مصطفى مصطفى – باحث في مركز الفرات للدراسات
في ظل التغيرات الدراماتيكية والمتسارعة التي تشهدها الساحة السورية بقي تنظيم “حراس الدين”، في مرمى الضربات الأمريكية على الرغم من أنه أصدر بيانًا رسميًا أعلن فيه حلّ نفسه في أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي، وذلك بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا. وتزامن هذا الإعلان مع تصعيد ملحوظ في وتيرة الغارات الجوية التي شنّها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على مواقع مختلفة في سوريا. ما يشير إلى تحولات محتملة وجذرية قد تطرأ على المشهد الجهادي المعقد في سوريا، حيث تتصارع قوى متعددة.
أدت تلك الضربات إلى مقتل العديد من قياديي التنظيم، الأمر الذي أثار تساؤلات حول أسباب هذا التصعيد، سيما أنها جاءت بعد فرض “هيئة تحرير الشام” بقيادة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) سيطرته على السلطة في دمشق. بالإضافة إلى تساؤلات عن طبيعة العلاقة بين “حراس الدين” والسلطات في دمشق (هيئة تحرير الشام)، ولماذا تدهورت العلاقة بينهم وأدّت إلى حصول مواجهات واشتباكات؟ وهل ستكون هناك مواجهات جديدة بين الطرفين في ظل الحديث عن وجود تنسيق أمني غير رسمي بين الولايات المتحدة الأمريكية والسلطات في دمشق لمحاربة بقايا هذا التنظيم في شمال غربي سوريا؟ تتطلب الإجابة على تلك الأسئلة وغيرها العودة إلى تاريخ ظهور تنظيم “حراس الدين” في سوريا، وأهم المحطات التي وقف فيها قبل إعلانه حل نفسه، خاصة أنه كان –يوماً ما- جزءاً مهماً من “الهيئة” (جبهة النصرة سابقاً) قبل أن تفك الأخيرة ارتباطها بتنظيم “القاعدة” في سوريا وتسيطر نهاية 2024 على الحكم في دمشق.
الولادة من خاصرة “جبهة النصرة”
ظهر تنظيم “حراس الدين” في فوضى تشكُّل الفصائل والتنظيمات الإسلامية المتطرفة خلال سنوات الأزمة السورية، في شمال غرب سوريا، وتأسس كجناح لتنظيم “القاعدة” أواخر فبراير/ شباط عام 2018 بعد انشقاقه عن “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً)، وذلك بعد فك “الهيئة” ارتباطها بتنظيم “القاعدة” عام 2016، إذ إنه بعد تأسيس “هيئة تحرير الشام” 2017، علّق بعض القيادات والعناصر الموالية لـ”القاعدة”، والذين رفضوا انشقاق “الهيئة” عن القاعدة، نشاطهم لتشكيل فرع جديد، بسبب رفض أيمن الظواهري فك الارتباط ووصفه بـ”النكث”[1]. بلغ عدد عناصره في بداية تأسيسه حوالي 1800 عنصر، غالبيتهم من خارج الجغرافية السورية، وذوو جنسيات عربية وأجنبية مختلفة، دخلوا سوريا للانضمام إلى التنظيم بعد أن حمل الأخير مهمة تمثيل “القاعدة” هناك[2]. صنّفته الولايات المتحدة الأمريكية “كياناً إرهابياً عالمياً” في سبتمبر/ أيلول 2019، بينما أدرجه الاتحاد الأوروبي في قائمته للمنظمات الإرهابية في مايو/ أيار 2022.
