إقصاء عيد نـوروز واللغة الكردية!

زاوية نقاط على حروف*

«حقوق الأكراد محفوظة في الدولة السورية الجديدة»، «المجتمع الكردي مجتمع أصيل في الدولة السورية»، أقوال جميلة، تلفّظ بها الرئيس أحمد الشرع وفريقه الحاكم مراراً، ولكن العِبرة في التطبيق!

بُعيد توقيع اتفاق الشرع – عبدي في العاشر من آذار الماضي، الذي تفاءل به السوريون عموماً، كانت الخيبة الكبرى خلوّ الإعلان الدستوري من أي إشارة إلى وجود الكُـرد وثقافتهم ولغتهم وضمان حقوقهم القومية، من دون اعتراف بهم كمكوّن سوري.

كما تجنّب الرئيس الشرع تسمية عيد نـوروز عطلةً رسمية  في المرسوم الرئاسي الصادر بخصوص الأعياد- العطل السنوية، بل أبقى يوم الواحد والعشرين من آذار عيداً للأم كما النظام السابق، وأفاد الوزير أسعد الشيباني أن الكُـرد شعروا بـ»الحزن»، وعزا سبب «نسيان نـوروز» إلى غيابهم عن جانب الرئيس.

وقال محمد سنكري مسؤول الشؤون السياسية في عفرين: «منع تعليم اللغة الكردية، كلام عاري عن الصحة، هناك بيان لوزارة التربية والتعليم رقم /943/ تاريخ 27/10/2025 يُقرر إبقاء اللغات الأجنبية دون تعديل، بعد صدور المنهاج الموّحد»، وأوضح أنّ اللغات الأجنبية تعني «الكردية، التركية، الروسية، الفرنسية، الإنكليزية» دون العربية كلغة أساسية.

في سقطةٍ لغوية أولاً، وعدم اكتراث بأنّ الكُـرد مكوّن أصيل في سوريا ولغتهم لغة وطنية ليست أجنبية ثانياً، أساء سنكري إلى الكُـرد وأعاد إليهم الشعور بالتهميش، وليؤكّد مرّةً أخرى أنّ عفرين تدار بقرارات فوقية، مرجعيتها ذهنية إستعلائية ممجوجة عفى عليها الزمن.

واقع الحال، ألغيت الحصة الدرسية الكردية الواحدة الاختيارية التي اعتمدت أسبوعياً في مدارس عفرين منذ عام 2018 لغاية سقوط النظام، وأحيل مدرسوها إلى التعليم الآخر، وأوقف قسم اللغة الكردية في معهد إعداد المدرسين الذي مضى عليه عامٌ واحد وفيه الآن حوالي /60/ طالب يكمّلون سنتهم الثانية، وأُلغيت دورات اللغة الكردية التي كانت تفتتح لدى إدارة التربية، ولم يُفتتح مركز ثقافي كردي.

بينما هناك قسم للغة التركية في «جامعة عنتاب في عفرين»، وهناك مركز «يونس أمره» التركي الثقافي الذي يقيم دورات لغة تركية متتالية، وهي معتمدة في الشهادتين الإعدادية والثانوية هذا العام، رغم عدم إدراجها في المنهاج الموحّد.

مدارس عفرين حالياً، تفتقر إلى الكوادر والمعلمين والمستلزمات، ولم توزع عليها كتب المنهاج الموحّد الجديد.

إنّ ضمان الحقوق الثقافية للكُـرد، وحق التعلّم بلغتهم الأم، واجب ملح على حكومة دمشق، اليوم قبل الغد، في عفرين وحلب ودمشق وغيرها، في سياق حماية وتطوير التنوع الثقافي واللغوي في سوريا، تعزيزاً لتماسك بنية الدولة، لا أن تخضع لصفقات أو اتفاقات سياسية أو أمنية.

الرئيس الشرع، الوزير الشيباني… لم يشعر الكُـرد بالحزن فقط، بل بالخذلان والإقصاء والخيبة أيضاً، عساكم تصححوا المسار وتنصفوهم بالسّلم والحرية والمساواة، في دولةٍ ديمقراطية تعددية لامركزية.

——————–

* جريدة “الوحـدة” – العدد /349/ – 07 تشرين الثاني 2025م – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا.

 

Scroll to Top