مركز هيزل للثقافة والفن يفتتح دورات تعليميّة مجانيّة في تربه سبيه

باشر مركز “هيزل” للثقافة والفن افتتاح العديد من الدورات التعليمية المجانية للأطفال، بهدف تنمية المواهب والتعريف بالثقافة والتراث الغنائي والفلكلوري.
مع انتهاء العام الدراسي، أعلن مركز هيزل للثقافة والفن في ناحية تربه سبيه بمقاطعة قامشلو عن افتتاح العديد من الدورات الموسيقية والغنائية وتعليم الرقص الفلكلوري والأعمال اليدوية النسائية.
وبحسب وكالة هاوار يتلقى الطلاب التعليم على يد مدرّسين مختصين في مجال الموسيقا والأعمال اليدوية والرقص الفلكلوري، ويبلغ عددهم اليوم، 51 طالباً وطالبة، يشاركون في الدورات وفق مواهبهم ورغبتهم في التطوير.
وقالت “ليلاف خالد“، التي تتلقى دورة تعليم الموسيقا: “إن هذه الدورات فرصة لنا من أجل تنمية مواهبنا، التي نريد من خلالها تطوير أنفسنا، واستغلال فرصة العطلة الصيفية، مضيفةً، فنتلقى تعليم الموسيقا النظرية والعملية على العديد من الآلات مثل “الجيتار والعود والأورغ والكمان”.
وحسب ليلاف، فإنهم يستفيدون في التدريب من أجل تنمية مواهبهم، ما يؤدي إلى تطوير موهبتهم بشكلٍ يومي، وتتمنى أن تُصبح في المستقبل من المُغنيين.
كما تتلقى 16 طالبة، التدريب على الفنون والأعمال اليدوية، مثل تعليم نسج الصوف وأعمال الخرز وخياطة الألبسة الفلكلورية، وأعمال يدوية أخرى في المركز.
وأوضحت المدرّسة “ابتهال محمود“، أنه بعد إعلان مركز هيزل للثقافة والفن عن هذه الدورات، بادرت النساء للتسجيل، لتعلّم الأعمال اليدوية، ونقوم بتدريبهن وفق برنامج صباحي يستغرق من ساعة ونصف إلى ساعتين.
وأضافت: “نعرّض هذه الأعمال في معارض رسمية إلى جانب الاستفادة منها”.
يشار، إلى أن فرقة هيزل للرقص والموسيقا تأسست بناحية تربه سبيه، عام 1987، ومع انطلاقة ثورة روج آفا افتتح المركز في قبو بشكلٍ سري، باسم مركز “جكر خوين”، وبعد إخراج حكومة دمشق من ناحية تربه سبيه، افتتح مركز رسمي لها وحمل اسم مركز هيزل للثقافة والفن.
ويوجد اليوم، في مركز هيزل فرقة الشهيد خبات للأغاني وفرقة الشهيد باور للموسيقا والأغاني وفرقة الشهيد ريوان للرقص الفلكلوري وتشارك هذه الفرق في كافة المناسبات والأعياد الوطنية.

كلّ هؤلاء لم يتذكّروا …!- فراس حج محمد

فلسطين

مضى يوم ميلادي، ولم تقل لي صوفي: “كل عام وأنت بخير”، كذلك لم تفعلها أية امرأة من نساء “نسوة في المدينة”، حتى شركة جوال ووطنية والبنك لم يفعلوها، ولا محرك البحث جوجل، لم يحتفل بي كما احتفل العام الماضي. ابناي لم يقولا لي كل عام وأنت بخير، ابني الصغير لم أره طوال يوم الثلاثين من تموز، وزملاء العمل تجاهلوني تجاهلا غريباً، كما لم تفعل المنتديات والمواقع الإلكترونية، حزنت لذلك، قليلا على غير العادة، لأنني صرت لا أعول كثيرا على “من هو ليس لي”. زوجتي وبناتي، وبعض الأصدقاء والصديقات، اهتموا بذلك…
لكن… هل يجب على كل هؤلاء أن يقولوا لي كل عام وأنت بخير؟ أعتقد نعم.
صوفي… لم أنس التاريخ الذي ولدتْ فيه، ولم أكن بحاجة إلى الفيسبوك ليذكرني. نسوة المدينة القابعات في كتابي يعانين كلهن من البلادة، لا أعرف تاريخ ميلادهن جميعا فقد بلغ عددهن الأربعين؛ ثمة امرأة ولدت في الأول من كانون الأول، وثانية في الخامس عشر من الشهر نفسه، وأخرى في السادس عشر من فبراير، ورابعة في الواحد والثلاثين من آذار، وأخرى في العشرين من فبراير أيضا، وسادسة في الثالث والعشرين من تموز، وامرأة قديمة جدا كانت من مواليد الأول من نيسان، وامرأة أشد توغلا في القِدَم من هذه، ولدتْ في الأول من كانون الثاني. أعرف أسماءهن بطبيعة الحال والسنة التي ولدن فيها. لكنهن جميعا نسين أنني كنت يوما “على قيد علاقة ما” ليس شرطا أن تكون حبا، بل ربما كانت مجرد متعة عابرة في سرير افتراضي. واحدة فقط كان لها حضور فعليّ خارج العالم الأزرق. تمتعنا عن قرب بالحب كثيرا لكنها ذابت وراء الحجب وصارت تكرهني على الرغم من أنها أعطتني كل شيء وأعطيتها كل ما أستطيع.
ثمة نساء من هؤلاء احتفلتُ معهنّ بأعياد ميلادهن في المقاهي، في أعوام كثيرة، وتواريخ متناثرة على امتداد العام، كانت تلك المقاهي تزدان بنا، لم أكن أشعل لهن شمعاً، لأنهن كن يردن أن يكون الاحتفال صامتاً أو بينيّاً ليظل أكثر حميمية وخصوصية. النادلون كان يلاحظون احتفالنا الصامت هذا. لم أكن أحضر لهنّ هدايا سوى القصائد. أتلو عليهن قصائدي ونحن في المقهى. حبي لكل واحدة منهن وإخلاصي لهن على حدة لم يكن يجعلني أكرر القصيدة الواحدة لامرأتين، لأن كل قصيدة كتبت لصاحبتها وضمنتها ما يجعلها لها، فلا تصلح لغيرها. كانت لغتي الشعرية في تلك الفترة غنية وثرية وتساعدني على أن أفعل ذلك. المهم أنني كنت أشعر بالسعادة أنا وهنّ وكل رواد المقهى، نعيش تلك الحظات بكل ما أوتينا من “غرام” وإمكانية وصل؛ بالنظر والحديث والمتعة الروحية. وكنا نتحدث في أمور أكثر حساسية وجمالا، ولم نكُن نسى السياسة والثقافة والمثقفين. كنا نقول كل شيء تقريبا على طاولة المقهى.
في حالتي هذه لا عذر في الصمت أو في الغياب، متيقن أنني لم أكن سوى عابرٍ كما هنّ، لكنني عابر بذاكرة وفيّة، أما هنّ فعابرات بلا ذاكرة، ولذلك من الطبيعي ألا يتذكرنَ اليوم الذي ولدتُ فيه، وأعتقد أنهن سيقلن إن التقينا يوما: “من هذا الواقف كجذع شجرة مائلة؟” وأنا سأغض الطرف عنهنّ وأمضي كأنني لم أكن أعرف ملمس جلدهنّ، ولا مقاسات أو ألوان “ملابسهنّ الداخلية”. هذه الجملة ليست استعارة من فيلم “أبو العربي وصل”. إنها حقيقية تماماً، وما زلت أحتفظ بصور تلك الملابس في الذاكرتين الإلكترونية والدماغية.
صوفي الوحيدة التي لم تقل لي شيئاً، وظلت تصحبني على حذر، بعد أن قرأت “نسوة في المدينة” ظل التوجس يلاحقها، ربما أحبتني، لكنها لم تثق بي إلى درجة كافية لأرى شعرها مثلا، هل من أجل ذلك لها الحق ألا تقول لي: كل عام وأنت بخير؟ أعرف أنها لم تنس، بل تذكرت، لكنها تعمدت ألا تقول شيئاً، لأنه ليس لها عندي شيء مما ذكرت سابقاً، فهي لم تمرّ في سريري الافتراضي، ولم تخبرني عن ألوانها المفضلة في ثيابها الداخلية، لكنها كانت ترغب في أن يكون لها ولد مني. هذه امرأة عجيبة بالفعل، تنسى عيد ميلادي، لكنها ترغب في ولد يتخلّق في رحمها من نطفي المهرقة على الأسرة الافتراضية.
يبدو أنني كتبت كل هذا لأعاتب صوفي، صوفي فقط، عزة النفس تجعلني لا أرسل لها رسالة أذكرها. أيعقل أن أراسل النساء وأذكرهن بعيد ميلادي؟ فعلتها مرة واحدة مع امرأة واحدة، هزئت مني وشتمتني بأقذع الشتائم. على أية حال هي امرأة تتقن الشتائم جدا، وقاموسها- والحمد لله- متضخم جدا لا ينضب؛ في محادثة واحدة شتمتني 100 شتيمة، لم تكرر أيا من تلك الشتائم. تصبّ عليّ جام غضبها بسرعة متناهية، أتصورها تنام وتحلم وتصحو وهي تبدع في خلق الشتائم التي تتوالد بطريقة رياضية عجيبة، بحيث تسلم من التلعثم والتكرار، شتائمها في الحقيقة لا تُحتمل، لا أدري كيف صبرتُ على قراءتها أو سماعها. أظنني ما زلت قادرا على سماعها، إذ تُعدّ بين حين وآخر وصلة “ردح معتبرة” كلما علا منسوب الأدرنالين في دمها تجاهي وتذكرتني، كانت تختم وصلتها بأن تتمنى لي الموت. فكيف ستقول لي هذه البدّاعة: كل عام وأنت يخير؟ إن حدث ذلك سيكون مخالفا لأبسط قواعد المنطق التي تدّعي أنها مغرمة فيه.
صوفي لا تعرف الشتائم، وإن غضبت، تلوذ إلى حزنها بصمت مكثف، هل هذا الذي جعلها كالبنك وشركات الاتصال وجوجل لم تقل لي “كل عام وأنت بخير”؟ على سيرة البنك وشركات الاتصال معهم حق ألا يعايدوني، فقد أصبحت مدينا لهم بمجموعة من الفواتير، لا أحد يقول لمعسرٍ “مرحبا” أو كل عام وأنت بخير، وكما يقول المثل: امرأة واحدة تحب الرجل الفقير هي والدته فقط، ربما أنا والدتي لا تحبني. هل تصدقون؟ أمي لم تقل لي هي أيضا كل عام وأنت بخير، لا في هذا العام، ولا في أي عام مضى، ربما لم تتذكر أنها أنجبت هذا المخلوق المعسر المتعسر في مثل هذا اليوم قبل خمسين عاماً. يا له من عيد ميلاد مميز! لقد أصبح عمري نصف قرن.
في هذه السنة، وفي هذا العيد، أوقفت كل شركات الاتصال جميع خدماتها عني، وصرت خارج التغطية، كأنهم وضعوني على الهامش، بل ركلوني حتى غدوت خارج النص تماماً وخارج الدفتر بالكليّة، وأطفؤوا المصابيح دوني. صوفي لا تفعل مثلهم، إنها ليست رأسمالية التفكير، وليست شيوعية أيضاً. إنما هي امرأة واقعية، واقعة في “حيص بيص” لذلك هي تنسى أن تقول لي كل يوم “صباح الخير”، فهل ستقول لي: كل عام وأنت بخير؟ أظن أن عليّ أن أفكر بها بطريقة أكثر واقعية، فهي امرأة لا تحب الغرق في بحر من الأوهام. هذا ما أحسسته قبل أيام عندما تحدثنا لبعض الوقت في مناسبة شبيهة بهذه المناسبة. أرجو ألا تعاتبني صوفي على هذه التوجسات. فأنا أحبها على أية حال.
أبي… الغائب الوحيد الذي أوجعني صمته. هذا أول عيد ميلاد لم يكن فيه أبي على قيد الحياة. كان في مثل هذا اليوم يزورني، ونشرب القهوة وندخن سويّة. الآن لا أب لي ليقول كما كان يقول- أحياناً- عندما يتذكر: كل عام وأنت بخير. الأب يتذكر أكثر من أي شخص آخر عيد ميلاد أبنائه، وإن هم تجاهلوا، فإنه لا يتجاهل، ولا يتناسى، ولا يتعامى، إنما صوفي قد تفعل ذلك مضطرة تحت ضغط عواطف مضطربة وآنية وأنانية. إنما أبي فأسمعه يبتسم، وأراه وهو يقول ما عجز كل هؤلاء عن قوله. رحمك الله يا أبي، وأطال عمرك فيّ، أيها المقيم في لغتي وقلبي وعدّ أيامي السالفة والباقية. كم أتمنى أن أعيش أكثر لأشعر أنك موجود فيّ، أعيدكَ إلى جانبي لنتحدث قليلاً، ولو على صفحتين من نصّ، كمثل هذا. أتظنّ أن ذلك سيكفي؟