في كتابهما المعنون بـ “تنظيم حراس الدين.. صعود القاعدة وأفولها في المشرق العربي”، يسلط الكاتبان محمد أبو رمان وحسن أبو هنية الضوء على الأسس الفكرية والعقائدية التي يعتمد عليها تنظيم “حراس الدين”. ويشيران تحديداً إلى أنّ هذا التنظيم يستمد أصوله الفكرية من المدرسة السلفية، بالإضافة إلى الاستناد إلى تراث الحركة الجهادية العالمية التي أسستها القاعدة كمرجعية أيديولوجية رئيسية. ولأنه فرع إقليميٌّ تابعٌ لتنظيم القاعدة الأم، لم يقم تنظيم “حراس الدين” بصياغة أو وضع مادة مستقلة ومنفصلة تختص بالعقائد والأيديولوجيات، بل اعتمد على المرجعيات الموجودة ضمن تنظيم القاعدة. أشار الكاتبان أيضا إلى أنه على عكس الفروع الأخرى لتنظيم القاعدة التي تتميز بقدر أكبر من التجانس الفكري والتماسك العقائدي، مثل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، واجه الفرع السوري، المتمثل في تنظيم “حراس الدين”، تحدّيات كبيرة ناتجة عن غياب هذا التجانس الفكري بين عناصره وقادته. وقد عانى التنظيم من انقسام في ولاءات قياداته البارزة، حيث انقسموا بين تيارين فكريين رئيسيين ضمن التيار السلفي؛ التيار الأول يتبنى المدرسة السلفية الوهابية التي يمثلها ويدعو إليها أبو محمد المقدسي، وهو أردني من أصل فلسطيني، بينما يتبنى التيار الثاني المدرسة السلفية القطبية التي كان يقودها ويدافع عنها عطية الله الليبي. بالإضافة إلى الانقسام الفكري، تباينت التوجهات العملية والتكتيكية لقادة التنظيم بين نهجين متباينين في العمل الجهادي، وهما نهج أسامة بن لادن القطبي ونهج أبو مصعب الزرقاوي الوهابي. هذا التباين في التوجهات العملية أثر بشكل كبير على أداء التنظيم وقدرته على تحقيق أهدافه، وأدى إلى حدوث انقسامات واشتباكات داخل صفوفه[3].
العلاقة مع “هيئة تحرير الشام”.. من الولاء إلى العداء
باعتبار أن تنظيم “حراس الدين” هو جماعة جهادية، تسعى لتحقيق أهداف إسلامية متطرفة وصارمة، شكّلت “هيئة تحرير الشام” بالنسبة لها كياناً غير ملتزم بالولاء للقاعدة، بعد فك الأخيرة ارتباطها الكامل بتنظيم “القاعدة”، والتأكيد على قطع جميع الصلات التنظيمية والفكرية معه. كان ذلك من أهم الاسباب وراء اندلاع الاشتباكات بينها وبين تنظيم “حراس الدين”. بالإضافة إلى عدم اعتبار “الهيئة” تنظيمَ “القاعدة” مرجعاً دينياً أو فكرياً أو تنظيمياً لها بأي شكل من الأشكال، والتأكيد على استقلالية القرار والرغبة المعلنة في التوحد والاندماج الكامل مع فصائل “الجيش الحر”، بهدف تشكيل قوة موحدة.
إلى جانب ذلك، فقد ازداد التوتر بين الطرفين في أعقاب التعميم[4] الذي أصدرته “هيئة تحرير الشام” في شهر يوليو/ تموز من عام 2017. وكان جوهر هذا التعميم يتمثل في منع تأسيس أيّة جماعة أو فصيل جديد في منطقة الشمال السوري. وكان الهدف الأساسي من هذا الإجراء هو الحيلولة دون إعادة تأسيس تنظيم القاعدة أو عودته إلى المنطقة تحت مسميات جديدة، واحتواء الساحة، ومنع المنافسة، مما فاقم التوتر بين “هيئة تحرير الشام” وفصائل أخرى. واستمر هذا الخلاف والتصعيد في الازدياد حتى وصل إلى ذروته، وذلك عندما أُعلن عن تأسيس تنظيم جديد أطلق على نفسه اسم “حراس الدين” في السابع والعشرين من شهر فبراير/ شباط عام 2018. وقد رفضت بعد ذلك جماعة “الحراس” إدخال الجيش التركي إلى محافظة إدلب ضمن “تفاهمات آستانا” التي تم التوصل إليها بين الأطراف المعنية، وبالتالي رفضت الالتزام بوقف إطلاق النار المتفق عليه، ووقف العمليات العسكرية بكافة أنواعها، والقيام بالعمليات بشكل منفرد دون أي تنسيق مع باقي الفصائل الموجودة على الأرض آنذاك. جميع نقاط الخلاف تلك كانت كفيلة بحدوث مواجهات عسكرية واشتباكات بين الطرفين خلال عامي 2019 و2020، والتي تصاعدت بعد تشكيل غرفة عمليات “فاثبتوا” التي قادها تنظيم “حراس الدين” بنفسه.
