القائد اوجلان قال كلمته فماذا انتم فاعلون؟؟

شكري شيخاني

التحول الأخير الذي حصل في حزب العمال الكردستاني pkk انما هو عبارة عن تموضع قد يُفهم بوصفه لحظة انتقالية من جيل الصراع المسلح إلى جيل النضال السياسي، وقد يفهم أيضًا بوصفه مناورة تكتيكية للانسحاب نحو الداخل وإعادة تشكيل الذات، لا الانكفاء .كما يظن البعض
فحزب العمال وعلى مدة السنوات الطوال قد خبر الخيانات والتحولات والخذلان الدولي، وهو يعلم ايضا ( حزب العمال الكردستاني ) أن إخلاء المساحات لا يعني التخلي عن الأدوار، بل هي إعادة صياغة الوظيفة. و ما بعد هذا التراجع قد يحمل صعود تيارات كردية شابة، أكثر براغماتية، أقل أيديولوجية، وأكثر قدرة على مخاطبة العالم بلغة الحقوق لا الثورة.و هذا التحول هو ما تخشاه تركيا أكثر بكثير من المقاومة وحمل السلاح.
اذا نحن امام
اربعة سيناريوهات استشرافية

1. الحرب الكبرى المؤجلة: جبهات متعددة (إسرائيل – إيران، تركيا – قسد، إيران – السعودية، العراق – الحشد)، قد تنفجر مع تزامن انهيارات اقتصادية أو تغييرات سياسية مفاجئة.
2. الانفجار الداخلي الإيراني: في حال تصاعد الغضب الشعبي الإيراني، قد تلجأ طهران لتصدير الأزمة نحو الخارج، ما يعني تصعيدًا فوريًا في العراق وسوريا ولبنان، ومواجهة مباشرة مع إسرائيل.
3. التدويل المتسارع للملف الكردي: مع غياب “البندقية المتمردة” لصالح “الدبلوماسية الكردية الجديدة”، قد نشهد تحولًا استراتيجيًا يجعل القضية الكردية حاضرة في المنابر الدولية بشكل أوسع.
4. انقسام النظام الإقليمي إلى أقاليم نفوذ محمية: مناطق كردية شبه مستقلة، مناطق شيعية خاضعة للحشد، مناطق سنية ممولة خليجيًا، وجبهات إسرائيلية مفتوحة على الجبهة الشمالية.

الإستنتاجات الأخيرة

نحن لا نقترب من الحرب فقط، بل نعيش تمهيداتها اليومية. الشرارة لا تأتي دومًا من طلقة، بل من تفاهم سقط، أو حليف انسحب، أو هوية تنهض بعد قمع طويل. الشرق الأوسط، مرة أخرى، يعيد كتابة تاريخه بلغة الدم، والرهان الوحيد الباقي: هل سيكون هناك من يقرأ هذا التاريخ قبل أن يتحول إلى قدر؟

Scroll to Top