 

الحل العربي للأزمة السورية يتعثر

رامي الخليفة العلي

ألقت الدول العربية في اجتماع القمة العربية الذي استضافته المملكة العربية السعودية في شهر أيار/ ‏مايو الماضي حجراً كبيراً في المياه الراكدة في ما يتعلق بالملف السوري وتفاعل الأزمة في هذا البلد العربي. الرؤية العربية التي قادتها المملكة العربية السعودية تقوم على أساس أن استمرار الأوضاع على ما هي عليه لا يخدم أي طرف من الأطراف، وبالتالي يجب إنهاء معاناة الشعب السوري وإيجاد حل سلمي للأزمة، ومن هنا جرى استعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية ومشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في اجتماعات القمة. لقد قادت المملكة العربية السعودية وبجهد كبير من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان دبلوماسية نشطة لصياغة رؤية عربية وتكرّس ذلك في اجتماع جدة واجتماع عمان، وأفرز ذلك إستراتيجية الخطوة خطوة، والتي تقوم على بناء حل يفصل معضلات الأزمة بعضها عن بعض وتقديم رؤى مباشرة لحلها. وفي كل خطوة يجب أن تقدم الحكومة السورية على إجراءات تؤدي إلى حل لهذه المعضلة أو على الأقل خطة من أجل حلها. وحتى لا يبقى الكلام عمومياً فإن هناك ملفات أساسية في الأزمة السورية، فأساس الحل كما عبر عن ذلك وزير الخارجية الأردني السيد أيمن الصفدي ومن قلب العاصمة السورية دمشق هو قرار مجلس الأمن رقم 2254، وهذه مسألة جوهرية؛ لأن الدول العربية تدرك جيداً أنها لا تعمل في الفراغ وبالتالي لا بد أن يكون هناك إطار يسمح بتكوين رؤية للحل تكون مقبولة من المجتمع الدولي، والحقيقة أن الحكومة السورية لم تبدِ موافقتها على أفق الحل المقترح عربياً بشكل صريح وواضح مما دفع المجتمع الدولي إلى حالة من الشك بإمكانية نجاح الدول العربية بإقناع القيادة السورية بهذا الإطار الجامع. المسألة الأخرى وهي استعادة السيادة السورية على أراضيها، وهذه مسألة معقدة بسبب حالة التقسيم الموجودة بحكم الأمر الواقع ووجود جيوش ومليشيات أجنبية، ولكن كان يفترض بالحكومة السورية أن توحد البندقية في مناطق سيطرتها أو على الأقل وضع خطة قابلة للتنفيذ وهذا ما لم يتم حتى الآن. مسألة المليشيات هي مسألة مثيرة للقلق بالنسبة لدول الجوار وهي تجر المنطقة برمتها إلى الفوضى، وبالتالي هي ليست مسألة سورية صرفة. هناك مسألة أخرى وتحظى بأهمية وعناية فائقة من قبل الدول العربية كافة وخصوصاً دول الخليج والأردن وهي تهريب المخدرات، وحتى الآن لم تقم الحكومة السورية بالكثير في هذا الصدد، وشحنات المخدرات المتجهة إلى الدول العربية تزداد، ولولا سهر قوات الأمن في المملكة العربية السعودية وحرس الحدود في المملكة الأردنية لكان الأوضع أكثر كارثية مما هو عليه اليوم. ويمكن أن نضيف إلى كل ذلك الجمود الذي يعتري مسائل بناء الثقة والتي تهيئ الأجواء لحل الأزمة عبر الإفراج عن المعتقلين وعودة النازحين في المرحلة الأولى ثم اللاجئين في مرحلة لاحقة إلى ديارهم ووضع خطط وإستراتيجيات لذلك.

المملكة العربية السعودية كما الدول العربية التي رسمت أفقاً لحل الأزمة السورية بذلت جهوداً جبارة وعملت على إقناع المجتمع الدولي بضرورة هذا الحل وفوائده من الناحية السياسية والأمنية والإنسانية، ولكن إذا لم تساعد نفسك فلا أحد يستطيع مساعدتك، وربما الحالة السورية تتطلب من الحكومة السورية مقاربة مختلفة تسمح بالخروج من عنق الزجاجة.

المصدر: صحيفة عكاز

مذكرة لجنة إتفاقية لوزان وشبكة الشبيبة الكوردية إلى: منظمة الأمم المتحدة، رئيسة وخارجية مفوضية الاتحاد الأوروبي و، المملكة المتحدة، فرنسا، إيطاليا، الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا الاتحادية، الصين، ألمانيا الاتحادية

منظمة الأمم المتحدة، رئيسة وخارجية مفوضية الاتحاد الأوروبي و، المملكة المتحدة، فرنسا، إيطاليا، الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا الاتحادية، الصين، ألمانيا الاتحادية

تحية واحترام:

يتجاوز تعداد الشعب الكوردي اليوم الستين مليونا (إحصائيات تقديرية)، وهو أكبر قومية في العالم محرومة من حقها في تقرير مصيرها بنفسها منذ اتفاقية لوزان 24ـ07ـ1923، التي ألغت القرارات (62ـ63ـ64) لمعاهدة سيفر (10ـ08ـ1920) وأدت إلى تقسيم كوردستان إلى خمسة أجزاء وإلحاقها بمناطق النفوذ الإنكليزي والفرنسي إضافة إلى دولة تركيا المستحدثة وإيران وأذربيجان. وقد تنكرت حكومات هذه الدول حتى الآن لوجود الشعب الكوردي وتعاملت معه بمختلف أشكال الفاشية الاجتماعية والثقافية والمؤسساتية وجرَّمت لغته وهويته وعملت على تغييّر ديمغرافية أجزاء كوردستان عبر الإبادت الجماعية والتهجير القسري وإهمال بنيتها التحتية ونهب ثرواتها وإبقائها متخلفة ثقافيا واقتصاديا، مما جعلت من كوردستان مناطق مجزأة في وضع ما دون المستعمرة حتى الآن، إلى جانب استمرار ملاحقة المناضلين الكورد وتصفيتهم، الأمر الذي يخالف مختلف المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والشعوب، وبالتالي ضرورة إيجاد معالجة دولية لقضيته. علما أن الدول الضامنة لمعاهدة لوزان (خاصة بريطانيا وفرنسا)، هي المسؤولة مباشرة عن تقسيم كوردستان وحرمان الكورد من تشكيل دولتهم المستقلة، وهي أيضا تتحمل مسؤولية ما تعرض لها الشعب الكوردي ولايزال من جرائم واضطهاد، وعليها تصحيح أخطائها التاريخية ومنع تركيا والعراق وسوريا وإيران من الاستمرار في جرائمها بحق الشعب الكوردي.

وبمناسبة مئوية معاهدة لوزان نطلب من:

1ـ الدول الموقعة على معاهدة سيفر الدولية (1920) التي تبنت تنفيذ قرار حق تقرير مصير الشعب الكوردي وتشكيل دولته المستقلة، بالالتزام بقراراتها وتعهداتها،

2ـ الدول الموقعة على اتفاقية لوزان 1923 (خاصة المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا…) الضامنة لتنفيذ بنودها الخاصة بحماية حقوق الأقليات الأثنية والدينية (القسم الثالث في  الاتفاقية) في إطار الدولة التركية بتحمل مسؤولياتها.

3ـ منظمة الأمم المتحدة بالالتزام بميثاقها وبتعهداتها في المادة 1 (2)، و (المادتان 73 و 74) في الفصل التاسع للاعتراف بـ أكثر من 60 مليون كوردي أمة واحدة واعتبار القضية الكوردية قضية دولية وليست مجرد مسألة داخلية للدول المقتسمة لكوردستان. كما نطلب من منتدى الأمم المتحدة الدائم المعني بقضايا الشعوب الأصلية والاتحاد الأوروبي بتشكيل هيئة دولية خاصة لتقصي أوضاع مختلف أجزاء كوردستان ومعرفة رغبات الشعب الكوردي فيها وإيجاد حلول ديمقراطية وسلمية لمسألة حقه في تقرير المصير القومي و تمثيل نفسه في الهيئات الدولية،.

4ـ المحاكم الدولية لمحاسبة الدول المقتسمة لكوردستان (تركيا وإيران والعراق وسوريا وأذربيجان) وكذلك إنكلترا وفرنسا على جرائمها بحق الشعب الكوردي منذ الحرب العالمية الأولى وحتى الآن.

5ـ منظمة الأمم المتحدة منع تركيا من توسيع مناطق استلائها (بحجة ميثاقها المللي المزعوم) في كوردستان سوريا والعراق، وإلزامها بدلا من ذلك بتعهدات الدولة التركية وبرلمانها للكورد (1923) ولأطراف لوزان بأن تركيا دولة مشتركة بين الشعبين الكوردي والتركي وتتكلف بتحقيق المساواة بينهما في الحقوق والواجبات.

6ـ الأمم المتحدة بتجريم العمليات العسكرية التركية في كل من كوردستان سوريا والعراق وإنهاء احتلالها لمناطق فيهما ومحاسبتها على التغيير الديمغرافي وعلى الجرائم والانتهاكات اليومية التي ترتكبها تركيا مع مرتزقتها فيهما بحق الكورد وذلك من خلال وضع مراقبين دوليين وقوات حفظ السلام فيهما.