التنظيم في مرمى ضربات التحالف الدولي بقيادة أمريكا
منذ عام 2019، تلقى تنظيم “حراس الدين”، المدرج على قوائم الإرهاب الأمريكية، ضربات قوية، وفقد على إثرها معظم قدراته العسكرية وقياداته البارزة، نتيجة لغارات جوية أمريكية ومواجهات مع “هيئة تحرير الشام” قلّصت نفوذه وأدت إلى خسائر فادحة في صفوف التنظيم، وأضعفت قدرته على المنافسة والسيطرة. وأكدت القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” بشكل قاطع أنّ تنظيم “حراس الدين” يمثل امتداداً لتنظيم القاعدة في الأراضي السورية، وأنّه يشارك ذلك التنظيم نفس الرؤية والأهداف، وعلى رأسها استهداف المصالح الأمريكية والغربية في مختلف أنحاء العالم. وبالتالي، تأتي هذه الضربات الجوية في إطار التزام القيادة المركزية الأمريكية وشركائها المستمر بتعطيل وتقويض جهود الإرهابيين في التخطيط، وتنفيذ هجمات ضد المدنيين، والقوات الأمريكية، وقوات الحلفاء والشركاء في المنطقة وخارجها[5].
استمرت الضربات ضد التنظيم حتى بعد إعلانه حلّ نفسه في يناير/ كانون الثاني 2024، أي بعد سقوط نظام الأسد بأيام، فقد شهد التنظيم خلال شهر فبراير/ شباط، وبالتحديد ابتداءً من السادس عشر من الشهر، سلسلة من العمليات التي استهدفت قياداته البارزة، حيث تعرض أربعة من قادته لعمليات استهداف مركزة. كانت البداية مع إعلان التحالف الدولي مسؤوليته عن عملية اغتيال طالت مسؤول الشؤون المالية واللوجستية في التنظيم، مؤكّداً استهدافه والقضاء عليه. كما أصدرت القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” لاحقًا، بيانًا[6] أعلنت فيه عن تنفيذ عملية اغتيال استهدفت قياديّ بارز آخر في صفوف تنظيم حراس الدين، وهو وسيم تحسين بيرقدار.
رغم أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية قد استهدف تنظيم “حراس الدين” في السابق، لكن الملاحظ في الآونة الأخيرة هو زيادة وتيرة هذه العمليات العسكرية واستهداف قيادات وكوادر التنظيم بشكل متكرر. هذا التزايد في حدة الاستهداف يأتي في توقيت دقيق ومثير للانتباه، تحديداً بعد إعلان تنظيم “حراس الدين” عن حلّ نفسه، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول الدوافع الكامنة وراء هذه العمليات المتزايدة.
إن استهداف الولايات المتحدة الأمريكية لتنظيم “حراس الدين” في شمال غرب سوريا، على الرغم من تراجع نشاط التنظيم وحلّ نفسه، يمكن أنْ يُعزى إلى عدة أسباب:
- لا يزال التنظيم يشكل تهديداً، لأنّ العديد من عناصره لايزالون نشطين، ويحاولون إعادة تشكيل التنظيم، لذا تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لمنع أي بؤر إرهابية من الظهور مجدداً، خاصةً أنّ منطقة شمال غرب سوريا تعد نقطة تجمع للعديد من الجماعات المتطرفة.
- تدرك أمريكا أنّ إعلان التنظيم حلّ نفسه كان بمثابة إجراء للتكيف مع التطورات، وإعادة تنظيم صفوفه، واستعادة نفوذه، واستغلال عدم الاستقرار بعد سقوط نظام الأسد.
- حَثّ التنظيم القيادةَ الجديدة في سوريا، من خلال بيان حل نفسه، على إبقاء السلاح في أيدي “السنة”، وتطبيق “الشريعة”، معتبراً سوريا ساحة معركة مستمرة ضد “الطغاة والمستعمرين”، ودعوته لمقاتليه السابقين للتأهب، بالإضافة إلى تأكيده على استعداده دائماً لتلبية أي “نداء استغاثة للمسلمين”، مع التمسك بثوابته الشرعية.
- تستهدف العمليات قطع أي مصادر تمويل أو دعم قد يستخدمها التنظيم لإعادة ترتيب صفوفه.
- يشكل تنظيم “حراس الدين” فرعاً لتنظيم القاعدة، ويتبنى هذا التنظيم بشكل كامل الأيديولوجية التي تؤمن بها القاعدة. ويَعتبر “حراس الدين” أنّ نطاق عملياته ونشاطاته يتجاوز الحدود الجغرافية، فلا يقتصر على مكان محدد ليشمل ما هو أبعد من الساحة المحلية والدولية المباشرة المحيطة بهم.
