بير رستم
إذا كان ترامب وقحاً كشخص ورئيس لأقوى دولة بالعالم، وهذه بالمناسبة ميزة يعرف بها ترامب حيث عرض العديد من رؤساء الدول لمواقف محرجة.. نعم إن كان هذا السلوك الأرعن من ترامب قد مارسه مع الرئيس السوري؛ إن كان من خلال إدخاله من بوابة جانبية وليس البوابة الرئيسية، أو جلوسه خلف الطاولة، بينما وضِعَ صف من الكراسي، كما في الصورة المرفقة، وكذلك جلوسه في صورة أخرى، بينما الرئيس الشرع واقفاً بجانب الطاولة وهي كلها سلوكيات تدل على وقاحة ترامب واستخفافه برئيس دولة، يعني برتوكولياً ند ونظير له وبالتالي كان من الأدب واللياقة أن لا يكون التعامل هكذا، لكن واقع سوريا والمنطقة وللأسف تجبر هذه القيادات أن تقبل بهكذا أمور لحاجتهم في تثبيت أركان الحكم والمضي بالبلد إلى مرحلة من الاستقرار والهدوء.. نعم إذا كانت الحاجة تجبر هؤلاء الزعماء والقادة أن يبلعوا مثل هذه الإهانات، فعلينا أن لا نفرح بها ونجعلها مادة للتندر والسخرية، كون الرئيس الشرع لا يمثل نفسه أو تيار سياسي، بل يمثل سوريا كبلد وكحالة وطنية وبالتالي من واجبنا الدفاع عنه، كونه دفاع عن حالة وطنية.
وبالمناسبة لو استخدم هذا الأسلوب مع المهبول الهارب، لما دافعت عنه هكذا وذلك لوجود فارق كبير بين واقع المرحلتين حيث في النظام السابق لم يكن لنا نحن الكرد أي وجود، ناهيك عن دور سياسي في سوريا، بينما مع السلطة الانتقالية الحالية بات الكرد جزء من العملية السياسية في البلاد وتم توقيع اتفاقية بين السيدين عبدي والشرع وهي واحدة، ليس الاتفاقية فقط وإنما الملف الكردي عموماً واحدة من الملفات الأساسية التي يعمل عليها حتى في مناقشات البيت الأبيض الأخيرة بين الرئيسين؛ ترامب والشرع وبالتالي يمكن القول؛ بأن الكرد باتوا حقاً جزء من النسيج الوطني السوري، وليس فقط عبارة وردت لامتصاص حالة جماهيرية، كما جاءت على لسان المهبول، حيث الفرق كبير بين أن تجد نفسك مواطناً في دولة تحاول حقاً أن تتعاطى مع مكونات البلد على أساس الانتماء والحقوق لكل تلك المكونات وبين دولة تشعرك بكل سياساتها إنها دولة احتلال وتمارس بحقك كل سياسات القمع والانصهار والذوبان، كما كانت تفعل الدولة الأمنية البعثية الأسدية.
بالأخير نقول؛ بأن هذه ليست تكويعة للحكومة والسلطة الانتقالية في دمشق حيث ما زلنا على خلاف معهم في عدد من القضايا والملفات ولكن هي كلمة حق يجب أن تقال، كما إنني سبق وأشدت بمواقف هؤلاء حتى في أيام حكومتهم المؤقتة بإدلب وذلك مقارنةً بما كانت ترتكبها تركيا وميليشياتها في المناطق الكردية التي يحتلونها، وبالأخص عفرين، حيث طالبت بدخول عناصر هيئة تحرير الشام حينذاك للمنطقة وطرد تلك الميليشيات منها وذكرت الأسباب التي تجعلنا نطالب بهذا الأمر وأولهم؛ أن هؤلاء ليسوا لصوصاً مرتزقة، نعم هم أيديولوجيين عقائديين، لكن ليسوا مشحونين من تركيا بأكاذيب وقصص كاذبة لزيادة الحقد والعنصرية بحيث يمارسوا بحق “سياسة الأرض المحروقة”، وهذه ما كانت تفعلها تركيا، وما زالت، وذلك بيد الجماعات المرتزقة التي تؤتمر بأوامرها.. نعم أزعجني سلوك ترامب حقاً كسوري أولاً وككردي أتطلع لأن تصبح سوريا بحق وطناً لنا جميعاً!
جماعة الكردستانيين؛ ربما الكثير منكم يأتي ويقول: كيف تقول تصبح سوريا وطناً لنا، وأين الوطنية الكردستانية؟! ولهؤلاء نقول؛ معليش خلي كردستان تتشكل في ثلاث أجزاء منها واجعلوا هذا الجزء الصغير في سوريا إقليماً وكانتوناً خارج دولة كردستان، كحال الأجزاء الألمانية والفرنسية والإيطالية يلي بتتشكل منها سويسرا مع أن هناك دول لهذه الشعوب بجوار سويسرا ولنجعل من سوريا نموذجاً شرقياً وبواقعنا وثقافتنا كحال سويسرا إلى جوار تركيا والدول العربية وكردستان القادمة بحيث نحن السوريين بعربها وكردها وتركمانها وكلدانييها نشكل سويسرا الثانية، وذلك بدل اتهاماتكم لنا بإسرائيل ثانية أو يا ريت لو فعلاً نصير سويسرا ثانية أو حتى إسرائيل ثانية.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=79593