لجنة اتفاقية لوزان /شبكة الشبيبة الكوردية

21-07-2023

100 عام على معاهدة الغدر

مجلة الحوار – العدد /81/ – السنة 30- تموز 2023م

تم طي صفحة مئة سنة على التوقيع على معاهدة لوزان يوم 24 تموز 2023. وهي المعاهدة التي صاغت النظامَ السياسي لمنطقة الشرق الأوسط. ورسمتْ حدودَ دولها المعاصرة. وقد شكلتْ معاهدة لوزان خاتمةً وبلورةً لجملةٍ من الأفكار، ولسلسلةٍ من الاتفاقيات، وكانت تتويجاً لها جميعاً. ففي سنة 1918 تمَّ التوقيعُ على هدنة مودروس، التي استسلمت بموجبها الحكومة العثمانيةُ للقوات المتحالفة المنتصرة عليها في الحرب العالمية الأولى، واحتلّتْ إثرَها العاصمةَ إستانبول. وبعد أشهرٍ طويلةٍ من مفاوضات السلام في باريس، تمَّ التوقيعُ على معاهدة سيفر في 10 آب 1920، بحضور الوفد الكوردي برئاسة شريف باشا. حيث تمَّ تثبيتُ الحقوق الأساسية لشعوب المنطقة في معاهدة سيفر، وخاصةً حقُّ تقريرِ المصير السياسي بما فيه الاستقلال لجميع الشعوب غير الناطقة باللغة التركية. تلك التي كانت تخضعُ لسلطة العثمانيين. كما أقرَّ المؤتمرُ بتقسيم السلطنة العثمانية بين الأمم المكونة لها. ومن ضمنها الأمة الكوردية، الذي منح نُخبَه وزعاماتِه مهلة ستة أشهرٍ لإجراء استفتاءٍ بإشراف عصبة الأمم في كل مناطق ايالة كوردستان العثمانية، وخاصة ولايات شرق نهر الفرات. لكن سرعان ما رفضت السلطات القومية التركية الصاعدة تطبيق بنود معاهدة سيفر. فأعادتْ تنظيمَ صفوفِ قواتها، انسحبت القيادة القومية التركية الجديدة الى شرق الأناضول، واتخذت من المجلس التركي مشروعيةً وغطاءً لقيادة تركيا من مناطق كوردستان، وخاصةً (سيواس). ثم استقوتْ بالكورد ووعدتْهم بكافة الحقوق القومية وطالبتهم بالتضامن الإسلامي. مما دفعَ بأغلبية الكورد للوقوف معهم لصد قوات الاحتلال لدول الحلفاء. ثم ماطلتْ هذه الحكومة بقيادة مصطفى كمال، وناورتْ مع كل الأطراف الموقعة على اتفاقية سيفر. ثم خاضتْ هذه الحكومة التركية الخارجة عن سلطة السلطان العثماني انطلاقاً من سيواس حرباً مع قوات الحلفاء واليونانيين. وحققتْ انتصاراتٍ على الأرض، حتى فرضتْ شروطاً جديدةً. فكانت اتفاقية لوزان عملياً طياً لصفحة اتفاقية سيفر. وتمَّ التوقيعُ عليها في مدينة لوزان السويسرية بتاريخ 24/7/ 1923. مررتْ عبرها صفقةً استعماريةً كبرى في الشرق الأوسط، خرجتْ أغلبُ الأطرافٍ منها منتصرةً، أو قد حصلت على قسم من الغنيمة العثمانية إلا الكورد كانوا الخاسرين الأول والأخير في هذه المعاهدة – الصفقة.

فإذا كانت لوزان عند بعض الشعوب تحقيقاً للحقوق وانجازاً سياسياً، وبداية مسيرة بناء الدولة. فإنها شكلتْ لدى الكورد بدايةَ تقسيم بلادِهم (ايالة كوردستان العثمانية) بين ثلاث دولٍ: تركيا العراق، وسوريا. لقد دشنتْ معاهدة لوزان لمرحلة المجازر وحروب الإبادة ضد المجتمعات الكوردية. وقمعَ الأتراكُ، وغالبيةُ الدولِ الموقعة على لوزان والمتعاونة معها انتفاضاتِ الكورد، وثوراتهم الرافضةِ لتقسيم بلدهم واستمرار الحكم التركي فيها. لقد تمَّ قمعُ انتفاضة الشيخ محمود البرزنجي 1924، وثورة الشيخ سعيد بيران 1925. وثورة آرارات الكبرى (1927 -1930). وثورة ديرسم (1937- 1938) بوحشيةٍ بالغةٍ. حتى كانت حصيلةُ قمعِ هذه الثوراتِ، وما تلتْها من انتفاضات معاصرةٍ في كوردستان العراق، أكثر من ثلاثة ملايين من الضحايا، وتهجير ثلث سكان كوردستان منها. إضافة الى تدمير أو اخلاء ما يقارب عشرة آلاف قرية، بما فيها التي دمرت في مرحلة حكم البعث في العراق.

لذلك، تُعَدُّ هذه المعاهدةُ بالنسبة للكورد بدايةَ عصرِ المجازر والقتلِ والتشريدِ، والتنكر لأبسط حقوق الانسان، وحقِّ الشعوبِ في تقرير مصيرها السياسي. كانتْ لوزان وستظلُّ معاهدةَ الغدرِ بحق الأمة الكوردية وستظلُّ ذكرى مرورها يوماً قاتماً وحزيناً في تاريخ هذا الشعب المظلوم. حتى وصفَها المؤرخون: “بأنها معاهدةُ غيرُ أخلاقيةٍ وقد كُتبتْ بيد الشيطان”!

تطلبت هذه الذكرى الحزينةُ التوقفَ عندها مطولاً، وقد خصصْنا جُلَّ هذا العددِ لدراستها، في سرديتين مسهبتين. سلَّطْنا فيهما الضوءَ على جوانبَ خفيةٍ من تلك المعاهدة، كما سَعيْنا للتذكير بالنظام الإقليمي السياسي الجائر، وغير الإنساني المعادي لحقوق الانسان والشعوب، هذا النظام غير الجدير بالاحترام، الذي مازال يسودُ المنطقة، ويتنكّرُ لحقوق الأفراد والجماعات فيها. وكما اعتدنا في مجلة الحوار فإننا سوف نستمرُّ في الوقوف إلى جانب المضطهَدين وتسليطَ الضوءِ على كل ما هو معادٍ للمجتمعات وحريات الشعوبِ، وسنغردُ لكل ما هو انسانيٌّ، لكل ما هو داعمٌ لحقِّ المجتمعاتِ في الحرية والكرامة والتعليمِ والسيادةِ.

أسرة التحرير

أمريكا تدعو روسيا لوقف سلوكها غير المسؤول في سوريا بعد الهجوم على طائرة مسيرة

(رويترز)

دعا وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن روسيا يوم السبت إلى الالتزام بالقوانين التي تحمي المجالات الجوية للدول ووقف “السلوك غير المسؤول”، وذلك عند سؤاله عن الهجمات الروسية على طائرة أمريكية مسيرة في سوريا.

وقال الجيش الأمريكي إن طائرة مسيرة من طراز إم.كيو-9 تعرضت لأضرار “بالغة” عندما أصيبت بمقذوف ناري من طائرة مقاتلة روسية في أثناء تحليقها فوق سوريا الأسبوع الماضي، في أحدث مواجهة قريبة المدى بين الطائرات العسكرية الروسية والأمريكية في المنطقة.

وقال أوستن عند سؤاله عن الحادث في مؤتمر صحفي في مدينة برزبين الأسترالية “ندعو القيادة الروسية إلى التأكد من أنها تصدر توجيهات لقواتها للالتزام بقوانين السماء والتأكد من وقف هذا السلوك غير المسؤول”.

وأوستن موجود الآن برفقة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في أستراليا لحضور الحوار الوزاري الأسترالي-الأمريكي السنوي.

وأضاف أوستن “سنواظب على التواصل عبر القنوات القائمة للتعبير عن مخاوفنا وسنواصل إشراك القيادة العليا كلما اقتضى الأمر. ولكن مرة أخرى سنواصل العمل كما عملنا دائما في المجالات الجوية، وسنحمي مصالحنا ومواردنا”.

بوتين: لا أحد يريد صداما بين حلف الأطلسي وروسيا في سوريا

(رويترز)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم السبت إنه ما من أحد يريد وقوع صدام مباشر بين قوات حلف شمال الأطلسي وروسيا في سوريا.

وأضاف أنه إذا أراد أحد ذلك فإن روسيا مستعدة.

وكان بوتين يتحدث في مؤتمر صحفي بعدما التقى بزعماء أفارقة في سان بطرسبرج يوم الجمعة.

خبير أمن معلومات يستبعد قدرة “آرسيل” على حماية بيانات مستخدميها

استبعد خبير أمن معلومات، السبت، قدرة شركة “آرسيل” المحلية في القامشلي على حماية بيانات مستخدميها من أي هجمات خارجية.

و “آرسيل” هي شركة تقدم خدمة الإنترنت في مناطق الإدارة الذاتية، وأعلنت قبل أيام عن تسجيل خطوطها عبر تطبيق جديد ويُلزم التطبيق المستخدمين على تقديم معلومات ووثائق شخصية لتثير الخطوة جدلاً بين المستخدمين.

وقال دلشاد عثمان، وهو خبير أمن معلومات مقيم في الولايات المتحدة الأميركية، لوكالة نورث برس، “لا أعتقد بأن آرسيل تستطيع حماية بيانات المستخدمين، وبعيداً عن الاتهامات السياسية، الهكر التركي أو الإيراني أو الروسي يهاجمون مناطقنا عن طريق السايبر (هجوم الكتروني)، وعندما يعلمون بأن آرسيل تجمع هذه المعلومات، سيحاولون اختراقها للحصول على هذه البيانات”.

واعتبر أنه من الممكن ان تكون خطوة الشركة الأخيرة خادمة لتلك الأنظمة ( أنقرة وطهران وموسكو) للحصول على معلومات المستخدمين بطريقة بسيطة، بحسب رؤيته.

والخميس قالت “آرسيل” في بيان إنها “لا تسجل أو تحفظ سوى المعلومات التي يتم تقديمها من قبل المستخدم أو يسمح للتطبيق بالوصول إليها وذلك بعد موافقته”.

وأشار عثمان إلى أنه “في الولايات المتحدة يتم طلب بيانات المستخدمين بموجب قرار رسمي من المحكمة، ولكن الإدارة الذاتية تفتقد هذه الآلية في مناطقها”، بحسب كلامه.

وفي رده على إمكانيه وصول الشركة إلى المحادثات وخصوصيات المستخدمين قال الخبير الأمني إن “آرسيل” تستطيع معرفة ما تستخدمه من تطبيقات، دون معرفة المحادثات والرسائل والاتصالات، إنما متى فتحت التطبيق وأغلقته، كما يتم تحديد موقعك الجغرافي عبر تطبيقها الجديد.

ويرى خبير أمن المعلومات أن القصة معقدة جداً كما أنها خطوة خاطئة، قائلاً: “يجب أن يفكروا جيداً قبل أن يفعلوا مشروعاً كهذا، فإن لم يستطيعوا حماية أنفسهم، “يجب حماية بيانات المستخدمين من الأنظمة السياسية في المنطقة أو الهكر الخارجي”.

تشييع جثامين مقاتلات في وحدات حماية المرأة في الحسكة

شيع الآلاف من أهالي مدينة الحسكة وقراها جثامين 4 مقاتلات من وحدات حماية المرأة، إضافة إلى تشييع جثمان المواطنة وعد الخلوف.

والمقاتلات هن: حسينة موسى محمد الاسم الحركي آفاشين حسكة، هبة عبد القادر بكر الاسم الحركي هبة حسكة، بيريفان عبد الخلف الاسم الحركي بيريفان حسكة، أمينة نبو سليمان الاسم الحركي دلار كوباني.

وبحسب وكالة هاوار أن المقاتلات فقدن حياتهن في الـ 27 من تموز الجاري “إثر حادثة تعرضن لها وهن يؤدين مهامهن الثورية في مدينة الحسكة”.

