على سبيل المثال، يسمح التطبيق لأب يتمتع بصحة جيدة، بتسجيل رسائل تهنئة يمكن لأبنائه الاستماع إليها بعد سنوات عند تخرجهم، في حال فارق الحياة قبل بلوغ هذه اللحظة، كما ورد في مقطع فيديو ترويجي.
على سبيل المثال، يسمح التطبيق لأب يتمتع بصحة جيدة، بتسجيل رسائل تهنئة يمكن لأبنائه الاستماع إليها بعد سنوات عند تخرجهم، في حال فارق الحياة قبل بلوغ هذه اللحظة، كما ورد في مقطع فيديو ترويجي.
(نابلس- فلسطين)
صدر مؤخراً عن دار الفاروق للثقافة والنشر كتاب “إضاءات على الشعر” للناقد رائد الحواري، وجاء الكتاب في (180) صفحة من القطع المتوسط، ويتناول قراءات في تجارب أربعة من شعراء محافظة نابلس، وهم: مازن دويكات، وإسماعيل حج محمد، ومفلح أسعد، وعمار دويكات، موزعة على أربعة فصول، تضمن بداية كل فصل سيرة ذاتية لكل شاعر من الشعراء محلّ الدراسة.
أهدى المؤلف كتابه إلى علمين من أعلام الثقافة الفلسطينية في الداخل المحتل (1948) وهما: المحامي الحيفاوي حسن عبادي، والناشط الثقافي فؤاد نقارة، مشيرا إلى جهودهما في التواصل بين أبناء فلسطين التاريخية ثقافياً وإنسانياً.
تناولت هذه القراءات النقدية في التحليل أعمال هؤلاء الشعراء، فتوقف أولا عند دواوين الشاعر مازن دويكات “المسرات”، و”مقامات قوس قزح”، و”وسائد حجرية”، كما يتوقف عند نصوص منفردة، وهي: “جناحان للحب وثالثهما لا يرى” و”سلام عليك، على أرضنا”، كما يتوقف الناقد عند كتاب دويكات المشترك مع الكاتبة عفاف خلف “حرائق البلبل على عتبات الوردة”، منهياً هذا الفصل بتحليل مجموعة من الومضات الشعرية، مجليا مظاهر الإبداع في هذه الأعمال.
ويتوقف الناقد في الفصل الثاني عند تجربة الشاعر إسماعيل حاج محمد، فتناول ثلاثة من دواوين الشاعر، وهي: “وعد”، و”راية”، و”سيدة الأرض”، وكذلك يتناول عملين منفردين للشاعر وهما قصيدة “تراتيل عاشق”، وقصيدة “المرأة”، ويحلل ومضتين شعريتين.
ويخصص الفصل الثالث للحديث عن الشاعر مفلح أسعد، فتضمن ستّ إضاءات حول أشعار الشاعر، متناولا مظاهر نقدية فيها، فدرس ظاهرة التناص الديني في قصيدة “أيها الإنسان”، و”التأثر بالاسم والفعل في قصيدة للشهيد عدي التميمي”، أما قصيدة “التيه” فأضاء على ما في مضامينها من “جحيم أرضي” ليعود إلى “اللغة الدينية” في قصيدة “وقضى أرباب الدولة”، ويتعمق في قصيدة “يا صاحبي السجن” ليضيء فكرتي التغريب واليأس في النص.
يختم الحواري هذا الفصل بعقد موازنة بين نص للشاعر أسعد ونص للكاتب الأسير كميل أبو حنيش يتناول كلاهما الحديث عن المناضلة والأسيرة هبة اللبدي، كاشفا عن الفروق الفنية والتعبيرية لدى الشاعرين في الحديث عن موضوع واحد وشخصية واحدة.
واما التجربة الرابعة فكانت تجربة الشاعر عمار دويكات، إذ يدرس الناقد ثلاثة عشر عملا أدبيا تمثلها، بدءا بديوانه البكر “على بعد عمرين”، فيقدم قراءة انطباعية تعرف بالديوان وما فيه من جماليات، ليتتبع بعد ذلك ثيمات محددة في قصائد متعددة للشاعر، فدرس الأنثى في قصيدة “أشك بأنك امرأة”، والفنتازيا والوجود في قصيدة “كنت أنا”، والإيقاع وأثر الأفعال في تخلقه في قصيدة “حلم في ملجأ”، كما يخصص مجموعة من القراءات لتتبع ظواهر فنية في شعر عمار، فدرس الصورة في قصيدة “أرصفة الشوارع”، وحكمة الحوار في قصيدة “الورد والمقصلة”، والملامح القصصية في قصيدة “توبة قابيل” واللغة البيضاء في قصيدة “احتفالية في حضرة الماء”.
اعتمد الناقد في تحليله لأعمال هؤلاء الشعراء على ما تثيره النصوص المدروسة من جماليات فنية ومضامين، فظهرت ذائقة الناقد ذات الأبعاد العلمية أحيانا دون أن تعتمد فقط على الذوق والتأثر الشخصي بهذه الأعمال المدروسة.
وتأتي أهمية الكتاب في أنه يضيء على تجارب شعراء من أجيال متعددة، لاسيما الشاعرين: إسماعيل حج محمد وعمار دويكات، فيقدم تصورا عن نصوصهما وأساليبهما الفنية والموضوعات التي تشغلهما، فيكون بذلك قد جعل هؤلاء الشعراء ضمن الحركة الشعرية الفلسطينية المعاصرة التي تحتشدُ بأسماء متعددة، لكنها لم تحظ بالتلقي النقدي كما يجب، فجاء هذا الكتاب محتفيا بهم، ومعرّفا بإنتاجاتهم، لعلّ الدارسين الآخرين يلتفتون إليهم وإلى غيرهم، كما أشار الناقد إلى ذلك في مقدمته “فهناك مجموعة كبيرة من الشعراء ينتظرون من يتناول أعمالهم بالبحث والدراسة”.