بير رستم
ربما البعض منكم يستغرب هذه المقولة مني وأنا الذي أدافع عن هذه الحركة وأحزابها وذلك عندما يأتي من يحاول نسف كل شيء بجرة قلم، وبأن علينا أن نبتعد عن هذه الأحزاب بحجة إنها “لم تفعل شيء لشعبنا وللقضية”، فتجدونني مدافعاً عن نضالات هؤلاء وتضحيات رفاقهم، وهذه حقيقة يقرها كل صاحب ضمير حيث ضحى أعضاء تلك الأحزاب بالكثير وخاصةً في مراحل كان الانتماء لإحدى الأحزاب الكردية قد تودي بك للاعتقال والسجن، ناهيك عن المضايقات الأمنية، لكنني هنا وبالرغم مما سبق أعود وأؤكد؛ بأن الحركة الوطنية الكردية تتحمل المسؤولية الكاملة عن تغييب الوعي الوطني الكردستاني، وأقصد حركتنا في روژآڤا، لدرجة بات الكثيرون يتحسسون من أي إشارة لحقيقة الاحتلال، بل بات الكثير منهم يخاف على “مشاعر الجيران” وعندما نوضح لهم؛ بأن هؤلاء ليسوا بجيران وإنما دول احتلال، يأتي من يستنكره علينا وهو يردد على مسامعنا التالي؛ “في(ك) تقلي انو خطيب بدلة مثلا محتل ارضك، وانت ما بتهمك مشاعرو؟؟ (طبعا هناك الكثيرون الكثيرون من أمثال خطيب بدلة الواعي المحترم). القصة وما فيها انو الأستاذ رستم يرى الأمور بشكل مختلف عنك….”!!!
ولهؤلاء جميعاً نقول التالي؛ أولاً كلامي ليس موجهاً لأحد، وإنما كتبته بشكل عام موجهاً لهذا النمط في التفكير والوعي السياسي الكردي والذي تتحمله الحركة الكردية، كما سبق ونوهت، وليس الأشخاص وإن كان المثقفين بدورهم يتحملون جزءً كبيراً من تلك المسؤولية حيث على عاتقهم تقع مسؤولية بناء وعي سياسي جديد وذلك بدل هذا الوعي النمطي القائم على النظر والرؤية السياسية القاصرة في تشخيص واقع كردستان الاحتلالي، وبالأحرى الاستعبادي، أما بخصوص استشهاد ذاك الأخ بشخصية ثقافية مثل الكاتب بدلة أو غيره من الشخصيات الثقافية والسياسية والتي لها مواقف انسانية مشرفة تجاه شعبنا وقضايانا، فلا يغير من معادلة الاحتلال شيء؛ يعني إذا الأستاذ بدلة عم يتعاطف مع القضايا الكردية والكردستانية فهذا لا يعني أن لا نقول هناك احتلال عربي لمناطقنا أو أن نكون على استعداد للتحالف مع أطراف إقليمية ودولية لينال شعبنا حريته واستقلاله وربما بعض تلك الدول تكون على خلاف وصراع مع هذه الدول التي تحتل كردستان.
باختصار؛ البعض من كردنا ونتيجة تربية حزبية وسياسية جبانة حيث خوف وجبن الحركة في تشخيص واقع كردستان جعل الكثيرين منا يفتقرون للقراءة الواقعية لواقع الاحتلال.. طبعاً علينا أن نميّز تماماً بين موقفنا من النظم السياسية التي تحتل كردستان وبين الشعوب العربية والتركية والفارسية، لكن ذلك لا يعني أن نراعي مشاعر تلك الشعوب بحيث لا نبحث عن مصالحنا الاستراتيجية وأساساً أمثال؛ الأستاذ بدلة، إذا رفضوا للكرد أن يعملوا تحالفاتهم الاستراتيجية وفقاً لمصالحهم الوطنية، فحينها سندرك بأن “دعم هؤلاء لقضايانا” غير نابع من مواقف انسانية حقيقية وإنما نوع من المتاجرة السياسية الدعائية.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=78815