إضافة إلى تشييع جثمان المواطنة وعد الخلوف، التي فقدت حياتها في الـ27 من تموز الجاري أثناء استهداف مسيرة تركية لسيارتين على طريق بلدة تل معروف بريف قامشلو.

الاستخبارات التركية تعتقل شقيقتين في عفرين

قالت شبكة عفرين نيوز 24 الإخبارية، إن الاستخبارات التركية اعتقلت شقيقتين من أهالي قرية علكة التابعة لناحية شرا بريف عفرين، إحداهما قاصر.

وكشفت الشبكة عن اسمي المعتقلتين وهما؛ هيفين يوسف جمعة (16 عاماً)، ومريم يوسف جمعة (24 عاماً).

الفصائل الموالية لتركيا تعتقل مواطنين اثنين من أهالي ناحيتي شرا وراجو في  عفرين

وفي سياق متصل أفادت مصادر من عفرين أن ما تسمى “الشرطة المدنية” التابعة لفصائل المعارضة السورية اعتقلت الصيدلاني محمد محمد فاتي (45 عاماً) من أهالي ناحية راجو، واقتادته إلى جهة مجهولة.

وفي ناحية شرا، اعتقلت ما تسمى “الشرطة العسكرية” المواطن حسين مصطفى حدك (42 عاماً) من أهالي قرية دير صوان، للمرة الثانية مع الاستيلاء على سيارته، والاستيلاء على مبلغ 15 ألف دولار أمريكي في منزله.

 

الصابئة المندائيون يقيمون مناسك الخليقة ويستذكرون موتاهم

متابعات .. محمد البغدادي
العيد الكبير للصابئة، او ما سمي بـ”الكرصة”، يعد بداية العام الجديد حسب تقويمهم، وفيه يكون العالم المادي، أثناء الخليقة، ويمتد هذا العيد لسبعة أيام، تبدأ من مغيب شمس يوم غد الأحد، وتكون “الكرصة” أول 36 ساعة منه، ومن ثم يتم إكمال الإيام الأخرى.
ويشكل التعيمد أهم ركن من أركان الديانة، وهو الطقس الأهم في هذا العيد ويمارس طيلة الأيام السبعة، إضافة إلى الثواب للمتوفين وهو “طعام الغفران”.

طقوس “الكرصة”، تتمثل بالاعتكاف عن العالم عبر غلق الأبواب والنوافذ وصنابير المياه، وصنع الطعام في المنزل وعدم اكل الخبز أو أي طعام مصنوع في الخارج، ويتم استخدام اواني خاصة يتم عزلها لهذا العيد، وهذه الطريقة موجودة بكل منازل الصابئة، وهذه الأواني تكون بعيدة عن الطعام من الخارج، ومخصصة للطعام الذي يطهى في المنزل حصرا.
Iraqi Mandaeans perform religious rituals during the Benja festival in Baghdad, Iraq March 15, 2021. REUTERS/Thaier Al-Sudani
وللصابئة 4 أعياد رئيسة ومناسبات عدة أخرى، الأول هو عيد الخليقة (البرونايا) وفيه خلق الخالق عوالم النور العليا، ويستمر لمدة 5 أيام، والثاني هو عيد التعميد الذهبي، في ذكرى الولادة الروحية لنبيهم يحيى بن زكريا، بالإضافة إلى العيد الكبير الذي يصادف في شهر تموز ويستمر 7 أيام، وهو بداية الخلق، وفيه بدأت الدقائق والساعات والأيام، والأخير عيد الازدهار، وهو العيد الصغير، ففيه قام الحي العظيم بخلق الأزهار والأثمار والطيور والحيوانات، وبالإضافة إلى هذا خلق آدم وحواء، وهذا العيد يعتبر بداية نشوء الخلق، وفقا لعقائدهم. حسب عقيدتهم
وحول وضع المكون في الوقت الراهن، قال رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم الشيخ ستار جبار الحلو، في تصريح ، إن “المكون الصابئي طيلة السنوات الماضية عانى من التهميش والاقصاء وعدم وجود اهتمام حكومي حقيقي لأبناء هذا المكون، رغم انه من مكونات العراق الاصيلة”.

وأضاف أن “وضع المكون الصابئي اختلف قليلاً في حكومة محمد شياع السوداني، فرئيس الحكومة الحالي، لديه نية حقيقية في الاهتمام بالأقليات ودعم أبناء مكونات الأقليات، وهذا الامر يدعو للتفاؤل بمستقبل المكون الصابئي، خصوصاً اذا أصبح شريكا في صناعة القرار على مختلف الأصعدة”.
يذكر، أن  جنوب العراق يعد موطنا للصابئة منذ آلاف السنين، إذ تمركزوا قرب الأنهار والأهوار، لارتباط طقوسهم الدينية بالماء، لكن اليوم تشهد تلك المناطق تراجعا كبيرا بأعداد الصابئة نظرا لهجرتهم.

المصدر: المسرى

عفرين تحت الاحتلال (254): اعتداء جديد على عائلة “بيشمرك”، استهداف المدنيين، اعتقالات تعسفية، فوضى السلاح واستخدامه، إحصاءات أمنية

عدا عن خلق واردات مالية للميليشيات عبر فرض غرامات باهظة على المعتقلين الكُـرد، واستفزازهم وممارسة المزيد من الضغوط عليهم وعلى ذويهم بغية دفعهم للهجرة، تواصل سلطات الاحتلال الاعتقالات التعسفية بحقهم بشكلٍ حثيث عبر أدواتها من الميليشيات والجهاز “الأمني – القضائي” المُؤَسس من قبلها، بتُهم مختلفة، معظمها أفعال ذات طابع مدني وغير قتالي مارسها مدنيون أثناء الإدارة الذاتية السابقة ومضى عليها ما بين (5 – 11) سنةً.

فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:

= اعتداء على شاب من عائلة شهداء نـوروز جنديرس:

مساء الأحد 23/7/2023م، اعتدت مجموعة مسلّحة على الشاب “نظمي أشرف عثمان /16/ عاماً- يعمل حلاقاً” في الطريق الواصل بين بيته ومحل عمله بمدينة جنديرس بالضرب المبرح، بأخمص الأسلحة والحجارة، بعد وضع السكين على رقبته وتهديده بالذبح، ومحاولة دهسه بالسيارة، فأدى ذلك إلى إصابته بكسور وجراح في ذراعيه وبأذية في عموده الفقري ورضوض في عموم جسده، حيث أسعف إلى مشفى في بلدة عقربات- إدلب الواقعة تحت سيطرة “هيئة تحرير الشام” لتلقي العلاج؛ وحتى الآن لم يتم ملاحقة واعتقال الجناة.

يُذكر أن الشاب “نظمي” ينتمي إلى عائلة “بيشمرك” التي سقط منها أربعة شهداء جراء الجريمة التي ارتكبتها عناصر ميليشيات “جيش الشرقية” ليلة نـوروز 2023م في جنديرس، والتي نالت استنكاراً واسعاً واحتجاجاً جماهيرياً كردياً على الأرض، لاسيّما وأنّ ذويهم يتمسكون بحقهم ومصرّون على المطالبة بالقصاص من المجرمين، وقد ردد المعتدون على “نظمي” عبارات شوفينية أثناء الاعتداء وقالوا: نحن الشرقية وهذا هو الثمن، وذلك في محاولةٍ لثني العائلة عن متابعة قضبة الشهداء والتنازل عن حقوقها.

كما أنّ “هيئة تحرير الشام” استغلّت الحدث، لتعزز نفوذها في جنديرس، حيث أرغمت “جيش الشرقية” منذ ثلاثة أيام على إغلاق مقرّاتها الأمنية الثلاثة داخل جنديرس، واستولت عليها دون إعلان وتواجد رسمي.

= استهداف المدنيين:

تواصل قوات الاحتلال التركي قصف مناطق ريف حلب الشمالي الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، والتي تكتظ بمُهجري عفرين:

– ففي 23/7/2023م، قصفت محيط قرية “بينيه/أبين”- جبل ليلون بالمدفعية، أدى إلى وقوع أضرار مادية وإصابة الشابة “هيفين حمو شرو /20/ عاماً” من أهالي قرية “قيباره”- عفرين بشظية في قدمها، حيث أنها مقيمة في “بينيه” منذ نزوحها عن قريتها إبّان العدوان على المنطقة واحتلالها في 2018م.

– وفي 28/7/2023م، استهدفت قرية “كوندي مزن”- جبل ليلون بالسلاح المتوسط، فأصيب الطفل “خليل محمد أوسو /14/ عاماً” بجروح، وأسعف إلى مشفى بلدة الزهراء المجاورة.

– وفي 29/7/2023م، قصفت مدينة تل رفعت بالمدفعية، حيث أصابت إحدى القذائف موقع منهلٍ لتوزيع المياه، فأصيب سائق أحد الصهاريج “آزاد حسين كلّ ده دو /35/ عاماً” من أهالي قرية “جلا”- راجو بجروح. يُذكر أن والده المسن “حسين عبد الله كل ده دو /74/ عاماً” قد استشهد في 2/12/2019م مع تسعة آخرين أغلبهم أطفال في مجزرةٍ ارتكبها الجيش التركي وميليشياته بقصف “تل رفعت” في حينه.

= اعتقالات تعسفية:

تُشرف الاستخبارات التركية بشكلٍ مباشر وتُدير كافة عمليات الاعتقال التي تطال الكُـرد في المنطقة وتعدّ قوائم بأسماء المستهدفين، لتصل إلى أنقرة حالاً تحت اسم “قوائم الإرهاب”؛ وقد اعتقلت سلطات الاحتلال:

من أهالي بلدة “بعدينا”- راجو:

1- بتاريخ 26/7/2023م، المواطن “محمد محمد فاتي سني /15/ عاماً- يعمل صيدلاني”، من قبل ميليشيات “الشرطة العسكرية في راجو”، بتهمة ملفّقة.

2- بتاريخ 27/7/2023م، المواطنين “سعيد عبدو عثمان /65/ عاماً، حميد حميد كنجو /25/ عاماً”، من قبل “شرطة راجو”، بتهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.

يُذكر أنه ورد خطأً في تقريرنا السابق إطلاق سراح المواطن “إسماعيل عارف علو” الذي اعتقل في 16/7/2023م، بل نُقل من سجن “شرطة راجو” إلى سجن “ماراته” المركزي بعفرين، ولا يزال محتجزاً فيه.

كما أنّ محكمة الاحتلال فرضت على “أحمد بكر علي /43/عاماً” بالسجن عاماً وعلى “محمد نظمي حمدي /44/ عاماً” بالسجن ستة أشهر مع غرامات مالية، اللذين اعتقلا بتاريخ 1/5/2023م من قبل “شرطة راجو” بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وهما محتجزان في سجن “ماراته” المركزي.

من أهالي قرية “ديرصوان”- شرّا/شرّان:

1- المواطن “حسين مصطفى حدك /50/ عاماً- يعاني من إعاقة في ظهره”، منذ حوالي أربعة أشهر، بتهمة ملفّقة، ولا يزال محتجز تعسفياً في سجن أعزاز، حيث صادرت ميليشيات “فرقة السلطان مراد” سيارته (جيب شفرولية) وتستخدمها في مركز ناحية بلبل، مع سرقة /15/ ألف دولار أمريكي لدى مداهمة منزله.

2- المواطن “علي نواف عبد العزيز /40/ عاماً- كان يعمل حلاقاً”، من منزله منذ شهرين، واقتيد إلى سجن أعزاز بتهمة ملفّقة، إلى أن أُطلق سراحه في 28/7/2023م، بعد دفع ذويه لـ/5/ آلاف دولار بين رشاوي وغرامات مالية.