هل ستكون هناك مواجهة بين حكومة دمشق الجديدة (هيئة تحرير الشام) والتنظيم؟
بعد فرض “هيئة تحرير الشام” سيطرتها على الحكم في سوريا ودعوتها لجميع الفصائل المسلحة في سوريا إلى حلّ نفسها، أصبح تنظيم “حراس الدين” في موقف أضعف مما كان عليه سابقاً، لذا سارع إلى الإعلان عن حلّ نفسه بهدف التمكين من التكيف مع التحولات التي طرأت على المشهد السوري، والسعي إلى إعادة تنظيم صفوفه وإعادة تموضعه بشكل استراتيجي، ومحاولة تحقيق مكاسب جديدة، وإعادة بناء شبكاته وعلاقاته.
في ظل الفلتان الأمني، وفوضى انتشار السلاح والجرائم والانتهاكات التي تحصل بدوافع انتقامية وطائفية، وتصاعد العنف، وخروج الأمور عن السيطرة في مناطق سيطرة حكومة دمشق، بات من الصعب على الأخيرة مواجهة أي فصيل أو تنظيم، والدخول في مواجهات عسكرية قد تؤدي إلى استنزاف قواها، لكن يبدو أنّ اعتماد “الشرع” على سلاح الجو الأمريكي ومشاركة المعلومات الاستخباراتية معه للقضاء على تنظيم “حراس الدين” في سوريا هو السيناريو الأقرب إلى الواقع، سيما أنّ ذلك من شأنه أن يخدم تحسين صورة حكومة دمشق لدى الدول الغربية، بالإضافة إلى تفادي المواجهة المباشرة بين “الشرع” وتنظيم حراس الدين، وهذا السيناريو حصل بالفعل عندما أعلن في يناير الماضي عن إحباط “مخطط داعشي” لتفجير مقام السيدة زينب في دمشق، حيث أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة واشطن بوست عن مشاركة بلادهم في تلك العملية في تبادل معلومات استخباراتية[7]، مبررين ذلك بتصاعد المخاوف من عودة تنظيم “داعش” في ظل سعي القيادة السورية لتعزيز سيطرتها. ولكنهم أوضحوا أيضاً أنّ هذا التعاون، المدفوع بمصلحة مشتركة في منع عودة “داعش”، لا يمثل قبولاً بـ”هيئة تحرير الشام” المصنفة على قوائم الإرهاب، حيث لم تعترف الولايات المتحدة الأمريكية بالسلطة في دمشق بعد، وليست هناك أيّة علاقات أو إجراءات رسمية بينهم، وهذا سبب آخر يقف عائقاً أمام رغبة دمشق في محاربة التنظيمات الإرهابية في سوريا، سيما في ظل عدم وجود الثقة بها من قبل القوى الغربية والتحالف الدولي بقيادة أمريكا.
الخاتمة
لا شك أن التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة السورية، بالإضافة إلى الفراغ الأمني والفوضى، وفشل حكومة دمشق في توحيد الفصائل المسلحة في سوريا تحت مظلة “وزارة الدفاع” تشكل أرضية خصبة لتنظيم “حراس الدين” الإرهابي لإعادة تشكيل وتنظيم هيكليته ورصّ صفوفه، وذلك لأن هذه التنظيمات تتميز بالمرونة العالية، والقدرة الفائقة على التكيف مع الظروف المتغيرة، للعودة مرة أخرى بهويات تنظيمية جديدة ومختلفة، أو حتى تبنّي أيديولوجيات معتدلة أو متطورة تتناسب مع الواقع الجديد، وتخدم أهدافها الاستراتيجية، يتجسد ذلك في براغماتية “هيئة تحرير الشام” والتي تحكم دمشق الآن. وبالتالي فإن مسألة إعلان التنظيم حل نفسه يبقى إجراءً شكلياً، يهدف في جوهره إلى العودة من جديد.
