياسي من محلول الإمهاء الفموي الذي توزّعه المنظمة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في لتر واحد من المياه النظيفة، وقد يحتاج المريض البالغ إلى كمية تصل إلى 6 لترات من هذا المحلول لعلاج الجفاف المعتدل في اليوم الأول من إصابته بالمرض.
أمّا المرضى الذين يعانون من جفاف شديد فهم معرضون لخطر الإصابة بالصدمة ويلزم الإسراع في حقنهم بالسوائل عن طريق الوريد. كما يُعطى هؤلاء المرضى المضادات الحيوية المناسبة لتقليل مدة الإسهال، والحد من كمية المأخوذ من سوائل الإماهة اللازمة، وتقصير مدة إفراز ضمات الكوليرا في البراز وفترة بقائها.
ولا يُوصى بإعطاء المضادات الحيوية بكميات كبيرة إذ ليس لها تأثير مُثبت على مكافحة انتشار الكوليرا، وقد تسهم في زيادة مقاومتها لمضادات الميكروبات.
ولا غنى عن إتاحة العلاج بسرعة أثناء اندلاع فاشيات الكوليرا. وينبغي إتاحة محاليل الإمهاء الفموي في صفوف المجتمعات المحلية، فضلاً عن إتاحة مراكز علاج أكبر قادرة على حقن المرضى بالسوائل عن طريق الوريد ورعايتهم على مدار الساعة. وينبغي أن يبقى معدل الإماتة في الحالات بنسبة أقل من 1% بفضل الإبكار في إعطاء العلاج المناسب.
ويعد الزنك علاجاً مساعداً هاماً للأطفال دون سن الخامسة، إذ يقلل أيضاً من مدة الإسهال لديهم وقد يمنع التعرض للنوبات في المستقبل من جراء أسباب أخرى للإصابة بإسهال مائي حاد.
وينبغي أيضاً تشجيع الرضاعة الطبيعية.
كورد أونلاين
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=7696