من أهالي قرية “عبودان”- بلبل، المواطن “علي رشيد قاسم /45/ عاماً”، منذ سنتين، بتهمة ملفّقة، ولا يزال محتجز تعسفياً في سجن راجو الأسود، حتى دون محاكمة صورية.
من أهالي قرية “كوكان”- مابتا/معبطلي، منذ أسبوعين تقريباً، المواطن “خليل عبدو بن عارف /35/ عاماً”، من قبل ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه”، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، بعد ثلاثة أيام من عودته من وجهة النزوح- حلب إلى دياره ومراجعته لها لأجل “تسوية وضعه”، حيث تم تسليمه إلى ميليشيات “الشرطة المدنية في معبطلي”، ثم نُقل إلى سجن “ماراته” المركزي.
من أهالي قرية “جلمة”- جنديرس، بتاريخ 24/7/2023م، المواطنين “محمد مصطفى بنفشة /30/ عاماً، عبد الرحمن حسين عليكو /35/ عاماً، خالد رسول كل خلو /28/ عاماً، جمعة مصطفى عوان /27/ عاماً“، من قبل ميليشيات “الشرطة العسكرية في جنديرس”، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، حيث أُطلقت سراح ثلاثة منهم بعد فرض غرامات مالية عليهم، ولا يزال “بنفشة” قيد الاحتجاز التعسفي.
من أهالي قرية “شيخوتكا”- مابتا/معبطلي، منذ عشرين يوماً، المواطن “فاروق زكريا رشو /25/ عاماً”، من قبل “شرطة معبطلي” واقتياده إلى سجن “ماراته” المركزي، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزال قيد الاحتجاز التعسفي.

وبتاريخ 27/7/2023م، أطلقت سلطات الاحتلال سراح المواطن “حسين رشيد حمزة” من أهالي بلدة “كفرصفرة”، الذي اعتقل بتاريخ 15/7/2023م، بعد فرض غرامة مالية /٣٠٠/ دولار أمريكي عليه.

= فوضى وفلتان:

– مساء 27/7/2023م، تم إطلاق الرصاص بكثافة في عرسٍ لأحد أولاد عم متزعم ميليشيات “لواء الشمال” المدعو “أبو عبد الله الزربة” بقرية “هوبكا”- راجو، فسقط الرصاص على المنازل في القرية وببلدة راجو القريبة منها، في وقتٍ يعتاد فيه الناس النوم على أسطح المنازل بسبب حرّ الصيف، فيما لم تحرك سلطات الاحتلال ساكناً، حيث أنها لا تمنع إطلاق الرصاص في المناسبات وبين المدنيين، بل إنّ حمل السلاح واستخدامه العشوائي من قبل عناصر الميليشيات ومعظم المدنيين المستقدمين الذين تم توطينهم في المنطقة أمرٌ مباح.

= انتهاكات أخرى:

– خلال الأسبوع الفائت، قامت أمنية ميليشيات “فيلق الشام” بإجراء إحصاء سكّاني وإعداد بيانات شخصية وعائلية أمنية في قرى “جقماق كبير وصغير، علمدارا، جنجليا”- ناحية راجو وغيرها من قرى وبلدات تقع تحت سيطرتها في الناحية والتي يتزعمها فيها المدعو “صليل الخالدي”، لصالح الاستخبارات التركية، بحجة تدقيق توزيع المساعدات؛ بغية متابعة أدق التفاصيل عن الكُـرد – السكّان الأصليين – المتبقين وعن أبنائهم وأقربائهم الذين يقيمون خارج المنطقة.

تعدّ الاعتقالات التعسفية بحق الكُـرد في عفرين مخالفة جسيمة للقانون الإنساني الدولي، وللدستور وقانون العقوبات السوري، فعلاوةً على أنّ أفعالهم لم تكن جرائم ضد أشخاص أو المجتمع والدولة، فإنها مشمولة بالتقادم المسقط قانوناً.

29/07/2023م

المكتب الإعلامي-عفرين

حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

——————

الصور:

– الشاب المصاب والمعتدى عليه “نظمي أشرف عثمان”.

– المصاب “آزاد حسين كلّ ده دو”.

– الرصاص على فراش النوم على سطح إحدى منازل بلدة راجو.

– المدعو “صليل الخالدي” متزعم ميليشيات “فيلق الشام” في ناحية راجو.

————

يمكنكم تنزيل الملف كاملاً بالنقر هنا:

عفرين تحت الاحتلال-254-29-07-2023 – PDF

منظمات سورية: على السلطات التركية احترام تعهداتها بموجب القانون الدولي العرفي الذي يحظر الإعادة القسرية بشكل مطلق

عبرت منظمات المجتمع المدني السوري عن قلقها البالغ إزاء قرار الحكومة التركية الأخير إعادة اللاجئين السوريين قسراً إلى شمال غرب سوريا.

وقالت في بيان مشترك:

يُعدُّ هذا القرار انتهاكاً لمبدأ عدم الإعادة القسرية، المنصوص عليه في القانون الدولي والمنعكس في اتفاقية اللاجئين لعام 1951 وبروتوكولها لعام 1967 ، والذي يمثل حجر الزاوية في حماية حقوق طالبي اللجوء واللاجئين. وهو مبدأ عرفي ملزم لجميع الدول بما فيها الدول غير المصادقة على اتفاقية اللاجئين لعام 1951.

يحظر هذا المبدأ طرد طالبي اللجوء واللاجئين أو إعادتهم أو تسليمهم إلى مناطق قد تتعرض فيها حياتهم أو حريتهم أو سلامتهم للخطر. ومناطق شمال غرب سوريا التي يُعاد إليها اللاجئون السوريون من تركيا، والخاضعة لسيطرة كل من هيئة تحرير الشام وقوات الجيش الوطني ما زالت غير آمنة وتُسجَل فيها يومياً انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

تسببت الانتهاكات المنهجية والواسعة التي قامت بها كافة أطراف النزاع في سوريا، وبشكل أساسي النظام السوري وحليفيه الإيراني والروسي المتسببين في النسبة الأعظم من الانتهاكات والتي بلغ بعضها مستوى الجرائم ضد الإنسانية، في تشريد قسري لقرابة 14 مليون مواطن سوري ما بين نازح ولاجئ، وقد هرب المواطن السوري نتيجة الاضطهاد والقمع الوحشي الذي وقع في بلده منذ آذار 2011 وحتى الآن، وأصبح وفقاً للقانون الدولي مستحقاً لطلب اللجوء.

ونظراً لعوامل عديدة من أبرزها قربها الجغرافي وطول الحدود اضطر الملايين من السوريين للجوء إلى تركيا، وبسبب الاتفاق الأوروبي التركي عام 2016 لم يتمكن مئات الآلاف منهم من العبور من تركيا إلى دول أوروبية تمنح اللاجئين حقوقاً ورعايةً أفضل، من ضمنها الحصول على إقامة دائمة وعلى المواطنة، وبسبب هذا الاتفاق بشكل أساسي أصبحت تركيا تضم أكبر عدد من السوريين، وحصلت تركيا على مبالغ مالية طائلة من الاتحاد الأوروبي مقابل هذا الاتفاق، وقدمت بالمقابل بعض الحقوق الأساسية للاجئين السوريين، وبقيت كثيراً من الحقوق عالقةً دون حلول. وبحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين فإنه يوجد في تركيا 3329516 لاجئاً سورياً حتى 13/ تموز /2023.

وعادةً ما تقوم العديد من الدول بتحميل اللاجئ الهارب إليها مشاكل اقتصادية واجتماعية متراكمة على مدى سنوات حتى قبل قدومه إلى هذه الدولة أو تلك، لكنه الشماعة الأسهل والتي ليس لها صوت مسموع في وسائل الإعلام المحلية، فغالباً ما تقوم الحكومات والأحزاب السياسية المعارضة بتحميل مشاكلها على تواجد اللاجئين وتقدم وعوداً انتخابية زائفة بتحسن مستوى الدخل بعد الترحيل القسري لمئات آلاف اللاجئين، وهذا ما حصل في تركيا على خلفية الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة، والذي شهدنا تداعياتها منذ مطلع العام الجاري 2023 وبشكل متصاعد في شهري حزيران وتموز، وقد تجسد هذا كله في عمليات ملاحقة واحتجاز اللاجئين السوريين في العديد من الولايات التركية من أبرزها ولاية إسطنبول، تلتها عمليات ترحيل طالت المئات منهم.

للاطلاع على البيان كاملاً

رسام متجول في كلار ينقل لمساته الإبداعية من الغرف الضيقة إلى الطرقات العامة

الرسام دانيار، رسام يعيش في كرميان وقد نقل لوحاته وفنه المبدع من إطار القاعة والغرف الضيقة إلى الطرقات ليجذب انتباه الناس من حوله ويظهر موهبته في الرسم فضلاً عن كسب لقمة عيشه، ويتوافد الناس إليه يومياً فيقوم برسمهم بريشته المبدعة وتحويل صورهم إلى لوحات فنية مبهرة.

عندما يتجول المرء في حديقة دايك “الأم”، في مدينة كلار التابعة لإدارة كرميان فإن أول ما يجذب الانتباه بين الزحام هو شاب يجلس في زاوية مقعد يضيف بلمساته المبدعة الروح للوحاته.

هذا الشاب هو دانيار يحيى الذي يبلغ من العمر 27 عاماً وهو من سكان بلدة كلار، مركز إدارة كرميان حيث بدأ دانيار الرسم باللونين الأبيض والأسود في عام 2011، وشارك في العديد من المعارض الفنية إلا أنه بسبب عمله اضطر أن يبتعد عن الفن لفترة طويلة.

عاد دانيار في عام 2018، إلى شغفه مرة أخرى ولم يدع مصاعب الحياة وضيق الوقت تعيق موهبته، فبدأ هذه المرة بحماس أكبر من أي وقت مضى وأضفى أسلوباً خاصاً على فنه حيث أحضر دانيار أدوات الرسم إلى الطرقات والأزقة المزدحمة ليرسم لوحاته بشكل مباشر للناس.

كما سجل دانيار في البداية على دورة تعليم الرسم وأتقن فيها فن الرسم، وحول رغبته في هذا المجال، قال دانيار: “شاهدت لوحات جميلة وأدركت حينها أن رغبتي هي الرسم ووجدت نفسي في هذا المجال قادراً على تطوير مهاراتي وإمكانياتي بشكل كبير”، وتابع: “الرسم له عدة أنواع مختلفة مثل الزيتي والمائي والغرافيك والرسم بالفحم (أبيض وأسود)، وما جذب انتباهي هو الرسم بالفحم أي الصور ذات اللون الأبيض والأسود فاخترت هذا القسم لأنني رأيت فيها قدراتي الفنية في رسم لوحات لتبدو وكأنها حقيقية”.

يرسم الرسام الشاب دانيار رسومات للمواطنين في الأماكن العامة لكن لا يوجد وقت محدد للمواطنين لينتظروا فيها انتهاء رسوماتهم فهي تعتمد بحسب كل صورة، كذلك يرسل الأشخاص الذين يعيشون في المدن والمناطق الأخرى، صورهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي وبعد أن يقوم دانيار برسمهم يرسل لهم اللوحات.

يهدف دانيار لتطوير قدراته الفنية وموهبته بالإضافة إلى كسب لقمة العيش من خلال هذا المجال كما يسعى لنقل لمساته الفنية إلى الشوارع والأماكن العامة لترغيب الناس بهذا المجال، واختتم دانيار حديثه بقوله: “أحمل لوحاتي وأعرضها على الطريق وبهذه الطريقة يرى المواطنون معرضاً فنياً على الطريق كل يوم”.