ولكن، في ظل عدم امتلاك حكومة دمشق القدرات العسكرية، والاعتراف الدولي بشرعية الحكومة القائمة في دمشق، والذي يؤدي بشكل كبير إلى إضعاف مركزها القانوني والسياسي على الساحة الدولية، ولأن مواجهة هذه التنظيمات تشكل تحدّياً مستمراً ومعقداً يتطلب استراتيجيات مبتكرة ومتجددة، فإن الضربات الجوية لن تردع أو تقطع الطريق أمام محاولاتها لتنفيذ استراتيجياتها وتحقيق أهدافها، وذلك لاعتمادها على عمليات الكرّ والفرّ، والهجمات المفاجئة، وعدم التمركز في جغرافية محدّدة، والقدرة على التخفي لتجنب أكبر الخسائر. بالإضافة إلى اعتمادها على مصادر دعم خارجية، خاصة إذا كان التنظيم مرتبطاً بتنظيم “القاعدة” الأم ذي الفكر السلفي الجهادي الذي يتبنى نهج “جهاد الأمة” وامتلاكه أفرعاً جهادية منتشرة عالمياً. إلى جانب الاعتماد على الدعم من دول أو جماعات أخرى ترغب في استغلال الوضع الراهن أو تحقيق مصالح معينة في سوريا.
لذلك، قد يسعى تنظيم “حراس الدين” لتشكيل تحالفات جديدة أو الانضمام والاندماج في جماعات أخرى في سوريا، واستثمار الفرص المتاحة، من خلال استقطاب العناصر المتشددة والمتطرفة الموجودة داخل “هيئة تحرير الشام” نفسها، تلك العناصر المتشددة التي تعارض بشكل قاطع النهج الذي تتبعه “الهيئة” في الوقت الراهن من أجل تعويم نفسها وشرعنة حكمها في سوريا.
[1] شنّ زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري عام 2017 هجوما على “هيئة تحرير الشام” (النصرة سابقا والمنشقة عن القاعدة) وأميرها أبو محمد الجولاني متّهماً إياه بنكث العهد، بعد يومين على اعتقال قيادات أردنية بارزة منشقة عن الهيئة، وتتبع للقاعدة. وقال الظواهري في كلمة مسجلة، أنّ ما فعله الجولاني بعد فكّ الارتباط بالقاعدة العام الماضي هو “إنشاء كيان جديد فقط زاد من الخلافات”، مؤكدا على أنّ القاعدة لم تحلّ جبهة النصرة ولا غيرها من بيعتها، وأضاف أنّ تنظيم القاعدة لم يقبل سابقًا أن تكون بيعة جبهة النصرة سرية، واعتبرها من الأخطاء القاتلة. راجع: “زعيم القاعدة يهاجم الجولاني ويلمح لإنشاء “كيان” جديد في سوريا”- الرابط: https://2u.pw/21fbd
[2] يمتلك “حراس الدين” أسلحة خفيفة ومتوسطة، وسيارات دفع رباعي، ومضادات وهاون بحسب بعض التقارير الإعلامية، وينتشر في غرب إدلب (عرب سعيد، ريف جسر الشغور) وفي جبهات الساحل. كان التنظيم يشارك بتحفظ في المعارك لتجنب الاستنزاف ويعمل على إعادة بناء نفسه.
[3] راجع: “تنظيم “حراس الدين” صعود القاعدة وأفولها في المشرق العربي” – حسن أبو هنية ومحمد أبو رمان – ص195
[4] التعميم موجود على الرابط التالي: “تحرير الشام تحظر تشكيل فصائل جديدة في الشمال السوري” – https://syrianoor.net/article/11773
[5] انظر: “مقتل قيادي في تنظيم حراس الدين التابع لتنظيم القاعدة في غارة لقوات القيادة المركزية للولايات المتحدة في شمال غرب سوريا” – موقع القيادة المركزية الأمريكية- الرابط: https://2u.pw/XrVixhDRg
[6] البيان موجود على الرابط التالي: https://n9.cl/jk2hp
[7] بعد سيطرة “هيئة تحرير الشام” على إدلب وريفها، أفادت تقارير بتزويدها الولايات المتحدة بمعلومات استخباراتية حول مواقع وأنشطة تنظيم “حراس الدين” في شمال غرب سوريا، مما أسهم في تحديد أهداف لضربها. وفي 23 أغسطس/ آب 2023، أصدر تنظيم “حراس الدين” بياناً بعنوان “نحن أولياء دم”، وجه فيه رسائل للحاضنة الشعبية، وهيئة تحرير الشام، وفصائل إدلب، داعياً إلى محاسبة من وصفهم بـ “العملاء” داخل “الهيئة”.
المصدر: مركز الفرات للدراسات
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=66925