كان مشروع الكتلة الوطنية هو ضم جميع المناطق الخاضعة للانتداب إلى سلطتها المركزية المباشرة في دمشق، فلم توفر أية قوة أو وسيلة لإخضاع الجزيرة لحكمها المباشر، فهجمت أنصار الكتلة في عاموده على أعضاء لجنة التحقيق، و حشدت قبائل من العشائر البدوية في جنوب المنطقة للتدخل المسلح لصالح أنصارها في الجزيرة.
سنستمر في نشر بعض الوثائق المتعلقة بالأحداث الدامية التي وقعت في الجزيرة في شهر آب عام 1937، نترجم في هذه الحلقة ثلاثة وثائق فرنسية، مرسلة في 17 آب عام 1937، من قبل مدير الأمن العام، المفتش العام للشرطة، إلى وزارة الخارجية الفرنسية في باريس.

****
(الوثيقة الأولى)
الأمن العام
بيروت في 17 آب 1937
معلومة رقم 4150
أمن دمشق 13-08-37.-

آ/س – الجزيرة و الكتلة (الكتلة الوطنية-المترجم):

متحدثاً عن الأحداث، يقال بأن الأمين العام للكتلة، عفيف الصلح، قد صرح بأن الأساليب التي قامت بتعليم الشعب عليها من قبل الكتلة، يستعملها الشعب حالياً ضد الكتلة.
و أضاف، بأن الخطأ يعود إلى السلطات الفرنسية التي سلمتنا السلطة مع فرضها علينا العديد من الشروط..

كان يجب قبل عشرة سنوات محاولة القيام بالتجربة الحالية.

خاتم و توقيع
مدير الأمن العام
المفتش العام لشرطة دول المشرق الخاضعة للانتداب الفرنسي

****
(الوثيقة الثانية)
الأمن العام
بيروت في 17 آب 1937
معلومة رقم 4152
أمن دمشق 13-08-37.-

آ/س- حادثة في عاموده:

شاع خبر في دمشق في مساء الثاني عشر من شهر آب 1937، بأنه في عاموده، تمت مهاجمة و جرح كلاً من نائب حلب ادمون رباث (ربّما رباط-المترجم) و بهيج بك الخطيب المفتش العام للداخلية(1)، و هما عضوان في لجنة التحقيق في مسألة الجزيرة.

خاتم و توقيع
مدير الأمن العام
المفتش العام لشرطة دول المشرق الخاضعة للانتداب الفرنسي
****
(الوثيقة الثالثة)

الأمن العام
بيروت في 17 آب 1937
معلومة رقم 4161
الأمن العام في دير الزور 14-08-37.-

في الرابع عشر من شهر آب عام 1937، حوالي الظهيرة، أفاد سائق قادم من حلب، بأنه رأى في حوالي سبخة (مكان يقع على بعد 50 كيلو متراً في شمال دير الزور) 500 خيّالاً مسلحاً متجهين نحو الجزيرة.
يجهل السائق إلى أية عشيرة تنتسب هذه الخيالة.

خاتم و توقيع
مدير الأمن العام
المفتش العام لشرطة دول المشرق الخاضعة للانتداب الفرنسي
****
ملاحظات المترجم:
(1)- كان العديد من زعماء الكتلة الوطنية يعتبرون السيد بهيج بك الخطيب، الذي ترأس الدولة السورية بين 1939 و 1941، من خصومهم السياسيين. و تبيّنَ لي ذلك بعد الاطلاع على الملفات الشخصية لدى المخابرات الفرنسية للسادة شكري القوتلي و جميل مردم بك و غيرهما من زعماء الكتلة الوطنية.
يتبع

شارك هذه المقالة على المنصات التالية