 

المصدر: روج نيوز

اتحاد الكتاب الكرد في سوريا ينعي الشاعر لوري تلداري

نعى اتحاد الكتاب الكرد في سوريا الشاعر لوري تلداري الذي رحل في مدينة قامشلو إثر مرض عيال.

وقال الاتحاد:

بمزيد من الاسى ننعي اليكم رحيل عضو اتحاد الكتاب الكرد في سوريا الشاعر لوري تلداري عن عمر ناهز 66 عاماً في إحدى مشافي قامشلو اليوم، إثر مرض عضال.
والشاعر لوري تلداري من مواليد قرية “تلدار” في مدينة #ديرك ، عام 1957 ، له ديواني شعر Halan, û Tildar واسمه الحقيقي “جلال الدين نصر الدين حاجي”.
ستتم مراسيم دفن الراحل في مدينة ديرك، أما خيمة العزاء فستكون في قرية تلدار.

الهيئة الادارية في اتحاد الكتاب الكرد في سوريا

مقتل طفل في 18-7-2023، متأثراً بجراحه التي أصيب بها إثر قصف سابق لقوات النظام السوري على ريف محافظة إدلب الجنوبي

الطفل محمد صلاح العرب، يبلغ من العمر 7 أعوام، قُتل في 18-7-2023، مُتأثراً بجراح أُصيب بها في 9-7-2023، إثر قصف مدفعية تابعة لقوات النظام السوري قذائف عدة على بلدة البارة في جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، حيث سقطت إحدى القذائف قرب منزلهم ما أدى لإصابة الطفل وإخوته بجراح.

تخضع المنطقة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة وهيئة تحرير الشام، وتشير الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أن قوات النظام السوري قد ارتكبت بشكل لا يقبل التَّشكيك خرقاً لقراري مجلس الأمن رقم 2139 و2254 القاضيَين بوقف الهجمات العشوائية، كما انتهك قواعد القانون الدولي الإنساني الخاصة بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين؛ ما يؤدي لنشر الذعر بين المدنيين واقتلاعهم من أرضهم وديارهم، ودفعهم نحو التشريد القسري، حيث يقدر عدد المشردين داخلياً بقرابة 6.5 مليون مواطن سوري. وعلى المجتمع الدولي الضغط على النظام السوري وحلفائه لتعويض الضحايا المشردين وترميم المنازل والمراكز الحيوية، ودعم عملية الانتقال السياسي والضغط لإلزام الأطراف بتطبيق الانتقال السياسي ضمن مدة زمنية لا تتجاوز ستة أشهر كي يتمكن ملايين المشردين من العودة الآمنة والمستقرة إلى منازلهم.

المصدر: الشبكة السورية لحقوق الإنسان

 

بالصور معاناة أهالي الحسكة للحصول على مياه الشرب

نشرت وكالة هاوار الكردية مجموعة صور تظهر معاناة سكان مدينة الحسكة بشمال شرق سوريا خلال رحلتهم الشاقة للحصول على مياه الشرب وذلك نتيجة القطع شبه المستمر لمياه محطة علوك بريف سري كانيه / رأس العين منذ السيطرة عليها من قبل تركيا وفصائل المعارضة السورية الموالية لها في أكتوبر ٢٠١٩.

قسد تعلن فقدان 4 مقاتلين من الدفاع الذاتي لحياتهم باستهداف مسيرة تركية لقرية خربة خوي بريف عامودا

اعلنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، أمس الجمعة فقدان 4 مقاتلين من واجب الدفاع الذاتي لحياتهم، في استهداف مسيرة تركية لقرية خربة خوي في ريف عامودا شمال شرق سوريا.

واصدر المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، بياناً جاء فيه:

“بهدف ضرب الأمن والاستقرار في المنطقة، يواصل الاحتلال التركي ومرتزقته هجماتهم الإرهابية ضد مناطق شمال وشرق سوريا.

ومن ضمن ذلك، وفي عدوان جديد، بتمام الساعة السابعة مساء، استهدفت طائرة مسيرة تابعة للاحتلال قرية “خربة خوي” في منطقة عامودا، حيث ارتقى أربع من مقاتلي واجب الدفاع الذاتي إلى مرتبة الشهادة.

سينشر المركز الإعلامي تفاصيل العدوان في بيان لاحق”

الإعلان عن تأسيس رابطة دار لضحايا التهجير القسري في سوريا

أعلن نشطاء سوريون تأسيس رابطة دار لضحايا التهجير القسري للدفاع عن حقوق النازحين والمهجرين السوريين وممتلكاتهم، سواء أكانوا داخل البلد أو خارج حدوده.

وجاء في نص البيان التأسيسي لرابطة دار لضحايا التهجير القسري DAR

بفضل الجهود المبذولة من قبل مجموعة من الناشطين والناشطات/ المهجرين والمهجرات خلال الأشهر الماضية تم تأسيس رابطة دار لضحايا التهجير القسري، والعمل على إنشاء الموقع الإلكتروني وتأسيس فريق في الداخل السوري للعمل على تحقيق الرؤية والأهداف المراد تحقيقها.
رابطة دار لضحايا التهجير القسري هي منظمة مدنية غير ربحية، وغير حكومية تستند إلى نهج حقوق الإنسان وتهتم بشؤون النازحين والنازحات، المهجرين والمهجرات قسراً، وتدافع عن قضاياهم/نَّ، من خلال توفير برامج قائمة على احتياجاتهم/نَّ.
تقوم الرابطة على فكرة مركزية تتمثّل في الدفاع عن حقوق الناجين والناجيات من الانتهاكات الجسيمة، ومن ضمن ذلك اعتبار التهجير القسري أحد تلك الانتهاكات، حيث ستكون الرابطة منصة للمطالبة بحقوق المهجرين قسراً والعودة الطوعية والآمنة لمكان سكناهم الأصلية والتعويض عمّا لحق بهم من ضرر، بالإضافة لتوثيق الانتهاكات التي تعرضوا وتعرضنَّ لها خلال عملية التهجير القسري .
ورابطة دار لضحايا التهجير القسري هي مشروع مدني مستقل، نبع من واجبنا بضرورة وجود جسم مدني يركز على حقوق المهجرين/ات قسراً. وتساهم الرابطة إلى جانب الكيانات المدنية التي تدافع عن هذه القضية كي تبقى في سلّم أولويات حقوق الإنسان ومدخلاً لأي حل مستقبلي في سوريا.
تسعى “دار” لعودة آمنة و طوعية لجميع المهجرين والمهجرات قسراً على كامل المساحة الجغرافية السورية إلى أماكن سكناهم الأصلية من خلال حملات المناصرة والدعم وحشد الرأي العام، والتأثير على صناع القرار السياسي، والحرص على نقل صوتهم/نَّ لتنعكس على أي أجندة للحل السياسي في سوريا.
تشكر رابطة دار لضحايا التهجير القسري جميع الشخصيات والمنظمات المدنية على المساهمة والمساعدة في تأسيس الرابطة ووضع اللبنة الأساسية لنكون على قدر المسؤولية في إيصال صوت المهجرين والمهجرات قسراً من خلال التواصل مع المنظمات الدولية والحكومات لتقديم الدعم والمساندة لهم وتلبية احتياجاتهم، والتعاون مع جميع المنظمات المحلية والدولية المهتمة بقضايا المهجرين والمهجرات قسراً بشكل خاص وحقوق الإنسان بشكل عام، بحيث تكون قضية الإنسان هي الأولوية دون تمييز قائم على الجنس أو القومية أو الديانة أو الطائفة.
رابطة دار لضحايا التهجير القسري DAR
مجلس الإدارة
25/07/2023

سوريون: “الباب عطشى”.. هل تستخدم الحكومة السورية قطع المياه كعقاب؟

تشهد مدينة الباب، شمال حلب، أزمة مياه حادّة شبيهة بتلك التي تحدث في شمال شرق سوريا، فخلال شهر حزيران/يونيو2023، شهدت المدينة تظاهرة تحت شعار “الباب عطشى”، طالب فيها الأهالي بحلول سريعة لأزمة المياه، وناشدوا المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة السورية لتعيد تفعيل ضخ مياه محطة عين البيضا باتجاه المدينة والتي تواصل قطعها منذ  بداية عام 2017.

رفع المتظاهرون لافتاتٍ حملت مطالبهم ونددت بالقطع، فكُتِب على إحداها: “من حقنا أن نحصل على مياه الشرب والري لأنها من أبسط حقوقنا”، وعلى أخرى: “قطع المياه عن مدينة الباب هو جريمة ضد الإنسانية ومخالفة للقانون الدولي”، فيما اعتلى عددٌ من المتظاهرين صهريج ماء، وهو رمز بات يشير إلى أزمة المياه في المدينة، وإلى انعدام أو فشل الحلول البديلة بتغطية احتياجات السكان، بعد جفاف عددٍ من الآبار الجوفية التي اعتُمِد عليها بتغذية المدينة بعد أن حُرِمت من إمدادات المحطة.

وكان المجلس المحلي لمدينة الباب، قد أصدر بياناً  بتاريخ 10 حزيران/يونيو 2023، حذّر فيه من “كارثة إنسانية تهدد حياة مئات الآلاف” بين مقيم ومهجر داخلياً، لاسيما “وإن خمسة آبار من أصل 13 بئراً استخرجت المياه منها خارج الخدمة، و 8 آبار فقط تعمل بمعدل تدفق 40 متراً مكعباً في الساعة، لذلك فإن الوضع المائي في المدينة غير منتظم ويتطلب تدخلاً عاجلاً لحماية المدينة من الجفاف ونقص المياه وتصحر الأراضي الزراعية والتي تبلغ مساحتها 4500 هكتار”.

وفي بيانٍ، نشر بتاريخ  23 حزيران/يونيو2023، تناول فريق “منسقو استجابة سورية” أزمة المياه الصالحة للشرب في مناطق ريف حلب الشمالي، وتحديداً في مناطق الباب وجرابلس وتادف والقرى المحيطة بها، التي يتجاوز عدد سكانها أكثر من نصف مليون نسمة. نوه الفريق إلى غياب الحلول الجذرية لمشكلة المياه وأثر ذلك على مختلف جوانب حياة السكان، خاصةً الاقتصادية، حيث: ” وصل سعر برميل المياه إلى 13 ليرة تركية في المنطقة، إضافةً إلى الاعتماد على مياه الآبار غير المعقمة. كما سبب الاعتماد على المياه الواردة من الآبار إلى جفاف معظمها وتلوث الآخر، إضافة إلى انخفاض واضح في منسوب المياه الجوفية في المنطقة، الأمر الذي يعرض المنطقة بشكل أكبر إلى خطر الجفاف”.

وحذر الفريق من أن استمرار أزمة المياه، وعدم حصول نسبة كبيرة من السكان على مياه شرب نظيفة بشكل منتظم، سيشكل “تهديداً فعلياً للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للسكان في أماكن وجودهم، أو ستجبرهم على النزوح إلى أماكن أخرى بحثاً عن الوصول المستدام إلى كميات كافية من المياه بجودة مقبولة”، مطالباً الجهات الإنسانية المعنية بالضغط على الحكومة السورية لإعادة ضخ المياه من محطة عين البيضا، كونها “الحل الوحيد” لإنهاء معاناة سكان المنطقة.

من الأهمية بمكان الإشارة إلى أنّ مجموعة من المنظمات المهتمة بقضايا المياه في سوريا، كانت قد أرسلت مراسلة مشتركة إلى الإجراءات الخاصة في الأمم المتحدة حول أزمة المياه في شمال شرق سوريا والباب، طالبت فيها باتخاذ التدابير اللازمة من أجل إيجاد حلّ عاجل ومستدام لأزمة المياه.

في هذا التقرير الموجز، تسلط “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” الضوء على أزمة المياه في مدينة الباب، وتداعياتها على حياة السكان المحليين والمهجرين داخلياً، من خلال ثلاث مقابلات أجراها الباحث الميداني عبر الانترنت مع مصادر من المدينة، أحدها مزارع بات غير قادر على زراعة أرضه بسبب شح المياه.

بالإضافة إلى تناوله تداعيات الأزمة، يتضمن التقرير صور أقمار اصطناعية تكشف عن الوضع الحالي لمحطة ضخ مياه عين البيضا، بريف كويرس، وحجم الدمار الذي تزعم الحكومة السورية أن المحطة قد تعرضت له خلال معارك السيطرة على المنطقة.

التعطيش كعقاب؟

تشكل وقفة حزيران الاحتجاجية امتداداً لحملة “الباب عطشى” التي أطلقها ناشطون محليون بعد أن حُرِم سكان المدينة من الوصول إلى مخصصاتهم من المياه التي تضخها محطة عين البيضا قبل سنوات، مطالبين الأطراف المسؤولة بالتدخل وإيجاد حلول سريعة.

هذا وقد أكد بيان الحملة لعام 2021، على أن “حق الحصول على المياه هو من بديهيات حقوق الإنسان”، متهماً الحكومة السورية باتباع “سياسة العقاب الجماعي عبر التعطيش”، ومعلناً الباب “مدينة منكوبة”.

حتى أوائل عام 2017، اعتمد سكان مدينة الباب وبلدتي بزاعة وقباسين شمال حلب، على مياه محطة “عين البيضا” بشكل رئيسي، والتي كانت مصدراً لكل من مياه الشرب، والمياه المستخدمة لأغراض منزلية و ري لمساحاتٍ واسعة من الأراضي الزراعية.

تبعد المحطة عن مدينة الباب نحو 16 كيلومتراً، وهي محطة تستجر مياهها عبر مجرى مائي ينقل حصتها من محطة الخفسة لمعالجة المياه الموجودة على نهر الفرات، والذي بات يشكو أساساً من انخفاض غير مسبوق بمستويات المياه، وسط اتهام منظمات دولية لتركيا بعدم ضمان التدفق الكافي لنهر الفرات إلى سوريا، وهو ما كان له أثر سلبي عميق على المجتمعات المستفيدة، خاصةً خلال انتشار وباء الكوليرا. هذا وتعد محطة الخفسة جزءاً من نظام إمداد المياه في حلب، والذي يصنف بدوره على أنه أحد أكبر شبكات مياه الشرب في سوريا.

خريطة تحدد مواقع محطتي عين البيضا (36.224362, 37.566329) والخفسة، المسؤولة عن تزويد مدينة الباب والبلدات المحيطة بها بمياه الشرب، إضافةً إلى مناطق توزع القوات المختلفة المسيطرة على المناطق حيث المحطتين.

سيطرت فصائل المعارضة المسلحة، التي أطلِق عليها تسمية “الجيش الحر” سابقاً، على المحطتين بعد أن دخلت الأحياء الشرقية لمحافظة حلب عام 2012، وتوسعت في ريفها، ومنه إلى نهر الفرات؛ لتخضع بعدها المنطقة، بما فيها المحطتين، لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) عام 2014.

استمرت المحطتان بضخ المياه نحو مدينة الباب، أحد معاقل التنظيم الرئيسية، حتى نهاية عام 2016، حيث شهد التنظيم عمليات عسكرية ضده، شُنَّت على محورين. شن الجيش التركي عملية “درع الفرات” ضد “الدولة الإسلامية” في ريف حلب، بما في ذلك مدينة الباب، بمساندة فصائل معارضة تدعمها أنقرة.

وبالتوازي مع العملية التركية، بدأت قوات المشاة التابعة للحكومة السورية عملية في الريف الشرقي لحلب، وتمكنت بدعم من الطيران الروسي والسوري، من السيطرة على بلدات وقرى عدة في المنطقة، منها قرية عين البيضا، بريف كويرس، متقدمةً على حساب التنظيم، حتى وصلت إلى نهر الفرات، لتسيطر بذلك على محطتي عين البيضا والخفسة، وتقطع المياه عن الباب “بحجّة تضرر المحطات”، وهو ما وصفته وسائل إعلامية سورية معارضة بـ”مزاعم كاذبة أطلقها النظام ليغطي على جريمته الانتقامية من أهالي المدينة.”

كما أشار موقع “فوكس حلب” إلى فشل مفاوضاتٍ مع الحكومة السورية بوساطة من منظمة “الهلال الأحمر السوري”، حيث رفضت الحكومة إعادة ضخ مياه المحطة، “بالرغم من جاهزية البنية التحتية وخطوط التمديد الواصلة بين المحطة ومنطقة الباب.”

يستمر قطع المياه عن الباب، على الرغم من أن الحكومة السورية كانت قد أعلنت في أواخر عام 2019 عن عودة محطة الخفسة إلى الخدمة، بعد إعادة تأهيلها من الأضرار التي لحقت بها خلال العمليات العسكرية في المنطقة.

وبتاريخ 8 آب/أغسطس 2022، أجرى وفد أوروبي-أممي مشترك جولة في حلب وحمص وحماه، زار خلالها محطة الخفسة، وفي تعليقاته على الزيارة أشاد الوفد بأهمية إعادة تأهيل المحطة ودورها في تغذية مساحات واسعة من المنطقة، دون التطرق إلى أزمة المياه في مدينة الباب والبلدات المحيطة بها.

معلناً الزيارة على حسابه في “تويتر”، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا-سوريا) أنه: “مع التزايد المتسارع للاحتياجات الإنسانية في سوريا، فإن الأزمة لم تنته بعد. من المهم التركيز على التعافي المبكر والاستثمارات الخاصة بتعزيز الصمود، لتجنب المزيد من التدهور”.

فيما أشار رئيس الوفد الأوروبي، دان ستوينيسكو، في تغريدة عبر حسابه في “تويتر”، أن إعادة تأهيل المحطة كان جزءاً من مشروع رعاه الاتحاد الأوروبي واللجنة الدولية للصليب الأحمر-سوريا، للاستثمار في البنية التحتية الضرورية للمياه في سوريا.

مضيفاً أن: “دعم استمرار الخدمات الأساسية أولوية إنسانية! كان من دواعي سروري أن أرى بنفسي كيف يقدم الاتحاد الأوروبي مثل هذا الدعم الأساسي لملايين السوريين في حلب! حان الوقت لكي يعرف السوريون المزيد عن كل الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي في جميع أنحاء سوريا!”

لقطة شاشة للتغريدة المذكورة أعلاه، تتضمن صوراً من محطة معالجة مياه الخفسة.

الجدير ذكره، أن قطع مياه مضخة عين البيضا عن مدينة الباب، ليست الحالة الوحيدة التي استخدمت فيها الحكومة السورية المياه كسلاح لتحصيل مكاسب سياسية، ففي عام 2017 أيضاً، تركت الحكومة السورية الملايين من سكان دمشق بلا ماء بسبب القصف العنيف على وادي بردى، حيث أفاد سكان محليون من الوادي بوجود قصف عنيف بدا وأنه يستهدف نبع وادي بردى وطبقة المياه الجوفية، وكلاهما مسؤول عن تغذية دمشق بالمياه.

هذا وقد وثقت “سوريون” عام 2016، سقوط عدّة براميل على منشأة نبع عين الفيجة، في وادي بردى والذي يعتبر شريان حياة العاصمة دمشق. أدى القصف إلى خروج جزء كبير من المنشأة عن الخدمة وتلوث مياه الشرب بمادة المازوت التي تسربت من المضخات ومادة الكلور التي اختلطت مع مياه الشرب الذاهبة إلى دمشق.

فشل المفاوضات والحلول البديلة

تلا قطع الحكومة السورية لمياه مضخة عين البيضا، أزمة إنسانية متعددة الطبقات في الباب، لاسيما وأن المدينة كانت تعاني من أضرار جسيمة بسبب المعارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، فقد شهدت الباب دماراً كبيراً في البنية التحتية، من شبكات مياه وصرف صحي، وتراجعاً في الخدمات الأساسية، منها الكهرباء، قُدّر بأنه يحتاج “إلى إمكانات دولة من أجل النهوض بواقع المدينة.”

تظل الباب حبيسة هذا الواقع، خاصةً بعد فشل المفاوضات بين أطراف الصراع المسيطرة على المدينة وما حولها بالتوصل إلى اتفاق يخص مضخة عين البيضا، حيث أكد إعلامي من مدينة الباب، قابلته “سوريون” لغرض هذا التقرير، أن:

المفاوضات بين الجانب التركي والجانب الروسي فشلت لعدم وجود مقابل يأخذه الروس بدل المياه، فكان الرفض قطعياً، وهذا بحسب ما أخبرنا به الجانب التركي.”

أدى استمرار القطع إلى فجوة هائلة، فبحسب المصدر:

“كانت تستخدم مياه (المحطة) للشرب والاستخدامات المنزلية واحتياجات الزراعة، فقد ضخت حوالي 25 ألف م3 يومياً للمنازل و100 ألف م3 للأراضي الزراعية.”

دفعت هذه الفجوة أهالي المدينة للبحث عن حلول بديلة عن مياه المحطة، كان منها حفر الآبار الجوفية. بهذا الصدد، أضاف المصدر:

“بين العامين 2018 و2019، كان يتم العثور على الماء في الآبار الجوفية على عمق يتراوح بين 60 إلى 100م. بدأت تلك الآبار بالجفاف بعد عام 2019، فأخذ الأهالي بزيادة عمق الحفر إلى ما بين 250 إلى 400 م.”

غير أن آبار المدينة لم تجف فحسب، بل فشلت بتغطية حجم الاحتياج المتزايد، حيث شهدت المدينة زيادة سكانية كبيرة مع موجات النزوح التي قصدتها من مناطق الغوطة الشرقية والغربية والقلمون الشرقي وريف حمص الشمالي ودرعا عام 2018، بحسب المصدر.

استجابةً للاحتياجات المتنامية، اعتمد المجلس المحلي على آبار خارج مدينة الباب، تم حفرها في منطقتي سوسيان والراعي؛ تستجر المياه من هذه الآبار، وتعبأ في خزانين بناهما المجلس في المدينة، قبل بيعها للسكان وتوزيعها عن طريق صهاريج. وعن هذا، قال المصدر:

“أطلق المجلس المحلي لمدينة الباب مشروعاً لتغذية الأهالي بالمياه. اعتمد المشروع على 13 بئر جوفي وخزاني مياه سعة كل منهما 2000 برميل، استخدما لتخزين المياه قبل ضخها للأحياء. لكن طاقة المشروع كانت كافية لتغذية المدينة لمدة ساعتين كل أسبوع فقط، أي ما يقرب من 1م3 لكل عائلة أسبوعياً، وهذا المشروع لم يغطي كل أحياء المدينة. منذ فترة، بدأت هذه الآبار الجوفية بالجفاف، مما قلل من إمكانية التخديم التي يقدمها المجلس المحلي.

أكّد أحد أعضاء المجلس المحلي في مدينة الباب وجود فجوة بين الاحتياج المسجل وطاقة الآبار، مضيفاً في إفادته لـ”سوريون”:

“بموجب التعداد السكاني البالغ ما يقرب من 350 ألف نسمة، نحتاج إلى 25000م3 (يومياً). حالياً، تضخ الآبار حوالي 5000 م3 باليوم تقريباً، والضخ في تناقص مستمر بسبب انخفاض منسوب المياه الناجم عن الجفاف وقلة الأمطار، وهو ما يزداد سوءاً خلال فصل الصيف؛ هذا وانخفضت غزارة بعض الآبار وقلَّ عددها بعد الزلزال.”

بالإضافة إلى محدودية التغذية، أشار الإعلامي إلى معاناة السكان من آثار صحية بسبب اعتمادهم على مياه الآبار الجوفية والصهاريج:

“المياه التي تصل إلى مدينة الباب من سيارات النقل أو مجلس المدينة غير معالجة أو معقمة بمادة الكلور مما يؤدي لحالات تسمم يومية. وأيضاً هناك أمراض أخرى مثل حصى بالكلية ورمل بسبب الكلس العالي في المياه.”

وتوسع المصدر في حديثه عن الآثار الاقتصادية للأزمة، نظراً لارتفاع كلفة المياه البديلة بالمقارنة مع دخل سكان المدينة:

“حيث تتراوح تكلفة المتر المكعب الواحد ما بين 60 إلى 70 ليرة تركية، فيما يرتفع السعر إذا كانت المياه من خارج المدينة. ومع ارتفاع درجات الحرارة، يزداد الطلب على المياه وبالتالي ترتفع الأسعار وتطول فترة انتظار وصول صهريج المياه. أنا متزوج وعندي خمسة أطفال، ونحتاج إلى متر مكعب كل أربعة أيام، وبمعدل 70 ليرة للمتر، تكلفنا المياه 550 ليرة تركية تقريباً؛ أي أننا ننفق نصف الراتب تقريباً ثمناً للمياه، فيما يدفع صديقي بمنطقة ريف حلب الغربي 70 ليرة تركية مقابل 6 أمتار مكعبة. نحاول التقنين باستهلاك المياه جداً؛ مثلاً مياه غسيل الملابس، نستخدمها لتنظيف الأرضيات والدرج. هناك منظمة توزع المياه مجاناً، ولكنها تغطي نسبة محدودة فقط.” 

وعلى الجانب الاقتصادي أيضاً، نوه المصدر إلى أن قطع مياه مضخة عين البيضا كان سبباً في تراجع قطاع الزراعة في المدينة، مضيفاً:

“قطع المياه عن مدينة الباب كان سبباً بدمارها اقتصادياً، حيث كانت تلك المياه تستخدم في الزراعة أيضاً.  دُمِرت الزراعة في مدينة الباب وريفها، في بلدات مثل قباسين وبزاعة، لأن غالبية السكان يشتغلون بالزراعة وأصبح أغلبهم بلا مهنة، ومن يحاول منهم الاستمرار ويحفر بئر مياه، يواجه بالخسارة، بسبب التكاليف العالية لاستخراج المياه من حفر وأدوات الاستخراج، ومصاريف تشغيل البئر. كلفة حفر الآبار عالية جداً، مثلاً يكلف حفر المتر الواحد 8 دولار، هذا دون ثمن القميص المعدني الداخلي للبئر والغطاس ومولدة التشغيل والمازوت. عدا عن أن بعضهم يحفر بئراً ويتكلف، فلا يجد ماء أو يكون معرضاً لجفافها فوراً؛ حالياً الآبار المضمونة في الباب، تحتاج إلى عمليات حفر على عمق 700-750 متر تحت الأرض وهذا ذو تكلفة عالية جداً.”

وفي تقريرٍ مصور، رصدت قناة “حلب اليوم” المخاطر التي تهدد مدينة الباب أثر انحسار مستويات المياه الجوفية، لاسيما على مساحاتها المزروعة والتي تعتمد بشكل كلي على مياه الآبار، مقدرةً تراجع الزراعة والإنتاج بنسبة تزيد عن 75 بالمئة.

تراجع حاد في قطاع الزراعة:

يتقاطع وصف الإعلامي لمعاناة المزارعين، مع إفادة مزارع من مدينة الباب، ورث المهنة عن والده وجده، واستمر في ممارستها إلى أن قُطِعت المياه عن الباب، قبل أربعة أشهر سيطرة الجيش التركي وفصائل المعارضة المسلحة عليها. بالإضافة إلى حجز مياه مضخة عين البيضا، قطعت الحكومة السورية مياه مشروع ري سهول تادف والباب، والذي صمم ونفذ خصيصاً للنهوض بواقع الزراعة في ريف محافظة حلب. قال المزارع لـ “سوريون”:

المشروع يبدأ من نهر الفرات، وهو عبارة عن ساقية فوق الأرض، تعرف بساقية “البابيرى” أو ساقية “دير حافر” وتذهب باتجاه السفيرة. توجد على الساقية مضخات لسحب المياه عبر أنابيب تحت الأرض ومن ثم إلى مدينة الباب. وهو مشروع مختلف عن مشروع عين البيضا، الذي يستخدم لمياه الشرب، والتي تُستَجر من نفس الساقية ولكنها تمر عبر محطة تنقية المياه في عين بيضا. تم تنفيذ المشروع بعام 2006 – 2007 من قبل شركة تركية. تم حفر هذه المساحات بآليات تركية ومن قبل عمال أتراك، وتم تمديد البواري أيضاً من قبل أتراك، أما المضخات هي إيرانية حسب علمي. واصل المشروع العمل وتخديمنا بالمياه ما إن انتهى تنفيذه، واستمر بذلك حتى في أثناء سيطرة الجيش الحر وبعدها سيطرة تنظيم داعش. ولكن قبل سيطرة الجيش الوطني وتركيا على مدينة الباب بأربعة أشهر تم قطع المياه عنا حتى هذه اللحظة.” 

هذا وكانت الحكومة السورية قد أعلنت عن تدشين المشروع عام 2007 والذي “هدف إلى استصلاح  6700  هكتار من أراضي المنطقة بطرق الري الحديث وذلك من خلال شبكات ري وصرف ضمن سرير نهر الذهب فى منطقة الباب بغية تطوير المنطقة زراعيا واقتصاديا واجتماعيا وبيئيا.”

صممت المشروع شركة “سوف انترفود” الروسية للهندسة المائية، ونفذته شركات “سوبرليت” التركية، و”شيمبار” الإيرانية والشركة العامة للكهرباء والاتصالات، لصالح المؤسسة العامة لاستصلاح الأراضي – مديرية التشغيل والصيانة بالفرات الأعلى، التابعة للحكومة السورية.

وكما في حالة مضخة عين البيضا، نوه المصدر إلى فشل المفاوضات بين أطراف الصراع المسيطرة على المنطقة، في إيجاد حل لأزمة قطع مياه مشروع الري:

“رفض النظام تزويدنا بالماء، وتركيا لم تجعل ملف مدينة الباب ضمن ملف التفاوض بمبادلة الكهرباء والماء في الحسكة وعلوك وتجاهلت الموضوع كلياً. وبرأيي تركيا مستفيدة من عدم وصول المياه إلينا، لأن بدل الخضروات والبقوليات التي نزرعها نحن، باتت تركيا تغطي هذا النقص، بإدخال كميات كبيرة من الخضروات والبقوليات إلى الشمال السوري. فتركيا تسوق لمنتجاتها من خضروات وبقوليات وقطن بدل انتاجنا السابق، وبما أن تركيا هي من نفذت هذا المشروع لصالح الحكومة (السورية)، هي أكثر جهة تعلم فائدة هذا المشروع للشمال السوري، بتشغيل عدد كبير من اليد العاملة وكذلك الإنتاج الكبير الذي سيخفض الأسعار في سوريا.” 

تحدث المصدر عن وضع الزراعة في الباب ما قبل قطع المياه، مضيفاً:

“كنا نزرع أرضاً مساحتها 150 دونم  (15 هكتار)، واستعنا بحوالي 120-130 عامل وعاملة، عملوا يومياً فيما عدا الأيام الماطرة. وحتى في فترات الليل، كنا نعمل لإنتاج الخضروات والبقوليات والقطن؛ وكنا قد قسمنا الأرض لقطاعات حتى نغطي جميع المنتجات. وكان لدينا سيارتان كبيرتان، نحمل فيها الخضروات وبقوليات، إلى سوق الباب طوال اليوم. كان لدينا إنتاج ضخم جداً، ويد عاملة كثيرة، فكنا نرسل الانتاج لجميع المحافظات، بالإضافة لخارج سوريا وخاصةً دول الخليج، بسبب الفائض بالإنتاج ولأن الدولة السورية سمحت لنا بالتصدير. الباب معروفة بكثرة السهول فيها وخصوبة أراضيها، والتي اعتمدت على مياه الأمطار أيضاً.”

ولكن قطع المياه غير كل ذلك، أضاف المصدر:

“بعد قطع المياه، جفت أرضي وأراضي الجميع وتحولت إلى أرض قاحلة جداً. أرضي تحولت إلى صحراء، وأنا أصبحت عاملاً لدى الناس. كان أكثر من 70% من سكان مدينة الباب يعملون في الزراعة، أصبحت النسبة الآن تحت 5%، انتهت بشكلٍ كامل؛ شعب الباب، صاحب مصلحة بالزراعة، وليس له مصلحة أخرى، لذلك يجد صعوبة كبيرة في العمل بالمجالات الأخرى. خلف هذا ارتفاعاً بأسعار الخضروات والبقوليات في عموم سوريا. هذا العام، كانت نسبة هطول (الأمطار) مقبولة، فاستطعنا الحصول على موسم مقبول من الحنطة فقط؛ أما في السنوات الماضية، خسرنا بذار الحنطة الذي زرعناه؛ لأنه زرع صيفي وهو يحتاج إلى الكثير من المياه وهذا غير متوفر حالياً.”

وبالإضافة إلى قلة الإنتاج، يعاني المزارعون من المنافسة في تصريف محصولهم، حيث قال المصدر:

“مثلاً، موسم البطاطا، عندما تدخل قوافل البطاطا التركية، ينضرب/يتأذى كل سوقنا ونخسر موسم زراعتنا، القليل جداً.” 

وعن تكاليف المياه البديلة، أضاف المصدر:

“بحثنا عن حلول ولكنها لم تكن مفيدة، مثل حفر الآبار الجوفية أكثر من 600 م تحت الأرض، وهي مياه كبريتية غير صالحة للشرب، وحتى للزراعة ليست مفيدة كثيراً ولكنها هي الموجود حالياً. حفرت بئر جوفي على عمق 60 م، استخدمه للمنزل، ولبضعة أشجار في المنزل أيضاً، لا أكثر. الآبار الجوفية، التي يزداد عمقها أكثر من 600 م مكلفة جداً، فمثلا تكلف حوالي 10 آلاف دولار، ما عدا البواري والغطاس الذي تكلفته حوالي 2200 دولار.” 

أدى شح المياه، والتكاليف العالية لمصادرالمياه البديلة أو انخفاض جودتها إلى انحسار الغطاء النباتي الذي وجد في المدينة قبل أزمة المياه، وعن هذا أفاد المصدر:

“مثلاً أشجار الرمان التي تشتهر بها المدينة، ذبل حوالي 80% منها، والمتبقية تشرب من مياه الصرف الصحي. جميع أشجار الباب التي ما زالت موجودة، تسقى من مياه الصرف الصحي.” 

المصدر: سوريون من أجل الحقيقة والعدالة